المكذبون بيوم الدين مثل المكذبين بفيروس كرونا ( كوفيد 19).

Brahim إبراهيم Daddi دادي في الجمعة ٠٣ - يوليو - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

المكذبون بيوم الدين مثل المكذبين بفيروس كرونا ( كوفيد 19).

 

وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ.

 

عزمت بسم الله،

 

إن أكثر الناس لا يؤمنون بالغيب، لأن الإيمان بالغيب شيء صعب على الذين لا يوقنون بالآخرة، إلا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة فأولئك هم الذين يوقنون بالآخرة وهم المفلحون. قال رسول الله عن الروح عن ربه: الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ(4)أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ(5).لقمان.

 

هناك صنف من الناس لا يؤمن حتى لو أنه رأى بأم عينيه أشياء وسمع، لأن مثل هذا الصنف من الناس تَغلَّب عليهم هواهم واستولى عليهم الطغيان والكبر، ولنا في فرعون مثال.

وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَاهَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنْ الْكَاذِبِينَ(38). القصص.

أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنْ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ(37).غافر.

 

متى آمن فرعون واستسلم؟ لما أدركه الغرق، أما قبل ذلك فكان لا يرى إلها غيره، وزين له سوء عمله وصد عن السبيل. وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ(90).يونس.

 

كانت هذه مقدمة لأشير إلى وباء فيروس كرونا (كوفيد-19)، الذي أصاب العالم كله، وحصد الكثير من البشر، من جميع الدول المتقدمة والمتأخرة والنامية ( النائمة)، لكن مع ذلك أكثر الناس لم يؤمنوا بخطر هذا الفيروس ويكفرون وجوده، لأن الفيروس غير مرئي ولا محسوس، فمنهم من يصفه بفيروس عادي كغيره من الفيروسات المعروفة لديهم، ومنهم من يعتقد أن الإنسان هو صانع هذا الفيروس، أقول نعم ربما صنعه الإنسان لأمر ما، فخرج عن طوعه وأحدث الهلع والارتباك في العالم كله، فتعطل الاقتصاد العالمي وتضرر الناس جميعا في العالم.

والسؤال المطروح هل نصدق وجود كرونا ( كوفيد 19) فنأخذ الأمر بجدية ونقي أنفسنا بكل ما أوتينا من وسائل الوقاية ؟؟؟ أم أننا لا نؤمن بهذا الفيروس حتى نصاب به لا قدر الله تعالى؟؟؟

حينئذ يصدق فينا قول الله تعالى الذي بلغه الرسول عن الروح عن ربه قال: وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْئَسْ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ(31). الرعد.

لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوْا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ(201)فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ(202)فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ(203)أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ(204)أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ(205)ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ(206)مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ(207)وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنذِرُونَ(208)ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ(209).الشعراء.

 

إن هذه الآيات تنذر الذين لا يؤمنون بوعيد يوم الدين، كما تنذر الذين لا يؤمنون بمخاطر فيروس كرونا ( كوفيد 19). أفلا ينظر الناس لأمر هذا الوباء بجدية؟؟؟ فيتخذوا احتياطاتهم الوقائية قبل فوات الأوان؟؟؟

أنصح نفسي والناس، خاصة رجال الدين الذين يشركون كتاب الله بما كتبت أيدي البشر، أن لا يشركوا بالله شيئا، لا تقديس لحجر أو شجر أو مخلوق أو كتاب مع القرآن، فيكون بذلك الإنسان قد ضمن وعد الله تعالى الذي وعد عباده: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا(48). النساء.

وأنصح نفسي والناس أن نؤمن بغيب فيروس كرونا ( كوفيد 19) فنتخذ الاحتياطات الواجبة دون تهويل ولا قنوط ولا يأس، وما قدَّر الله تعالى لعبد يلقاه.

والسلام على من اتبع هدى الله تعالى فلا يضل ولا يشقى. 

اجمالي القراءات 3663