تكسير الأصنام خلال 30 عاما ( 1977 : 2007 ) في حياتي الفكرية ( 2 )

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٢٦ - مايو - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

تكسير الأصنام خلال 30 عاما ( 1977 : 2007 ) في حياتي الفكرية ( 2 )

ثالثا : المُستفاد مما سبق :

الصدمة .. وما بعد الصدمة

1 ـ الفتى إبراهيم ناقش أباه وقومه في عبادة الأصنام فلم يجد فيهم أُذنا صاغية . قرّر إحراجهم فراغ على آلهتهم ضربا باليمين . كسّر تماثيل الآلهة سوى أكبر واحد فيها . عرفوا أن الذى فعل هذا بآلهتهم هو فتى يذكرهم يقال له إبراهيم . عقدوا له جلسة محاكمة علنية . سألوه : ( أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62)الأنبياء ) ردّ عليهم ليُحرجهم  : ( قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنطِقُونَ (63). تداولوا الأمر بينهم؛ هل صحيح أن الصنم الأكبر هو الذى كسّر أخوته الصغار ؟ إتّهموا انفسهم : ( فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمْ الظَّالِمُونَ (64) . ثم فاجأتهم الصدمة حين أدركوا الحقيقة المُرّة ، إن آلهتهم مجرد أحجار صمّاء لا تنطق ، شعروا بالخزى وهم يعترفون بالحقيقة  للفتى إبراهيم : ( ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاءِ يَنطِقُونَ (65). هنا هزمهم الفتى إبراهيم بالضربة القاضية ، صفع الملأ من أكابر المجرمين على أقفيتهم . كانوا يعبدون الله جل وعلا ويعبدون معه آلهة مصنوعة ، فانطلق فيهم الفتى ابراهيم يؤنبهم : ( قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (67). بعد أن أفاقوا من الصدمة أخذتهم العزّة بالإثم ، وتحت زعم الدفاع عن آلهتهم الحجرية الصمّاء التي  تعجز عن حماية حجارتها إنتصروا لغبائهم وقرروا حرق الفتى إبراهيم : ( قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنتُمْ فَاعِلِينَ (68) الأنبياء ).

2 ـ حسب علمى بمحاكم التفتيش في تاريخ الغرب والمحمديين فإن قوم إبراهيم أقاموا محاكمة شفّافة للفتى إبراهيم ، فلما صفعهم بحجّته قررّوا عقابه حرقا بعد أن أعطوه فرصة لاثبات وجهة نظره . المستفاد هنا : الصدمة وما بعدها . صدمة الغافلين بحقيقة أنهم أشدُّ ضلالا من الأنعام ، بعدها يثور الكهنوت لكرامتهم فيعاقبون من أيقظهم من غفلتهم . ولكن على الهامش لا ينسى أكابر المجرمين هذا ولا ينساه الأتباع ، يتغيّر فيهم شيء ما ، يلتصق بالفطرة السليمة التي غطّاها الكفر ، ولكن الضالين المضلين يجحدون الحق ، بينما يثوب الى الحق بعض الأتباع .

3 ـ هذا ما حدث معى في تكسير أصنام التصوف وأصنام الحديث والبخارى وخرافات العصمة والشفاعة والمعجزات الحسية .

الصدمة في تكسير أصنام التصوف ( 1977 : 1980 )

1 ـ في الرسالة التي قدمتها للمناقشة كنت أتّبع المنهج الهندسى ، أي أضع العنوان الذى يصفع القارىء ، ثم أقوم بالبرهنة عليه بما لا يجعل له فرصة للدفاع أو ثغرة للهروب. كأن يكون العنوان مثلا :( الشذوذ الجنسى في العقيدة الصوفية ، الشذوذ الجنسى عبادة عند أولياء التصوف ، الأولياء الصوفية ينشرون الشذوذ الجنسى ...الخ . ) . تأتى الاستشهادات من المصادر الصوفية نفسها ثم من المصادر التاريخية المعاصرة ومن وثائق الوقف على المؤسسات الصوفية ومن المخطوطات الصوفية والتاريخية على السواء . الذى كان يحدث أن المّشرف يرتاع ويطلب الانسحاب ، ويؤتى بآخر ، فيعتذر . الى أن جاء أستاذ قرأ الرسالة كاملة وكتب على أوراقها تعليقاته ، ونصحنى بأنه : ( من المستحيل أن يوافق الشيوخ الكبار   على أن يقول مدرس مساعد هذا . ولا بد أن تصل الى حلّ وسط معهم ، وطالما أنت مصمّم على رأيك ، فلتحذف أصعب ما في الرسالة لتحصل على درجة الدكتوراة ، ثم بعدها قم بتقديم الأجزاء المحذوفة للترقية الى أستاذ مساعد. ).  وافقت ووافقوا لأن الحرج وصل بهم الى مداه.  

  2 ـ في صدمتهم كانوا يهذون بأقوال مضحكة ، منها :

2 / 1 : لماذا لا تذكر أي شيء إيجابى  عن التصوف ؟ هذا ينافى الحياد .

قلت : في الأبواب السياسية والاجتماعية ذكرت بعض الإيجابيات . في باب الحياة الدينية والأخلاقية لا توجد حلول وسط طالما معى الميزان وهو القرآن . لذا فالحكم عليهم قرآنيا هو تكفيرهم . القرآن الكريم واضح ، وأقوالهم وأفعالهم في مصادرهم واضحة ومتواترة .

2 / 2 : غيرك كتب رسائل دكتوراة في التصوف ، ولم يفعل مثلك . لماذا تخرج عن المألوف في الأزهر ؟

قلت : غيرى يكتب يتعب نفسه في تأويل أقاويلهم ، وفى الدفاع عن إنحلالهم وشطحاتهم . أنا لا أفعل هذا. وليس الخروج عن المألوف نقيصة أو عيبا ، بل إنّ المفروض في بحث الدكتوراة أن يأتي بجديد يخالف المألوف والمعروف ، المهم أن تكون معه الأدلة من المصادر الموثّقة .

2 / 3 : لماذا لا تكتب شيئا يخفّف صدمة القارىء ؟.

قلت : لست كاتب روايات أؤلف من دماغى قصصا خيالية لامتاع القارىء وتسليته . أنا باحث تاريخى . دخلت حجرة خاصة بالمصادر التاريخية والصوفية في العصر المملوكى ، ومطلوب أن أبحث الموجود فيها ، وليس لى أن أخترع روايات خيالية .

2 / 4 : أرنا المصادر التي اعتمدت عليها .

قلت : الوثائق والمخطوطات التي لا يمكن نقلها قمت بتصويرها وجعلتها ملاحق للبحث . المصادر التاريخية والصوفية الأصيلة الأصلية المطبوعة متاحة للبيع في شارع الصنادقية بجانب الأزهر وفى مكتبة ( صبيح ) التي تبعد عن الجامع الأزهر بأقل من مائة متر. وبعضها يُباع على أرصفة الجامعة متاحة للجميع . ومعظم المصادر الصوفية في الرسالة اعتمد عليها أزهريون منهم شيخ الأزهر عبد الحليم محمود .

2 / 5: ولماذا لا تكتب بنفس منهج شيخ الأزهر ؟

قلت : هو يؤمن بالتصوف وأوليائه ووهب حياته في الدفاع عنهم ، ويكفى أنه كتب في مقدمة كتابه عن ( السيد البدوى ) أنه قبل أن يكتب كتابه هذا ذهب الى قبر السيد البدوى في طنطا وسأله الإذن ، وأن الإذن جاءه من داخل القبر. هذا لا ارضاه لنفسى .

شاع كل هذا ودارت حوله جلسات النميمة للشيوخ ، ومع إذاعة المكتوب في الرسالة عن فضائح الأولياء الصوفية اكتسبت أنصارا خصوصا بين العلمانيين في الكليات العملية في جامعة الأزهر ، والأكثر بين السلفيين ، وهم الخصوم التقليديون للصوفية داخل الجامعة وخارجها . وطلب منى عميد كلية أصول الدين وقتها ( موسى شاهين لاشين ) مقابلتى وتمنى أن يكون مشرفا على الرسالة لولا أنه أستاذ تفسير . وبدأ التذمر يعلو بين شيوخ السلف السنيين في الجامعة ضد شيخ الأزهر عبد الحليم محمود لأنه جعل التصوف مادة في كلية أصول الدين . بموت عبد الحليم محمود زال جبل الدفاع عن التصوف ، وجهر السنيون السلفيون بالهجوم على التصوف نفسه ، ووجدت نفسى زعيما ضد التصوف ، خصوصا وكنت وقتها سنيا معتدلا . إختلف الحال عندما بدأت في تكسير أصنام السُّنيين .

الصدمة في تكسير أصنام البخارى والحديث وتأليه النبى محمد  ( 1985 : 1987 ).

1 ـ علا ضجيج المعركة بينى وبين السنيين في وقت إنتشر فيه النفوذ السلفى واحتل مكان التصوف . وقيل لى :

1 / 1 : اعترفنا  أنك كنت على حق في هجومك على التصوف وأوليائه ، أمّا أن تهاجم النبى فنحن ضدك .

قلت لهم : كما أخذتم وقتا في الاقتناع بما قلتُ عن التصوف ستأخذون وقتا لتقتنعوا بما أقول عن البخارى الذى أسّس هذه الخرافات عن النبى محمد عليه السلام. وأنا لا أهاجم النبى محمدا ولكن أتمسّك بالقرآن الذى اتخذتموه مهجورا . أنا الذى أدفع الأذى عن النبى محمد بفضح البخارى وافتراءاته .

1 / 2 : أنت تنفى العصمة للنبى وتنسبها لنفسك ، لماذا لا تعترف بالخطأ ؟ هل أنت معصوم ؟ هل أنت أفضل من النبى . ؟

قلت : أنا باحث ، أبحث عن الحق ، أخطىء وأصيب . أرجو أن تبينوا لى الأخطاء الى وقعت فيها .

2 ـ ردُّ الفعل عند السنيين  كان أشدّ وأقسى منه عند الصوفية . كان أقسى ما يمكن فعله من الصوفية هو تقرير من بضعة سطور يكتبه المشرف على رسالة الدكتوراة يقول إننى لا أصلح باحثا ، وبهذا يتم تحويلى من درجة مدرس مساعد الى موظف ادارى في الجامعة . كان بإمكانهم هذا ، وكانوا يهددوننى بهذا ، ولم يجرؤوا عليه لأنهم أشاعوا ــ  تبريرا لفشلهم ــ أننى مدفوع من ( جهات أجنبية لتدمير الإسلام ) وصدقوا هذه الاشاعة ، فخافوا من عصف ( الجهات الأجنبية ) المزعومة بهم . السنيون ومعهم الاخوان وتنظيماتهم السرية والعلنية والنفوذ السعودى ساروا ضدى في الطريق الى نهايته ، ووافقهم مبارك الذى كان منبطحا للسعودية يرجو عودة العلاقات معهم. مع حملة إعلامية أدخلوني السجن على أمل أن يقتلنى الارهابيون فيه ، لذا تحولت قضيتى الى شأن عام سنتعرّض له لاحقا . ولكن نتوقف هنا مع الصّدمة .

3 ـ مع بداية الهجوم على البخارى في مساجد دعوة الحق في طنطا تحالف ضدى الصوفية والسنيون تحت زعامة شيوخ كلية أصول الدين في طنطا . واشرت لهذا سابقا . وخططوا لمناظرة معى . هم يعرفون أنه لا حُجّة لديهم وأننى سأهزمهم . ولكن الهدف هو إغتيالى  بافتعال مشاجرة. كان الموعد يوم شم النسيم ، جاءتنى تحذيرات، خصوصا مع إعلان شاع باباحة دمى إذا جئت الى طنطا . لم آبه ولم أتردد . خرجت من بيتى بعد أن ألقيت نظرة على أولادى فقد لا أراهم بعدها . حين وصلت الى مقربة من المسجد وجدت جموعا غفيرة خارجه ، دخلت بصعوبة فوجدتهم يحتلون المسجد يخطبون يهاجموننى مقدما ، والتكبير يعلو تشجيعا وحماسا ، بينما يجلس شيوخ كلية أصول الدين في طنطا في الصفّ الأول . استمعت هادئا  الى شتمى ، وعندما جاء دورى للحديث إنسحب شيوخ كلية أصول الدين ليخلوا مسئوليتهم مقدما عمّا سيحدث . تكلمت فذكرت ما قاله البخارى في الطعن في النبى محمد عليه السلام ، استمعوا  وعيونهم تقدح شررا ، وعندما قلت ( العصمة لله جل وعلا وحده وللنبى محمد في أمور الوحى ، ومن اعتقد العصمة في البخارى فقد كفر بما أُنزل على محمد ) . كانت القنبلة التي تفجّرت . كانت الصدمة الكبرى والصفعة العظمى والقشّة التي قصمت ظهر البعير والحمير. إندفعوا نحوى كالثيران الهائجة ، وكاد أحدهم أن يصل لى وقد قفز قفزة هائلة من بينهم ، فأسرع الجماعة الذين كانوا يحرسوننى وحملونى الى غرفة داخلية وأغلقوا بابها ، وصارت أصواتهم الصاخبة تصل الىّ داخل الغرفة، وظل الأمر هكذا حتى خفتت الأصوات ، واستطاع أهل المسجد طرد المشاغبين ، وجاء المشرفون على المسجد ليصحبونى الى المحطة في حمايتهم لأرجع الى القاهرة ، فرفضت حتى أكمل محاضرتى . ! وأكملت محاضرتى !. كان في البداية أهل المسجد فقط هم الحاضرون بينما صوت الميكروفون يصل مجلجلا الى الشارع حيث وقف معظم الأتباع السنيين يستمعون . ثم بدأ بعضهم يدخل الى المسجد ويستمع في أدب ، وسرعان ما امتلأ المسجد ، واستمعوا الى النهاية ودارت أسئلة أجبت عليها ، كانت صدمة ، وانتهت على خير.

4 ـ في صور مختلفة تكرّر هذا كثيرا فيما بين ( 1985 : 1987 ) وأنا موقوف عن العمل . وقد أتاحوا لى الوقت للبحث وللخطابة يوم الجمعة في المساجد . كنتّ أخطب في مسجد ما حتى يتم طردى منه ، والسنيون يحضرون للتشويش والشجار ، وبمجرد إنتهاء الخطبة والندوة بعدها أرجع الى بيتى . كانت الصدمة تتكرر ، ويتكرر معه رد الفعل ، ويزداد حولى الأنصار الذين أصبحوا أول تيّار قرآنى في مصر .

5 ـ خطبت في مسجدين في منطقة الزمالك ، كلاهما كان تحت الإنشاء . في واحد منها فوجئت برجل في الستين من العمر تبدو عليه الهيبة ، وقف بعد الصلاة وأنا أتكلم في الندوة الملحقة بالخطبة والصلاة ، اندفع يهاجمنى بانفعال وقسوة . هدّأه المشرف على المسجد وانتحى به جانبا ، واعطاه نسخة من كتبى الخمسة التي صادرتها جامعة الأزهر . في الأسبوع التالى فوجئت بنفس الرجل ــ وهو من كبار أهل الحى ( الزمالك ) ــ  يقف معتذرا عما قاله في الأسبوع الفائت ، ويثنى علىّ . بعدها صارت صداقة بيننا ، وساعدنى كثيرا في محنتى ، وهو الذى اسهم بأكبر قدر في إقامة أول مسجد لنا في منطقة العجوزة ( مسجد الفرقان ) إنه المهندس محمد محمد خير الخطيب ، رحمه الله جل وعلا وجزاه خيرا. هو رجل الأعمال المثقف والخبير السابق في التصنيع الذرى في مصر وقت عبد الناصر .

 نفس الحكاية .. صدمة ، ثم إفاقة من الغفلة لمن لديه قابلية للهداية ، وجحود وطغيان لمن يسترزق من الضلال .

6 ـ تكاثر أهل القرآن في القاهرة والجيزة وطنطا والإسكندرية ودمياط خلال سنوات الصدمة . وطّنوا أنفسهم على سماع شيء جديد يصدمهم كل مرّة ، وكانوا يتقبلون ما يسمعون لأنه مُدعّمُ بالقرآن الكريم . وتخصّص كثيرون في تسجيل الخطب والندوات فكانت البداية للخروج الى الإعلام والشأن العام .

7 ـ في كل ما سبق يرجع بعض الفضل الى حُمق الخصوم من الصوفية والسنيين ، ولكن فضلهم الأكبر حين أتعبوا أنفسهم في الضغط على مبارك حتى إعتقلنى وأهل القرآن في القضية التي كانت معروفة في أوراق نيابة أمن الدولة العليا ( بقضية أهل القرآن ) والمعروفة إعلاميا وشعبيا ب( منكرى السُّنّة ).

8 ـ أكابر المجرمين تآمروا ومكروا لإغتيالى جسديا ومعنويا فأرتدّ مكرهم عليهم ، واسهموا في دخول الفكر القرآنى الى المجال العام ، وجعلوه قضية مطروحة للنقاش ، فأصبحت الأصنام التي كانت مُصانة عن النقاش معروضة للنقد ، وقد فقدت حصانتها وقُدسيتها . حاق بهم مكرهم السىء ، وتحقق فيهم قوله جل وعلا : (اسْتِكْبَاراً فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّةَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلاً (43)  فاطر ) .

اجمالي القراءات 4101