محمد رسول الله وخاتَم النبيين

سامر إسلامبولي في الأربعاء ٢٧ - يونيو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

محمد رسول الله وخاتَم (خاتِم)النبيين
إن كلمة (ختم) الخاء والتاء والميم تدل على عملية ارتخاء ودفع خفيف منته بجمع متصل. وظهر ذلك في حياتنا المعيشية عندما نريد أن ننهي أمراً معيناً متفقاً عليه ، فنبدأ بذكر البنود واحداً تلو الآخر ، مع وقفة عند كل واحد للتحقق والتأكد منه وتثبيته، وهذا الفعل هو دلالة صوت (الخاء والتاء) إلى أن نصل إلى عملية النهاية فنضع البند الأخير الذي يعطي لما سبقه صفة التصديق والتواصل والإكمال والتثبيت والاستمرار لمضمون الاتفاق دون زيادة أو نقصان ، وهذا دلالة صوت (الميم).
ومن هذا الوجه يتم استخدام فعل (ختم) لكل عمل تم الانتهاء منه بصورة كاملة مع إعطائه صفة الصلاحية والاستمرار والتثبيت والمصداقية ، وهذه الصور لفعل (ختم) اقتضى في واقع حال المختوم أن يكون الخاتَم هو الآخر ضرورة لازمة وإلا انتفى عنه صفة الختم . وظهر ذلك الاستخدام في ختم العقود والوثائق ، فبعد عملية الختم لا يصح أي زيادة أو تغيير.
فمفهوم الآخر وحده يدل على نهاية الأمر المتكلم عنه ، ولا يفيد نفي وجود شيء بعده في الواقع إلا بقرينة تحدد ذلك، نحو قولنا : جاء زيد آخر الناس . فهذا الكلام لا يفيد نفي مجيء أحد بعده ، لأنه من المحتمل أن يجيء إنسان بعده . فهو يفيد الآخرية في زمن التكلم فقط ، ولا ينسحب إلى المستقبل ، غير أنه لا يفيد صفة التواصل والمصداقية والإكمال للناس الذين سبقوه ! فكلمة الآخر تدل على مجرد وصف حال الأمر من حيث هو آخر شيء حصل.
إذاً دلالة كلمة (الخاتَم) أعم وأشمل من دلالة كلمة (الأخر) ولا يصح استخدام كلمة (الآخر) بدل كلمة (الخاتَم) .
قال تعالى : [ اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم ....]يس65
فختم الأفواه هو تثبيت وتوقيف وظيفتها على شيء كامن في داخلها يقوم به جهة أخرى . وليس إغلاق الأفواه كما تغلق الأبواب ! ، لأن عملية إغلاق الفم يقوم الإنسان نفسه بها بخلاف عملية الختم فلا بد لها من جهة أخرى تختم عليه. وعملية الختم لا يمكن أن يتم فتحها أو إلغاءها إلا من الفاعل الذي قام بالختم . مثل إن قامت السلطات بختم محل تجاري لوقوعه بمخالفة ما . فإن قام صاحب المحل بفك الختم كان فعله غير شرعي ومحاسب عليه .
قال تعالى : [ قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به ....]الأنعام46
وقال : [ يسقون من رحيق مختوم ، ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ] المطففين 26
فالمختوم هو شيء تم صنعته بصورة معينة وتم إنهاءه وتثبيته على ما هو عليه، والمحافظة على أن لا يتم عليه الزيادة أو النقصان ، وإعطاءه صفة الاستمرار والصلاحية .
وبعد هذا المدخل المختصر نصل إلى المفهوم الذي هو محل الدراسة ألا وهو:

[محمد رسول الله وخاتَم (خاتِم) النبيين ]
قال تعالى : [ ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتَم (خاتِم) النبيين ...] الأحزاب 40
يخبرنا الله عز وجل كونه صاحب العلاقة في بعثة الأنبياء والرسل ، أنه قد جعل النبي محمداً صلى الله عليه وآله خاتَماً للأنبياء بمعنى أن ما تم إرساله للناس عن طريق هذا النبي الكريم هو خاتَم لكل ما سبقه من الكتب الإلهية ، حيث تواصل معها وأعطى صفة التصديق لمجموعة من مضمونها ، ونسخ أو عدل أمور أخرى ، وأضاف أموراً ، إلى أن تم إكمال المشروع الإلهي وتثبيته وإنهاءه وجمعه في كتاب واحد فكان هو (القرآن) آخر الكتب نزولاً وخاتَماً لما سبق ،وكلمة (خاتَم) بفتح التاء هي قراءة حفص عن عاصم ، أما القراءات الأخرى فقد أتت كلمة ( خاتِم) بكسر التاء ،وبالتالي يصير معناها أن النبي محمد صلى الله عليه وآله هو الفاعل بحضوره الشخصي الذي قام بعملية الختم للنبيين ، ومقام الفاعل ليس من النبي نفسه، وإنما جعله الله عز وجل كذلك ، فصار النبي محمداً خاتَماً يتم الختم به بواسطة القرآن ، وصار خاتِماً بشخصه يتم به بواسطة القرآن ختم كل ما سبق من دعوات للنبيين .
فتم توقيف عملية بعثة الأنبياء لانتهاء مهمتهم، وبلوغ المشروع الإلهي لصفة الكمال [ اليوم أكملت لكم دينكم ] وعندما تم توقيف بعث الأنبياء تم توقيف إرسال الرسل بداهة ، لأن مقام الرسول ينبني على مقام النبوة . فكل رسول إنساني هو نبي، والعكس غير صحيح ، فليس كل نبي رسول . والرسول هو نبي صاحب رسالة ، أما النبي فهو رجل اصطفاه الله عز وجل ليقوم بدور المعلم والداعية إلى إتباع رسالة من سبقه من الرسل .
فعندما قال الله عز وجل [ وخاتَم (خاتِم) النبيين ] دل ذلك ضرورة على ختم مقام الرسول ضمناً من خلال ختم المقام الأول والأصل لمقام الرسول الذي هو مقام النبوة .
لاحظ أن كلمة [ خاتَم ] لم تأت بصيغة اسم الفاعل [ خاتِم ] لأن النبي محمد صلى الله عليه وآله ليس هو الفاعل لعملية الختم ،وإنما الفاعل هو الله عز وجل ، لذا أتت كلمة [خاتَم] اسم للشيء الذي يتم الختم به ، وهذا ما نستخدمه في حياتنا العملية من قيامنا بتسمية الشيء الذي نختم به ( خاتَم ) ومن يقوم بالختم يكون خاتِماً اسم فاعل، وذلك على قراءة عاصم ،أم قراءة الآخرين ( خاتِم ) بالكسر، فالفاعل هو النبي بشخصه ولكن ليس أصالة وإنما تكليفاً وجعلاً .
إذاً عملية الختم في واقع الحال موجهة للرسالة ، فعندما تم ختم الرسالة اقتضى ضرورة توقيف إرسال الرسل ، وعندما انتهى دور الرسل لكمال الرسالة ، انتهى دور الأنبياء،فتم توقيف بعثتهم ، واستمرت الرسالة المختومة التي تحتوي مصداقيتها في مطابقة خطابها لمحلها من الواقع من خلال البينات وآيات الآفاق والأنفس [ سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ] . لأن بعثة الأنبياء كان أمراً لابد منه عند تشكل وتراكم نزول الرسالة الإلهية ،وذلك للأخذ بيد المجتمعات الإنسانية القاصرة ،وعندما وصل المجتمع الإنساني إلى بداية سن الرشد والنضج ، اقتضى رفع الوصاية الإلهية المباشرة، وتوقيف بعثة الأنبياء وإكمال الرسالة ، وتوكيل الأمر إلى علماء وقادة المجتمع ليستمروا في عملية التفاعل والدراسة للرسالة الإلهية المختومة، ويسقطوها على الواقع، ويمارسوا مقام الخلافة في الأرض الذي منحهم إياه الله عز وجل [ إني جاعل في الأرض خليفة ] .
فدلالة كلمة (خاتَم أو خاتِم) تفيد التواصل والمصداقية والصلاحية والكمال والاستمرار والإنهاء والتثبيت وآخر الشيء . كل هذه الأمور مجتمعة هي مفهوم (الخاتمَية أو الخاتِمية).
لذا لا يصح وضع مفهوم (الخاتَمية أو الخاتِمية ) مقابل مفهوم (الآخر) لأن هذا المفهوم قاصر ولا يدل على تمام وكمال مفهوم الخاتَمية ،بينما مفهوم الخاتَمية يشمل مفهوم الآخر ، فكل عمل مختوم لا يمكن فتحه والإضافة له أو تعديله دون إلغاء عملية الختم، فعندما قال الله تبارك وتعالى : [ خاتَم(خاتِم) النبيين ] أنهى وأغلق باب بعثة النبوة بكمال الرسالة وبشخص النبي محمد نفسه ،ولن يبعث الله نبياً بعد نبيه محمد صلى الله عليه وآله أبداً . وبالتالي من يدعي النبوة فهو مفتري ويكذب على الله عز وجل وعلى الناس.
وانقطاع النبوة في الناس لا علاقة لها بمسألة انقطاع الوحي ، فقد يتم عملية الوحي من الله عز وجل لبعض الناس لأمر خاص بهم لا علاقة للمجتمع به مثل قوله تعالى : [ وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه ...] القصص 7
فهذا الوحي الإلهي ليس وحياً للتكليف بمقام النبوة ، وليس وحياً تشريعياً ، وإنما هو وحي خاص للإنسان كرامة وتأييداً وتوفيقاً أو توجيهاً ،ولا يصلح أن يكون برهاناً لشيء بالنسبة للمجتمع أبداً ، ولا ينسخ حكماً شرعياً بحق الفرد ولا يضيف أي شيء .
ومن هذا الباب الإشارات والموافقات والرؤيا وما شابه ذلك التي ممكن أن تحصل مع الإنسان فهي كلها خاصة له ، لا تعني المجتمع بشيء ، وينبغي على الإنسان أن ينتبه لهذه الأمور فلا تخدعه نفسه ويظن أنه نبياً أو مبعوثاً من قبل الله عز وجل !! فكل العلماء والدعاة والناس عموماً مكلفين بالعلم والدعوة حسب مستواهم العلمي والثقافي .
أما مسألة الاستدلال على استمرار وجود الأنبياء بنزول عيسى عليه السلام في آخر الزمن فهذه مسألة قد تم صنعها كهنوتياً لتبرير ادعاء النبوة . فالنبي عيس عليه السلام أكمل مهمته الرسالية كما أمره الرب تبارك وتعالى ، وقد عصمه من القتل أو الصلب وأطال عمره حتى يكمل المهمة التي كلفه الله بها ، فالرسل أصحاب الرسالات معصومين من القتل وذلك موجه لطبيعة المهمة التي كُلِّفوا بها، أما الأنبياء الذين لم ينزل عليهم رسالات، فقد تعرضوا للقتل ، وكذلك مسألة رفع عيسى عليه السلام فهي رفع قيمة وليس رفع مكان . قال تعالى على لسان عيسى [ وكنتُ عليهم شهيداً مادمتُ فيهم فلما توفيتنَي كنتَ أنتَ الرقيب عليهم ] المائدة 117
والوفاة للنفس بغير رجعة تكون حين موتها [ الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى ] الزمر42 ولا يوجد وفاة للنفس دون رجعة إلا بموتها، وذلك خلاف وفاة النفس أثناء النوم فإنها ترجع للحياة الفاعلة في الدنيا. فالنبي عيسى عليه السلام توفاه الله عز وجل بعد أن مات وانتهت مهمته الرسالية . لذلك لا يصح أي خبر أو حديث في نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمن ، والآيات القرآنية التي يستدلون بظاهرها لإثبات فكرتهم لا علاقة لها بالموضوع أبداً ؛وإنما يتم صرف معناها وتحميل النص ما لا يحتمل . وما ينطبق على النبي عيسى عليه السلام ، ينطبق على مفهوم الإمام المهدي، فما يستدل به أصحاب فكرة الإمام المعصوم، يدحضه أصحاب فكرة الإمام المهدي المسيح ، والعكس أيضاً ،وهذا لأن كِلا المفهومين غير صواب . والغريب أن من يثبت إمكانية وجود الإمام المهدي المسيح يعتمد على مسألة نزول عيسى عليه السلام في الموروث الإسلامي ، وبعد استخدامها لإثبات بعثة الإمام المهدي المسيح ، يقومون بإثبات موت عيسى عليه السلام وأنه لن ينزل في آخر الزمن .
والمقصود بهذه الأخبار هو الإمام المسيح الذي يخصهم، وذلك بقولهم : أن الذي سوف يبعث ليس هو عيسى بشخصه ، وإنما المقصود مثيله بالصفات من حيث قيامه بعملية المسح للأرض وإزالة الكفر ونشر الإسلام !!! ويقولون بنبوته دون رسالته ، ويعدونه تابعاً للرسول محمد صلى الله عليه وآله مثل تابعية النبي هارون لأخيه الرسول موسى عليهما السلام . ولا أدري ما فائدة هذا النبي مع تمام وكمال وحفظ الرسالة !! فإن كان لدراستها وتعليمها للناس فهذا يحصل من خلال العلماء على كافة الاختصاصات ، وما رأي هذا النبي المسيح إلا رأياً خاصاً به يخطئ ويصيب، والمعيار هو القرآن والعلم والمنفعة للناس ، وإن كان لتجديد ما انقرض أو تحرف من الرسالة فهذا أيضاً غير موجود لتمام وكمال وحفظ الرسالة كما تعهد الله بذلك ( ومن أصدق من الله قيلا ) ! فلماذا نسميه نبياً أو مسيحاً ؟ وكيف نجعل الإيمان بنبوته ركن من أركان الإيمان رغم أن الله عز وجل لم يطالبنا بالإيمان بالأنبياء وإنما طالبنا بالإيمان بالرسل انظر لقوله تعالى [ كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله ] البقرة 285
وقال : [ فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم ] آل عمران 179
والرسل هم أصحاب الكتب فيجب الإيمان بهم واحترام أتباعهم والتعايش معهم ، أما الأنبياء فليس المطلوب الإيمان بهم ،وذلك لعدم وجود رسالة عندهم ، ونفي الإيمان بمعنى نفي الإتباع وهذا شيء طبيعي لانتفاء وجود الرسالة ، ولكن نصدق بوجودهم لأن الله أخبر بقصصهم . فينبغي التفريق بالدلالة بين مفهوم الإيمان ، ومفهوم التصديق ، فالسؤال الذي يفرض ذاته هو هل من يدعي النبوة يعتقد بوجود رسالة خاصة له !؟ فإن كان الجواب بالإيجاب فقد كفى الله المؤمنين القتال لأن الرسالة مختومة على ما هي عليه ، وبالتالي أي رسالة أخرى بعدها هي كذب وافتراء على الله عز وجل ،وصاحبها كذاب مدعي للنبوة والرسالة . وإن كان مدعي النبوة يقول : أنا نبي تابع للرسول محمد صلى الله عليه وآله ولم ينزل علي أي رسالة أبداً ، يكون قد نفى عن نفسه صفة الإيمان به لأنه ليس برسول ، وانتقل إلى مسألة التصديق أو التكذيب بنبوته ،وسواء أكان ممكن أن يكون نبياً أم لا، فالأمر لا يقدم ولا يؤخر ، لأن المفهوم قد تفرغ من محتواه وصار اسماً وشكلاً دون مضمون لعدم وجوب الإيمان به لانتفاء نزول رسالة عليه تكون محل الإتباع؛ فدعوى وجوب الإيمان بإمامة ونبوة المسيح المهدي دعوى باطلة ، فما بالك إذا كان ادعاء النبوة له باطلة أصلاً، وغير ممكنة لتناقضها مع صفة الخاتمَية والخاتِمية للنبي محمد صلى الله عليه وآله .
ويوجد مسألة هامة أيضاً متعلقة بنسب من يمكن أن يصطفيه الله عز وجل لمقام النبوة وهي أن يكون من ذرية نوح وإبراهيم أو من ذرية أحدهما ضرورة . قال تعالى : [ولقد أرسلنا نوحاً وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون ] الحديد 26 .
أما ذكر كلمة الأنبياء في سياق الإيمان نحو قوله تعالى :[ ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين ..] البقرة 177 فهذا المقصود به مفهوم النبوة من حيث الأساس، لأن الإيمان موجه إلى الرسالة وليس إلى شخص النبي ، فالإيمان المطلوب هو التصديق و الإتباع لما نزل على النبي من أوامر وأحكام ، فإن لم ينزل على النبي شيء، فكيف نؤمن به تصديقاً وإتباعاً !؟ وإن نزل عليه وحي تكليفي متعلق بسلوك الناس صار رسولاً !!. وقد يقول قائل : كيف طلب الله الإيمان بالأنبياء من الأقوام السابقة ولم ينزل عليهم رسالة وإنما كانوا تابعين للرسول السابق !؟ والجواب عن هذا هو أن الرسالة لم تكمل بعد ، والمجتمعات الإنسانية لم تصل إلى بداية سن الرشد ، فكان لابد من بعثة الأنبياء للأخذ بيد الناس وقيادتهم للوصول إلى بداية سن الرشد و النضج ، أما بعد أن اكتملت الرسالة نزولاً -وهذا الحدث مؤشر على أن المجتمع الإنساني قد وصل إلى بدء سن الرشد- انتفت الحاجة والضرورة من استمرار الوصاية الإلهية عن طريق الأنبياء، فتم عملية ختم النبوة بالنبي محمد صلى الله عليه وآله . غير أن الإيمان المطلوب هو موجه إلى الأنبياء الذين ذكرهم الله عز وجل في القرآن ، وبالتالي فنحن غير ملزمين بأي نبي لم يرد اسمه في القرآن ، ومن العدل أن لا يحاسب الله الإنسان على شيء لم يطلبه منه أو لم يبينه في كتابه، وما ينبغي أن يبنى هذا المفهوم على الظن والاجتهاد أبداً . وخاصة أن الكتاب الإلهي قد اكتمل نزولاً و جعله الله خَاتماً ،وجعل النبي محمد خاتِماً لما سبق ، فهو غير قابل للزيادة أو النقصان .
وعملية استمرار بعثة الأنبياء أو الرسل مرتبطة بكمال الرسالة ، فمن يعتقد بكمال الرسالة يقتضي ذلك عنده انتفاء بعثة الأنبياء والرسل ، ومن يعتقد بعدم كمال الرسالة يقتضي ذلك استمرار بعثة الأنبياء والرسل ، أما الاعتقاد بكمال الرسالة ، واستمرار بعثة الأنبياء فهذا تناقض واضح وغير منطقي !! لأن الأمر يصير مثل بلوغ الأيتام سن الرشد والنضج ومع ذلك مستمرة عليهم صفة الوصاية !! لا يجتمعان أبداً ، ولا تقبله المجتمعات الإنسانية .

اجمالي القراءات 24118