أكابر المجرمين من المستبدين ورجال الدين هم خصوم لرب العالمين ( 2 من 2 )

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ١٨ - مارس - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

أكابر المجرمين من المستبدين ورجال الدين هم خصوم لرب العالمين ( 2 من 2 )

رابعا : ظلمهم لرب العزة بإتّخاذ آلهة أندادا له جل وعلا  :

جاء هذا في السياقات القرآنية الآتية :

1 ـ كيف يتخذون أندادا لرب العزة ، وهو الخالق:

1 / 1 للسماوات والأرض  :( قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٩﴾ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ ﴿١٠﴾ ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴿١١ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ۚ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴿١٢ فصلت )

1 / 2 ـ للناس جميعا ، والذى جعل لهم الأرض مهدا وبث فيها من كل الثمرات : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿٢١﴾  الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّـهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿البقرة: ٢٢﴾.

 2 ـ عن دور شيوخ الأديان الأرضية في إتّخاذ أنداد لله جل وعلا ، قال جل وعلا : 2 / 1 ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ﴿٢٨﴾ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا ۖ وَبِئْسَ الْقَرَارُ ﴿٢٩﴾ وَجَعَلُوا لِلَّـهِ أَندَادًا لِّيُضِلُّوا عَن سَبِيلِهِ ۗ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ ﴿٣٠﴾إبراهيم ). القرآن الكريم أكبر نعمة د كفر بها المحمديون ، إتخذوا البديل وهى كتبهم المقدسة وأحاديثهم الشيطانية . بلاد المحمديين متخمة بالثروات ، بدّلها المحمديون كفرا ، إشتروا بها أسلحة يتقاتلون بها فأحلُّوا بها قومهم في هذه الدنيا دار البوار ، وفى الآخرة سيصلون جهنم وبئس القرار ، فقد إتخذوا أندادا مع رب العزة جل وعلا . القيادة هنا لأكابر المجرمين من المستبدين ورجال الدين . هذه الآيات الكريمة كأنها نزلت في عصرنا هذا .!!

 2 / 2 ـ  ( وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّـهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ﴿الزمر: ٨﴾. اليوم يغزو فيروس كورونا العالم ، يخافون فيروسا أقل حجما من الكائنات ذات الخلية الواحدة . يخشونه ولا يخشون الله جل وعلا .  وبدأ بعضهم يتوب وينوب. ولكن بعد زوال الوباء سيعودون الى آلهتهم التي جعلوها أندادا لرب العزة جل وعلا . وفى عودتهم سيجدون رجال الدين يهدونهم الى صراط الجحيم .!

3 ـ موضوع الأنداد سيكون حاضرا في تلاعن أصحاب النار ، الشيوخ وأتباعهم . قال جل وعلا :

3 / 1 : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴿البقرة: ١٦٥﴾ . أي حيث يوجد ناس وفى أي مجتمع تجد من الناس من يتخذ أندادا يؤلهونهم ويحبونهم حب تقديس ، والمفروض أن المستحق لحب التقديس هو رب العزة جل وعلا وحده . ولكن شيوخ الشياطين يتوجهون وأتباعهم بحب التقديس لآلهة صنعوها. مثلا : هم يحبون الحسين حب تقديس مهما تعددت قبوره المقدسة .  ويوم القيامة سيتبرأ الشيوخ من أتباعهم العوام . قال جل وعلا في الآية التالية : ( إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ ﴿١٦٦﴾ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا ۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّـهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ۖ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ﴿١٦٧﴾ البقرة ). يرون أعمالهم في الدنيا حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار.    ۖ

3 / 2 : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَـٰذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ ﴿٣١﴾ سبأ ) شيوخ الدين الأرضى المستكبرون ( المقدسون ) يتعرضون للوم أتباعهم ، ويرد عليهم شيوخهم  يتهمونهم بالإجرام : ( قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَاءَكُم ۖ بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ ﴿٣٢﴾. ويرد عليهم المستضعفون الرعاع :  ( وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّـهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا ) ﴿سبأ: ٣٣﴾. أي كان الشيوخ يأمرونهم الكفر بالله جل وعلا بإتخاذ أنداد له .

خامسا : شيوخ المحمديين أشد ضلالا من الجاهليين

1 ـ الجاهليون كانوا يؤمنون بالله جل وعلا ويتخذون معه أندادا من الأولياء ، يجعلونهم واسطة تقربهم الى الله جل وعلا زلفى . وهذا يتنافى مع إخلاص الدين لله جل وعلا. قال جل وعلا : ( أَلَا لِلَّـهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّـهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّـهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ﴿٣﴾ الزمر ) . وفى التلبية للحج كانوا يقولون ( لبيك اللهم لبيك . لبيك لا شريك لك لبيك ، إلا شريكا هو لك . تملكه وما ملك ) . أي يعتبرون آلهتهم شركاء مع الله جل وعلا وهو الذى لا يشرك في حكمه أحدا ( مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا ﴿٢٦﴾ الكهف ) . لكنهم مع إشراكهم بالله جل وعلا فهم يعتبرون رب العزة أعلى قدرا من آلهتهم وأوليائهم .

2 ـ المحمديون سقطوا في الدرك الأسفل  من الكفر . إذا كان الجاهليون يجعلون آلهتهم واسطة تقربهم لرب العزة جل وعلا فإن المحمديين يجعلون رب العزة واسطة لآلهتهم المزعومة . يستغيثون بالله ليتوسط لهم عند آلهتهم ، يجعلون آلهتهم فوق رب العزة وأعلا قدرا منه جل وعلا . هنا لا تجد فارقا بين السنيين والصوفية والشيعة . كل منهم يدعو الله جل وعلا أن يفعل له كذا ب ( جاه النبى ) أي بقوة ونفوذ النبى . أي بدون ( جاه النبى لا يستطيع الله قضاء الحوائج ).! . ونستغفر الله العظيم . بل في تقديسهم لإلاههم الذى أسموه محمدا يجعلون من مظاهر عبادته ( الصلاة عليه ) ويجعلون رب العزة واسطة عند إلاههم محمد كى يتقبل صلاتهم على ( محمد ) ، تقول الأغنية المشهورة تخاطب رب العزة جل وعلا : ( لأجل النبى تقبل صلاتى على النبى / أنا في جاه النبى تقبل صلاتى على النبى )

3 ـ هذا عن كفر المحمديين العملى . أما عن كفرهم ( العلمى ) فهم يجعلون كتبهم المقدسة :( البخارى والكافى ..الخ ) فوق القرآن الكريم ، ويجعلون أحاديثهم الشيطانية تنسخ أي تُلغى شريعة الله جل وعلا في القرآن . وهم يكفرون بعشرات الآيات القرآنية التي تنفى شفاعة البشر تمسكا منهم ببضع أحاديث تزعم شفاعة النبى . والأمثلة كثيرة ، وقلناها مرارا .

4 ـ ليس هناك خصومة لرب العزة أفظع من خصومة أكابر المجرمين لرب العالمين . مستبدوهم ينسبون جرائمهم للإسلام ، وكهنوتهم يعزز هذا البهتان .

سادسا : موقف شيوخ الضلال من المحمديين يوم الدين .

1 ـ لدينا علم بالمحاكم والقضاة في هذه الدنيا وما فيها من جور وبهتان . يوم الدين فيه المحكمة الكبرى ( يوم الحساب ). وفيه يكون القاضي الأعظم هو رب العزة جل وعلا . يقضى بين البشر والطوائف في إختلافاتهم . قال جل وعلا :

1 / 1 :( إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿يونس: ٩٣﴾

1 / 2 :(  إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ﴿النمل: ٧٨﴾

1 / 3 : ( إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿الجاثية: ١٧﴾.

2 ـ وفى لمحة تصويرية لهذا القضاء الإلاهى قال جل وعلا :  ( يَوْمَ هُم بَارِزُونَ ۖ لَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّـهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ ۚ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّـهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴿١٦﴾ الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۚ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿١٧﴾ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴿١٨﴾ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴿١٩﴾ وَاللَّـهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ ۖ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ ۗ إِنَّ اللَّـهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴿٢٠﴾ غافر )

3 ـ القاضي الأعظم رب العزة جل وعلا سيكون خصما لصنف واحد من الناس ، هم الذين ظلموه جل وعلا في الدنيا . جعلوا الإسلام دين السلام دين الإرهاب ، وجعلوا القرآن الكريم الذى هو رحمة للعالمين ـ إرهابا للعالمين ، وجعلوا الإسلام الذى يدعو لأن يقوم الناس بالقسط جعلوه دين الاستبداد . أقاموا بهذا الإفك أديانا أرضية تنسب نفسها الى رب العزة جل وعلا ، كتموا الحق واذاعوا الباطل مقابل المال ، قال جل وعلا :

3 / 1 :( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۙ أُولَـٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٧٤﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ ۚ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ﴿١٧٥﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّـهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴿١٧٦﴾ البقرة ) . لأنه جل وعلا خصم لهم فلن يكلمهم ولن ينظر اليهم ولن يزكيهم ، ولهم عذاب يتعجب رب العزة جل وعلا من صبرهم عليه .!

3 / 2 : ( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّـهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَـٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿آل عمران: ٧٧﴾ . لأنه جل وعلا خصم لهم فلن يكلمهم ولن ينظر اليهم ولن يزكيهم ، ولا خلاق لهم في الآخرة ، بل لهم عذاب أليم .

أخيرا

1 ـ هنا قضية فيها خصومة. الخصومة لم يبدأها رب العزة جل وعلا بل بدأها شيوخ وأرباب الأديان الأرضية .

2 ـ هي خصومة فيها ظالم ومظلوم ، الله جل وعلا لا يريد ظلما للعالمين بل أنزل دينا يدعو للعدل . شيوخ الأديان الأرضية بدّلوا الإسلام كفرا ، أي هم الظالمون لرب العالمين ، فليس هناك أظلم ممن إفترى على الله جل وعلا كذبا .!.

3 ـ أنت أمام هذه القضية بين خيارين لا ثالث لهما : إمّا أن تدافع عن رب العزة جل وعلا وتنصره، وحينئذ ستحظى بنصر الله في الدنيا وفى الآخرة يوم الحساب . قال جل وعلا بأسلوب التأكيد الثقيل :

3 / 1 : ( وَلَيَنصُرَنَّ اللَّـهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿٤٠﴾ الحج )

3 / 2 : ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴿٥١﴾غافر)

4 ـ وإمّا أن تدافع عن أئمة الضلال وكتبهم وخرافاتهم ، أو تسكت عن ظلمهم لرب العزة . أنت بموقفك هذا خصم لرب العزة جل وعلا . ولن تجد من دونه وليا ولا نصيرا . قال جل وعلا :
4 / 1 : ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴿
٣٠﴾ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ﴿٣١﴾ الفرقان  )

4 / 2 : ( إِنَّ اللَّـهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا ﴿٦٤﴾ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ لَّا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴿٦٥﴾ الأحزاب )

5 ـ نحن في هذه الدنيا فريقان خصمان ، لكل فريق فكرته عن رب العزة ، ونوعية الإيمان به .

5 / 1 : نحن نؤمن بالله الواحد الأحد الذى لم يلد ولم يولد والذى ليس له شريك ، وقول شهادة الإسلام واحدة ( لا إله إلا الله ) ولا نفرّق بين الرسل ، ونؤمن بحديث الله جل وعلا ( القرآن ) وحده ، ولا نعبد ولا نقدس إلا الله جل وعلا ، ونكتفى به جل وعلا وليا ونصيرا وشفيعا .

5 / 2 : خصومنا يؤمنون بالله ، ولكن يجعلون معه شركاء يشاركونه في ملكه في الدنيا وفى يوم الدين ، يعبدون الله ويعبدون شركاءهم ، يحجون للبيت الحرام ويحجون الى قبورهم المقدسة ، بل يرفعون آلهتهم فوق رب العزة جل وعلا .

5 / 3 : هي خصومة في الموضوع ، وليست خصومة شخصية . ليس بيننا وبينهم نزاع على ميراث أو مصاهرة . خصومتهم لنا بسبب أننا ندافع عن رب العزة وننفى أن يكون معه آلهة تشاركه حكمه وتتحكم في ملكه وملكوته. أي هم يخاصمون الله جل وعلا تعصبا لآلهتهم ، ويخاصموننا بالتبعية .  لو سكتنا عن قول الحق لن يتعرضوا لنا . عندما قلنا الحق تعرضنا لإيذائهم ــ ولا نزال . نحن نقول الحق إبتغاء مرضاة الله ، وهم يؤذوننا ( في الله ) أو يؤذوننا لأننا ندافع عن رب العزة جل وعلا ، أو كما قال جل وعلا : (  فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي . ) ﴿١٩٥﴾  آل عمران ). لو توقفنا عن نصرة رب العزة وألقينا اليهم المودة لأقاموا لنا حفل تكريم .

5 / 4 : سنأتى نحن وهم يوم القيامة خصوما ، نحمل خلافاتنا في رب العزة . وسيحكم رب العزة بيننا فيما نحن فيه مختلفون . قال جل وعلا : (  هَـٰذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ۖ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ﴿١٩﴾ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ﴿٢٠﴾ وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ ﴿٢١﴾ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴿٢٢﴾ إِنَّ اللَّـهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ﴿٢٣﴾ الحج ).

أحسن الحديث :

قال جل وعلا :

( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ وَعْدَ اللَّـهِ حَقًّا ۚ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّـهِ قِيلًا ﴿١٢٢﴾ لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ۗ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّـهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴿١٢٣﴾  النساء ) 

اجمالي القراءات 3525