هل خلق الله متساوون فى الأرزاق كما ذهب شيخنا الموقر الشعراوى رحمه الله

شريف صادق في السبت ٢٣ - يونيو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

تفضل سابقا الشيخ الجليل محمد متولي الشعراوى (رحمه الله) بطرح تصور أن البشر متساويين في الدنيا في الحظوظ بمعنى أن تقسيم محصله الأرزاق (النعم) في الدنيا (مال .. بنون .. زوجه صالحة .. صحة .. ستر .. حكمه .. علم .. قناعة ورضا ..الخ ) بين البشر متساويا كون الله عادلا وساق تصورات وافتراضات وأمثله لتأييد وجهه نظر سيادته (رحمه الله).

أما عن شخصي (الفقير لله) فأنني أذهب للتالي:

طبعا سبحانه عادلا .. ولكن .. خلق سبحانه لعباده يتضمن مرحلتين دنيا وأخره وليس دنيا فقط .. وهناك مرحلة أخرى غير الدنيا وهى الآخرة .. وهى الشهادة الثانية من الشهادتين في الإسلام كما جاء بالقرآن .. (الإيمان بوحدانية الله والإيمان باليوم الآخر .. البقرة 62 و البقرة 126 والبقرة 177 والمائدة 69 والتوبة 18 ... فالإيمان باليوم الآخر هي الكلمة الوحيدة "لكيان ما مفرد" والتي جاءت بالقرآن في سياق جمله واحدة على نفس المستوى مع الإيمان بالله .. وكررت .. أكرر .. وكررت).
والدنيا هي ليست نهاية مطاف خلق سبحانه لنا لكي تكون هناك حتمية لكي يقسم فيها ربى الأرزاق بالتساوي ويقيم عدله الإلهي ...
و الله صرح لنا بأن الدنيا لن تصلح لو جعل سبحانه الناس فيها على درجه واحدة في الرزق.
وحيث أن سبحانه لا يظلم مثقال ذرة وبالتالي فالعدل الإلهي (والذي ذهب إليه الشعراوى) سيتقرر في الآخرة حيث سيتم استكمال سبب الخلق لأن على مستوى الدنيا وحدها هناك تفاوتا في الأرزاق.
ففي الآخرة سيتم حساب الدنيا وجزاءها .. وقتها سيتم الحساب على ما رزق سبحانه عبادة من رزق في الدنيا وعلى ما فضل الله بعضهم على بعض .. وما فعلوه من أفعال (سيئات وحسنات) نسبيا لكل واحد منهم.

تفسير الشيخ الشعراوى (رحمه الله) قائم على الفروض التالية:

ذهب الشيخ الشعراوى طالما هناك آيات تقول:
وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ .. النحل 18 ..
كما لو كان يقصد (الشعراوى) أن نعم الله المختصة لعبد دون عبد (خلاف نعم اختلاف الليل والنهار .. وخلق الدواب .. ونعم الأمطار .. ونعمه الإسلام وهى متاحة لمن يرغب .. الخ من النعم والتي من الممكن تصنفيها على أنها متساوية لكل العباد) هي شيئا غير الرزق ؟؟.
وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ... آل عمران 182 , الأنفال 151 , الحج 10..
ذهب الشعراوى كما لو كانت الدنيا وحده منفصلة عن الآخرة وبالتالي العدل الإلهي يجب وأن يأخذ مجراه على مستوى الدنيا منفصلا عن الأخره !!... فبالتالي البشر متساوون في محصلة أرزاق الدنيا !!.

ومردودا عليها بقوله تعالى:
وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ .. النحل 71 ..
وهل أين جاء شيخنا الموقر (رحمه الله) بأن التفضيل في الرزق والذي يقصده سبحانه هو ليس تفضيلا لمحصلة النعم ؟؟ .. وهو بالطبع ((محصلة)) لقول ربى تأكيدا لذلك:
مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيب .. ٍ الشورى 20 ..هل تدبرتم الأتى  (((وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيب))) .. .. واضحا تقسيم الرزق للعبد يكون على مستوى الدنيا والآخره مجتمعتين بلا جدال تبعا لنص هذه  الآية.

وأيضا مردود عليها لقوله تعالى :
وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ.. الأنبياء 74

نسوق البراهين المستفيضة على ذلك من القرآن.

1- الدنيا ليست هي نهاية المطاف ولا هي سبب الخلق !!!.. لكي نفرض بوجوب العدل بها.
نعم عدل الله لا خلاف عليه لأن الدنيا والآخرة وحده واحدة (وليست وحدتين) كما ذكر سبحانه.
أما إذا نظرنا للدنيا لوحدها (خلافا لقول ربى) فسنذهب إلى أنه ليس هناك عدل:

وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِين َ.. الأنبياء 16
مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ .. الأحقاف 3
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ.. الملك 2
أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ.. المؤمنون 115
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ.. الحجرات 13
إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ.. يونس 4 أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ .. الروم 8

2- على مستوى الدنيا ..هل مصائب الدنيا (براكين وزلازل وبلاوى) لعباده متساوية ؟؟ وهل هي دليلا على عدم رضاء الله أم هي مقصودة ؟؟ .. طبعا مقصودة لقول ربى:
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ.. البقرة 155
أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا ... البقرة 214

3- على مستوى الدنيا .. هل أعدل الله بجعل المخلوقات متساوون فى الصفات البشرية للخلق؟؟ .. طبعا لا .. لقول ربى:

وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ.. الروم 22
وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ.. الشورى 50

4- على مستوى الدنيا .. هل أعدل الله فى خلق المخلوقات فى الإيمان بالمعتقدات ... طبعا لا .. لقول ربى:
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ.. التغابن 2
التفسير .. وَقَوْله تَعَالَى " هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِر وَمِنْكُمْ مُؤْمِن " أَيْ هُوَ الْخَالِق لَكُمْ عَلَى هَذِهِ الصِّفَة وَأَرَادَ مِنْكُمْ ذَلِكَ فَلَا بُدّ مِنْ وَجُود مُؤْمِن وَكَافِر

5- على مستوى الدنيا وحدها .. هل أعدل الله فى الرزق بين مخلوقاته .. طبعا لا لقوله تعالى فى سورة النحل:

وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ..آل عمران 145
وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ .. النحل 71
هذه الآية يقر فيها الله بأن سبحانه (بالنص القطعي واضح الدلالة) بأنه سبحانه فضل بعضهم على بعض فى الرزق .. فكيف نكون متساويين؟؟
وفى ذات السورة النحل ( بعد الآية السابقة) .... أيضا نهى الله عما ذهب إليه الشيخ الشعراوى رحمه الله .. (فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) .. النحل 74, 75
تفسير الآية ...
نهى الله عن محاولة إيجاد تفسير لحكمته لماذا هو فضل في الرزق بعضا على بعض خلافا لما يصرح به سبحانه ذاته ... .ويعلم سبحانه بالطبع أن هناك من سيحاول ضرب الأمثال ... " وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ " الأنعام 59..
والله سبحانه ضرب لنا المثل فى حكمه تقسيم الرزق فقال أننى خلقت عبدا مملوكا لأحد من الناس) لا يقدر على شيئا بالمرة ولا على نفسه .. (دا أغلب من الغُلب) .. فرقبته ملكا لبشر.. ومع ذلك من أقل القليل والذي رزقته .. فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا.. المقصود هنا إنه بيتصدق وهو حالته المادية "بالبلا" ولكن الله كريم .. ((وأعلموا جميعا وادعوا ..أن يتقبل منكم الله قرش صاغ صدقه فى الدنيا خيرا من الألفات المؤلفة لا تقبل)) .. فالله كريم جدا ..ماذا ستعتقدون مراده لكم (القرش)  فى الآخرة.. ليس المهم بكم تصدقت .. العبرة بهل تقبل الله أم لم يتقبل.

6- على مستوى الدنيا .. هو أخذ نعيم من الدنيا أكثر منى يا ربى ... هل هذا عدل ؟؟

قال سبحانه:
اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ.. الرعد 26
وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ.. الجاثية 22
مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيد ِ.. ق 29

7- على مستوى الدنيا .. هل صرح سبحانه أنه سيقيم العدل فى الأرزاق ؟؟ وهل امتياز أحدهم من نصيب من الدنيا ورزقها دليل على رضاء الله ... بالعكس تماما.. لقول ربى:
مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيب .. ٍ الشورى 20
زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ.. البقرة 212
ولا تفرحوا بما اتاكم والله لا يحب كل مختال فخور.. الحديد 23

8- على مستوى الدنيا .. ما حكمه الله فى عدم العدل فى الأرزاق فى الخلق لعباده والتي ساقها لنا سبحانه:

أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ .. الزخرف 32
أظن الآية ليست بحاجة للتفسير.

وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ.. الشورى 42
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ.. الأنعام 165
هذه الآية يقر فيها الله بأن سبحانه (بالنص القطعي واضح الدلالة) بأنه وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَات (كمحصله إجمالية) ... فكيف نكون متساويين؟

9- على مستوى الدنيا ما هي نظرة الله إلى الدنيا ونعيمها وأرزاقها؟

وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ .. العنكبوت 64

10- على مستوى الدنيا .. ماذا قال الله لمن ينظر للدنيا ونعيمها دون الآخرة؟

أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ.. البقرة 86

11- على مستوى الدنيا .. ماذا قال ربى مقارنه عن نعيم الدنيا والآخرة؟

 بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى.. الأعلى 16, 17 , 18 , 19

12- مما تقدم ..على مستوى الدنيا وحدها ... أيـن عــدلك يا ربــى .. أنا لم آخذ ثوابي ونصيبي من نعيم الدنيا مثل فلان وعلان ؟؟.
يقول سبحانه ردا على من يذهب لهذا :

وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ..آل عمران 145
اعلموا انما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال والاولاد كمثل غيث اعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الاخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور.. الحديد 20
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ.. الملك 2
أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ.. المؤمنون 115
وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ.. الأنبياء 74
هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ.. يونس 30
لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ.. البقرة 286
إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ.. سورة الزلزلة
وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ... آل عمران 182 , الأنفال 151 , الحج 10
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ.. فصلت 46

الخــلاصــة:

ليس عيبا أو حراما أن يخطئ الشيخ الشعراوى (رحمه الله) .. فالكمال لله وحده.
وإذا كان الأمر كذلك ما قال سبحانه:
الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ.. الزمر 18.
ليس هناك مخلوقا كامل ولا حتى سيدنا محمدا علية افضل الصلاة وأفضل السلام .. فالكمال للخالق وحده.

لكن العيب كل العيب لو كان هذا التفسير (والله أعلم) بغرض وان يكون سياسيا .. آي بمعنى تفسيرا من غرضه استقرار السلام الاجتماعي من وجهه نظر الحاكم... فالواجب على العلماء شرح صحيح الدين للعامة.

أيها السادة المسلمون .. هذا ما استعطت وأن أصل إليه بتدبري للقرآن .. وهذا ليس بالضرورة الصواب المطلق .. فالله أعلم .. ومن منكم يرى أنى قد أخطأت أو سهيت فليتفضل مشكورا بالإيضاح لي والأجر والصواب عند الله والسلام عليكم.

اجمالي القراءات 45642