الشيطان جعل المحمديين يتخذون أولياء من دون رب العالمين

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٠٧ - أغسطس - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

الشيطان جعل المحمديين يتخذون أولياء من دون رب العالمين

مقدمة  

1 ـ مع أن رب العزة كرّر وركز فى القرآن الكريم على أن إتّخاذ الأولياء ـ مع الله جل وعلا ـ هو كفر صريح إلا إن المحمديين ـ الذين يزعمون الإيمان بالقرآن الكريم ـ إتخذوا أولياء من دون الله ولم يكتفوا برب العزة جل وعلا وليا ونصيرا وشفيعا . وهذا أبرز دليل على أن الشيطان إحتنكهم و( تسلطن ) عليهم ، أى صار له عليهم سلطان مبين . قال جل وعلا لابليس : ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿الحجر: ٤٢﴾، وقال جل وعلا عن ابليس : ( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴿  ٩٩﴾  إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ ﴿النحل: ١٠٠﴾

2 ـ وحين تحررنا من سلطة الشيطان وتمسكنا بالفرقان إتهمونا بالردة . ونحن فعلا مرتدون عن دينهم الشيطانى ، ونحن نتأسى بابراهيم عليه السلام والمؤمنين معه طاعة لقوله جل وعلا : ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّـهِ وَحْدَهُ ) 4 ) الممتحنة ) . المحمديون لا يؤمنون بالله جل وعلا وحده وليا وإلاها. يؤمنون به وبغيره . ويضطهدوننا لأننا نؤمن بالله جل وعلا وحده ولا نؤمن بأوليائهم وآلهتهم . ونحن ندعو بدعاء ابراهيم والمؤمنين معه:( ۖ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴿٤﴾ رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٥﴾ الممتحنة ). اللهم إستجب يا رب العالمين .!

3 ـ  الصوفية المحمديون يعبدون (الأولياء )  ويسمونهم ( الأولياء ) ، ويؤلهونهم ويحجون اليهم أيضا . السنيون المحمديون يقدسون أئمتهم ، ولكن لا يطلقون عليهم ( أولياء ) بنفس الطريقة الصوفية . والشيعة المحمديون يسمون أولياءهم (آل البيت ) . ولكن جميع المحمديين يوالون أولياءهم وأئمتهم ويضيفون لهم تقديسا على حساب رب العزة جل وعلا وإنتقاصا من حقه ، وإذا دافعت عن رب العزة إتهموك بالكفر تعصبا لأوليائهم وآلهتهم. هم يناصرون ويظاهرون آلهتهم وأولياءهم ــ المصنوعة شيطانيا ــ  ضد فاطر السماوات والأرض . وصدق الله العظيم القائل فى كتابه الكريم : ( وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ ۗ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَىٰ رَبِّهِ ظَهِيرًا ﴿٥٥﴾ الفرقان )

 4 ـ  لا يعتبرون أولياءهم بشرا . لو تجرّأت وإنتقدت أحد أوليائهم بإعتباره بشرا يخطىء ويصيب أسرعوا بتكفيرك لأنه ممنوع عندهم أن تقترب من ( مقام ) آلهتهم إلا بالتحميد والتمجيد ، وإلا فأنت كافر بآلهتهم ، وتستحق عندهم جهنم وبئس المصير . ليس مهما عندهم قوة حُجّتك ، وليس مهما عندهم إحتجاجك بالقرآن الكريم وإحتكامك اليه . بل يكون إعتصامك بالقرآن الكريم أكبر دليل عندهم على كفرك ومروقك عن دينهم ، وعدوا للإله الذى أطلقوا عليه إسم محمد .

5 ـ كثيرة  هى الآيات القرآنية التى تؤكد كفر من يؤمن بالأولياء ، ولكن أئمة المحمديين تجاهلوا معناها الواضح فى ( تفاسيرهم )، وغاية ما يفعلونه أن يزعموا أنها خاصة بالكافرين السابقين والجاهليين ، ويتناسون إن الوصف يشملهم ، وأن رب العزة جل وعلا لا يخاطب الأموات من الأمم السابقة بل يخاطبهم . هذا يؤكد أنه الشيطان الذى أصمهم وأعمى أبصارهم . يقول جل وعلا : ( أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ ﴿٢٣﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴿٢٤﴾ إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى ۙالشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَىٰ لَهُمْ ﴿٢٥﴾ محمد). هذه الآيات تفصح عن حال المحمديين كما لو أنها نزلت اليوم .!! هذا يؤكد أن رب العزة جل وعلا أنزل هذا مقدما عالما بمجىء المحمديين وسيرهم على طريق الكفار السابقين ، وكما أضل الشيطان السابقين فهو يضلُّ الحاضرين وسيضل اللاحقين ، طالما هم من الغافلين .

6 ـ ونعطى تدبرا قرآنيا لبعض الآيات القرآنية التى تجاهل (المفسراتية) بيانها الواضح :

أولا : عقيدة المؤمن:  

1 ـ يوقن ان رب العزة وحده هو الولى :(  إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّـهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ﴿الأعراف: ١٩٦﴾

2 ـ وأنه جل وعلا لا يشرك فى حكمه أحدا: ( مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا ﴿٢٦﴾ الكهف )

3 ـ يكتفى به جل وعلا وليا ولا يحتاج غيره :

3 / 1 :  ( وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَلِيًّا وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ نَصِيرًا ﴿النساء: ٤٥﴾

3 / 2 : ( أَلَيْسَ اللَّـهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ۖ) ﴿٣٦﴾ الزمر )

4 ـ لا يتخذ غيره جل وعلا وليا : ( قُلْ أَغَيْرَ اللَّـهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ ۗقُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ ۖ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) 14 ) ﴿ الانعام )

5 ـ يدعو ربه جل وعلا أن يكون وليه فى الدنيا وفى الآخرة . قال يوسف عليه السلام : ( فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴿يوسف: ١٠١﴾

ثانيا : الكافر يجعله الشيطان يتخذ من المخلوقات أولياء غير الله جل وعلا . قال جل وعلا :

1 ـ  ( أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاءَ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا ﴿١٠٢قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ﴿١٠٣ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴿١٠٤أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ﴿١٠٥ ذَٰلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا ﴿١٠٦الكهف ): هل تجرؤ على مواجهة المحمديين بهذا وهم يتعبدون امام قبورهم المقدسة  ؟

2 ـ ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ اللَّـهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ )﴿الشورى: ٦﴾

ثالثا : رب العزة جل وعلا ( الولى وحده ) يرد على الكافرين متخذى غيره أولياء

 1 ـ : زعموا أن أولياءهم تقربهم الى الله زلفى فجاء الرد الإلهى بالمنطق العقلى، بأن هذا أمر مرجعه لرب العزة  لو أراده لإختار بنفسه ما يشاء ولكنه لم يفعل فهو جل وعلا الله الواحد القهار : ( أَلَا لِلَّـهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّـهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّـهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ﴿٣﴾ لَّوْ أَرَادَ اللَّـهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا لَّاصْطَفَىٰ مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ سُبْحَانَهُ ۖ هُوَ اللَّـهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿٤﴾ الزمر )

  2 : هم مخلوقات لم تخلق شيئا بل هم موتى لا يشعرون متى بعثهم : ( وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ ﴿٢٠﴾ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ۖ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴿٢١﴾ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ ) 22 ) النحل ) . إذا زعموا أن أولياءهم وآلهتهم أحياء فى قبورهم فأرونا إن كنتم صادقين . ينطبق هذا على آلهتهم التى أطلقوا عليها أسماء ( محمد ، على ، الحسين ، زينب ..الخ )

  3 : ( أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّـهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿الشورى: ٩﴾  هل تتخذ أولياء مخلوقة وتترك الولى الخالق جل وعلا  الذى يحيي الموتى ؟ . ينطبق هذا على آلهتهم التى أطلقوا عليها أسماء ( محمد ، على ، الحسين ، زينب ..الخ )

  4 : ( قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّـهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّـهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّـهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿الرعد: ١٦﴾. هل لهذه الأولياء ( محمد / الحسين / زينب ..الخ ) مخلوقات خلقوها وتتشابه مع مخلوقات الله جل وعلا ؟ هل يملكون جلب النفع لأنفسهم أو دفع الضرر عنهم ؟ هل تجرؤ على مواجهة المحمديين بهذا وهم يتعبدون امام قبورهم المقدسة  ؟

  5 : هو وحده جل وعلا الذى ينزل الغيث يغيث به القانطين العطشانين فهو وحده الولى الحميد : ( وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ) ﴿الشورى: ٢٨﴾ هل لأوليائهم ( محمد / الحسين / زينب ..الخ ) قدرة على إنزال المطر ؟

6 ـ هل يستطيع ( محمد / الحسين / زينب ..الخ ) خلق ذبابة ؟  قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ﴿٧٣﴾ مَا قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿٧٤﴾ الحج )

6: التحدى بالخلق وملكية السماوات والأرض أو هل معهم كتاب من الله جل وعلا . قال جل وعلا : ( قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ۖ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَـٰذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٤﴾ الاحقاف ) هل خلق أولياؤهم ( محمد / الحسين / زينب ..الخ ) كوكب عطارد ؟ هل خلقوا قارة استراليا ؟ هل كانوا أصلا يعرفونها ؟

7 : وهل ساعدوا رب العزة فى خلق السماوات والأرض ؟: ( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّـهِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا 6 لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ ﴿٢٢﴾ سبأ )

8 ـ التحدى بالاستجابة : هل يخرج لهم أولياؤهم المقبورون من قبورهم يقضون لهم الحوائح . قال جل وعلا لخاتم النبيين : (  ( إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ( 194 ) أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُواْ شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ ( 195 ) إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ( 196 ) وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ ( 197 ) الاعراف )  ). هذا ينهض دليلا على التناقض بين الشخصية الحقيقية للنبى محمد وتلك الشخصية الخرافية التى جعلوها إلاها بإسم محمد .!

 رابعا : الولاية بمعنى المناصرة

1 ـ هناك من زعم لنفسه الألوهية منتقصا من حقوق الخالق جل وعلا ،   وهناك من يفترى إفكا ثم يلصق إفكه وإفتراءاته برب العزة جل وعلا . تجد هذا واضحا فى الأسفار المقدسة فى الأديان الأرضية وفى ممارساتهم التعبدية . وتملىء الأسفار المقدسة للمحمديين بهذا الإفك الظالم لرب العزة جل وعلا .

2 ـ هى قضية فيها ظالم ومظلوم . إما أن تنصر رب العزة جل وعلا وتقف ضد الكافرين الظالمين ، وإما أن تمالىء الكافرين الظالمين وتظاهرهم ضد رب العزة . إما أن تنصر الله جل وعلا وإمان أن تكون على ربك جل وعلا ظهيرا ( وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَىٰ رَبِّهِ ظَهِيرًا ﴿٥٥﴾ الفرقان ).

3 ـ لا توسط هنا . إما الله جل وعلا وحده إلاها ووحده وليا ، وإما أن تتخذ معه وتتخذ غيره وتتخذ من دونه آلهة وأولياء .إما أن :

3 / 1 : توالى الله جل وعلا فتكون عند الاحتضار من أولياء الله. قال جل وعلا  : (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّـهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦٢﴾ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿٦٣﴾ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٦٤﴾يونس ) (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ﴿٣٠﴾ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴿٣١﴾فصلت  )

3 / 2 :  وإما أن توالى أولياء الشيطان فتكون عند الموت من أولياء الشيطان . قال جل وعلا : ( وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا ۙ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴿٥٠﴾الانفال  ) ( فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ﴿٢٧﴾ محمد ).لا توسط !.  

خامسا : الولى النصير هو الله جل وعلا وحده

1 ـ المؤمن ( يوالى ) ربه جل وعلا ويناصره ويدافع عنه ضد الظالمين أولياء الشيطان، إذا دافع عن رب العزة جل وعلا دافع عنه رب العزة جل وعلا : (  إِنَّ اللَّـهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ﴿٣٨﴾ الحج ). والمؤمن يدعو ربه جل وعلا قائلا : ( وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا ﴿النساء: ٧٥﴾

2 ـ المؤمن يجاهد سلميا بالدعوة القرآنية ضد أولياء الشيطان  ، وبهذا كان يجاهد خاتم النبيين عليهم السلام. قال له ربه جل وعلا : ( فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴿٥٢﴾ الفرقان) . وتحمّل عليه السلام الأذى ومعه أصحابه ، واخرجه الكافرون من مكة ولاحقوه بالغارات فى المدينة ، وبعد مدة نزل الإذن بالقتال ، وفيه وعد من رب العزة يؤكد أن الله جل وعلا لينصرنّ من ينصره : (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّـهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿٤٠﴾ الحج).

3 ـ فالولاية هنا ( موالاة ) و ( مناصرة ) ، وهى نوعان :

3 / 1 :فى الدنيا. قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّـهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴿محمد: ٧﴾:

3 / 2 : فى الدنيا والآخرة. قال جل وعلا  : ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴿٥١﴾ غافر )

سادسا : لا ولى ولا نصير للكافرين يوم القيامة

من لا يتخذ الله جل وعلا وحده وليا لا يكون له ولى فى الدنيا ولا فى الأخرة .

1 ـ فى الدنيا لا إستجابة فى الدنيا من الولى الميت فى قبره. ( الاعراف 194 : 195 )   

2ـ  ولا إستجابة فى الآخرة . قال جل وعلا :  

2 / 1 : ( وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقًا﴿الكهف: ٥٢﴾

2 / 2 : ( لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿الرعد: ١٤﴾

2 / 3 :( وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ﴿القصص: ٦٤﴾

3 ـ وعن عدم الاستجابة فى الدنيا والآخرة قال جل وعلا : ( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّـهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ﴿٥﴾ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ﴿٦﴾ الاحقاف )

4 ـ هذا يعنى أنهم فى يوم القيامة لا يجدون وليا ولا نصيرا . قال جل وعلا :

4 / 1 :  ( مِّن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿الجاثية: ١٠﴾  

 4 / 2 :( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ ۖ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّـهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴿١٧٣﴾ النساء )

4 / 3 : ( مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّـهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا﴿١٢٣﴾ النساء )

4 / 4 : ( أُولَـٰئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّـهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ۘ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ ۚ) ﴿٢٠﴾ هود )

4 / 5 :  ( وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّـهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴿الأحزاب: ١٧﴾

4 / 6 :  ( خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴿الأحزاب: ٦٥﴾

4 / 7 : ( وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَاءَ يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ اللَّـهِ ) ﴿الشورى: ٤٦﴾

4 / 8 : (  مِّن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿الجاثية: ١٠﴾

4 / 9 : ( وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّـهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءُ )﴿٣٢﴾ الاحقاف )

5 ـ وحذّر رب العزة جل وعلا النبى والمؤمنين من هذا المصير ، فنهاهم عن الثقة بالكافرين الظالمين . قال جل وعلا :( وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّـهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿١١٣﴾ هود)

6 ـ  لا ولى ولا نصير لهم وهم فى عذاب الجحيم حيث لا شفيع لهم ولا صديق حميم . قال جل وعلا :

 6 / 1 : ( الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۚ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿١٧﴾ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴿١٨﴾ غافر )

  6 / 2 :( وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ ﴿٩١﴾ وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ﴿٩٢﴾ مِن دُونِ اللَّـهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ ﴿٩٣﴾فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ ﴿٩٤﴾ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ ﴿٩٥﴾قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ ﴿٩٦﴾ تَاللَّـهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴿٩٧﴾ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٩٨﴾ وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ ﴿٩٩﴾ فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ ﴿١٠٠﴾ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ﴿١٠١﴾ فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٠٢﴾ الشعراء )

6 / 3 : يجارون من العذاب فيقال لهم : ( لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُم مِّنَّا لَا تُنصَرُونَ ﴿المؤمنون: ٦٥ ).

اجمالي القراءات 5515