تزيين الشيطان الضلال لأتباعه المحمديين

آحمد صبحي منصور في السبت ٢٧ - يوليو - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

تزيين الشيطان الضلال لأتباعه المحمديين

مقدمة : نضع ( المحمديين ) فى العناوين مع أن الأمر يخصُّ أبناء آدم جميعا ، ذلك أننا نعتمد على القرآن الكريم الذى يزعم المحمديون الإيمان به وهم يكفرون به متمسكين بالوحى الشيطانى وتقديس شياطين الإنس من أمثال البخارى والكافى والغزالى . لو كانوا يؤمنون بالقرآن الكريم فعلا وصدقا ما إحتجنا الى التنبيه عليهم بالذات . وسائل الشيطان فى إغواء أوليائه تشمل الجميع ، ولكن أهم ضحاياه هم الذين يزعمون الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وهم فى جيب الشيطان الرجيم ..يتلاعب بهم مبتسما.ونعطى لمحة عن تزيينه الشّر والضلال للمحمديين :

أولا : التزيين بين الهدى والضلال

1 ـ إذا شاء الانسان الهداية زاده الله جل وعلا هدى ، وزين له الهدى . قال جل وعلا : ( وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَاَن ) ﴿الحجرات: ٧﴾.

2 ـ إذا شاء الانسان الضلالة زاده جل وعلا ضلالا ، أو ( زيّن ) له ضلالاته. قال جل وعلا :

2 / 1 : (وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَسُبُّوا اللَّـهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗكَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ) ﴿١٠٨﴾ الانعام )

2 / 2 : ( إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ ﴿٤﴾ النمل )

3 ـ وتزيين الله جل وعلا الضلال للضال يعنى أنه جل وعلا تركه للقرين الشيطانى يزين له سوء عمله فيراه حسنا . قال جل وعلا  عن دور القرناء فى تزيين الضلال : ( وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ) (25) فصلت )

ثانيا : التزيين بالمبنى للمجهول:

وأغلبية البشر ضالون ، إختاروا الضلالة فتسلط عليهم الشيطان ، لذا يأتى التعبير عنه بالمبنى للمجهول ، والمقصود هو الشيطان .

1 ـ ويأتى ذلك عموما . قال جل وعلا :

1 / 1 :( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122) الانعام )

1 / 2 :( أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّـهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴿٨﴾ فاطر )

1 / 3 : (  أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُم ﴿محمد: ١٤﴾

1 / 4 :(وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَىٰ ضُرٍّ مَّسَّهُ ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٢﴾ يونس )

1 / 5 : (  بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ ۗ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ﴿٣٣﴾ الرعد )

2 ـ وجاء عن :

2 / 1 : فرعون : ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ﴿٣٦﴾ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا ۚوَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ ۚ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ ﴿٣٧﴾ غافر )

2 / 2 : العرب فى الجاهلية . قال جل وعلا :( إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ ۖ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّـهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّـهُ ۚ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ ۗ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴿٣٧﴾ التوبة )، كانوا يتلاعبون بحُرمة الأشهر الحرم فى القتال. الخلفاء الفاسقون ( أبو بكر وعمر وعثمان ..) إرتكبوا جريمة الفتوحات فى الأشهر الحرم الأربع معا ، ولم يراعوا حرمتها . وتناسى المحمديون الأشهر الحُرُم وحُرمتها من وقتئذ . وحروبهم مستمرة طيلة الأشهر العربية والميلادية وحتى القبطية .!

2 / 3 : الأعراب المنافقين  :(  بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَىٰ أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَٰلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا ﴿الفتح: ١٢﴾

 ثالثا : تفصيلات عن إغواء الشيطان بالتزيين :

1 ـ من البداية أعلن إبليس عزمه على إغواء بنى آدم بتزيين الشرّ خيرا : ( قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٣٩﴾ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمْ الْمُخْلَصِينَ (40) الحجر )

2 ـ زيّن الشيطان للأمم السابقة فأغواهم . قال جل وعلا :

2 / 1 ( فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَـٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٤٣﴾ الانعام )

2 / 2 ( وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ ۖ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ ﴿٣٨﴾ العنكبوت )

2 / 3 ( إنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ﴿٢٣﴾ وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّـهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ﴿٢٤﴾ النمل )

2 / 4ـ وزيّن للعرب الجاهليين :

2 / 4 / 1 : عن  قتلهم أولادهم قال جل وعلا : :( وَكَذَٰلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ ۖ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١٣٧﴾الانعام )

2 / 4 / 2  : عن خروج جيش قريش الى بدر قال جل وعلا : ( وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ ۖ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ ۚ وَاللَّـهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿٤٨﴾ الأنفال )

رابعا : تزيين ( زينة الدنيا )

1 ـ من الإختبار الذى يتعرض له الإنسان فى حياته الدنيا هو تلك الأرض بزينتها . قال جل وعلا : (  إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴿الكهف: ٧ ) . الخاسر هو من تستغرقه الدنيا بزخارفها وزينتها فينسى الآخرة  ومتاعها الأبدى أو عذابها الأبدى .الشيطان هو الذى يزين للإنسان الحياة الدنيا وزينتها ويجعله ينسى الآخرة والعمل الصالح لها .

2 ـ لذا يأتى ذكر متاع الدنيا مع التنبيه على الجنة وهى خير من ذلك . قال جل وعلا :

2 / 1 :  ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14)آل عمران ) بعدها قال جل وعلا عن الجنة :( قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15) آل عمران )

2 / 2 : عن زينة الحياة الدنيا (  الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا  ) عن العمل الصالح ومثوبته قال جل وعلا : ( وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ) ﴿الكهف: ٤٦﴾

2 / 3 : عن الصراع والتنافس فى هذه الحياة الدنيا : ( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴿ ٢٠﴾ الحديد ) بعدها قال عما ينبغى أن يكون فيه التنافس وهو الجنة : ( سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَرُسُلِهِ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿٢١﴾ الحديد )، المسابقة بين الأشخاص . أما ( المسارعة ) فهى عن الزمن أى أن يسارع المؤمن بعمل الخيرات مبكرا ما أمكن وقبل أن يدركه الأجل ، قال جل وعلا : ( وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴿١٣٣﴾ آل عمران ) .

3 ـ قد يكون أحدهم فعّالا للخير ، لا يتركه الشيطان ، يجعله فعّالا للخير ولكن ينسيه الآخرة  ، ويجعله ينتظر مثوبته من عمله الصالح فى الشهرة وثناء الناس والرياء . هذا الصنف يعطيه الله جل وعلا أجره وثوابه فى الدنيا ، ولكن ليس له فى الآخرة إلا النار خالدا فيها. قال جل وعلا : ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ (15) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16) هود ).

4 ـ بتأثير الشيطان يحب البشر هذه الدنيا العاجلة ويذرون الآخرة . قال جل وعلا :

4 / 1 :( كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ ﴿القيامة: ٢٠﴾

4 / 2 : ( إِنَّ هَـٰؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا ﴿الانسان: ٢٧﴾

4 / 3 : ( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴿١٦﴾ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ﴿١٧﴾ الأعلى )

4 / 4 : وكان منهم قارون الذى إغتر بكنوزه وزينته ومواكبه فخسف الله جل وعلا به الأرض .( القصص 76 ــ ).

5 ـ مع صراعهم حول المال فلا يأخذ أحدهم سوى الرزق المعين له سلفا ، يسرى هذا على المؤمن مريد الآخرة الذى يسعى فى الدنيا بالعمل الصالح ، كما يسرى على مريد الدنيا الذى لا يأبه بالآخرة ولا يعمل لها. كلاهما يأخذ رزقه المحدد مهما كافح وناضل ، يفلس الميلونير ويثرى الفقير ، وهذا كله تقدير الرحمن جل وعلا. بالتالى فإن المؤمن الذى يسعى للآخرة يأخذ بسعيه الصالح أجره المحدد فى الدنيا علاوة على الجنة ، أما مريد الدنيا فقط فلا يأخذ سوى الرزق المقدر له ثم نهايته الخلود فى الجحيم . فمن هو الأفضل ؟ ما أروع قول الله جل وعلا : ( مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا ﴿١٨﴾ وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا ﴿١٩﴾ كُلًّا نُّمِدُّ هَـٰؤُلَاءِ وَهَـٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ﴿٢٠﴾ انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا ﴿٢١﴾ الاسراء ) .

6 ـ وتتابعت الأوامر والنواهى للنبى محمد بشأن زينة الحياة الدنيا . قال له جل وعلا :

6 / 1 : (  لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿الحجر: ٨٨﴾ (   وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ﴿طه: ١٣١﴾

6 / 2 : ( لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ ﴿١٩٦﴾ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۚ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴿١٩٧﴾ آل عمران  ) . الملأ الحاكم فى دول المحمديين يتقلب فى البلاد ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد .

6 / 3 : (  فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ﴿التوبة: ٥٥﴾ (  وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ﴿التوبة: ٨٥﴾). الملأ الحاكم فى بلاد المحمديين شقاؤه بسبب أمواله وأولاده .

6 / 4 : ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴿٢٨﴾ الكهف ). المؤمنون المتقون لا يريدون علوا فى الأرض ولا فسادا ( القصص 83 ).

7 ـ جاء تخيير نساء النبى محمد عليه السلام بين ( أن يطلقهن ويسرحهن سراحا جميلا إذا أردن الحياة الدنيا وزينتها ) أو ( أن يردن الآخرة والجنة ) . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً (29) الاحزاب ) .

8 ـ وللمؤمنين جميعا قال جل وعلا : ( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلا تَعْقِلُونَ (60) القصص ).

أخيرا

بغواية الشيطان يتصارع المحمديون حول زينة الحياة الدنيا . ويؤمنون بالشفاعات فى الآخرة . وهذا موضوعنا القادم .

اجمالي القراءات 3817