إخوان الشياطين ( الإخوان إتخذوا الشيطان وليا من دون الله جل وعلا )

آحمد صبحي منصور في الجمعة ١٩ - يوليو - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

إخوان الشياطين ( الإخوان إتخذوا الشيطان وليا من دون الله جل وعلا )

مقدمة :

1 ـ الحزب الشيعى الذى أشرنا اليه فى المقال السابق إستغل إسم الله جل وعلا زاعما انه ( حزب ) متهما الآخرين بأنهم حزب الشيطان . وهو بذلك يثبت عداءه لرب العزة جل وعلا وبؤكد أنه فعلا ( حزب الشيطان ) . نفس الحال مع إئمة الدولة الشيعية فى إيران ، والذين جعلوا لكهنوتهم الدينى ألقابا ودرجات كهنوتية من ( روح الله ) الى ( آية الله )، كما لو أن رب العزة هو الذى أصدر قرارا بأن يكون فلان إبن فلانة هو ( روح الله آية الله ) وأن يكون فلان ابن فلانة هو ( آية الله ). هم أعمدة فى حزب الشيطان . ينافسهم فى هذا الدرك من الكفر أئمة ( الإخوان المسلمين ).

2 ـ زعم الإخوان المسلمون أنهم وحدهم ( المسلمون ) وأنهم وحدهم إخوة فى دائرتهم التى حصروا فيها أنفسهم وقصروها على أنفسهم ، وبالتالى فغيرهم ليسوا مسلمين ، ويجب عليهم أن يقاتلوا هؤلاء الذين ليسوا مسلمين ، ولذلك إستباحوا قتل غيرهم . لم ينتظروا قيام دولة لهم بل سارعوا بإغتيال من يعارضهم ، كانوا يزعمون الاعتدال بينما لهم جيش سرّى أو جهاز سرّى مهمته الإغتيال ، ثم تطور ( جهادهم ) فتحول ( التنظيم الخاص ) المتخصص فى الاغتيال الى منظمات سرية تتفرع عنهم تقوم عنهم بالمهام القذرة . من عباءة الإخوان خرجت كل ما يسمى بالتنظيمات الارهابية ، ولا تزال . وفى كل الأحوال يرفع الإخوان شعارات ( القرآن دستورنا ، والرسول زعيمنا ، والموت فى سبيل الله أقصى أمانينا ).

3 ـ القاتل العادى لفرد واحد هو مجرم . القاتل لكثيرين يكون أكثر إجراما . ولكل يظل لهذا وذاك أمل فى التوبة لأنه يدرك فى أعماق قلبه أنه مجرم وأنه قاتل . مستحيل أن يتوب ذلك الذى يقتل على أنه جهاد دينى (يدخل به الجنة وتنتظره الحور العين يرفعن له سيقانهن ) ، بل تنتشر دعوته لإرتباطها بدينه ( الوهابى ) ، وستظل دعوتها الشيطانية ودعاتها من شياطين الإنس يجندون لهم ضحايا ينتحرون ليقتلوا الآخرين ربما عشوائيا . ثم فى هذا يسعون الى السلطة بقتل الناس بإسم الرحمن جل وعلا يرفعون راية الاسلام ( وهو دين السلام والرحمة ) ، أى هو قتال فى سبيل الشيطان ، وإذا كانوا يزعمون أن الرسول زعيمهم فليس الرسول الذى بعثه الله جل وعلا رحمة للعالمين ( الأنبياء 107 ) ولكن زعيمهم إبليس اللعين ، وهم أولياؤه ، وهم أعيان حزبه .

4 ـ ولكن كلمتى ( إخوان ) و ( مسلمين ) من مفردات القرآن الكريم . لذا نتوجه الى القرآن الكريم لنتدبرهما فى سياق موضوعنا عن الأُخوّة  فى دين الاسلام ودين الشيطان:

أولا : الإخوة فى دين الاسلام

بالاضافة الى الأخ والأخوة فى النسب وما جاء فيها من تشريعات جاءت آيات قرآنية عن الأخوة فى داخل الاسلام، وفى داخل المجتمع المسلم القائم على المواطنة السلمية والسلوك المسالم ( الاسلام السلوكى ) :

1 ـ كل المؤمنين إخوان . قال جل وعلا : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ) ﴿آل عمران: ١٠٣﴾

2 ـ بإعتبارهم أُخوة مسالمون ( أخوة فى الاسلام السلوكى بمعنى السلام ) فهم يتزاورون ويأكلون من بيوت بعضهم البعض يتبادلون السلام والتحية . قال جل وعلا : (  لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّـهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿النور: ٦١﴾

3 ـ فى هذا المجتمع المسالم يحرم على الأخوة المواطنين فيه الظن السىء وأن يتجسس بعضهم على بعض وأن يغتاب الأخ أخاه . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖوَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ) ﴿١٢﴾ الحجرات  )

4 ـ يدخل فى هذه الأخوة المسالمة :

4 / 1 : اليتيم ، ويتكفل المجتمع المسلم برعايتهم وإصلاحهم بإعتبارهم أخوة .قال جل وعلا :   (  وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ ) ﴿البقرة: ٢٢٠﴾

4 / 2 : غير المعروف أصله ونسبه وأبوه (  ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّـهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ) ﴿الأحزاب: ٥﴾

4 / 3 : حتى فى تشريع القصاص وإعطاء الدية ، يقول جل وعلا :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ ۚ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ) (١٧٨البقرة ) يقول جل وعلا : (  فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ )، فالأخوة موجودة حتى فى حال القتل .

4 / 4 : من كافرا معتديا ( كافرا سلوكيا ) ثم تاب ورجع الى السلام . وتوبته ورجوعه الى السلم تعنى أنه أقام ( ظاهريا ) الصلاة وآتى الزكاة / التطهر . . قال جل وعلا : ( فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ) ﴿التوبة: ١١﴾

5 ـ وتشمل هذه الأخوة الاسلامية المسالمين فى غير الزمن ، فالمؤمنون المسالمون قال جل وعلا عنهم  : ( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ﴿الحشر: ١٠﴾

6 ـ وهم فى الجنة سيكونون أخوة .قال جل وعلا : ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ﴿الحجر: ٤٧﴾

 ثانيا :الاخوّة فى دين الشيطان فى حزب الشيطان

اخوة الشيطان

1 ـ المتقون إذا مسهم الشيطان تذكروا . قال عنهم جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ﴿٢٠١﴾ الاعراف  )وفى المقابل فأخوة الشيطان  يمدهم الشيطان فى الغى والضلال ، فى الآية التالية قال جل وعلا : ( وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ )﴿الأعراف: ٢٠٢﴾

2 ـ عن المبذرين المسرفين قال جل وعلا :(  إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ﴿الإسراء: ٢٧﴾

  الأخوة فى الكفرة

المنافقون كان يجمعهم الإخاء فى النفاق يتكلمون فيما بينهم . عنهم قال جل وعلا :

1 ـ (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَّوْ كَانُوا عِندَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا ) ﴿آل عمران: ١٥٦﴾

2 ـ ( الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا ) ﴿آل عمران: ١٦٨﴾

3 ـ (  قَدْ يَعْلَمُ اللَّـهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا ) ﴿الأحزاب: ١٨﴾

4 ـ الأخوة  كانت تجمع بين المنافقين والكافرين المعتدين الذين كانوا يهاجمون المدينة بغيا وعدوانا ، قال جل وعلا : (   أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿الحشر: ١١﴾

5 ـ ولأن السلام أساس التعايش السلمى بين مواطنى الدولة الاسلامية فإنه يحرم على مواطنى هذه الدول المسالمة أن يوالوا أقاربهم فى المعسكر المعادى المعتدى ، لأن الموالاة تعنى التحالف مع عدو معتدى وهذا لا يجوز فى أى شريعة إلاهية أو وضعية . قال هذا جل وعلا :

5 / 1  ـ  (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿التوبة: ٢٣﴾

5 / 2  ـ ( قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّـهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿التوبة: ٢٤﴾

 5 / 3 ـ (  لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَـٰئِكَ حِزْبُ اللَّـهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿المجادلة: ٢٢﴾

ثالثا : الاسلام والمسلمون  

 الاسلام السلوكى :

كل مسالم هو مسلم حسب الظاهر وحسب سلوكه المرئى ، والمواطنة فى الدولة الاسلامية قائمة على التعايش السلمى بغض النظر عن الاختلافات الدينية ، لأن الإختلافات الدينية مرجعها لرب العزة يوم الدين ليحكم بين الناس فيما كانوا فيه مختلفين . قال جل وعلا : ( قُلِ اللَّـهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٤٦﴾ الزمر) ، ليس من مهمة الدولة فى الاسلام هداية الناس وإدخالهم الجنة ، لأن الهداية مسئولية شخصية ومن إهتدى فلنفسه ومن ضلّ فعليها ، والنبى نفسه لا يهدى من أحبّ .  ولأن السلام هو أساس المواطنة فإنّ :

1 ـ الدعوة للمؤمنين أن يدخلوا فى السلم كافة ولا يتبعوا خطوات الشيطان بالإبتعاد عن أى سلوك عدوانى أو يسبب الحرب. قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿البقرة: ٢٠٨﴾

2 ـ من يهاجم الدولة الاسلامية يمكن قبول توبتهم ( إذا ألقوا السلم ) ، أى دخلوا فى الاسلام السلوكى ، وإذا ظلوا فى إعتدائهم فيتعين قتالهم دفاعيا . وكان هذا حال أعراب منافقين فى عهد النبى كانوا يأتون للمدينة بزعم الاسلام وهم يريدون التعرف على عورات المدينة ليهاجموها . وقد وضع رب العزة تشريعات لمواجهتهم ، منها قوله جل وعلا : ( إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّـهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا ﴿٩٠﴾   سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَـٰئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا ﴿النساء: ٩١﴾

3 ـ أفظع عقوبة  هى لمن يقطع الطريق الذين يهاجمون المواطنين المسالمين إن لم يتوبوا قبل المقدرة عليهم. قال جل وعلا : (  إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴿٣٣ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٣٤ المائدة )

4 ـ الله جل وعلا إعتبر دخول العرب فى السلام السلوكى وتركهم الغارات والحروب هو ( نصر الله والفتح ). قال جل وعلا : ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ ﴿١ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّـهِ أَفْوَاجًا ﴿٢ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴿٣﴾). النبى رأى دخول الناس ظاهريا فى دخول الاسلام السلوكى . النبى لم يكن يعلم غيب القلوب ، ولم يكن يعلم ( الاسلام القلبى ).

الاسلام الكامل

( الاسلام القلبى والاسلام السلوكى ):هو يعنى السلام مع الناس وإسلام القلب والجوارح للخالق جل وعلا وحده.

1 ـ وقد أمر الله جل وعلا خاتم النبيين بهذا . قال جل وعلا ::   ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ) (الانعام 162 : 163 ) ( وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ )( الزمر 12 ) ( إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ )( النمل 91 )

2 ـ  ويؤمر به الأحياء من المؤمنين . قال جل وعلا : ( فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ )( الحج 34 ) ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ)(الزمر 53 : 54 )

3 ـ ويدعو النبى أن يموت مسلما ، أى يختم حياته بالاسلام ، ويوصى بذلك أبناءه. قال جل وعلا : ( وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )( البقرة 132 ) ( رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ )( يوسف 101 )

4 ـ والمؤمنون مأمورون بأن يموتوا على الاسلام بمعنى ان يراعوا التقوى طيلة حياتهم . قال جل وعلا :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )(آل عمران 102 ).

5 ـ ولا يوصف بالاسلام الحق من لا يزال حيا ، بل يوصف به من مات من الأنبياء . قال جل وعلا : ( إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء) (المائدة 44 )

6 ـ  فالمسلمون بمعنى المتقين ليس الآن ولكنهم أصحاب الجنة فى الآخرة :(إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ )(القلم 34 : 35 ).

أخيرا

1 ـ قوله جل وعلا : (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ  ) هو رد مسبّق على من سموا أنفسهم ( الاخوان المسلمين )

2 ـ هم فى الحقيقة إخوان الشياطين ، من حيث الاسلام السلوكى هم مجرمون قتلة يقتلون الأبرياء بإسم الرحمن جل وعلا ، ومن حيث الاسلام القلبى تتعدد الآلهة لديهم من الخلفاء الفاسقين والصحابة والتابعين لهم والأئمة فى الفقه والحديث ..أى مئات الألوف من الآلهة .

3 ـ المسيحيون المسالمون والبوذيون المسالمون هم مسلمون من حيث السلوك أما الإخوان المجرمون فلا علاقة لهم بالاسلام دين رب العالمين سوى التناقض . هم أعمدة حزب الشيطان . 

اجمالي القراءات 3969