المحمديون إتخذوا عدوهم الشيطان وليا من دون الله جل وعلا

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ١٦ - يوليو - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

المحمديون إتخذوا عدوهم الشيطان وليا من دون الله جل وعلا

أولا : الشيطان هو أساس العداء بين البشر

1 ـ  بدأ هذا منذ أن هبط آدم وحواء الى الأرض ، قال جل وعلا عن آدم وذريته : (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖوَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٣٦﴾ البقرة ). فى بداية إستقرار آدم وأسرته الصغيرة وفى حياته وبتأثير الشيطان قتل إبن آدم شقيقه ، قال جل وعلا عن نفسية القاتل : ( فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٣٠﴾ المائدة ). إستحوذ الشيطان على نفس القاتل فسوّغ لها قتل شقيقه فأصبح القاتل من الخاسرين .

2 ـ وتكاثرت ذرية آدم ، ووصل عددهم الى البلايين ، وبنفس الكثرة العددية تكاثرت الفتن والقتل والحروب بينهم ، تبدأ بين الشقيق وشقيقه والأقارب وتنتهى بحروب عالمية وصناعات حربية تهدد بتدمير الأرض ومن عليها . الخلفاء الفاسقون كانوا روّادا فى إستخدام إسم الله جل وعلا ودينه فى فتوحات شيطانية كان فيها ولاؤهم الأكبر لعدوهم الشيطان ، وتأسست عليها أديان أرضية شيطانية لا تزال تسبب الارهاب وسفك الدماء فى العالم ، وتنشر الكراهية بين البشر بإسم الاسلام ، والاسلام دين السلام والرحمة ، وما أرسل الله جل وعلا رسوله بالقرآن الكريم إلّا رحمة للعالمين ، وليس لقتل وإرهاب العالمين .

3 ـ زيّن الشيطان للعرب قتل أبنائهم ، وهم الأحب اليهم.!.  قال جل وعلا عن الشيطان : ( وَكَذَٰلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ ۖ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١٣٧﴾الانعام ). الشيطان جعل قتل الأبناء دينا بالتلبيس والتدليس ، فأصبحت ظاهرة فى العرب الى درجة أن جاءت وصية بشأنها ضمن الوصايا العشر ، قال جل وعلا : ( قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿الأنعام: ١٥١﴾. رب العزة جل وعلا لم يكتف بتحريم قتل النفس التى حرّم الله جل وعلا إلّا بالحق بوجه عام ، بل سبق بتحريم قتل الأولاد بسبب الفقر. وتكرر هذا فى قوله جل وعلا : (  وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا) ﴿الإسراء: ٣١﴾.

4 ـ هذا أكبر دليل على أن الشيطان هو العدو الأكبر لبنى آدم . وهذا هو موضوعنا .

ثانيا : إبليس / الشيطان

1 ـ إبليس كان من ملائكة الملأ الأعلى فلما رفض السجود لآدم مستكبرا ( كان ) أى ( اصبح ) من الجن . منشور لنا مقال بهذا هنا . طرده رب العزة جل من الملأ الأعلى فأصبح ضمن الجن المحظور عليهم الولوج الى برازخ السماوات ، واصبح مثل الجن محصورا فى برازخ الأرض ، وقلنا فى كتاب البرزخ إن الأرض المادية التى نعيش عليها تتخللها ست أرضين أو ست برازخ ، وبرازخ الأرض تتخللها برازخ سبع للسماوات . كان آدم وزوجه يعيشان فى جنة أرضية برزخية وعندما أزلهما الشيطان أهبطهما الله جل وعلا لهذه الأرض المادية : (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖوَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٣٦﴾ البقرة )

2 ـ فى الملأ الأعلى حمل الشيطان إسم إبليس ، فلما طرده الله جل وعلا من الملأ الأعلى وصار من الجن حمل فى الأغلب إسم الشيطان ، وأحيانا إسمه القديم ، كقوله جل وعلا عنه فى إضلال قوم سبأ : (  وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿سبإ: ٢٠﴾،  وقال عنه جل وعلا فى الآخرة وهو مع أتباعه يُلقى بهم فى جهنم : ( فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ ﴿٩٤﴾ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ ﴿٩٥﴾ الشعراء ). ولكنه فى قصة السجود لآدم وطرده من الملأ يحمل فقط إسم إبليس .

ثالثا : بداية عداء ( إبليس / الشيطان ) لآدم وبنى آدم

1 ـ الله جل وعلا ( عالم الغيب والشهادة ) كان يعلم أن أحد الملائكة من الملأ الأعلى ( وهو إبليس ) يضمر إستكبارا ونفاقا ، فكان الإختبار بخلق آدم ليكون خليفة فى الأرض . قبلها كان يأجوج ومأجوج يعيشون فى الأرض يعيثون فيها فسادا ويسفكون الدماء ، ولنا مقال منشور عن يأجوج ومأجوج . أخبر رب العزة جل وعلا أنه سيجعل فى الأرض خليفة يحل مع أبنائه محل يأجوج ومأجوج . تساءلت الملائكة وجاء الرد من رب العزة بأنه جل وعلا يعلم ما لايعلمون : ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ البقرة ) وفيما بعد ظهر إستكبار إبليس فطرده رب العزة من الملأ الأعلى ، وقد ذكّرهم رب العزة مؤكدا أنه يعلم غيب السماوات والأرض ويعلم ما يبدون وما يتكلمون. قال جل وعلا : ( وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ﴿٣٣﴾ البقرة )

2 ـ ما بين الإخبار بخلق آدم وتعليم آدم الأسماء كلها كان الإختبار للملائكة بالسجود لآدم ، وكان ضمنهم إبليس الذى يضمر الاستكبار . أمر الله جل وعلا الملائكة بالسجود فسارعوا جميعا بالطاعة سوى إبليس الذى لم يكتف بالعصيان بل برّر عصيانه مستكبرا كافرا ، فأظهر المكتوم . 

3 ـ  رفض إبليس السجود حقدا منه على آدم . غاب عنه أن السجود ليس تعظيما لآدم بل هو إختبار فى الطاعة ، أى طاعة الآمر صاحب الأمر جل وعلا . كراهيته لآدم أعمته ، فأدخل نفسه فى مقارنة مع آدم ، معللا رفضه السجود لآدم بأنه  لا يجوز ان يسجد لمخلوق من الطين وأنه خير منه لأنه مخلوق من نار ( طاقة ) وامتدت كراهيته لأبناء آدم الذين لم يأتوا بعد فتوعد بالسيطرة عليهم وغوايتهم ولن ييأس من إضلالهم . هذا موجز ما جاء فى الآيات التالية :

3 / 1 : ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا ﴿٦١﴾ قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٦٢﴾الاسراء )

3 / 2 : ( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴿١٢﴾ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ﴿١٣﴾ قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤﴾ قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿١٥﴾ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿١٦﴾ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴿١٧﴾ قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا ۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿١٨﴾ الاعراف ).

3 / 3 : ( فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴿٧٣﴾إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٧٤﴾ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ ﴿٧٥﴾ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ﴿٧٦﴾ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴿٧٧﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٧٨﴾ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٧٩﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿٨٠﴾ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٨١﴾ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٨٢﴾ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴿٨٣﴾ ص )

3 / 4 : ( قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴿٣٢﴾ قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٣٣﴾ الحجر)

4 ـ الحسد  هو التوصيف القرآنى لحقد إبليس على آدم وذريته . وقد تجلى هذا الحقد فى عزمه إغواء بنى آدم . لذا أمر الله جل وعلا بالإستعاذة من هذا ( الحاسد ) حين ( حسد ) آدم وذريته . سورة الفلق تتكلم عن ابليس / الشيطان / الشياطين والاستعاذة بالله جل وعلا منهم  : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴿١﴾ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ ﴿٢﴾ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ﴿٣﴾ وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ﴿٤﴾ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴿٥﴾) . ومنشور لنا مقال عن ( الحسد ).

رابعا : تحذير آدم وزوجه من عدوهما الشيطان

1 ـ برفض إبليس السجود لآدم  كان طرده الى برازخ الأرض ، وعاش آدم وزوجه فى جنة برزخية  ، وحذّر الله جل وعلا آدم وزوجه من عدوهما الشيطان حتى لا يتسبب فى إخراجهما من تلك الجنة :( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ ﴿١١٦﴾ فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ﴿١١٧﴾ طه )

2 ـ ولكن إنخدع آدم وزوجه بحيل الشيطان فأخرجهما من الجنة . قال جل وعلا : (  فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ﴿٢٠﴾ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴿٢١﴾فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿٢٢الاعراف ) أى ناداهما رب العزة يذكرهما بما قال لهما من قبل أن الشيطان لهما عدو مبين ظاهر واضح .

خامسا : تحذير رب العزة جل وعلا بنى آدم من عدوهم الشيطان

1 ـ جاء هذا فى سياق التعقيب على قصة السجود لآدم : (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ۗأَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ﴿٥٠﴾  الكهف )  . وعجيب أن يكون عدوا لنا ونتخذه وذريته أولياء من دون الرحمن جل وعلا. ولكن هذا هو ما يحدث من المحمديين الذين يقرآون هذا القرآن الكريم .!!

2 ـ وجاء تعقيبا على نجاح الشيطان فى إخراج آدم وزوجه من الجنة . فى خطاب مباشر لبنى آدم قال لهم ربهم جل وعلا  فى إشارة لهذا العدو وكيف كان يتشفى بآدم وزوجه وهما فى محنتهما وقد بدا وظهر جسدهما المادى الذى كانت تغطيه أنوار الجنة البرزخية : ( يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٢٧﴾ الاعراف ).

سادسا : التأكيد الالهى لبنى آدم على عداء الشيطان لهم

1 ـ جاء هذا لعباد الرحمن فى قوله جل وعلا : (  وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا ﴿الإسراء: ٥٣﴾

2 ـ وجاء تحذيرا للناس من الشيطان الغرور المخادع . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۖ وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّـهِ الْغَرُورُ ﴿٥﴾ فاطر) . ذلك أنه يغرُّهم بأحاديث الشفاعات فيقعون فى المعاصى فيخلدون فى النار . والآية التالية تأكيد على عداء الشيطان الغرور للناس جميعا : ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿٦﴾ فاطر )

3 ـ وقال جل وعلا : ( وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿٦٢﴾ الزخرف )

4 ـ وفى سياق النهى عن إتباع خطوات الشيطان جاء التأكيد على عدائه . قال جل وعلا :

4 / 1 : (   يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿البقرة: ١٦٨﴾

4 / 2 : (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿البقرة: ٢٠٨﴾

4 / 3 :( وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿الأنعام: ١٤٢﴾

4 / 4 : وفى توضيح أكبر لمعنى عدائه للمؤمنين قال جل وعلا : (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿النور: ٢١﴾

5 ـ وقالها يعقوب لإبنه : ( قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿٥﴾ يوسف )

6 ـ وقالها موسى لنفسه : ( قَالَ هَـٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ ﴿القصص: ١٥﴾

أخيرا : المحمديون يتبعون وحى عدوهم الشيطان

1 ـ نحن ( أهل القرآن ) نتمتع بكراهية المحمديين لأننا لا نؤمن بالأحاديث الشيطانية ، وقد قال عنها رب العزة يجعل صناعها ورواتها أعداء للنبى محمد :

1 / 1  ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١١٢﴾ الانعام  )

1 / 2 : ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴿٣٠﴾ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ﴿٣١﴾ الفرقان )

2 ـ ويوم القيامة سيقول رب العزة جل وعلا للمحمديين وسائر من عاش يعبد الشيطان :(  أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿٦٠﴾ وَأَنِ اعْبُدُونِي ۚهَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿٦١﴾ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا ۖأَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ ﴿٦٢﴾ هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ﴿٦٣﴾ اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ﴿٦٤﴾ يس ). أى إن التذكير بعداء الشيطان لبنى آدم يمتد من خلق آدم الى دخول أبنائه الجحيم .

3 ـ متى يتوب المحمديون عن عبادة عدوهم الشيطان الرجيم ؟!.  

اجمالي القراءات 4343