تعقيب على مقال : المحمديون: إتخذوا الشيطان وليا عبدوه دون أن يروه .
إبليس 11 .. الشيطان 56 !

سعيد علي في الثلاثاء ١٦ - يوليو - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

في سلسلة مقالات للدكتور أحمد صبحي – حفظه الله جل و علا – عن القاموس القرآني مصطلح ( إتخذ ) و صل إلى مقال بعنوان : المحمديون: إتخذوا الشيطان وليا عبدوه دون أن يروه .
مقال مهم للغاية كعادة مقالات الدكتور أحمد و حيث أن التعقيب لا يكفي على ذات المقال لذا جاء هذا المقال منفصلا يبحث في تأكيد مقال الدكتور أحمد و حري بنا التدبر و تتبع الآيات لخطورة هذا المخلوق و دوره الخطير جدا لدرجة كما جاء في عنوان المقال اتخذوا الشيطان وليا عبدوه دون أن يروه و قد قال الحق جل و علا : (افتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا ) . الحقيقة الصادمة التي يجب أن يعيها الجميع هي أن الأكثرية تتبع هذا المخلوق الخطير أكرر الأغلبية : (قال ارايتك هذا الذي كرمت علي لئن اخرتن الى يوم القيامة لاحتنكن ذريته الا قليلا ) هنا استمرار احتناك إبليس لذرية آدم متواصل و مستمر دون كلل أو ملل أو تقاعس هو يحتنك ذرية آدم إلى يوم القيامة إلا القليل و هذا القليل هم المخلصين الذين يخلصون العبادة لله عز و جل و لا يتخذون هذا المخلوق وليا من دون الله .
في القرآن الكريم ورد اسم إبليس 11 مرة فهو من الكافرين ( البقرة 34 ، ص 74 ) و لم يكن من الساجدين ( الأعراف 11 ، الحجر 31 – 32 ، الإسراء 61 ، الكهف 50 ، طه 116 ، ص 75 ) . المؤمن الحق مؤمن بالله عز و جل وحده لا شريك له و يختفي كل شئ دونه فلا ولي إلا الله جل و علا و ستسأل الملائكة الغاوين : أين ما كنتم تعبدون من دون الله ؟ هل ينصرونكم ؟ أو ينتصرون ؟ - لاحظ على سبيل المثال تقديس الحسين و رايات مكتوب عليها الحسين في السفن الحربية الإيرانية و أسماء الصواريخ الإيرانية ! و النتيجة أنهم سيكبكبون فيها هم و الغاوون برفقة جنود إبليس أجمعون ثم يدور حوار الاختصام و الندم حيث لا ينفع الندم بهذا السيناريو الذي سيحدث : قالوا و هم فيها يختصمون تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين و ما أضلنا إلا المجرمون فما لنا من شافعين و لا صديق حميم ! لاحظ مقال الدكتور أحمد الرائع و هذا الآية الكريمة ( إذ نسويكم برب العالمين ) تدبر و تفكر في الممارسات اليومية من زيارات لقبور ( الأولياء ) كالقبر المزعوم للنبي محمد و القبور المزعومة للأنبياء و الصحابة و أبنائهم أعد و تدبر قولهم و هم في الجحيم ( إذ نسويكم برب العالمين ) ثم يتمنون أمنية لن تتحقق هذه الأمنية التي سيتمنونها هي متوفرة الآن لكل إنسان مازال يتخذ الشيطان وليا و هي أن يكونوا من المؤمنين هذه الأمنية بحد ذاتها ( آية ) من الحق جل و علا لمن يتدبر آياته جل و علا و ينظف عقله و قلبه من جبال ( الهجص ) و لأنها آية و هي تؤكد ما أورده الدكتور أحمد في آخر المقال كاستنتاج لذا فالآية تقول : ( و ما كان أكثرهم مؤمنين ) .. سبحانك ربي لا إله إلا أنت .
المؤمن الحق يخاف الله جل و علا فقط و في حلقة من برنامج لحظات قرآنية تطرق الدكتور أحمد لمعنى ( التقوى ) و علمونا و نحن صغار أن التقوى هي كما عرفها علي بن أبي طالب !! ( الخوف من الجليل و العمل بالتنزيل و الاستعداد ليوم الرحيل ) هذه العبارة السجعية تبهرك و لكن توصيف الدكتور أحمد للتقوى قرآنيا أشمل و أدق إذ يعرف التقوى بالقول : أن تخاف الله جل و علا و لا تخاف غيره هنا فارق هائل و مصداقا لقول الحق جل و علا : ( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم و خافون إن كنتم مؤمنين ) فالمؤمن لا يخاف إلا الله و لا يخاف غيره و لكن أنظر بدقة إلى قدر الرعب و الخوف و الوجل لمن يزور تلك القبور لتتأكد أن المؤمن الحق ليس ممن يخاف غير الله و الخوف من الله لا يمكن قياسه فهو قلبي ترى الخائف في جوف الليل يناجي ربه الذي يحبه و يخافه ترى المؤمن عندما يقيم الصلاة قلبيا و يداوم عليها مخافة من الله و ليس ( صف عساكر و المناكب و رص الصفوف بلا خشوع أداء و لا إقامة طوال ساعات اليوم ) .
الشيطان ذكره الله جل و علا في قرآنه الكريم 56 مرة تحذير من خطواته .. التزيين الذي يمارسه .. وعده الغرور .. تدبر قول الحق جل و علا : ( واذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه اباءنا اولو كان الشيطان يدعوهم الى عذاب السعير ) .. للدكتور أحمد عبارة : الشيطان لن يقدم استقالته و الموظف الذي ( لن ) يقدم استقالته ( حريص على العمل ) تجده ( مجتهد ) و ( مخلص ) و ( وفي ) و هو كذلك حريص كل الحرص على احتناك ذرية آدم و هم الأكثرية .. الشيطان لا نراه و لكنه يتحكم من خلال النفس التي تتحكم في الجسد – من مقال اليوم - و إذا اختارت الضلال ذلك أن الشيطان منعها من رؤية الحق و سماع الحق و صدق الله العظيم : ( وان تدعوهم الى الهدى لا يسمعوا وتراهم ينظرون اليك وهم لا يبصرون ) . نسأل الله جل و علا أن نكون من المؤمنين بالله جل و علا وحدة لا شريك له .


 

اجمالي القراءات 4995