( 3 ) الصبر وحتميات القدر

آحمد صبحي منصور في الخميس ٢٥ - أبريل - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

( 4 ) الصبر وحتميات القدر

أولا : الحتميات المقدرة سلفا

الحتميات هى التى لا مهرب منها ولا إختيار لنا فيها ولن نكون مسئولين عنها يوم القيامة ، وهى أربعة : الميلاد والوفاة والموت و الرزق والمصائب التى تنزل على الانسان من خير أو شر وبلا قصد منه . ليس فى إمكان مخلوق التحكم فى ميلاده ونشأته ،ولا فى رزقه ولا فى الافلات من موعد ومكان موته. كل ذلك مقدر سلفا، وناقشنا الحتميات وموضوع الرزق فى حلقات مطولة من برنامجنا على اليوتوب ( لحظات قرآنية ) . ونعرض لها بإيجاز :

1 ـ حتمية الميلاد : الله جل وعلا هو الذى يحدد موعد دخول النفس الى جنينها ، وهو الذى يحدد نوعية الجنين وصفاته ، قال جل وعلا : ( هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴿٦﴾ آل عمران ) وموعد ميلاده والعمر المقرر له سلفا أن يعيشه فى هذه الدنيا ، كل ذلك فى كتاب ، قال جل وعلا : ( وَاللَّـهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا ۚ وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ ۚ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ ۚإِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرٌ ﴿١١﴾ فاطر) وكل شىء بمقدار وتقدير ، قال جل وعلا : (اللَّـهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ ۖ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ﴿٨﴾ الرعد ) . الانسان لا يختار والديه ولا أسرته ، ولا ملامح وجهه وجسده .

2 ـ حتمية الموت مكانه وزمانه : لكل نفس موعد موتها ، أو الأجل المحدد لها لتغادر هذه الحياة تعود الى البرزخ الذى أتت منه ، قال جل وعلا : (لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ﴿٣٨﴾الرعد)(   وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا ) ﴿١٤٥﴾ آل عمران ) . ومحدد أيضا مكان موت كل نفس . وفى هزيمة موقعة أُحُد وجدها المنافقون الفرصة ليقولوا : لو إنكم إتبعتم رأينا ما قُتل القتلى فى جبل أُحُد . نزل الرد عليهم بأن مكان الموت محدد سلفا لا مهرب منه ، قال جل وعلا : (   يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ )﴿١٥٤﴾ آل عمران )

3 ـ حتمية الرزق : هو جل وعلا الذى يتحكم فى الرزق ، يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر أى يقلل . ونحن نتحدث عن الرزق غير الأساس والذى فيه التفاضل بين الناس ، قال جل وعلا : (وَاللَّـهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ ) ﴿٧١﴾ النحل ). هذا لا يشمل الرزق الأساس الذى به قوام الكائنات الحية ، وهذا الرزق الأساس تكفل به أيضا رب العزة جل وعلا القائل : ( وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّـهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴿٦﴾ هود  )، وقال جل وعلا :  (وَكَأَيِّن مِّن دَابَّةٍ لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّـهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ) ﴿٦٠﴾ العنكبوت ) . لو كان الرزق بيد البشر لأصبح الجميع بليونيرات وما إفتقر غنى وما أفلس ميلونير .

4 ـ حتمية المصائب : هى ما يصيب الانسان من خير أو من شر بدون تدخل منه كأن يعثر على كنز أو يصيبه مرض ، وكل ذلك مقدر سلفا ومكتوب قبل وجودك فى هذه الحياة. المؤمنون يقولون : ( قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّـهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴿٥١﴾ التوبة ) والمؤمنون يتخذون موقفا محايدا من هذه المصائب الحتمية لا يفرحون بها ولا يتحسرون عليها . قال جل وعلا : (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرٌ ﴿٢٢ لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗوَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴿٢٣﴾ الحديد )

ثانيا :

البشر أسباب فى حدوث ( بعض ) الحتميات :

1 ـ فى الميلاد لا بد من تدخل البشر ، من لقاء جنسى بين ذكر وأنثى بالزواج أو بغيره. وفى الرزق ترى الناس اسبابا فى الرزق ؛ صاحب العمل يحتاج الى العمال ويحتاج الى التاجر ليشترى منه والتاجر يحتاج الى مستهلك، والابن سبب فى رزق أبيه والأب سبب فى رزق إبنه ، والله جل وعلا هو الذى يرزق الجميع. قال جل وعلا عن الآباء والأبناء : (  وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ) ﴿٣١﴾ الاسراء ) (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ) 151 ) الانعام ). وفى الموت قتلا يتسبب فيه القاتل ، وكذا فى إحداث المصائب من خير أو شر ، قد تكون بفعل فاعل .

2 ـ القاتل لا يحدد مكان أو زمان من يريد قتله . قد يرتكب جريمته عمدا وبإصرار ، ثم لا ينتج عنه قتل ، لأن موعد الموت لم يأت بعد للضحية ، فيتم إنقاذه . الانسان فى تدخله فى الحتميات لا يعلم الغيب وهو يقوم بها عامدا متعمدا . فرعون الذى إحتكر القوة قام بكل جرائمه بحريته المطلقة وبإختياره الشخصى ، ولم يكن يعلم الغيب وإنتهى الأمر بغرقه وجنده . القاتل وأى مجرم ينال عقابه على إرادته الشريرة وعمله بغض النظر عن الحتميات الالهية . وأى فاعل خير ينال الثواب بغض النظر عن الحتميات الالهية .

3 ـ كل هذا يدخل فى موضوع الابتلاء بالخير والشر وحرية الانسان فى عمل الخير أو عمل الشر ، والابتلاء فتنة ، والله جل وعلا يقول : ( وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ۗ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا ﴿٢٠﴾ الفرقان ). هنا يأتى موضوع الصبر فى موضوع الحتميات وموضوع الابتلاء : (  أَتَصْبِرُونَ ۗ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا ).

4 ـ فيما سبق نعرف إن هناك حتميات يكون البشر سببا فيها ، وهناك حتميات تحدث بدون تدخل بشرى كالمرض والكوارث الطبيعية . ولكنها كلها تدخل تحت بند الابتلاء بالخير والشر والفتنة فى هذه الحياة الدنيا ثم يأتى الموت ثم اليوم الآخر، قال جل وعلا : (  كلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴿٣٥﴾ الانبياء )

ثالثا : الصبر الايجابى للمؤمنين على ابتلاء الحتميات التى تحدث بدون تدخل الانسان

1 ـ فى إبتلاء ابراهيم عليه السلام رأى فى المنام أنه يذبح إبنه فأخبر إبنه ورضى الاب والابن بتنفيذ الحلم ، وقال الابن لأبيه أنه سيجده إن شاء الله من الصابرين :  ( فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴿١٠٢﴾ الصافات ).  وإبتلى الله جل وعلا النبى أيوب فصبر صبرا إيجابيا إستحق أن يقول جل وعلا عنه : ( إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴿٤٤﴾ ص )

2 ـ والتواصى بالصبر الايجابى جاءت به الأوامر الالهية :

2 / 1 : عن صبر المتقين من بنى اسرائيل قال جل وعلا : ( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ) ﴿٢٤﴾ السجدة ) . وأمر الله جل وعلا بنى اسرائيل بأن يستعينوا على كل شىء بالصبر وبالصلاة،قال جل وعلا : ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاة ) ٤٥( البقرة )

2 / 2 : وهو نفس الأمر للمؤمنين ، فى قوله جل وعلا (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴿١٥٣﴾ البقرة ). يكفى أن يكون الله جل وعلا ( مع الصابرين ).!

3 ـ والتواصى بالصبر يكون بين المؤمنين :

3 / 1 أوصى لقمان إبنه فقال : ( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴿١٧﴾ لقمان )

3 / 2  ـ والتواصى بالصبر والتراحم من صفات المؤمنين المفلحين يوم الدين ، قال جل وعلا : ( ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ﴿١٧﴾ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ﴿١٨﴾ البلد ) .

4 ـ وجاءت البشرى الالهية للصابرين على ما اصابهم :

4 / 1 : قال جل وعلا : ( وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ﴿٣٤﴾ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴿٣٥﴾ الحج )

4 / 2 : وفى التأكيد الالهى على إبتلاء وأختبار المؤمنين . قال جل وعلا : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) (١٥٥﴾ البقرة ) أى جاءت لهم البشرى إذا صبروا على هذه الابتلاءات ، بعدها يقول جل وعلا عن صبرهم الايجابى :  ( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴿١٥٦﴾ البقرة ) . أى نحن مملوكون للرحمن جل وعلا واليه مصيرنا يوم القيامة . وتأتى الآية التالية بأروع ما يكون من البشرى قال جل وعلا : (  أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴿١٥٧﴾ البقرة ) . جزاؤهم أن يصلى الله جل وعلا عليهم أى يرحمهم .

رابعا : الكفر مكان الصبر

نحن نتقلب في حياتنا بين نعمة ونقمة ، بين إبتلاء بما نحسبه خيرا وإبتلاء نحسبه شرا. وكلها أمور نسبية ، وموقفنا هو الذى يحدد إن كانت خيرا أو شرا. إن صبرنا صبرا إيجابيا فنشكر ونصبر خرجنا من الابتلاء بالخير. إذا كان صبرا سلبيا بالشكوى وبالكفر خرجنا من الابتلاء بالخسارة والشّر . وحقيقة الايمان تتجلى فى هذه الابتلاءات عند الانسان . مع ملاحظة ان مصطلح الانسان فى القرآن الكريم يأتى عن العُصاة.

ونعطى بعض تفصيل:

1 ـ على عكس الصبر الايجابى للمؤمنين ترى ضعيف الايمان إذا أصابته مصيبة غضب وكفر. وهذا صنف موجود بين الناس فى كل زمان ومكان ، قال جل وعلا : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّـهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴿١١﴾ الحج  )

2 ـ الانسان لا يسأم من دعاء الخير ، وإذا مسه سوء أصابه اليأس والقنوط ، قال جل وعلا : ( لَّا يَسْأَمُ الْإِنسَانُ مِن دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ ﴿٤٩﴾ فصلت )

3 ـ الانسان عند النعمة يغتر ويعرض عن الحق وعند النقمة ييأس من رحمة الله جل وعلا ، قال جل وعلا : ( وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ ۖ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا ﴿٨٣﴾ الاسراء ) أو يشكو متبرما ( وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ ﴿٥١﴾ فصلت )

4 ـ نعمة ثم تعقبها نقمة :

4 / 1 : يفرح بالنعمة ثم إذا أصابته مصيبة بسبب عمله السىء يقع فريسة اليأس ، قال جل وعلا : ( وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ﴿٣٦ الروم ) .

4 / 2 : أو يقع فى الكفر . قال جل وعلا : ( وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ ﴿٤٨﴾ الشورى )

4 / 3 :  أو فى الكفر واليأس معا ، قال جل وعلا : ( وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ ﴿٩﴾ هود )

4 / 4 : إذا أنعم الله جل وعلا عليه بالثروة يظن أنه أثير الى ربه فإذا أصابه فقر ظن ان الله جل وعلا أهانه ، قال جل وعلا : ( فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ ﴿١٥ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ﴿١٦﴾ الفجر )

5 ـ نقمة ثم تعقبها نعمة :

5 / 1 : تصيبه مصيبة الضراء فإذا أبدلها الله جل وعلا بنعمة يصيبه الغرور، قال جل وعلا :  ( وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي ۚ إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ ﴿١٠﴾ هود ) لا يقع فى هذا المؤمنون الصابرون صبرا إيجابيا. قال جل وعلا فى الآية التالية : ( إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴿١١﴾ هود )

5 / 2 : تصيبه مصيبة الضراء فإذا أبدلها الله جل وعلا بنعمة  وقع فى الكفر ، قال جل وعلا :  ( وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا ۚ قُلِ اللَّـهُ أَسْرَعُ مَكْرًا ۚ إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ﴿٢١﴾ يونس )

5 / 3 : وإذا ذاق الخير بعد سوء أصح مغرورا الى درجة يكفر باليوم الآخر ويظن نفسه أثيرا محبوبا من ربه سيدخل الجنة مهما عصى . قال جل وعلا : ( وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَـٰذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَىٰ رَبِّي إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَىٰ ۚ فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ ﴿٥٠﴾ فصلت ).

اجمالي القراءات 4576