التحريم خارج الكتاب

حافظ الوافي في الإثنين ٠٧ - يناير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

ليس سهلا أن تقول "حرام عليك تفعل كذا.. "أو تدعي ان فعل ما.. حرام مالم ينزل الله به سلطانا..

(ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون..)

والفتوى خاصة بالرب.. (يستفتونك.. قل: .. يسئلونك.. قل:..)

التحريم من أفعال الربوبية فالله هو وحده من يشرع في دين الإسلام سواء في رسالة محمد أو الرسالات السابقة

(شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا..)

التحريم خاص بالرب (قل تعالوا اتلو ما حرم ربكم عليكم ... حرمنا عليهم.. حرمت عليكم )

تحريم النبي يستند الى آيات الكتاب فقط: (قل لا أجد فيما أوحي اليا محرما)..

من الذي يمكنه ان يحرم شيئا وربي فقط هو المشرع.. ومن يحرم شيئا وقع في المحرم..

(قل "من حرم زينة الله" التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق... قل إنما "حرم ربي" الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله مالا تعلمون.. )

فمن يدعي ان الله حرم شيئا خارج الكتاب فقد كذب بالآيات وكذب بالآخرة وصار من الذين بربهم يعدلون, ينصبون انفسهم في مقام الرب..

(قل هلم شهدائكم الذين يشهدون ان الله حرم هذا فان شهدوا فلا تشهد معهم ولا تتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا والذين لا يؤمنون بالآخرة وهم بربهم يعدلون..)

لذلك فاتباع اقوال نسبت للأنبياء تحرم أشياء تعني اتخاذهم أربابا من دون الله وتعتبر كفرا لأن التحريم خاص بالربوبية فقد أمر الله بألا نعبد الأنبياء (وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) .

فمن ذا الذي يجعل من نفسه إلهاً يصدر فتاوي التحريم..؟ وكل من يتبعه فيما حرم إنما يتخذه رباً بإعطائه حق التشريع :

(اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) .

لذلك يؤكد الرب لاتباع رسالة محمد ان الكتاب هو المصدر الوحيد للتشريع الديني:

(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)..

وفقنا الله واياكم لما يحبه ويرضاه

اجمالي القراءات 6633