مصر ليست للبيع ياتركي

سامح عسكر في الخميس ٢٧ - سبتمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

بالنسبة لمن يدعي أن تركي آل الشيخ (مستثمر)

هذا غير صحيح، ما قام به الرجل في مصر أبعد ما يكون عن فكرة الاستثمار الحقيقة، بل يمكن وصفه باستغلال وإعادة بناء نفوذ ودي قصة تانية ممكن نتكلم فيها لأنها متعلقة بجوانب أخرى ليس لها علاقة بالرياضة.

تقوم فكرة الاستثمار على عدة قواعد:

أولا: الهدف، وهو غرضك من الاستثمار، نواياك الحقيقية في خدمة المكان وزيادة أموالك، بينما تركي وضح من خطه الزمني في مصر أن شراءه للأسيوطي وتحويله لبيراميدز هو (كيدية) بعد أن حاول شراء الأهلي والزمالك من قبل فلفظته الجماهير ، وأثبت ذلك بنفسه عن طريق نفوذه السياسي (كسعودي معين من الأمير بن سلمان) في تغيير قواعد وقوانين مصرية رياضية في ظرف 24 ساعة.

ثانيا: الوقت، وهو التفكير في المشروع بوقت كافي للدراسة وتصور التبعات والعقبات، والرجل لم يأخذ وقته الكافي لدراسة مشروع بيراميدز، فقط أول ما الفكرة خطرت على باله نفذها بقوة المال ، شراء الأندية في مصر ممكن ولكن من القاع بإنشاء مدارس للكرة وأكاديميات وملاعب، استثمار حقيقي لم يفعله الرجل لو أخلص جديا في بناء قطاع الرياضة في مصر.

ولمن يقول أن التجربة نجحت بتصدر ناديه الدوري، هذا غير صحيح..الدوري في بدايته ممكن يتصدره فريق درجة رابعة، وبيراميدز الثاني ولم يلاعب بعد الفرق الجماهيرية الكبرى (الأهلي – الزمالك – الإسماعيلي – المصري) هذا نادي مصروف عليه (مليار جنيه) أي حجم ما أنفق على الدوري المصري كله آخر 10 سنوات، وسابقا قلت أن غاية ما سيحققه النادي الجديد هو إنجاز إنبي أو حرس الحدود من قبل ، أما الآن فكل مباراه له تبقى مشحونة لإحساس اللاعبين المصريين أنه نادي غريب مفروض بقوة المال والسياسة، بما يعزز شكوكية مسئولي الأندية في توجه الحكام واتحاد الكرة، وظهرت هذه الشكوكية في آخر 4 مباريات للفريق مما يهدد قطاع الرياضة في مصر بأكبر شبهة فساد في تاريخه.

ثالثا: الربح، وهذا شرط كل استثمار يؤدي في النهاية لربح صاحبه، وبإمكاننا سؤال تركي وأصحاب بيراميدز، ما مكانة الدوري المصري عالميا لتشتري لاعبين منه بمليار جنيه وتربح من ورائهم؟..جانب كبير في تسعير اللاعبين هو سمعة الدوري وإنجاز منتخباتهم، هذا يعني أن الغرض من تجربة بيراميدز ليس الربح، أي لا يوجد استثمار حقيقي.

رابعا: العلاقات العامة، وهذه أزمة عند تركي آل الشيخ، الرجل أسلوبه فج وعدواني متسلط، فقير الأسلوب والدعاية ، ظهرت في شعار النادي (غير مبادئك) هذا سقوط أخلاقي وفني أثار حنق واستفزاز المصريين، غير سمعته السيئة بالتعدي على المطربة آمال ماهر ودفاع بعض الأسماء المكروهة عنه حتى خرج دفاعها سلبيا رفع من حجم الغضب المشحون.

لا تنسوا أن فيلم "مرجان أحمد مرجان" أعاد الناس إحياؤه لانطباق سيناريوهاته بالكامل على تجربة تركي، بداية من جهل الرجل وفظاظته وشعوره بالنقص ، واعتقاده أن كل مشكلة تُحل بالمال دون أخلاق أو فكر، والنتيجة أن هدم الرجل دين الإنسان وأخلاقه علاوة على تهديد مصالح البعض، يعني باختصار شديد جدا، الرجل صفر علاقات عامة جعلت البعض –وأنا منهم – على اتهامه بشراء أشعاره خصوصا أغنية أنغام الأخيرة، هذا لا يمكن أن يؤلفها رجل بطباع تركي، فالشعراء مرهفي الحِسّ وخيالهم خصب يدفعهم لحساب كل كلمة ووزنها بمعايير فكرية واجتماعية.

خامسا: الذكاء، ويعني حُسن توظيف القدرة الاستثمارية في البناء، ورفع معدل الكفاءة واحترام التخصص، بينما وجدنا المتحدث الإعلامي لبيراميدز "أحمد حسن" يهين اللاعب "محمد صلاح" في أزمته مع اتحاد الكرة، بقوله " لماذا تهرب من الجماهير ياصلاح دول مصريين" نفس بيان الإتحاد وإهانة لصلاح بكراهية الشعب، والسؤال: ما الذي دفع أحمد حسن للتصرف بهذا الشكل إلا كفاءة منخفضة واعتقادهم أن ناديهم مع الإتحاد في مركب واحد ومصالح واحدة، ناهيك عن تفرغ مسئولي الناس للدفاع عن تركي الذي سيفسر دفاعهم أنه (مصالح) ليس إلا، يعني دفاع سلبي وذكاء منخفض.

نقطة الذكاء هذه لها علاقة بجزئية العلاقات العامة، فلو كانت علاقة تركي بالأندية جيدة لدافعوا عنه وصنعوا تيار شعبي معاه، وهذا لم يتم، أي أن طبيعة الرجل وسلوكه يعني (مفيش كفاءة) الوحيد تقريبا الذي يدافع عنه مرتضى منصور، وهو اسم مشبوه في عالم الرياضة والسياسة معا (دفاع سلبي)

سادسا وأخيرا: الشفافية، وهذه جزئية للأسف تتعلق بالسياسة ونظام الدولة، لو كان هناك شفافية لبحثوا عن أموال تركي التي تنفق دون حسيب أو رقيب، فربما كانت أموال سلاح أو مخدرات أو مسروقة يجري غسلها في مصر، أو مدفوعة من بنوك الدولة السعودية مما يثير الشبهة حول أهداف الرجل ووظيفته في الصعيد، ولو كانت أمواله الشخصية هل أجرى الجهاز المركزي للمحاسبات أو هيئة الرقابة الإدارية دراسة عن أموال تركي؟...الإجابة متروكة للدولة، لأن عدم الجواب يعني شك في طبيعة وجود هذا الرجل وأهدافه في مصر.

هذه مجرد قواعد أو مبادئ إنسانية ، لم أتعرض لكيفية الاستثمار أو تحدياته، هذا جانب آخر يندرج تحت سلطة تلك القواعد، أي بغياب قاعدة واحدة من هؤلاء فورا يصبح استثمار ناقص أو مشبوه ، فما بالك وهذه القواعد كلها غائبة..ثم يسأل البعض لماذا كره المصريون الرجل وسيُفشلوا تجربته حتى لو تراجع عن قراره بالانسحاب..

اجمالي القراءات 4922