قول مفكر للتأمل

يحي فوزي نشاشبي في الإثنين ٢٨ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً


قول مفكر للتأمل 

فالذين يركبون صاروخا في رحلة طويلة إلى القمر لن تكون احتياجاتهم واهتماماتهم مثل احتياجات واهتمامات من يركبون دابة من دواب التاريخ التي كان معلمو آبائنا يركبون مثلها في أسفارهم ليعلموا الناس كيف يموتون في الأرض ليحيوا في السماء ، وكيف يحبون الله بكراهيتهم الناس ،وكيف يحبون الناس بتعليمهم ما يجعلهم يبغضونهم .

تعليق : أليس في هذه التأملات قليل أو كثير مما نعاني منه نحن المسلمين المتلقين القرآن العظيم ؟

الاستمساك بما نزل عليه

t; بسم الله الرحمن الرحيم : (( الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم ، ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب الله للناس أمثالهم )) من 01 إلى 03 – محمد –

عند التأمل في هذه الآيات الثلاث يفهم منها أن الانسان الآخذ الأمر بجدية يصبح محكوما عليه بأن يدير ظهره بلا تردد وبلا اكتراث لكل قول أو فعل نسب إلى الرسول محمد مما يتعارض أو يتصادم مع ما نزل على محمد لأنه هو لحق ، والحق أحق أن يتبع ويعتبر .
وإلا فإن هذا الإنسان سيقع حتما تحت طائلة الآية رقم (09) من نفس السورة – محمد – ويوصف بأنه من الذين كرهوا ما أنزل الله فتحبط أعماله .
وإن ما يؤكد ويؤيد ما سبق فهمه هو ذلك الأمر الذي وجهه الخالق إلى مخلوقه محمد رسوله عليه الصلاة في الآيتين : 43 و44 بسورة الزخرف والأمر هو : (( فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون .)) .
والظاهر أنه من الإستمساك الذي أمر به الله أن نرفض كل قول وكل حديث وكل فعل وكل موقف أو تصرف منسوب إلى الرسول محمد عندما يأتي مخالفا للوحي حتى نضمن عدم الإنحراف عن الصراط المستقيم وحتى لا نتورط في اتهام الرسول بأنه لم يستمسك بالذي أوحي إليه وبأنه نسي أنه على صراط مستقيم . 

إن الخالق هو المعني وحده لا شريك له

(( إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم وقد أنزلنا آيات بينات وللكافرين عذاب مهين يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شئ شهيد .)) 5 و 6 – المجادلة –

(( ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشـاق الله فإن الله شديد العقاب )).
-04- الحشر –
– 2 –
أن يعصى الله ويستخف بالرسول ويحاد الله والرسول إلى هذه الدرجة التي ذكرها الله بل وأن يشاق الله ورسوله إلى هذه الدرجة ليس بالشئ الهين لاسيما وقد أشار الله أنه أمام ذلك العصيان شديد العقاب .
ولعل ذلك العصيان وذلك التحدي وتلك المخالفات تدرج في الإرتداد والمرتدين ؟ ومع ذلك فإن المفهوم هو أن حسابهم على الله يوم البعث لا غير
وعليه فيمكن الاستنتاج أن الذين يميلون إلى الحكم بالموت لمن اتهم بالإرتداد لا يستند على أي دليل .
ثم ، لنتأمل الآيات 20 و 21 و22 في سورة آل عمران : (( فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعني وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين آسلمتم فإن اسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد . إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيئين بغير حق ويقتلون الذين يامرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين .)) 20 + 21 + 22 – آل عمران –
إذن فلا مجال ولا محل مطلقا لاتخاذ أي موقف أو إصدار أي حكم حتى بالنسبة لمن يصرح تصريحا واضحا بأنه ارتد عن الدين ما دام المعني بذلك هو الخالق وحده لا شريك له .

لا مبرر لأي خلاف مهما اتسع الاختــلاف

(( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم .)) 105 – آل عمران –

ألا يتبادر إلى الذهن بعد تأمل هذه الآية أن معناها ينطبق على حالنا نحن المسلمين في هذا العصر الحالي بل ومنذ عدة عصور خلت ما دمنا ولا زلنا إلى اليوم نرزح في حضيض الخلاف بسبب الاختلاف في كل شئ ؟؟؟

تأملات
في ما يراه الأستاذ محمد الغزالي في كتابه - فقه السيرة – 

ولنفرض أن البخاري لم يرو هذه الأحاديث الصحيحة ، أفكان حديث العمياوين يسلط على المجتمع ويحجر به على النساء في دورهن فلا يخرجن من هذا السجن أبدا ؟

إن حكما مثل هذا لا يعرف من القرآن بل إن القرآن يجعل هذا الحكم عقوبة للنسوة اللآئي يرتكبن الفواحش :
(( واللائي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم ، فإن شهدوا فامسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا )) -15- النسا-
ولكن المسلمين لما استوعــروا سبل التربية المهذبة للذكور والإناث بسبب انحرافهم عن القرآن لجأوا إلى السجن والقصر فكان ما كان :

* هجر المسلمون القرآن إلى الحديث .
* ثم هجروا الأحاديث إلى اأقوال الأئمة .
* ثم هجروا أقوال الأئمة إلى أسلوب المقلدين .
* ثم هجروا المقلدين وتزمتهم إلى الجهال وتخبطهــم .
(صفحة 42 + 43 – فقه السيرة – لمحمد الغزالي- طبعة 1989 – الجزائر )

اجمالي القراءات 11464