الدور الإيراني في الشرق الأوسط (2)

سامح عسكر في الإثنين ٢٨ - مايو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

الفصل الأول: علاقات الدور الإيراني مع القوى الفاعلة

أنتقل الآن إلى مقدمة هذه الورقة البحثية التي أصنف فيها أولا مواقف الدول والجماعات الدولية من إيران:

أولا: العلاقة مع العرب ، وهي متنوعة لا يمكننا وضعها في سلة واحدة، لأن عرب الخليج بينهم وبين الإيرانيين معارك خاصة جدا لا يشاركهم أحد، فيستعملون ألفاظ عرقية ومذهبية كثيرة كالروافض والوهابية والنواصب والفرس والصفويين، أكيد مثل هذه المصطلحات لا تهم المصريين وشعوب شمال أفريقيا باعتبارهم غير متأثرين بالجوار الجغرافي لإيران، أو لم يعانوا من قبل من فتن طائفية إسلامية كثيرة كالتي حدثت في القرون الوسطى وإبان تشكيل دولة المسلمين بعد واقعة التحكيم.

ولخصوصية هذه المعركة بين الخليج وإيران وقيامها بالأصل على رؤى عنصرية اختلطت المعايير ودلست الحقائق، مثلما أيقين الخليجيون مؤخرا أن إيران ساهمت في غزو أمريكا للعراق عام 2003 رغم أن قواعد أمريكا وسلاحها الجوي كانا في الخليج، والأموال التي دفعت لأمريكا على شكل صفقات تسليح ورشاوى خرجت أيضا من الخليج، والخطاب الإعلامي التحريضي للغزو كان من إعلاميين ومثقفين خليجيين.

نعم استفادت طهران من الورطة الأمريكية في العراق، لكنها ليست مسئولة عن غزوه ، بل الغزو تم بإرادة عربية صرفة، والإيرانيون أذكياء في استغلال الفرص، فعندما لاحت لهم هزيمة بوش في العراق أطلق نجاد تصريحه الشهير في أغسطس 2007 بأن إيران ستملأ فراغ أمريكا إذا انسحبت من العراق، وهذا كان تدشين رسمي لبذرة الدور الإيراني في المنطقة، وبعد أيام من تصريح اللواء "رحيم صفوي" قائد الحرس الثوري الإيراني بأن أمريكا ستقبل دور إيران في العراق ولبنان مرغمة، وعلى ما يبدو أن تصريح صفوي هذا لم يعجب المرشد والرئيس (في صياغته) فقررا عزل صفوي من الحرس وتعيينه مستشار عسكري للمرشد.

ويتجلى الموقف الخليجي من إيران في اتهامات السعودية والبحرين لطهران بدعم المعارضة الشيعية في البلاد، ولو فردنا الأمر على اتساعه فالسعودية أيضا تدعم حركات المعارضة الإيرانية – مجاهدي خلق عبدالملك ريجي نموذج، وحركات مسلحة أخرى في بلوشستان- أي أن الدور الإيراني في السعودية تطور لشكل من أشكال الصراع والحروب الباردة بين قطبين إقليميين على غرار الصراع الدولي البارد بين أمريكا والسوفييت

أما بقية العرب ففي الشام علاقات جدية وتحالفات إيرانية مع شعوبها ضد إسرائيل، وبالتالي العلاقة أيدلوجية بحتة خاصة بمقاومة الصهيونية الرديفة للاستعمار الغربي، وفي شمال أفريقيا تتصدر تونس والجزائر علاقاتهما المميزة مع طهران، أولا لشيوع قيم اليسار المعارض للاستعمار من ناحية، ولأن هذه الشعوب منفتحة أكبر من نظرائها في الشرق الأوسط وتخاصمها مع الدول دائما يخضع للمصالح وليس للأديان والعقائد.

ثانيا: العلاقة مع تركيا، وهو موقف قائم على رباعية (الجوار الجغرافي –التشابه العرقي والديني- المصلحة المشتركة في سوريا-أيدلوجيا الإسلام) فالأولى تعني اقتصاد وتجارة برية حرة ومكاسب للدولتين، مما يعزز فرص التعاون والاتفاق على ملفات أخرى مصيرية، والثانية: لتنوع كلا المجتمعين مذهبيا بشكل معكوس، أي يمثل السنة في تركيا نسبة تقارب 80% والباقي علويون وغيرهم، نفس الشئ إيران نسبة الشيعة هناك 80% والباقي سنة وغيرهم، والجانب العرقي حاضر أيضا بشكل معكوس، فتركيا مليئة بذوي الأعراق الفارسية والكردية، وإيران مليئة بذوي الأصول التركية والآذرية.

أما الثالثة: فالمصلحة التركية الإيرانية تفرض عليهم وحدة سوريا والحذر من انفصال الأكراد الذي يشجع زملائهم على ضم أراضي الإقليم في كلتا الدولتين، وهي ورقة استعملها بشار الأسد وحلفائه ضد تركيا الذي حاول زعيمها أردوجان حرقها ففشل واستفحل أمر الأكراد، ساهم في ذلك توجه أوباما بتسليح الكورد وبناء دولة مؤيدة للغرب في سوريا، ومع مجئ ترامب كف الرجل عن تسليح الأكراد وتركهم في مواجهة مفتوحة غير متكافئة مع الأتراك، والنتيجة سقوط بعض القرى والمدن الكردية على الحدود السورية الشمالية في أيدي تركيا وحلفائها من مسلحي الجيش الحر السوري..

وأما الرابعة: فالمشترك الأيدلوجي الديني في نموذج الإسلام السياسي بشقيه السني والشيعي، رغم أنه في تركيا ليس واضحا لتبني الأتراك ظاهريا النموذج العلماني، وضمنيا تيار الإخوان المسلمين، وتأكد ذلك في مظاهر التدين الشكلي في الصلوات والصيام والحجاب والتفاعل مع قضايا المسلمين الخارجية.

إنما كل هذا لا يكفي لبناء تحالف إقليمي بين الدولتين، فالتاريخ يحكي صراعا دمويا طويلا جدا بين الشعبين دام لعدة قرون وفي فترات زمنية مختلفة، كالصراع بين البويهيين الفرس والسلاجقة الأتراك ، ثم العثمانيين والصفويين بعد ذلك، إضافة للتوجس التركي العلماني الشعبوي من تحويل تركيا لأصولية سنية على غرار أصولية إيران الشيعية، لذا فعقد تحالف إيراني تركي شامل صعب جدا لعوائق التاريخ والهوية ، وبالتالي فالدور الإيراني في تركيا لا يتخطى حاجز مصلحتي "سوريا والأكراد" إضافة للمصلحة الاقتصادية بالتبادل التجاري بين البلدين حوالي 10 مليار دولار، وبتصدر إيران ضمن شعوب العالم في مؤشر السياحة التركية.

كذلك فحضور إيران لدى العلويين الأتراك ضعيف، ورأيي أنه معدوم رغم حب الإمامية الإيرانيين والعلويين الأتراك لآل البيت، إنما الاختلاف المذهبي حاجز تواصل بين الطرفين، ولانفتاح العلويين على الحضارة أكثر من إمامية إيران، ولممارسة العلوي تدينه بطريقة قومية هووية لا شأن لها بالعبادة، أي أن العلوية في جوهرها تجمع بين الدين والقومية..نلاحظ ذلك في الاختلاف بينهم وبين علويين سوريا، وهذا تأكيد آخر أن الدور الإيراني في تركيا ضعيف لا يُقارن مثلا بدوره في الخليج المشترك مع الأقليات الشيعية هناك في المذهب والأصول العرقية (البحرين نموذج)

ثالثا: العلاقة مع روسيا والصين، وهي تنقسم لشقين، الأول : اقتصادي لموقع إيران الإستراتيجي بين آسيا الوسطى والشرق الأوسط، أي إيران عمليا تمثل مفتاح وممر تجاري لكلا المنطقتين عند الروس والصينيين، أما الثاني: فهو سياسي يتعلق بالشق الأول، فالموقع الجيوسياسي لإيران أعطاها ميزة فريدة رفعت أسهم الدور الإيراني في كلا البلدين في خضم الصراع مع القوى الغربية.

ومن ضمن ملامح هذا الصراع السياسي الذي يحتم على الروس والصينيين التحالف مع إيران هو الحرب على الإرهاب والجماعات التكفيرية، فروسيا تدعي أنها تواجه هذا الإرهاب في القوقاز، بينما الصين تدعي أنها تواجهه في تركستان الشرقية، وهذا له جذور في الفكر الماركسي المعادي للرجعية بشكل عام، إذ يرى أن القوى الإمبريالية ترى في الرجعية أداه لتدمير التقدمية الماركسية، وظهر ذلك في حرب اليمن خلال حقبة الستينات، إذ دعمت أمريكا الإمامة الرجعية، والاتحاد السوفيتي قوى الجمهورية التقدمية..ثم تكرر في أفغانستان وحاليا في سوريا إذ دعمت أمريكا الجماعات الإسلامية الراديكالية ودعمت روسيا والصين ما تصفه ب "تقدمية وعلمانية" الأسد.

وثمة مصلحة اقتصادية هامة جدا للصين أخرى باعتبارها أكبر مستوردي النفط في العالم مع أمريكا، فرفع العقوبات الدولية عن إيران يساهم في زيادة إنتاج النفط وبالتالي انخفاض أسعاره، وبشكل معكوس فالمستفيد من هذه العقوبات دول الخليج التي ترى أن حصار إيران يخفض من معدل الإنتاج وبالتالي يرفع سعر البترول، وبهذه الجزئية يتضح أن الدور الإيراني مع الصين وروسيا يكاد يكون محوري لتنوع المصالح، وربما المصير الواحد المشترك.

وبالنسبة لروسيا فإيران حليف لها ليس فقط في الشرق الأوسط، ولكن في محورين آخرين في القوقاز، هما الموقف من جورجيا، والموقف من أزمة إقليم "ناجورنو كاراباخ" فكلا البلدين يدعمان الحق الأرمني في الإقليم ضد أذربيجان، علاوة على أن إيران تمثل لروسيا سوق سلاح واعد في أنظمة الطيران والدفاع الجوي، ورغم أن إيران عمليا هي منتِج للسلاح لكنها استعاضت بعض أنظمتها الدفاعية القديمة بمنظومات s300 الروسية القادرة على حماية سماء إيران من عدوها الرئيسي إسرائيل وحليفه أمريكا.

وفي الملف السوري أصبح التعاون الروسي الإيراني يرتقي لمصاف الأحلاف والمحاور لأهمية سوريا لكلا البلدين بدوافع مختلفة أسلط الضوء فيها على النقطة التالية.

رابعا: العلاقة مع سوريا ، وهي تتعلق بالمصالح الأيدلوجية للشعبين بصفتهما مؤسسي محور المقاومة ضد إسرائيل، وانهيار أحدهما يُضعِف الآخر بالضرورة، فحكومة الأسد بحاجة لإيران عبر مساعدات تتعلق بالاقتصاد والسلاح والعامل البشري، وقد لبت إيران هذا النداء وأرسلت فرق من الحرس الثوري إلى سوريا، وجندت جماعات شيعية للقتال بجانب الجيش الحكومي وهما "لواء زينبيون الباكستاني" و "لواء فاطميون الأفغاني" إضافة لتأثير إيران في الداخل العراقي بتجنيد كتائب العباس الشيعية العراقية التي أعلنت دخولها الحرب السورية بهدف حماية مقدسات آل البيت.

إنما يبقى السؤال: هل يمكن أن تتطور العلاقة السورية الإيرانية باتفاقية دفاع مشترك؟..والجواب: لا أعتقد ذلك ، فرغم أهمية سوريا بالنسبة لإيران إلا أن قادة طهران حريصين على عدم التورط أكثر في المستنقع السوري، والاكتفاء بجماعات حرب الوكالة وملاعبة إسرائيل بالحرب النفسية وردعها عن إحراز تقدم على الحدود يستغل ضعف الجيش السوري أو انشغاله في مواجهة قوى المعارضة، وقد نجحت إيران في ذلك بشكل كبير، إذ أنها وبعد أكثر من 7 سنوات حرب أهلية في سوريا وبعد تدخلها المباشر منذ 4 سنوات لم تتورط عمليا في الحرب وفضلت اللعب بالموظفين الذين نجحوا نوعا ما في أداء المهمة.

وفي تقديري أن الدفاع المشترك بين البلدين يصبح حماقة تكلفهما الكثير إذا ما فُرِضت حرب خارجية على أحدهما في ظل التربص الأمريكي والخليجي بهما عسكريا وسياسيا واقتصاديا، وأذكر في الحرب العالمية الثانية كيف أن الدفاع المشترك بين ألمانيا وإيطاليا أدى لكارثة حلت للبلدين، وفي نفس الوقت الدفاع المشترك بين تشيكوسلوفاكيا وفرنسا وبريطانيا لم يُفعّل بعد ضم الألمان لأراضي تشيكية..هذا يعني أن مثل هذه الاتفاقيات أحيانا إما تكون ورطة وإما نذالة وأحقاد ملازمة للشعوب على مر قرون، ومؤكد أن قطاع كبير من التشيكيين والسلوفاك ما زالوا يشعرون بالمرارة من الإنجليز والفرنسيين بسبب موقفهما السلبي من قرارات هتلر، بيد أنهما لم يتحركا فعليا سوى بعد الغزو الألماني لبولندا..

إنما يبقى الدور الإيراني في سوريا قوي جدا بالموقف من إسرائيل واتخاذ حكومتي كلا البلدين لمواقف ممانعة ضد القوى الإمبريالية الغربية، إضافة للعامل الديني المذهبي التي تمثل فيه سوريا بؤرة تواجد للشيعة الإمامية ومقدسات لآل البيت.

وأستخلص من ذلك أن الدور الإيراني في سوريا له وجه (مذهبي أيدلوجي) مشترك، ولموقع سوريا كحاضنة شعبية وعمق جغرافي وظهير عسكري لقوات حزب الله في لبنان، هذا وضع كلا البلدين كهدف للأصوليين السنة الذين حاربوا في سوريا بمرجعيات طائفية، واستفادوا من الدعاية الأمريكية الإسرائيلية بخطورة إيران فحوّلوها لفكرة عربية سنية بمنظور مذهبي أيدلوجي ارتفعت وتيرته الآن نتيجة للأزمة الخليجية والموقف من قطر وجماعة الإخوان المسلمين..وهذه قصة أخرى.

خامسا: العلاقة مع أمريكا والغرب، وهذه في جوهرها تتعلق بالموقف من إسرائيل، فتهديدات ترامب المتكررة بانسحابه من الاتفاق النووي أساسها الموقف من إسرائيل كون الاتفاق لم يشمل تنازلات سياسية لإيران في العراق وسوريا واليمن، ووقف دعمها لحزب الله وحركة حماس وبشار الأسد باعتبارهم أعداء لإسرائيل، وهذا سر التناغم الإسرائيلي مع قرارات ترامب أنهم يعتقدون في تل أبيب أن الاتفاق النووي لم يحل معضلة الأمن الصهيونية التي كفلها كل رؤساء أمريكا منذ قيام الدولة في الأربعينيات، بينما أوباما رفض هذا الربط في السابق بين السياسة والنووي لعلمه أن المفاوض الإيراني لن يقبل بذلك كونه حق سياسي للدول.

وما حدث ليلة 10 مايو 2018 بقصف إيراني إسرائيلي متبادل في سوريا يعزز مخاوف إسرائيل من بقاء الاتفاق دون تعديل، في المقابل هو رسالة إيرانية أن الاتفاق بهيئته الحالية الموقع عليه في مجلس الأمن وباركته كل دول العالم يحمي أمن إسرائيل بالأساس، وأن فرصة تهديد هذا الأمن جاءت بعد 48 ساعة من انسحاب ترامب من الاتفاق.

إنما ليس كل الموقف الغربي واحد، فالدول الموقعة على الاتفاق النووي 5+1 يدل أن الاتفاق ليس بين طرفين بل عدة أطراف متنوعي المقاصد والمصالح، ويستحيل جمعهم في موقف واحد إذا ما انهار الاتفاق لأي سبب، ويدل على ذلك أن الأخير الزائد على الخمسة "أمريكا" انسحب فعليا بتاريخ 8 مايو 2018، أما باقي عناصر الاتفاق أدانوا الانسحاب الأمريكي، وهذا يعني أن فرص بقاء الاتفاق أكبر مما توقعه البعض.

الدور الإيراني في الشرق الأوسط هو انعكاس للموقف من تلك القوى الغربية بالأساس، أي يعتقد الإيرانيون في مبادئ ثورتهم أن الواجب يحتم عليهم مقاومة الاستعمار، والمصطلح رديف لأذهان البشر في القرن 19 حتى نهايات القرن العشرين، لكن ما تسبب في بقائه في ذهنية الإيرانيين أن كل عوامل التسلط الإمبريالي في اعتقادهم لم تتوقف، فأمريكا ورثت إمبراطورية الإنجليز، والاتحاد الأوروبي والناتو يشكلان قاعدة خلفية لضمان أمن إسرائيل، بينما إسرائيل تمثل رأس حربة هذا المشروع الاستعماري في الشرق الأوسط بسرقة فلسطين..مما يهدد طموحات قادة الثورة بنشر مبادئها في المنطقة. 

وهذا يعني أن موقف الغرب من إيران سياسي وليس ديني أو مذهبي كما هو الحال في الجانبين العربي والتركي، وبالتالي لا مصلحة لديهم في إشعال حروب طائفية في المنطقة تستفيد منها إيران بكسب عواطف الشيعة، إنما يبدو لي أن حجم سيطرة الغرب على مشعلي هذا النوع من الحروب ضعيفة، فالسعودية أراها أكثر عدوانية مع إيران بوصف مرشدها الديني بالهتلرية، ونظامها بالتوسعي في خرق لقواعد النقد الدبلوماسي ، رغم أن السعودية نفسها ترتكب جرائم في اليمن بمفارقة أخلاقية وسياسية باتت عبئا على صناع القرار في الرياض.

وفي ختام هذا الجانب توجد مصالح إستراتيجية بين إيران ومجموعات العمل الأوربية في مقدمتهم ألمانيا ودول البلقان التي تجمعهم مع الفرس روابط قومية وراثية من العرق الآري، فالهجرات الآرية مصنفة تاريخيا بخروجها من قبائل الجرمن إلى الشرق في آسيا الوسطى وصولا إلى الهند، وهذا يفسر التقارب السياسي لإيران مع الصرب والبوسنة والهرسك معا رغم حروبهم الدموية في التسعينات، مما يؤكد بأن الدور الإيراني في هذا المحور ثابت حتى في ظل حصار إيران وعزلتها منذ حرب الثمانينات، باستثناء طبعا أمريكا التي انفصلت وجدانيا وسياسيا واقتصاديا مع طهران منذ اقتحام السفارة الأمريكية في طهران وبيروت بعد الثورة.

أستخلص من هذا العرض أن الدور الإيراني في كل المحاور الخمسة موجود بنسب مختلفة..

فالمحور العربي يتواجد فيه الإيرانيون بنسبة تقديرية حوالي 40% عبر دعاوى متنوعة كالمقاومة والوحدة الإسلامية والتقريب بين المذاهب، والحرب على الإرهاب وسيرة آل البيت، أي كلها في الغالب مبادئ أخلاقية مشتركة مع شعوب العرب، ولم يسجل حضور اقتصادي إيراني قوي في هذا المحور سوى في العراق وسوريا والإمارات، أما الجانب التركي فالإيراني حاضر فيه أيضا بقوة وب 4 مصالح كبرى مشتركة بين الشعبين، وبشكل أكبر مع الصين وروسيا، وأكبر وأكبر مع سوريا التي مثلت الآن في العقل الإيراني كبرى التحديات الأيدلوجية والسياسية منذ الثورة الخومينية..وأخيرا يتواجد الإيرانيون في المحور الغربي بأصول ثقافية مشتركة مع شعوب البلقان وألمانيا، واتفاق نووي يرعاه الإتحاد الأوربي، أما أمريكا فقد اختارت طريقها بالصدام مع إيران سياسيا واقتصاديا بانسحابها من الاتفاق النووي والتهديد الموازي له بقصف منشآت طهران النووية.

لنا عودة

اجمالي القراءات 4196