رسالة ماجستير أزهرية لتمجيد إخوانى دولى!

خالد منتصر في الثلاثاء ٠٨ - مايو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

وعدنا مسئولو الأزهر بتطهيره من الإخوان بعد صدمة الشعب فى عدد كبير من أساتذته، ومنهم كوادر مؤسسة وأعمدة راسخة وأصوات محرضة، من بينهم على سبيل المثال لا الحصر د. عبدالرحمن عبدالبر، الذى كان عميداً لكلية أصول الدين، ومفتياً لجماعة الإخوان الإرهابية، واستبشرنا خيراً وقلنا فلندع الإمام الأكبر شيخ الأزهر ووكيله عباس شومان، الذى تغاضينا عن تمجيده للرئيس مرسى، وقلنا المسامح كريم مع هيئة علمائه الأفاضل يركزون فى هذا التطهير، ودعونا لهم بالتوفيق فى تلك العملية الجراحية الخطيرة التى لو تركوا أم القيح فى خراجها سيتفاقم، ومن الممكن بلغة الطب أن يتحول إلى غرغرينا، ولكن صدمتى كانت كبيرة حين طالعت رسالة الماجستير التى قدمها الباحث جابر السيد عثمان موسى فى كلية أصول الدين بأسيوط ونوقشت فى مارس الماضى، وعنوانها «المستشار على جريشة وجهوده فى الفكر الإسلامى»!!، ولمن لا يعرف المستشار على جريشة، هذا هو المانشيت الرئيسى فى سيرته الذاتية، قائد من قواد تنظيم الإخوان الإرهابى الدولى، وليس المحلى فقط، وواضع فكرة دستور إخوانى يطبق فور قلب نظام الحكم وأهم بنوده تنفيذ الحدود، فركت عينى مندهشاً غير مصدق، لكنى تأكدت فور اطلاعى على صفحة الباحث التى يمجد فيها الرئيس محمد مرسى ويتباكى على زمنه الذهبى، ويهاجم بشدة ثورة ٣٠ يونيو والرئيس السيسى، لأنه لبى رغبة الشعب وقتها وبالطبع يعتبرها انقلاباً، الأهم من أفكار الباحث هو موضوع وبطل البحث نفسه، فالباحث من الممكن أن يقول تبت وأنبت، ولكن كيف تجتمع لجنة موقرة من أساتذة الأزهر الأجلاء لتمجيد عضو تنظيم إرهابى دولى؟، هل من الطبيعى مثلاً أن يجتمع أساتذة قانون جنائى لتمجيد دور عصابة خط الصعيد فى نهضة أسيوط؟!، المستشار على جريشة، الذى يمجده الأزهر فى رسالة الماجستير فى أصول الدين كان رفيق سيد قطب فيلسوف التكفير الأول فى قضية ١٩٦٥، ودخل السجن معه فى نفس العام، وبعد الإفراج عنه واحتضان السادات للإخوان انخرط فى التنظيم الدولى وصار من قادته المؤثرين فى أهم محطة أوروبية لهم وهى ألمانيا والتى استطاع أن يجعلها قبلة ومنصة الإخوان بحكم رئاسته للمركز الإسلامى فى ميونيخ، ويكتب فى مذكراته عن أنه قد تعرض لمحاولات اغتيال مرتين وأن لديه معلومات عن أن الرئيس مبارك كان قد انضم إلى الإخوان فى المنوفية وهو صغير!، قال «جريشة» فى آخر حوار له قبل وفاته إبان ثورة يناير «اعتراف الدولة بالإخوان هدية ربانية»!!، وقال رداً على حوار المليجى مع المصرى اليوم ٢٠٠٨ الإخوان أفضل الموجودين على الساحة مبادئ وتربية وأخلاقاً، وقد قال فيهم سيد قطب «إنهم أطهر من يمشى على الأرض»!!.

كيف تجتمع لجنة موقرة من أساتذة الأزهر الأجلاء لتمجيد عضو تنظيم إرهابى دولى؟ هل من الطبيعى مثلاً أن يجتمع أساتذة قانون جنائى لتمجيد دور عصابة خط الصعيد فى نهضة أسيوط؟! المستشار على جريشة الذى يمجده الأزهر فى رسالة الماجستير فى أصول الدين كان رفيق سيد قطب فيلسوف التكفير الأول

سؤال إلى الأزهر هل إدارتكم متفقة مع فكر جريشة الإخوانى؟ هل ستفاجئنا كلية أصول الدين فى العام المقبل برسالة دكتوراه عن جهود خيرت الشاطر فى نهضة العقيدة الإسلامية؟!.

اجمالي القراءات 4552