وداع
تأملات على الهامش

محمد سمير في الأحد ٢٠ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

                      تأملات على الهامش
 
       حوتٌ كريم
البحرُ لا يكفي لأعمالي الكثيرهْ
فلذا انتقلتُ الى المحيطات الكبيرهْ
وتركتُ ماءَ البحرِ مفتوحاً
لتحيا فيهِ أسماكي الصَّغيرهْ
*********************
           طفلٌ عنيد

 طفليَ الغالي عنيدْ 

جاءني في يومِ عيدْ
قلتُ : إذهبْ
والبس الثوبَ الجديدْ
قالَ : لنْ أفعلْ.. فإنَّ العيدَ ولّى
غابَ عَنّا
لا أُريدْ
صرفَ هاتيكَ النقودْ
في الملاهي
وابن عمّي في القيودْ
وابنُ جيراني شهيدْ
*************
       مسؤول


أوَلَمْ تقرأْ
في رأْسِ الصَّفحةِ أَني مسؤولُ التموينْ ؟
عندي خبراتُ سنينْ
في كلِّ فنونِ التخزينْ
في بطني تسكنُ كمياتٌ هائلةٌ
من زيتٍ وحليبٍ وطحينْ
****************
      وداع

حينما ودَّعتُهُ
قالَ : أُنظرْ
إنها الشمسُ استعدتْ للمغيبْ
بعدَ ساعهْ
رنَّ جوالي الكئيبْ
أخبروني أنَّهُ
ماتَ بالدّاءِ الغريبْ
***************
           وهم


وتََوَهَّمتْ زمنَ الشبابِ بِأنَّها
فَتَنَتْ جُموعَ المُعْجَبينْ
وَرَأَيْتُها من بعدِ سِنِّ الأَرْبَعينْ
وَقد استوَتْ
تلكَ التَّجاعيدُ الكِثارُ على المُحَيّا والجَبينِ
فَقلتُ : يا سبحانَ رَبِّ العالمينْ
*****************

          مناضل


شدَّني من ساعِدي..ثم قال :
ربعُ قرنٍ ضاعَ من عُمري على دربِ النِّضالْ
والفقيرُ ازدادَ فقراً
والغنيُّ ازدادَ من عزٍٍّ ومالْ
وأنا ازدادتْ على رأْسي مصاريفُ العِيالْ
**********************


             بطل


كَمْ لاحقَ الفتياتِ منْ دربٍ إلى دربِ
وكأَنَّهُ بَطَلٌ يقودُ الجُنْدَ للحربِ
في الحافلهْ
عبثتْ أناملهُ بخصلةِ شعرها
نظرتْ إليهِ فقالَ : يا ويلاهْ
فَلتبصقي في وجهِيَ الملعونِ يا أُختاهْ
********************

          نفاق


كَمْ زيَّنوا لهُ الطريقَ بالمديحِ والورودْ
وردَّدوا :" فلْتَحْيَ يا مديرَنا الجديدْ "
..........................
وبعدَ أنْ تأكدوا
بأنهُ أُحيلَ للمعاشِ , هشَّموا
أَباريقاً منَ الفخّارِ خلفَهُ
وأَرسلوا له قصائدَ الهجاءِ في البريدْ
ورحبوا بالقادمِ الجديدْ

اجمالي القراءات 11284