لماذا المشاركة في الانتخابات المصرية ضعيفة؟

سامح عسكر في الأحد ٢٥ - مارس - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

الجواب: لأنها لا ترضي طموحات وأحلام الشباب

مصر فيها 25 مليون شاب ما بين عُمريّ 18 إلى 30 عام يمثلون الكتلة التصويتية الأضخم بين كل الشرائح العمرية، بل يقتربون من نصف عدد الأصوات، وقلة ظهورهم في الخارج أحدث خلل ظهرت نسبة المشاركة فيه لا تتعدى 5% حسب أرقام السفراء...

النظام السياسي الحاكم في مصر ليس شابا ويدير بعقلية قديمة تفتقر لروح الإبداع والمنافسة، وهذه طبيعة تتصادم مع نفسية الشاب الذي (يعشق الإثارة)

في انتخابات 2012 و 2014 الماضية كانت توجد مشاركة شبابية لسببين هما أن الأولى كانت استثناء بعد حقبة مبارك تحققت فيها كل عناصر الإثارة من تنافس وتعددية ومشاريع حقيقية، أما الثانية فكانت تفويضا وتأييدا لثورة شعبية

الآن بعد الانقلاب على كلا الثورتين وضياع أهدافهم وتسليم الوطن لكبار السن مرة أخرى صنع جدار عازل أعاد شباب مصر لأجواء وشعور ما قبل يناير بتسلط من يسميهم (بالعواجيز) على مفاصل الدولة، فضلا عن شخصية الرئيس (الديماجوجية) التي تصلح للتأثير فقط على كبار السن وليس الشباب الأكثر نشاطا واطلاعا وثراء معرفيا.

طب هل المشهد الانتخابي سيكون فارغ وغير مثير؟

الجواب: لا طبعا..ستحرص الدولة على إضافة طابع الإثارة ولكن (فقط) أمام اللجان بفرق فنية وتجمعات هدفها التصوير والرقص لتسجيل مشهد (ظاهري) يخلد في الذهن ليكن عَوَضا عن ضعف نسبة المشاركة..

أما الأرقام الرسمية المعلنة في الأخير لا أطمئن إليها كونها بلا شفافية أو محاسبة، والغالب تعديلها حسب متطلبات الأمن القومي، وقد ظهرت مقدمات ذلك برفض الإعلان عن النتيجة الأولية في الخارج كما هو متبع من بعد يناير، والتأجيل لإعلانها مرة واحدة مع الداخل حسب تعليمات السيد الرئيس..

يبقى سؤال: كيف سنتأكد من ضعف المشاركة بلا أرقام؟

قلت: من مشاهد الانتخابات نفسها..لو لم تجد هذه الشريحة العمرية 18: 30 عام بكثافة فاعلم أن شباب مصر في واد آخر بعيد عن السلطة يفكر ويحلم بالتغيير..وسيحصل عليه حتما..
اجمالي القراءات 4234