القاموس القرآنى : لمس / لامس / مسّ

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٠٦ - مارس - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

القاموس القرآنى : لمس / لامس / مسّ

مقدمة :

1 ـ أئمة الفقه السُّنّى أورثوا المحمديين  عقيدة أن ( لمس ) المرأة ينقض الوضوء . هذا جهل منهم بالقرآن الكريم .

2 ـ نتعرض هنا لمصطلح ( لمس ) ( لامس )( مسّ / تماس ) ، نشير الى الآيات دون التوقف بالتدبر فيها  وفقا لمنهج القاموس القرآنى :

أولا : ( لمس )

يعنى اللمس باليد للأشياء ، قال جل وعلا عن طلب الكافرين معجزة حسية ( آية حسية ) : ( وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ (7) الانعام ). وبهذا المعنى قالت الجن : ( وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً (8 ) الجن )

ثانيا : عن الفعل الجنسى :

1 ـ عن الفعل الجنسى يوجد نوعان من التعبير : التعبير الصريح القبيح ، والتعبير المهذّب . فى ثقافتنا العادية نقول ( فلان نام معها )، هذا تعبير مهذب . ولكن هناك التعبير القبيح الصريح ، وهو يوجد فى اللسان العربى الفصيح ،ولا داعى لذكره هنا، وإن كان يوجد فى الأحاديث وفى التفاسير ، معبرا عن إنحطاط من صنع هذه الروايات .

2 ـ رب العزة جل وعلا إستعمل الألفاظ الراقية الموحية عن الفعل الجنسى، ومنه :

2 / 1 : مصطلح :( غشّى ) بمعنى (غطّى ) فى قوله جل وعلا : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنْ الشَّاكِرِينَ (189)الاعراف ). ( تغشّاها ) يعطى معنى أول لقاء جنسى بين آدم وزوجه .

2 / 2 مصطلح :( المباشرة ) الذى يومىء الى الفعل الجنسى فى قوله جل وعلا :  ( وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ )(187) البقرة ).

3 ـ ومنه الفعل ( لامس ) فى العلاقة بالمرأة ، ومع أنه يشترك فى الجذر مع كلمة ( لمس ) إلا إن الصياغة على وزن ( فاعل / لامس ) تفيد الاشتراك فى اللمس بين ذكر وأنثى، والتلامس بين رجل وإمرأة يعطى معنى الفعل الجنسى .وبهذا المعنى ورد الفعل ( لامستم ) فى تشريع الطهارة الكلية (الغُسل ) بعد اللقاء الجنسى بين ذكر وأُنثى ، قال رب العزة جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً (43) النساء )( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6) المائدة )

ثالثا : مصطلح الفعل : ( مسّ / تماسّا ) فى التعبير الجنسى  

مصطلح ( المسّ ) يدلُّ على الفعل الجنسى ، وهو بمعنى الملامسة ، فالمسُّ هو ذلك التلامس بين ذكر وأنثى الذى يتجاوز الجسد والجلد ليصل لذة ومُتعة للنفس . اللمس هو مجرد لمس باليد لشىء مرة واحدة ، ولا علاقة له باللذة ، امأ الملامسة والمسُّ فهو فعل مقصود للحصول على اللذة يصل تأثيره بالمُتعة للنفس . ونعطى أمثلة قرآنية :

1 ـ فى تشريع الطلاق قال جل وعلا :(لا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُحْسِنِينَ (236) وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلاَّ أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلا تَنسَوْا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (237) البقرة ) . (مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ  ) و (مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ ) يعنى الفعل الجنسى

2 ـ لا عدة على الزوجة غير المدخول بها ـ أى التى لم يمسها زوجها . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمْ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا )(49) الاحزاب ).

3 ـ الذى يقول لزوجته ( أنت محرمة على مثل حُرمة أمّى ) أى ( يُظاهر على زوجته ) عليه أن يدفع كفارة قبل أن ( يمسّ ) زوجته ، أى قبل أن يباشر الفعل الجنسى معها ، أو بتعبير رب العزة جل وعلا (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ) . إقرأ قوله جل وعلا : ( وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4) المجادلة ).  

رابعا : الفعل ( مسّ ) فى غير الفعل الجنسى :

1 ـ يأتى وصفا للإحساس بالألم الذى تُحسُّ به النفس فى الدنيا :

1/ 1 : قال جل وعلا للمؤمنين بعد هزيمة موقعة ( أُحُد ): ( إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ  ) آل عمران 140 ). وأمر الله جل وعلا النبى محمدا عليه السلام أن يعلن أنه لا يعلم الغيب ، ولو كان يعلم الغيب لاستكثر من الخير وما ( مسّه السوء ) : ( قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنْ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِي السُّوءُ )(188) الأعراف )

1 / 2 : وتردد هذا فى قصص الأنبياء :

1 / 2 / 1 : ابراهيم عليه السلام قال لأبيه الكافر : ( يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا ) مريم 45 )، وقال للملائكة التى بشرته فى شيخوخته بإبنه إسحاق : ( قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِي الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54) الحجر )، وهى لفتة رائعة عن متاعب الشيخوخة التى تمس الانسان . ( ألا ليت الشباب يعود يوما .. فأخبره بما فعل المشيب ).!!!

1 / 2 / 2 : أخوة يوسف دخلوا عليه يرجونه قائلين: ( يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ ) (88) يوسف )

 1 / 2 / 3 : وقال جل وعلا عن أيوب : ( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) الأنبياء ) (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41) ص )

1 / 2 / 4 : والكافرون من القرية الظالمة هددوا الرسل الثلاثة بأن يمسُّوهم بعذاب أليم :( قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18)  يس )

1 / 2 / 5 : ومن العادات السيئة أنّ الانسان إذا ( مسّه ) الضر والمرض تضرّع لربه فإذا كشف رب العزة جل وعلا عنه ضُرّه عاد الى كفره . وتكرر هذا فى القرآن الكريم تأكيدا على أن ( المسّ ) هو ألم يصل الاحساس به الى النفس . قال جل وعلا : ( وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَىٰ ضُرٍّ مَّسَّهُ ۚ ) يونس 12 )( وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ ۖ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا ) الاسراء 83 )( وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ ) الروم 33 ) ( وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ ) الزمر 8 )( فَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ ۚ ) الزمر 49 )( لَّا يَسْأَمُ الْإِنسَانُ مِن دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ ) فصلت 49  ) ( وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ ) فصلت 51 ).

2 ـ يأتى وصفا للإحساس بالألم الذى تُحسُّ به النفس فى جهنم :  

2 / 1 : ردّا على زعم الكافرين بخروجهم من النار وأنه لن ( تمسّهم ) النار إلا بضعة أيام قال جل وعلا : ( وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَاتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (80) البقرة ) ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) آل عمران )

2 / 2 : وعن عذاب الكافرين فى جهنم حيث يذوقون ( مسّ ) النار قال جل وعلا :( يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ ) القمر 48 )

2 / 3 : وحذّرنا رب العزة من أن نثق بالظالمين حتى لا ( تمسنا النار ) :( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ )(113) هود )

2 / 4 : واصحاب الجنة يحمدون ربهم أن ( لا يمسّهم ) فى الجنة تعب ولا شقاء :( الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (35 ) فاطر )

3 ـ يأتى وصفا للإحساس بالألم الذى تُحسُّ به النفس فى الدنيا والآخرة، فهناك عذاب الدنيا وعذاب فى الآخرة.

3 / 1 : قال جل وعلا للمؤمنين فى موضوع أخذ مال من الأسرى : ( لَوْلا كِتَابٌ مِنْ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68) الانفال )، وقال لهم فى موضوع حديث الإفك :( وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) النور) . وهذا المسّ بالعذاب فى الدنيا والآخرة .

3 / 2 : وقال جل وعلا عن الكفرة من أهل الكتاب يحذرهم :( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) المائدة ) . وهذا المسّ بالعذاب فى الدنيا والآخرة .

4 ـ ويأتى ( المسُّ ) إحساسا بالنعمة والحسنة أيضا ، قال جل وعلا : ( إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120) آل عمران )

5 ـ ويأتى إحساسا بالمتعة وبالألم :

5 / 1 : قال جل وعلا عن الأمم السابقة التى أهلكها الله جل وعلا بسبب كفرها :( ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّىٰ عَفَوا وَّقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ) الأعراف 95 ).

5 / 2 :  وقال جل وعلا عن الانسان العاصى : ( إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا  وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ) المعارج 20 ، 21 )

 

6 ـ عن مسّ الحيوان بالسوء قال النبى صالح لقومه ( قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) الاعراف )

7 ـ وبأسلوب المشاكلة قال جل وعلا : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38) ق )

8 ـ وعن المس الشيطانى : ( الألم النفسى ) الذى يصيب آكلى الربا عابدى المال قال جل وعلا :( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ) (275) البقرة )

9 ـ وعن القرآن الكريم الذى يمسُّ القلوب المتطهرة  من رجس الشيطان ووحيه وأحاديث قال جل وعلا :   ( لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ) الواقعة 79 ). فنور القرآن لا يصل إلا الى القلب الذى يؤمن بالقرآن الكريم وحده حديثا . السياق للآية الكريمة كأنه نزل الآن يخاطب المحمديين الكافرين بالقرآن المؤمنين بإفترءات الشيطان ، يقول جل وعلا : (فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (80) أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (81) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82) الواقعة ) .

ودائما : صدق الله العظيم .!!

اجمالي القراءات 13805