الناسخ والمنسوخ
هل يغير ويلغي أالله أياته في القرأن بعد أن أنزلها

محمود حامد المري في الثلاثاء ٠٦ - فبراير - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

هل هناك نسخ بمعني إلغاء لأيات نزلت في كتاب الله ثم غير الله قراره وأنزل أيات أخري بدلا عنها أو أن هناك حديث للرسول الخاتم يمكنه أن يعدل أيه كما قالوا في حديث لا وصية لوارث الذي عدل اية أنزلها الله في كتابه"
" قال سبحانه " كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ ﴿١٨٠﴾

فالميراث الذي أعطي الله للوالدين أو أحدهما حقا فيه وهذا الحق دوما لا يتغير ولا تمنع الوصية لهما من الميراث ثم جاء هذا الحديث المزعوم لينفي وجود اية وصية لوارث  

ثم هذه الاية المزعومة والمنسوبة كذبا وزورا الي الله والتي تتحدث عن رجم الشيخة والشيخة أذا زنيا فأرجموهما البتة وأن هذه الاية كانت تحت سرير رسول الله ثم أكلتها الداجنة هذة الاية المزعومة قد نسخت وعدلت الاية الكريمة في سورة النور والتي قرر فيها الله جزاء الزانية والزاني سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿١ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ فرغم عموم لفظ الزانية والزاني بحيث يشمل المتزوج زالمتزوجة الا أن الشيطان ومن والاه افتروا هذا الزعم الكاذب علي الله

ويقول  أهل الحفظ والنقل وبمعني أخر التراثيين أن ان هناك علما سموه علم النسخ ومن لا يعلم الناسخ والمنسوخ فقد فاته علما كبيرا وهذه أكبر فرية أفتروها علي الله

فالنسخ بمعني المحو والإلغاء لا يمكن ن يكون في كتاب ملك من الملوك البشر , فكيف يمكن قبول هذا الأمر وننعقله في كتاب الله الخاتم إلي البشرية وعوالم أخري لا نعلمها الله يعلمها

فالله سبحانه وتعالي إذا اصدر أمر لا يبدله أبدا فكلامه سبحانه لا يبدل ولا يرد ولا يتغير فهو يغير ولا يتغير وهذا ما يليق مع جلا الله وعظتمه فكيف ينزل الله أية ثم يبدلها بأيه مثلها أو أحسن منها يقول المولي سبحانه 
"وتمت كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿ الانعام ١١٥)

وأيضا نستمع إلي الله وهو يقول "واتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ ۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدً الكهف 27" 
ولا حط هنا أن الله يؤكد أنه لا ولن تجد من دون الله أو من دون القران ملتحدا

ويؤكد الله علي أنه لا مبدل لكلماته أذا أنزلت فيقول للعاقلين المتدبرين

"قَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ۚ وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّـهِ ۚ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ ﴿٣٤﴾
من كل ما سبق من أيات يصبح يقينا بما لا يقبل الشك أن كلام الله في قرأنه وأحكامه لا يقبل التغيير والتبديل فيقول الرحمن " مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ق ﴿٢٩﴾

اذا السؤال لماذا ذهب التراثيين والنقال والحفاظ الي ترديد القول بأن القران فيه ناسخ ومنسوخ 
هذا العلم الوهمي كله مبني علي فهم خاطئ لأايتين 
الأولي"
يقول تعالي " وإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ ۙ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿١٠١﴾ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ النحل ﴿١٠٢﴾

والثانية 
يقول الحق سبحانه "مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿١٠٦﴾ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّـهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴿١٠٧﴾ البقرة

الحق هنا يتكلم عن الأيات والمعجزات المادية التي نزلت علي الرسل أي أن الله ينزل أيه مكان ايه فالله أثبت بعض المعجزات التي أعطاها الله للرسل السابقين والتي سالها كفار مكة خاتم النبيين أثبتها بمعني سجلها في القرأن وبعض الايات التي كانت للرسل السابقين لم تثبت وتسجل وبتعبير القرأن ننسها

ويقول الله ليبين أن النسخ بمعني التسجيل والطبع والاثبات

"هَـٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٩) الجاثية
نستنسخ هنا من جذر الكلمة ينسخ بمعني يثبت ويسجل لا يمحو ويلغي

وقد أعطي الله الرسول الكريم محمد معجزة خالدة تحتوي علي 114 سورة وعدد 6214 معجزة وأيه هي عدد أيات القران الكريم كاية ومعجزة خالدة ووحيدة للرسول الكريم حيث يقول تعالي "

"وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ ۖ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّـهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿٥٠﴾ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿٥١) فيقول الحق يا من تسمعون وتريدون من محمد معجزات مادية كمعجزة عيس وموسي عليهم جميعا سلام الله أكتفوا بالقران ايه ومعجزة في لغة تنبهية وتوبخية لمن لم يكتفوا بهذا الكتاب المعجز

فالمحو قولا واحدا يعني الاثبات والتسجيل"

هل رأيتم ما فعل بنا فقهاء الزمن الغابر جعلوا قران رب العالمين تمحوه وتلغية بعض الرويات وأضلونا السبيل اللهم أجعلنا من العاقلين المتدبرين في كتابك المعجز

يقول ودائما صدق الله العظيم " مَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ ۚ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴿١٠٠﴾ قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠١﴾

فاالله سبحانه يجعل الشرك والرجس علي الذين لا يعقلون ولا يتفكرون ويتدبرون

ولا يخدعك أحد اذا قال لك أن الدين لا يؤخذ بالعقل ولو كان يؤخذ بالعقل لكان المسح علي باطن الخف وظاهره فما علاقة الدين بالخف : فالدين الخاتم والكتاب المعجز كله للعقلاء وكتاب الله لا يصدنا عنه قول فلان وفلان والا نكون من الهاجرين لكتاب الله ونستحق قول الرسول الخاتم الذي ينبئنا الله كخبر غيبيا يحدث يوم القيامة

قال تعالي "وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴿٢٧﴾ يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴿٢٨﴾ لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا ﴿٢٩﴾ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴿٣٠﴾ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ﴿٣١﴾ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا

اجمالي القراءات 5610