فبركة وتزييف قصة جمع القرءان
فبركة وتزييف قصة جمع القرءان

أنيس محمد صالح في الخميس ٠١ - فبراير - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

فبركة وتزييف قصة جمع القرءان

بسم الله الرحمن الرحيم

قيل بأن الخليفة /أبو بكر الصديق أمر الصحابي/ زيد ابن ثابت بجمع القرءان، وبعيدا عن ذلك الاختلاف...وبعيدا عن أن ذلك يعني أن الرسول لم يقم بواجبه في جمعه.....وبعيدا عن ان الله تعالى قال: [إن علينا جمعه وقرءانه] بما يعني بأن الله هو الذي قام بجمعه.....

وتم تعيين /زيد بن ثابت ليشرف على جمع القرءان، فكان يستشهد شاهدين من حفاظ القرءان الكريم على صحة الآية قبل أن يدون أي آية ، وأن هناك آية [اختلف فيها البخاري] لم يجدوا أحدا يحفظها غير واحد فقط اسمه أبو خزيمة الأنصاري ... ومع هذا كتبوها لأنهم وجدوا بأن الرسول كان قد سبق وجعل شهادته بشاهدين.

كل ذلك أراه خبل لا يصادف الواقع... وسأثبت لكم أنه خبل.

فمكونات القرءان لا تنحصر في حفظ كلمات وآيات القرءان، إذ أن الكتابة القرءانية لها خصائص ومكونات غير خصائص الكلمة الإملائية العربية، كما أن هناك كلمات ذات نطق واحد وكتابة مختلفة ومتباينة...

فكيف توصل زيد بن ثابت رضي الله عنه لشكل الكتابة القرءانية التي كذبوا علينا وقالوا بأنها رسم عثماني...بينما لا يوجد أحد بالعالم يمكنه أن يكتب بهذه الطريقة في الكتابة، اللهم إلا إن كانت تلك الكتابة خرجت من غير بشر.

فهل كان حفّاظ القرءان يحفظون الكلمات أم يحفظونها ويحفظون شكل كتابتها وطريقته واختلافاتها!!...لذلك أقول للفقهاء دعكم من إدراككم وإدراك من سبقوكم فأنتم لستم بعلماء ولا هم كانوا علماء.

وكل هذا [سيأت بيانه] يدلل على أن القرءان قد تم جمعه بحياة رسول الله، وأن مكونات الكلمة القرءانية تعني أن القرءان نزل مكتوبا من السماء، أو أن النبي كان يقوم بتوجيه كتبة الوحي لمكونات كل كلمة ويراجعها عليهم..وفقا لما تنزل على قلبه.

{... فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ }البقرة97.

{ وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ{192} نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ{193} عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ{194} بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ{195}....الشعراء.

وجدير بالبيان أن مكونات الكلمة القرءانية لها مرامي ومعاني...فهي ليست مجرد اختلافات بلا معنى...فلا تصدقوا حكايات جمع القرءان والشاهدين لكل آية وسط صحابة ندر منهم من يعرف الكتابة والقراءة.

وإليك بعض الاختلافات الموجودة بالكتابة القرءانية والتي يستحيل معها أن نصدق حكايات جمع القرءان...

وحتى على مستوى الفكر القديم عن القرءان وكلماته ...دعوني أتساءل...فيا ترى أيتحكم علم النحو الذي وضعه سيباويه وعلم الإملاء للغة العربية بمقدرات الكلمة القرءانية....أم أم أن الكلمة القرءانية لها صداها الأشمل والأعمق من سيباويه وكل علماء اللغة!!!....وهو أيضا مما يثبت تزوير قصص جمع أبو بكر أو عثمان للقرءان...

1. لقد سبق وذكرت للناس بأن كلمة [عظاما] ليست ككلمة [عظما] مع وجود الألف الخنجرية التي ينطقونها تماما في الحالتين بأنها عظاما...لكنهما يختلفان في المعنى...لكن الفقهاء لم يبحثوا ذلك الاخلاف ولم يعرفوه ولم يصدر به مؤلف واحد بالعالم.

2. وأن كلمة [كتاب] وردت صريحة [كتاب] في ثلاث مرات في ثلاث آيات.... ليست ككلمة [كتب] في المعنى مع وجود الألف الخنجرية وقد وردت بالقرءان 44 مرة في 43 آية ....وهم ينطقونهما تماما في الحالتين بأنها كتاب مع اختلاف المعنى والمرمى القرءاني لكل رسم من الرسمين..

3. وأن كلمة [رأى] وردت بالقرءان على شكلين الأول هو [رءا] وهذه وردت عشر مرات... والثانية وردت بشكل [رأى] وهذه وردت مرتان، وأن هناك فرق في المعنى بينهما...وبالطبع فإن السادة مشاهير المفسرين والفقهاء ليس لديهم خبر عن سبب اختلاف رسم الكلمة بالحالتين وما يؤدي له من معنى..

4. وأن كلمة [شجرة] ليست ككلمة [شجرت] في المعنى رغم أنهما يشيران للشجر المتعارف عليه بيننا....والتاء المفتوحة بنهاية الكلمة بدلا عن التاء المربوطة إنما لتؤكد أمرا ومعنى غير الذي تحدده معنى الكلمة التي تكون التاء فيها مربوطة.

5. وكلمة آباؤكم بالألف الوسطية بينما كلمة أمهاتكم تكتب هكذا [امهتكم] بدون حرف الألف الوسطية....أتدرون لماذا؟؟....أعلم تماما بأنكم تنتظرون الأئمة والمتخصصين الذين لم يكن القرءان ليهمهم ولا تهمهم أبحاثي ولا أبحاث غيري من الباحثين.

6. وإن ضم كلمة والدة لتكون [ولدة] أو كلمة [امهتكم] بدون حرف الألف الوسطية تعني أن الإبن أو الإبنة ملتصق بأمه، وهو من داخل وعائها البطني، لذلك تم تضييق الكلمة وترابطها.

7. - كلمة [فإلم] كٌتِبَت كذلك فى هود14 ....وكٌتِبَت [فإن لم ] كٌتِبَت 12مرة بالقرءان.

8. كلمة [أن لا ] كٌتِبَت هكذا 11 مرة..... وكٌتِبَت [ ألا ] 89 مرة.

9. كلمة [أين ما ] كٌتِبَت هكذا 8 مرات .....وكٌتِبَت [أينما ] 4 مرات.

10. كلمة [فى ما ] كٌتِبَت هكذا11مرة .....وكٌتِبَت [فيما] 23مرة.

11. كلمة [ لكى لا ] كٌتِبَت هكذا فى النحل 70 والأحزاب37 والحشر7 ...وكٌتِبَت [لكيلا ] هكذا فى آل عمران153والحج 5والأحزاب50 والحديد23

12. - كلمة [مثل ما ] كٌتِبَت 15مرة منفصلة ولم تكتب متصلة فى عموم القرءان....... وكذا كلمة [بين ما ]كٌتِبَت مرة واحدة منفصلة ولم تكتب متصلة.

13. كلمة [أن لن] كٌتِبَت هكذا فى الأنبياء87الحج15محمد29الفتح12التغابن 7الجن5و7و12المزمل20الإنشقاق14البلد5 .......وكٌتِبَت [ألن ] هكذا فى الكهف 48القيامة3.

14. كلمة [أن لو] كٌتِبَت هكذا فى الأعراف100وسبأ31 والرعد14 ........وكٌتِبَت [ألو ] فى الجن16 فقط.

15. كلمة [كل ما] كٌتِبَت هكذا فى النساء91المؤمنون44..... وكٌتِبَت [كلما ] فى 15موضع آخرفى القرءان الكريم.

16. - كلمة [سبحان ] كٌتِبَت بالألف الكاملة فى الإسراء93 .....وفى 40 موقع آخر كٌتِبَت بالألف الخنجرية أي بدون حرف الألف....وكل تلك الاختلافات السابقة لها أسبابها ومعانيها.

17. كلمة [صاحب ] كٌتِبَت بالألف الكاملة 9مرات في النساء36الأعراف184الكهف37لقمان 15سبأ46النجم2القمر29 القلم48 التكوير22 .......وبالألف الخنجرية9مرات فى الأنعام101التوبه40يوسف3941الكهف3476المعارج12 الجن3عبس36 أي بدون حرف الألف.

18. فضلا عن الواو التي أصلها ألف فتكتب واو وعليها ألف خنجرية وكذلك الياء وكذلك الصاد التى تنطق سين.

19. ولما كانت مكة في أول أمرها للناس جميعا فكانت في حالة رحابة واتساع لهم لذلك سماها القرءان (بكة) [راجع الآية 96 آل عمران ].

لكن بعد أن فتح المسلمون مكة واقتصر الدخول إلى مكة على المسلمين فقط أصبح القرءان يناديها باسم (مكة) [راجع الآية 24 من سورة الفتح ].

والمسلمون هم كل أهل الرسالات السماوية سواء أكانوا يهود أو نصارى أو مسلمين.

إن التدبر الواع لشكل رسم الحرف يؤدي بلا شك إلى اتساع معرفي لتبيان مراد الله، ومن وجه آخر فإن القرءان يحمل دلائل بيانه في داخله ولا يحتاج لبيان.

فحرف الباء يتسع ليشمل الجميع برحابة رسمه (ب) لذلك تجد من كلمات حرف الباء [ بهاء & بيان & بناء & بستان & بلد & ...] أعني أن حرف الباء وكلماته تدلان على الاتساع سواء أكان ذلك الاتساع في شكل الحرف أو في الكلمات التي يبدأ بها في غالب أمره.

لكن حرف الميم يزم ويضم بانغلاق رسمه (م) لذلك تجد من كلمات حرف الميم [ مئذنة & منزلق & مركب & ] أعني أن حرف الميم وكلماته تدلان على الضم والزم والانغلاق سواء أكان ذلك الزم في شكل الحرف أو في الكلمات التي يبدأ بها في غالب أمره.

وهذا هو سر تسميتها [بكّة] حينما كانت للناس جميعا.....فصار اسمها مكة] حين اقتصر دخولها على المسلمين فقط بأمر الله تعالى القائل:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }التوبة28.

20. واعلموا أيضا بأن الساعة ليست هي القيامة....والقلب ليس هو الفؤاد.....وأن كلمة [حضر] غير كلمة [جاء ] وهما غير كلمة [أقبل] في المعنى بالقرءان....وأمورا أخرى كثيرة جدا يختلف بها فهمنا للقرءان عن فهم السابقين الذين جعلنا منهم أصناما وتعبدناهم طواغيت من دون الله.

وما سبق ليس حصرا لتلك الاختلافات بل ه نموذج لها، فستجد بأن كلمة [إبراهيم] وقد وردت بدون حرف الألف والياء بسورة البقرة....وستجد أنهما مدونان بباقي القرءان....وغير ذلك كثير.

مما سبق يتبين لنا فضيحة الكذب وتأليف القصص لكل شيئ بتراثنا.
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض وباحث إسلامي

اجمالي القراءات 7725