تأمل في " إن هذان لساحران "

زكريا المغربى في الأحد ١٩ - نوفمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

قال: لي هناك أخطاء نحوية  في القرآن الكريم ، قلت القرآن الكريم لا يخضع للقواعد النحوية فهو بلسان عربي مبين ، لو كان صحيح ما تقول ، لاحتجت قريش و أهل الكتاب قبلك .

لم يهتم بكلامي وقال في القرآن " إن هذان لساحران " أليس من المفروض أن تكون " إن هذين لساحران "

قلت: لماذا ؟

قال: أليس  " إن " أداة نصب و توكيد .

قلت : بلى ، و لكن ما رأيك أن سحرة فرعون لم يكونوا متأكدين بأن موسى و هارون عليهما السلام من السحرة .

قال كيف ؟

قلت:  قال تعالى (  قَالَ لَهُم مُّوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى ، فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى ) و هذا يدل على أن سحرة فرعون تحاوروا فيما بينهم و اتفقوا على شيء مــا و أسروه بينهم . و بعد فشلهم أمام معجزة موسى عليه السلام ، سجدوا و أمنوا بالله تعالى مرة واحدة  قال تعالى  (فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى ) و هذا السجود الفوري  ، يفسر و الله أعلم  أن الاتفاق الذي كان بينهم، هو  ، إذا هزموا موسى عليه السلام  ، فهو ساحر مثلهم ، و إذا هزمهم فهو رسول من عند الله تعالى ،

قال: ماذا تقصد ؟

قلت: لما قال سبحانه و تعالى إن هذان لسحران ، لنعلم أن السحرة لم يكونوا متأكدين مما يقولون  إذن " إن " في بداية الآية ليس للتأكيد و بالتالي فليست هي حرف نصب ولا  توكيد . 

اجمالي القراءات 8082