المهم النيّة
المهم النيّة

أسامة قفيشة في الأحد ٠٨ - أكتوبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

المهم النيّة

لكل من يبحث عن شماعة يعلق عليها أوساخه و أخطاءه و مصائبه , و لمن يريد مخرجاً آمناً لكل شيء يقترفه أو يقوله , و لكل من يبحث عن تبريرٍ لأي جرمٍ أو ذنب , و لكل من يبحث عن المزيد المزيد ,

فالوصفة السحرية لكل هذا موجودةٌ و سهلةٌ للغاية , إنها النيّة .......

فلا عناء بعد اليوم , فلا خوفٌ و لا مسائلةٌ و لا عقاب , لا حزنٌ و لا ندمٌ و لا همٌّ يعتريك , و لا ذنبٌ عليك يستدعي العذاب أو الجزاء , فلستَ بحاجةٍ بعد اليوم للاستغفار أو التوبة ما دامت نيتك غير ما اقترفته يداك ...

ليس هذا فحسب , بل لك أجرٌ عظيم , ستناله على أساس النيّة , فالحساب و العقاب ليس على الفعل بعينه , و لا على نتاجه أو ما سينتج عنه , بل الحساب فقط على النيّة ... !

فلتكن نيتك صالحة و لتفعل ما تشاء .... !

يعني باختصار :

ما يقوله مشايخ البلاد من قصص خياليه يقسمون بالله أنها وقائع حقيقية , يدهلزون بها على البسطاء و عامة الناس , فهذا الأمر لا يعتبر كذباً لا غشاً و لا تزوير ما دمت النيّة هي الدعوة إلى الله ... فالمهم النيّة ... !

لا ضير أبداً في اتخاذ أحاديثٍ مع حديث و كلام الله جل وعلا ما دمت تعتقد بأن القرآن غير كافٍ , و هدفك هو التقرب إلى الله زلفاً ... فالمهم النيّة ... !

لا إشكال أبداً في التقول على الله جل وعلا و نسب بعض تلك الأحاديث له جل و علا مباشرة , إن كان هدفك من أجل الله ... فالمهم النيّة ... !

لا بأس أبداً في سن قوانينٍ و أحكامٍ أكثر ردعاً و أشد قسوةً , و تغير أحكام الخالق جل وعلا , ثم تدعي بأنها أحكام الله وحدوده ما دمت ترى بأن هذا هو العدل ... فالمهم النيّة ... !

لا ضير بالقتال و الاقتتال و ممارسة العنف , ما دامت نيتك الدفاع و نشر دين الله جل وعلا ... فالمهم النيّة ... !

لا مشكلة إن بات الشرك يتردد على لسانك , ما دامت نيتك التوحيد ... فالمهم النيّة ... !

لا مشكلة بقهر الشعوب و التسلط عليها ما دامت النيّة هي الإدعاء بأنك تفعل هذا لمصلحة دينهم و دنياهم ... فالمهم النيّة ... !

لا ضير من شن الحروب على الغير و احتلالهم و نهبهم , ما دامت النيّة هي إخراجهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ... فالمهم النيّة ... !

لا بأس في قتل سكان دار الحرب , ما دمت من أهل دار السلام ... فالمهم النيّة ... !

لا مشكلة بأن تفجر هنا أو هناك , طالما نيتك الجهاد في سبيل الله ... فالمهم النيّة ... !

لا ضير بمن سيموت و إن كان بريء ... إن لم تكن تنوي قتله ... فالمهم النيّة ... !

لا بأس في اغتصاب النساء و ذبح الأطفال , ما دامت النيّة هي ترويع و إرهاب الكفار ... فالمهم النيّة ... !

لا بأس في تفجير نفسك هنا أو هناك , ما دامت النيّة هي نيل الشهادة .. فالمهم النيّة ... !

لا تجعل للحياة قيمة .. و لا تقلك على المستقبل .. و لا تنظر إلى الأمام .. و صدق إلي قال ( صفّي النيّة و نام في البريّة ) ... !

و أنت أخي القارئ الكريم , احرص كل الحرص على سلامة نيّتك , فالنيّة هي الحل و هي مفتاح الفرج ... !

من هنا نلاحظ بأنه لا أهمية بمكان بأن تكون أقوالك و أفعالك شيطانية ما دامت نيتك ربانية , فلا ضير بشيطنتك ما دامت النوايا حسنه ... !

ملعونةٌ تلك النيّة في كل أحوالها و أشكالها , فهي تقلب الحق باطل و تجعل من الباطل حق ...

ملعونةٌ تلك النيّة التي تحكم على باطن الشيء و تتغافل عن ظاهره ... !

 

و في الختام يلعن أبو النيّة إلي بتخالف الفعل و يلعن أبو الفعل إلي بيخالف النيّة .  

اجمالي القراءات 8040