لماذا نرفض التراث الديني ونطالب بتجديد الفكر؟

سامح عسكر في السبت ٠٩ - سبتمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

 

لأن كتب التراث اﻹسلامي كلها _دون استثناء_ ليست موضوعية بل تعبر عن (موقف شخصي) لأصحابها..حرص فيها الفقهاء والمؤرخون على تأثير اتجاهاتهم الشخصية والمذهبية على أفكارهم فخرجت أعمالهم ضعيفة فكريا لا تصمد أمام أدنى محاولة بحث علمي جادة..

لو قارنت مثلا بين أعمال أرسطو وأعمال ابن تيمية تجد فرق كبير..ما زالت أفكار أرسطو تخاطب أهل الحضارة المعاصرة وتدرس في كل معاهد العلم والفلسفة..بينما فقدت أعمال ابن تيمية بريقها القديم وصارت عملا متوحشا بالمعايير الحديثة..رغم أن أرسطو أقدم من ابن تيمية ب 1700 سنة..

إذن المعيار ليس قديم وحديث..بل في جودة الفكر وإخلاص صاحبه للموضوع دون أي تدخل شخصي..

كذلك فكتب التراث تخلط بين المقدس والدنيوي..فكل رؤية دنيوية لهم يعتبروها دين..ويمكن اعتبار هذا الخلط جزء من مشكلة الفقهاء عامة وهي أنهم يسقطون آرائهم الشخصية على الموضوع بل يعطوها صفة القداسة غالبا..

باختصار: ما دامت توجد مصطلحات شائعة كالكفر والفتوى والبدعة فلا انفكاك من قيود الماضي وبالتالي مفيش تجديد..لأن هذه المصطلحات هي ثمرة الخلط الشنيع بين الشخص والموضوع..بين المقدس والدنيوي..ولن يتقدم المسلمون إلا بالفصل التام وتجريد المفاهيم وإعادة إنتاج وصناعة فكر بشري قابل للحياه.
اجمالي القراءات 7365