توجيهات خطاب العرش الملكي
ضرورة سل سيف العدالة الملكية من غماده

عبد الغاني بوشوار في الثلاثاء ١٥ - أغسطس - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

ضرورة سل سيف العدالة الملكية من غماده

فعلا لم يخجل المفسدون والخائنون للأمانة يا صاحب الجلالة كما صرحتم في خطاب العرش المجيد. ما زالت التعليمات والتوجيهات والأوامر الملكية لم تنفذ ولم تتبع على الوجه المطلوب وكأنها تصتضم بآذان صمة أصابها الطرش بمجرد تربع المسئولين وتعيينهم على مراكز السلطة في مختلف موسسات الدولة.

كانوا قبل التربع عليها في غاية السمع واالطاعة والإستعداد لخدمة الصالح العام والتفاني في العمل لخدمة المواطنين وتنفيذ القوانين والأوامر، وكانوا يفرحون بالمناصب ويشكرون الله على حصولهم عليها. يتضح بعد ذلك أن فرحتهم تتعلق بالجشع الذي يملىء قلوبهم ويلهطون وراء شفط وسرقة الخيرات التي ينبهرون بها وينعم بها وطننا الغالي والغني.

يتسائل المرء، كما يتساءل رئيس الدولة باستمرار، عن موعد صحوة المسؤولين من سباتهم العميق ليتحملوا وزر إخلالهم بالقوانين وتجاهلهم للأوامر السامية وحقوق المواطنين المشروعة. إن المسؤوليات الملقات على عاتقهم جليلة ويتقاضون عليها رواتب سخية كما يتمتعون فيها بامتيازات خيالية لا يحلم بها الموظفون في البلدان الأخرى، فهم بذلك لا يعملون لوجه الله ولا يخجلون على أنفسهم في التقصير عن المطلوب ولا ليست لديهم الشجاعة للاسقالة من المسؤوليات التي لا يتحملونها بصدق وأمانة كما طلب جلالته ذلك.

قد صدرت انذارات ووعود جلالته مرارا وتكرارا ونفخ في أبواق الوسائل الإعلامية المأجورة الرسمية وغير الرسمية وكتب جهابذة المحللين عن القوانين الرادعة وجدية الحكومة ومؤسسات الدولة في القضاء على الفساد ومتابعة المفسدين قضائيا وربط المسؤولية بالمحاسبة، ولكن كل هذا جعجعة بلا دقيق وهرج ومرج لا يسمن ولا يغني من جوع ولا يقدم الخدمة المطلوبة. لكن امل المغاربة معقود عي جلالتة. ولا شك في أن صبره كبير وباله طويل وحكمته عميقة. لكنه أيضا كالليث إذا وثب.

أمام الفساد المنتشر وتقصير الحكومة والموظفين السامين وغير السامين في واجباتهم ، وأمام الأحتجاجات من كل حدب وصوب ومنطقة ، ألم يحن الأوان لجرد وسل سيف العالة الملكية من غماده لعقاب خونة الأمانة كما سماهم؟

إنه من الواضح للقاصي والداني وللمغاربة، بشكل عام، أن المفسدين يعبثون بمصالح المغاربة والوطن ويضربون بالقوانين عرض الحائط ولا يطبقونها إلا لقضاء مصالحهم وترييش أعشاشهم وأعشاش  من يستطيع إشباع بطونهم التي لا تعرف الشبع ولا تطلب إلا المزيد كما وصفت جهنم في القرآن. علاوة عن هذا، فإنهم لا يبالون بشكاوي المواطنين وخطاباتهم ومنها عدد المراسلات الرسمية لكبار المسؤولين لكاتب هذه السطور الذي كاد يفقد الأمل في تجاوبهم سلبا أو إيجابا، ولا داعي لذكر الأسماء والمصالح التي خاطبناها ولم نتلق أي رد كأن المسألة تتعلق بما يجري في الثقب الأسود في الفضاء الفاسح، والأسوأ من كل هذا، المراسلات التي ترد على القصر العامر وإلى مكتب رئاسة التنسيق الذي ضل الأمل الوحيد للاستنجاد والتوسل إلى جلالته لينظر بعين العطف والرحمة إلى المظلومين والمحتاجين من أبناء شعبه الوفي من أمثالي لعل الله يعجل بالشفاء من مرض عضال بمباركة يديه الكريمتين البيضاء، لكن هذا الباب أيضا موصد ولم يبلغ جلالته بمعاناة الطارقين له.

لا يسعني في هذه العجالة إلا طلب المعذرة عن تطفلي في الحلم الذي يراودني باستمرار ان أقرأ تغريدات جلالة الملك المباشرة كما يفعل الرئيس ترامب الذي يحظى بشعبية أقل مما يحظى به حلالة الملك الذي يحبه جميع المغاربة ولا طائل في وسائل الإعلام المأجورة التي لا يهمها إلا مصالح مموليها لأيصال أصواتنا إلى آذانه الصاغية.

الذكتور عبد الغاني بوشوار ، اكادير، المغرب الآمن.

bouchouar@gmail.com

اجمالي القراءات 4381