مساجلات مع جريدة الوفد عام 1989 : ( 2 )

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٢٥ - يوليو - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

مساجلات مع جريدة الوفد عام 1989 : ( 2 )

كتاب : نشأة  وتطور أديان المسلمين الأرضية.  ج 2 الوهابية

الباب السادس : جهادنا ضد الوهابية  

الفصل التمهيدى : مساجلات مع جريدة الوفد عام 1989 : ( 2 )

مقدمة :

1 ـ بعثت بالرد السابق الى رئيس تحرير الوفد مصطفى شردى ، فأحاله الى جمال بدوى ( الوهابى العريق ) ، فقام جمال بدوى ـ خلافا لكل الأعراف الصحفية ـ بالرد على ردّى هجوما على شخصى دون أن ينشر الرد الذى بعثته. إقتطف منه عبارات وأخذ يهاجمنى ظلما وعدوانا دون أن ينشر ردى كاملا ، بل مجرد عبارات منه اتخذها وسيلة للهجوم .

2 ـ عرضت الأمر على صديقى الاستاذ فيليب جلاب الصحفى اليسارى والذى تولى رئاسة تحرير جريدة الأهالى ، فإستفظع هجومى على الوفد وسعد زغلول والنحاس ، وقال إنه مستحيل أن تنشر الوفد مقالا فيه هذا الهجوم على هذه الرموز المصرية والوطنية ، وإن نشر المقال بهذه الطريقة ليس فى مصلحتى . شكرته ، وأنا أعلم حب الأقباط المصريين للوفد وسعد زغلول ومصطفى النحاس . وأن المزاج العام فى مصر كان ــ ولا يزال ـ هو عبادة الأبطال وتقديس الشخصيات التاريخية ، وإنكار نقدها ، مع تعرض هذه الشخصيات التاريخية للهجوم فى عصرها ، يشهد هذا صراع سعد زغلول وعدلى يكن ، وصراع النحاس مع رفيق عمره مكرم عبيد وغيره. وهذا الصراع لا مكان فيه للتقديس أو التبجيل . لم أشأ أن أرد على صديقى الاستاذ الراحل فيليب جلاب .

3 ـ ذهبت الى الاستاذ عبد الوارث الدسوقى. أطلعته على ردى الأصلى ، وهو كان قد قرأ رد جمال بدوى عليه . لم يعجبه ما فعل جمال بدوى ، وأيضا لم يعجبه ما ذكرته فى الرد من الهجوم على سعد زغلول والنحاس باشا وحزب الوفد . وإستغرب من مهارتى فى خلق خصوم لى ، فقلت له أنهم هم الذين إستجلبوا خصومتى وهم الذين بدءوا بالهجوم وقلمى قادر على مواجهتهم . نصحنى أن أحوّل العدو الى محايد والمحايد الى صديق ، وطلب منى إعادة صياغة الرد بطريقة أقل حدة وأقل فى عدد الكلمات حتى يمكن نشره فى الأخبار .

4 ـ أعدت كتابة المقال ، وقام الاستاذ عبد الوارث الدسوقى بنشره فى جريدة الاخبارالمصرية / صفحة الرأى للشعب ، بتاريخ 14/6/ 1986.

2 ـ وأعيد نشره هنا :

ردا على جريدة الوفد

القرآن ..لايزا ل هو الحل

1.    ــ تعقيبا على مقالى المنشور فى جريدة " الاخبار " يوم 15 من رمضان إنبرى الاستاذ جمال بدوى بالهجوم على شخصى فى عدة مقالات بتاريخ 23 و24 و25 إبريـــــــل الماضى وأرسلت له ردا يوم أول مايو لأدافع عن نفسى فرفض نشره وقام بتشويه بعض مقتطفات من الرد والهجوم على شخصى تحت عنوان " أباطيل الرجل المفصول من الأزهر"

2.    ــ ولوكان الاستاذ جمال بدوى منصفا لنشر الرد المرسل اليه كما هو ثم عقب عليه بما يريد وترك للقارىء أن يحدد رأيه ، ولكنه استغل سلطته فى جريدة الوفد لكى يحجب حقى فى الرد، ولكى يكتب فى حقى مايشاء،ولكى يتهمنى بقول"السفاهات والسفالات " ! ونحن من منطلق القرآن الذى نؤمن به ندعو له ولنا بالهداية تمسكا منا بقوله تعالى : " وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ".

  3  ـــ  لقد أغفل الاستاذ جمال بدوى الرد على الأدلة القرآنية التى أتيت بها واكتفى بالنقل عن كتاب الدكتور مصطفى السباعى " السنة ومكانتها من التشريع "، بمعنى أن أقول  أنا " قال الله تعالى" فيقول هو فى الرد على كتاب الله: " قال مصطفى السباعى" ، ثم يجعل عنوان مقاله " أباطيل الرجل المفصول من الأزهر" أى يصف آيات القرآن  بأنها أباطيل ! وللمرة الثانية ندعو له بالهداية تمسكا منا بالقرآن الذى نؤمن به :  " وقيله يارب إن هؤلاء قوم لايؤمنون فإصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون ".

           تحريض السلطة .. ضدى

   4 ــ  ومن منطلق الحب لله ورسوله تصديت لتبرئة رسول الله عليه السلام مما نسبه له العصرالعباسى الثانى من أباطيل تخالف القرآن . ومن منطلق الاجتهاد لتوضيح حقائق الدين توالت مؤلفاتى على الطريق .. وهذا هو عملى الذى لاأجيد غيره...ولكن الاستاذ الصحفى الذى أباح لنفسه أن يجتهد فى علوم الدين يستكثر على أن أقوم بعملى فى الاجتهاد لمجرد أنه لايتفق معى فى الرأى، ثم يستغل سيطرته على صحيفة الوفد فى الهجوم علىّ ويحول المسألة إلى هجوم شخصى يتناثر بين السطور التى تشكك فى عقيدتى ومواقفى .. بل أكثر من ذلك أنه يتطوع بتحريض السلطة ضدى فيكتب ماهو أشبه ببلاغ     لجهات الأمن ضد" منكر السنة الذى قبض عليه ثم أفرج عنه" .. إلخ .. وهو لايعلم أن هذه النوعية من الارهاب الفكرى لاتفزع من عانى فى سبيل آرائه إلى  درجة دخول السجن والتشرد ..

5   ــ  ويصفنى الاستاذ الصحفى بأننى "مفصول من الأزهر " وهى منقبة لى وليست  نقيصة بأى حال. إن تاريخى فى الازهر ــ من خلا ل الوثائق ــ سلسلة من التفوق والاجتهاد الذى لم يحتمله بعض الأشياخ.. لقد عطلوا مناقشة رسالتى للدكتوراه ثلاث سنوات ، ثم ازداد اضطهادهم لى كلما أصدرت كتابا جديدا ، إلى أن أصدرت خمسة كتب دفعة واحدة فى سنة 1985 فأوقفونى عن العمل فى 5 / 5 / 1985 وأحالونى لمجلس  تأديب حيث دارت المساومات معى على مدى عامين ، ولكى أكفيهم عناء التحرج ، حيث أن الوثائق تثبت عجزهم عن الحوار معى ، قدمت استقالتى لهم فرفضوها ، وأصدروا قرار عزلى من الجامعة سنة 1987 .. ولم يحتملوا نشاطى خارج الجامعة خصوصا بعد أن أصدرت مؤلفى الثانى عشر " المسلم العاصى" فضغطوا بأعوانهم  على الحكومة حتى تم القبض على فى نوفمبر 1987 فكنت أ ول مفكر  يدخل السجن بسبب تمسكه بالقرآن واجتهاده فى مصلحة قومه ..

                    شماتة .. صحيفة الوفد

     6ـ وقد نشرت جريدة الوفد خبر القبض علي وقتها بطريقة توحي بالشماتة بينما دافعت عنى  جريدة " الأخبار" قي مقال الأستاذ الحمامصي رحمه الله تحت عنوان " النار ليست

        في حاجة إلي رماد" في6 / 12 / 87 ودافعت عني أخبار اليوم في مقال الأستاذ   صلاح  حافظ في 12 / 12 / 1987 ، ودافعت عنى الأهالى فى مقال الدكتور فرج فودة فى 16 /12 /1987 .أما جريدة الوفد التي تدعي الدفاع عن حرية الفكر فقد هاجمتني في مقال الشيخ عبدالغفار عزيز تحت عنوان " من شيخ معمم إلي حاكم مسلم " بتاريخ 15 / 4 /88 ،  والذي حوي قذفا علنيا في حقي بالإسم الصريح  والذي ناشد فيه الرئيس أن يعينه وزيرا للداخلية حتي يقبض علي ويقيم علي حد الردة !!. ثم هاجمني الشيخ المذكور ضمن هجومه علي المستشار سعيد العشماوي والدكتور فرج فودة . واضطرت الوفد للاعتذار للمستشار العشماوي والدكتور فودة خوفا من المثول أمام القضاء ، ولم تعتذر لي لأن ظروفي لاتسمح لي بتوكيل محام !!. وهذه هي الشهامة التي نتعلمها من صحافة الوفد ، شهامة الهجوم علي مظلوم لايستطيع الدفاع عن نفسه ، شهامة الهجوم علي كاتب مجتهد حر مسالم يدخل السجن بسبب آرائه.

الوفد وحرية الرأى

     7ـ     وبعد أن ضاقت أمامي أبواب العيش اضطررت للسفر لأمريكا بحثا عن لقمة عيش ، وهذا بعد عشر سنوات من الاضطهاد والإفلاس والفصل من العمل ، ومرارة السجن   بسبب التمسك بما أعتقده حقا ..وقد استضافني هناك الدكتور رشاد خليفة في مسجده إلا أنه ما لبث أن ادعى النبوة، وانتظر مني أن أؤيده وأحاطني بشتى المغريات , لكنني انفصلت عنه وهاجمته، وعانيت في سبيل الحق في أمريكا مثلما عانيته في مصر. ثم فضلت العودة لوطني لأواصل مشوار الآلام في سبيل كلمة حق أقولها وأعاني  في سبيلها ما بقيت حياً وإذا بي أواجه هجوم الوفد عند صدور أول مقال لي. لو كنت عميلاً أمريكياً كما ألمح الأستاذ جمال بدوي , وكما صرح الشيخ عبدالغفار عزيز ما عانيت ما عانيته في أمريكا!  ويكفي أن السلطات الأمريكية هناك رفضت إعطائى تصريحاً بالإقامة الدائمة في  أمريكا مع أن حقي هناك يعززه القانون الأمريكي نفسه باعتباري كاتباً دخل السجن   بسبب أرآئه.. ويكفي أن السفارة الأمريكية في القاهرة رفضت إعطاء أولادي تأشيرة باللحاق بي  هناك..  وكل ما أذكره معزز بالوثائق لمن يريد..

    8ـ    لقد  كشفت صحيفة الوفد عن عدائها لحرية الرأي إذا كان لا يتفق مع رأي بعض  الصحفيين بها .. وهى صدمة حقيقية للقراء الذين كانوا يحسنون الظن بها , وقد كنت         واحدا منهم .

  **  كاتب المقال : استاذ سابق بجامعة الأزهر.

اجمالي القراءات 5426