ماذا لو كان يعيش بيننا ؟!
{مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ}

ابراهيم احمد في الخميس ٢٩ - يونيو - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

الناس الذين يقدسون البشر على عمى ويقدسون النبي محمد ويهللون ويكبرون ,ويستبشرون به لمجرد سماع أسمه يذكر في المساجد  دون حتى ان يروه او يسمعوا صوته .. ويتباكون ويقولون ( ليتنا كنا معه  لكنا أهدى رشاداً .. ليتنا كنا معه لنتصرنا على اعدائنا وكنا خير امة .. ليتنا كنا معك يا حبيب القلوب  و فداك يا رسول الله با ابي اانت وامي وروحي ) وو الخ .. ما ادى بهم إلى الدخول في حالة من الهلوسات وإلى ان يتوهم الواحد منهم انه قد راه في منامه فايلفق اكذوبه ويقول ( أنا رأيت النبي في المنام ) .. لو فرضنا انه فعلاً حدث هذا وكان يحيى بين الناس اليوم كيف سوف يكون حالهم وموقفهم معه ؟ هل تعتقدون بعد أن يكشف تبرئة منهم ومما يعبدون ويدعوهم الى إخلاص الدين لله و للأحتكام للقران وكفى كما كان في عهده سوف يتركون عبادة الأصنام التي زرعوها في عقولهم ويخلصوا دينهم لله وحده كما أمر الرسول من الله  أن يكون ؟ 
{قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (122) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ ۗ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} 
 { قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} 
 وهل بعد هذا سوف يصدقون انه رسول الله ويؤمنوا به ؟ .. ام سوف يتعجبون من موقفه في دعوة إلى إخلاص الدين لله وحده  ويقولون له  كما قال سلفهم الصالح { وَعَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ ۖ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5) وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6) مَا سَمِعْنَا بِهَٰذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَٰذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ} .. ثم يتخذونه هزواً وسخرية كما فعل اسلافهم حين قالوا { وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَٰذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا (41) إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا ۚ وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا } ويتمسكون بمقولة اسلافهم {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ} ؟ ويذهبوا ليواصلوا تقديس الهتهم وهو حي يرزق أمامهم ؟ .. فأين الذين يزعمون انهم لو رأوا النبي سوف يكونون اهدى رشاداً من حالهم ؟ لقد سبق وان حدث مثل هذا الأمتحان للعرب من قومة حين كانوا يتمنون أن ينزل الله عليهم وحي من فضله كتاب يتدارسونه كما نزل على الأمم  من قبلهم فقال الله تعالى لهم  { وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156) أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ ۚ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ} .. فاهم كانو يتصورون انه حينما ينزل الله لهم اياته سوف يكونون مؤمنين بها واهدى مما كان عليه اهل الكتاب .. لكنه كذبوا وكفروا بها كما كفر الذين من قبلهم {وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ ۚ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ (66) لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ ۚ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } وصدق الله العظيم .

اجمالي القراءات 7439