كثرة الضغط يولد الانفجار

سامح عسكر في الخميس ٢٥ - مايو - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

السعودية تدافع عن نفسها ضد ما تسميه.."النفوذ الإيراني"..اللي بيعتمد على ثورة دينية لها توجه قومي أيدلوجي متعدد الأبعاد..

فالأخطار التي يخشاها السعوديون موجودة تقريبا في كل الاتجاهات جغرافيا، شمالا العراق وسوريا ولبنان، شرقا إيران ، وجنوبا اليمن، حتى في الغرب مصر ليست حليف موثوق به في عهد السيسي، علاوة على التهديد الداخلي بانتفاضات الشيعة في القطيف والبحرين..إضافة لتهديد محتمل من جماعات إسلامية جاهزة للانتقام..

لو عرضت هذا الوضع الجغرافي والسياسي على (عيل صغير) يقولك وهو مغمض .."السعودية لا تنام"..عايشين في قلق دائم يدفعهم للخطأ واتخاذ خطوات غير مدروسة..

جزء كبير في الصمود ضد أي تهديد يعتمد على (الثقة في النفس) وامتلاك قوى طاردة للضغط، والسعوديون عندهم هذه القوة الطاردة فعلا وهي (الخطاب المذهبي) القادر على شحن قطيع السنة، لكن لو بصينا عليها من ناحية الواقع فهي مجرد قوة شكلية، لأن دول السنة أغلبها إما عدو للسعودية أو محايد أو حليف مشكوك بولائه..أو شعوب باتت تكره آل سعود لكثرة أخطائهم وافتقارهم ملكة التواصل مع العرب..

عندهم قوة ثانية وهي عامل المال، بيحاولوا يستغلوه الآن بتوسع حتى إن الأعمى بات ينظر للسعودية زي ما عمنا ترامب شايفها بالضبط..(بقرة حلوب) ودولة لا تمتلك سوى المال..

فاضل الثقة في النفس ودي نسبتها صفر% والسعوديون من عدم ثقتهم في نفسهم بيحاولوا يشكلوا أحلاف في النهاية بتطلع فاشلة، زي تحالف اليمن وبعدها التحالف الإسلامي وأخيرا تحالف الشرق الأوسط..وكثرة سعيهم لهذا النوع من التحالفات يكشف هشاشة وضعهم الداخلي وحجم الأزمة وانعدام الثقة..

السعودية الآن بين خيارين اثنين لا ثالث لهما:

الأول: إما تنفتح على دول الجوار وتعترف بحقوق الشعوب الأخرى في التدين والحريات..ودي صعبة جدا..لأن قيادة الملك سلمان أضعف من اتخاذ قرار الانفتاح..والدولة في عهدهم لا تمتلك هذه المهارة..أيوة لأن الانفتاح مهارة قبل ما يكون قرار..

الثاني: أن تسلك نفس سياساتها الآن بالتصعيد والعدوانية مع الجميع، وقتها كل قوى الضغط اللي ذكرناها هاتقوم بدور الذراع وهو بيضغط على البالونة المنتفخة بالهواء..سيقل الهواء الذي يتنفسه آل سعود الآن تدريجيا حتى تنفجر البالونة وقتها هاتدفع السعودية ثمن كل الأخطاء التي تقوم بها الآن دفعة واحدة..
اجمالي القراءات 9645