ما سر تخلّف المسلمين ؟

مولود مدي في الثلاثاء ٠٩ - مايو - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

في ظل الزلازل الأمنية التي يعيشها العالم العربي من تصاعد للإرهاب و تزايد للعنف و خطابات الكراهية يظهر لنا أن العقل تم تغييبه تماما بل لا نجد له اي اثر فعاد العالم العربي الى درجة ما قبل الصفر فتراجع في جميع المجالات و النواحي, و اصبح عنوان العالم العربي التخلف أمنيا اقتصاديا. سياسيا. عسكريا, ثقافيا و حتى أخلاقيا ..  بلدان ممزقة .. طوائف وجماعات متناحرة .. اطلال مدن مهدمة .. فقر وملايين من المشردين سواء في اوطانهم او اوطان الاخرين .. فقهاء لا همّ لهم سوى شعر المرأة ولحية الرجل .. ليطل علينا التحالف الاسلاموي مع القوى الصهيوأمريكية بوجهه القبيح,  فكان هذا التحالف مفرخة للفتنة و الارهاب في العالم الاسلامي, و يجدر التذكير أن المارد الصهيوأمريكي عملاق يعرف العالم العربي و الاسلامي أكثر من معرفة العرب و المسلمين له لأنه يمتلك ناصية العلم و التكنولوجيا و الأنثروبولوجيا و علم الاجتماع السياسي و التاريخ و علم النفس و تاريخ تشكل المذاهب الاسلامية و استغل غباء المجتمعات الاسلامية في ادارة شؤونها فاستعمل أقوى سلاح لديها و هو الاسلام لكي تدمّر نفسها بنفسها, و المشكلة الكبرى هي أن العرب حاليا لا يستطيعون استيعاب حقيقة أن الغرب يبعد عنا بمسافة تقدر بالسنوات الضوئية نتيجة عمله الدؤوب و لاتخاذه العلم وسيلة لبناء المستقبل و السيطرة على العالم اما العرب فلا زالوا يتحدثون عن التمكين و الانتصار الذي لا يكون الا بنزول المهدي المنتظر ليحل لهم مشاكلهم, لا زالوا منشغلين بالأساطير و كيف نصرهم الله و هم أذلة و لا زالوا يحلمون أن الله سينزل لهم الملائكة ليجابهوا عدوهم تغذيهم فتاوي ائمة الجن و العالم الأخر.

ورغم هذه الأوضاع الكارثية التي تتطلب توحد العرب عامة لتشكيل جبهة موحدة ضد الصهيونية و حليفتها الكبرى أمريكا الا أن العرب اتفقوا الا يتفقوا, فاختروا التشتت عوض التلاحم, و اختاروا اتباع فتاوى الفتنة عوض اتباع عقولهم, و لا يمكن ان ننكر بان كل محاولة لإعادة بلورة الافكار و جعلها متماشية مع واقعنا و عصرنا قد أجهضت من طرف القائمين على الاسلام بمساندة الانظمة العربية الاستبدادية, فكل محاولة تجديد و تحديث قد قوبلت بالتكفير و الاتهام بهدم الدين فأصر كهنة الاسلام أن لا مستقبل لنا الا بالعودة الى افكار القرن الثالث و الرابع هجري وإلى زمن وناس قتلوا بعضهم بعضاً على الدنيا.

ان الحضارة تقوم على الافكار و الاشخاص و الاشياء, فالأفكار بحاجة الى غربلة و تجديد فلا نبني المستقبل بالعودة الى الماضي, ونحن بحاجة الى بلورة الاشخاص لأن النهضة و التنمية تبدا من الانسان و ايضا تحديث الاشياء,  فلا مكان للتكرار و الاجترار لأن هذا العامل الاخير هو من جعل ثقافتنا ببغاوية بلا منازع فشاعت الرجعية بالميل والحنين لعصور السلف الأموي والعباسي الأول، وبدلاً من أن يبحث المسلمون عن المعرفة وأصل الأفكار بحثوا عن ماذا قال فلان وعلّان وحكايات السلف مع العفاريت, في الوقت الذي كان فيه الخوارزمي يدرس و يبحث في الرياضيات كان المسلمون يبحثون هل أكثر أهل النار النساء ام الرجال, في الوقت الذي كان ابن إسحاق الكندي يشرح علوم "جالينوس" ويبحث للتفريق بين الكواكب والنجوم، وطريقة إدخال الأرقام الهندية للمسلمين, كان المسلمون منشغلين بتكفير المعتزلة و الأحناف و الأشاعرة, في الوقت الذي كان فيه " جابر بن حيّان " يبدع في الكيمياء كان " ابن تيمية " منشغلا باتهامه بالسحر و الشعوذة .. لقد كان من العبث أن يتواجد ذلك التطاحن بين النظريات المضادة و أن يستغرق المسلمين الجدل في أمور ليس لها أي فائدة مثل التكفير و كم عرض الصراط و كم عدد أهل النار و غيرها لأن هذا الجدال العقيم لم يؤدي الى نتيجة تؤثر في سلوك المسلمين العملي سوى تشتيت المسلمين و تناحرهم على مواضيع تافهة..

ان أمتنا هي امة التيه و الضياع و تتصور اننا لازلنا خير امة اخرجت للناس , فأمتنا التي تكاسلت عن المشاركة في الحضارة لأنها لازالت تعتقد أن فكر عصور الانحطاط يصلح لكل زمان و مكان , و تبرر فشلها دائما بالتخلي عن الله , فحبسنا انفسنا في غياهب الماضي ولم نعطي الحرية لعقلنا لكي يذهب بعيدا في العلم و الفكر ورفضنا اخضاع من يتصورهم البعض بشر معصومين للنقد و التمحيص بحجّة الثوابت, فقيدنا عقولنا و كفّرنا الحرية التي هي اساس كل حضارة فالأمام الجزائري الاصلاحي عبد الحميد ابن باديس قال ’’ ان حظ الانسان من الحياة بقدر حظه من الحرية ’’ فاصبح العربي المسلم يشكل استثناءات في موضوع الحرية و أصبح يرضى بالعبودية و الاستعباد و التبعية للمشايخ و يعتقد أن ذلك من الدين.

كما أن دور الشيوخ للأسف هو دور سلبي للغاية، ويصوّرون للشباب أن الانفتاح على الحياة يعني الانكباب على الشهوات والملذاتو هذا يعني يؤدي الى نسيان الدين ، وبالتالي فلو انفتحوا على الحياة سيعصون الله وهذا غير صحيح لأن الانفتاح على الحياة يعني عدم كتمان أي أفكار تجول بخاطره وإخراجها من حيز الدماغ إلى حيز الواقع، وبالتالي تتعرض أفكاره للاحتكاك والتواصل وهذا ما ينقص الشباب المتطرف، فهم شباب معزول عن الحوار بالدرجة الأولى, لذا هم يعانون من رهاب الحوار و المناقشة لأن تربيتهم الدينية اعتمدت على التلقين و الطاعة المطلقة لا على تربية العقول و تنمية الحس النقدي فيهم.

لا زلنا نتوهم أن العودة الى الحضارة سيكون بإعادة احتلال العالم و اتباع عقلية ’’ الاسلام او الجزية أو القتال ’’ في الوقت الذي تخلص من العنف و الحروب و حوّل الصراع من صراع حربي و اقتتال عسكريبين المجتمعاتالى صراع الأفكار و صراع الأحزاب السياسية و محاولة الوصول الى نقط الالتقاء بالحوار بين الأطراف و القرآن نفسه يقول " و الارض وضعها للأنام " فالأرض تتسع للجميع, للعربي و غير العربي و للمسلم و غير المسلم فبدل المسلمين حب الأخرين بالكراهية و اضمار الشر لهم و تناسوا قرأنهم الذي قال " و تعاونوا على البر و التقوى " دون أن يحدد النص القرآني مع من يجب المسلمين أن يتعاونوا و هذه دلالة على ترغيب النص الاسلامي التعاون و التقارب مع الأخرين فالأولى أن يستعيد المسلمون رشدهم و يتخلوا عن هلوستهم و انغلاقهم و يتفتحوا على الأخر ليستفيدوا منه – الغرب خصوصا – و دائما ما تتكرر تخاريف المؤامرات الغربية منذ اكثر من ستين سنة ونحن نسمع هذا الحديث مرارا وتكرارا من حكامنا على اختلاف مشاربهم ولازال رجال الدين يضحكون على ذقوننا بنظرية المؤامرة المستمرة الى الابد و لا نزال لا نفهم ما سبب تأمر الغرب المتفوق في كل شيء على أمة متخلفة لا حول و لا قوة لها, فالعرب يعانون من عقدة فكرية وهي الخلط بين (الخلاف والعداء) فكل مخالف في التراث العربي هو شرير، كونه ممثلا إما للكافر الديني أو المعارض السياسي، وهو خلط متوارث منذ العهد الأموي الذي أحياه المماليك والعثمانيين بعد ذلك.

ان اقتناع المسلمين بخرافة ان ’’ من تمنطق تزندق ’’ – المخالفة لأمر القرآن بإعمال العقل - ساهم بتراجع دور العقل في حياة المسلم فخرج الكثير من الفقهاء من يسفّهون العقل و أشهرهم " ابن قيم الجوزية "، تلميذ " ابن تيمية " فيقول " فإذا تعارض النقل وهذه العقول، أخذ بالنقل الصحيح، ورمي بهذه العقول تحت الأقدام، وحُطت حيث حطها الله وأصحابها" [مختصر الصواعق المرسلة ص82-83 اختصار الموصلي ] فمهد ذلك الى انتشار العقلية الأبوية و التقديس المبالغ فيه للأشخاص و اصبح ما يقوله الفقهاء تشريعا مقدسا و لا يجوز انتقادهم و انتقاد اعمالهم الفكرية فتم تقديس الحديث وتم وصف كتاب البخاري للأحاديث ’’ صحيح البخاري  بأنه أصح كتاب بعد القرآن و كأن البخاري ليس ببشر و بما أن لا قيمة للعلم في حياة المسلم حاليا صدّق الخرافة لأنه لم يتعلم أن العلم و البحث العلمي لا حقيقة مطلقة فيه لأن العلم شيء نسبي فما هو صحيح في يومنا قد يظهر خطأه غدا فضلا ان الانتاج البشري من المستحيل أن يكون صحيحا صحّة مطلقة, فاكتسب الحديث النبوي مكانة غير عادية بين المسلمين رغم أن النبي أمر أمرا صريحا وواضحا بعدم تدوين الحديث تفاديا لتقديسه من طرف المسلمين " لا تكتبوا عني غير القرأن و من كتب عني غير القرآن فليمحه " لكن لا نفهم لماذا خالف المسلمون و الفقهاء خصوصا امر الرسول ؟ الجواب واضح لأن الحديث عندما يعلوا في مكان ما فانه يتسبب في اعلاء قيم الأبوية و النرجسية و يصبح مبررا لجور الحكام و تسلطهم يصبح مشروعا و ظلمهم للرعيّة شعيرة دينية لأن حراس الدين يقولون قال الرسول اطع الحاكم مهما ارتكب في حقك من جرائم كما أصبحت احاديث الرسول وسيلة لتصفية الحسابات الشخصية بالادعاء كل فرقة اسلامية هي الفرقة الناجية و هي التي تحتكر الحقيقة المطلقة وهي التي تستحق وحدها الحياة أما الأخرين فلا بأس بذبحهم ... فتواجد مثل هذه القيم في مجتمع معين تخلفهم سيكون أمرا طبيعيا, فكان تقديس كلام البشر وبالا على العقلانية و العقل والمحاولة العبثية في الاعتماد على اقوال بشر عاشوا في القرن السابع و اسقاطها على واقعنا.

وعندما ورثنا هذا الظلام وحدثت لدينا صدمة الحداثة في القرن العشرين طالبنا بالاقتداء بالغرب في كيفية بناء حضارته فاتهمنا من طرف الكهنة بفرية البُعد عن دين الله وسنة رسوله، رغم أن الحضارة الغربية لم تقم على دين الله، بل قامت على العقل المكلف بكشف هذا الدين وفهم طبائع الأشياء و تفسير القوانين التي تسيّر الطبيعة فالمفكّر الجزائري " مالك ابن نبي " اعترف في كتابه " مشكلة الأفكار " أن الحضارة الغربية هي حضارة علم و تقنيات عكس حضارة المسلمين التي هي حضارة دين و غيبيات، وبدلاً من الصدق وقول الحقيقة المُرّة أننا حاربنا مفكرينا وكفّرناهم وقتلناهم باسم الدين والسنة و فرحنا بقتلهم، كذبوا وقالوا أن النهضة حدثت بأولئك الفقهاء الذين انشغلوا بمواضبع  الحيض و فقه الجواري أكثر مما كتبوا في العلم .. هؤلاء لا علاقة لهم لا من قريب ولا من بعيد بالحضارة و لا تعرف عنهم الشعوب غير المسلمة حرفا واحدة و من يعترض على هذه الحقيقة نتحداه أن يأتي لنا بشعب غير مسلم يعرف حرفا واحدا عن " ابن تيمية " أو " البخاري ", لكن لماذا ؟ لأن هدفهم كان الشخصنة و التكفير و التحريض على قتل كل مخالف في الفكر و العقيدة, فلو كان خطابهم خطابا علميا لتلقفته الانسانية, لكن هم كان هدفهم النفوذ و الشهرة و المصالح الشخصية و رضى السلطان وليس رضى الله و المسلمين.

و بسبب غياب فكرة واضحة لمفهوم الحضارة عند المسلمين و حتى عند أنصار الاسلاموية, اعتقدوا أن الحضارة الاسلامية ستعود فور بناء دولة دينية – اسلامية – فربطوا بين الدولة و الحضارة و ظنوا أن بفتح الأراضي و نشر الاسلام ستعود أمجاد المسلمين و هذا خطأ لأننا لو نقرا التاريخ الاسلامي نجد أن الخلفاء المسلمين الذي دعموا العلم و العلماء يعدّون على الاصابع أما البقية فطاردوا العلماء و الفلاسفة و استعانوا برجال الدين لتكفير المفكرين و الفلاسفة و اتهامهم بالزندقة , و ان أخذنا بفكرة عوام المسلمين الذين يرون أن الحضارة تعود ببناء الدولة الاسلامية فيجب أن نذكر أن إن صعود دولة ما أو إمبراطورية ما، لا ينبئ عن قيام حضارة و لدينا في امبراطورية المغول خير مثال فهي اكتسحت العالم و دمرت بغداد ولم تبني اي حضارة و لم تترك أي ارثا علميا يُذكر على عكس الإغريق الذين بنوا حضارة ولم يكتسحوا العالم لكن تراثهم لا يزال يؤثر لحد الأن.

عندما نحاول أن نفهم الحضارة سنجد ان الحضارة عبارة عن انتاج و عطاء و تقدم في جميع المجالات وبالتالي الحضارة تستلزم التجديد لكن اين المنهج ؟ اين المنظومة الفكرية التي تقيم اسس هذا التجديد ؟ ان من يحاول التجديد او يقول قولا جديدا تتم محاربته من السلطة الاستبدادية و ذراعها الأيمن المنظومة الدينية فمن أهدر دم المفكرين المصريين ؟ اليس الأزاهرة ؟ من يطارد المفكرين و الأدباء في الخليج الوهّابي ؟ اليس هم شيوخ الوهّابية و فقهاء البلاط السعودي و عملاء أل سعود ؟ وهذا سبب استسلام النخبة العربية و خوفها من التكفير و التخوين ومن التصفية الجسدية فغياب النخبة العربية هو سبب غياب منظومة فكرية تقيم اسس التجديد المنشود, لقد ضيعنا في المئوية السابقة الاف من المفكرين و الاصلاحيين فسبح العالم العربي و الاسلامي في بحر العشوائية و أصبح يخلط في المفاهيم و لا يقيم فرقا بين الدين و الدنيا و ما بين هو سياسي و عقائدي فقي العالم العربي يتم عقد المقارنات على شاكلة ’’ الاسلام و الديمقراطية ’’ و ’’ هل أنت مسلم أم علماني ’’ .. ففي الوقت الذي يتكلم العالم بلغة فصل السلطات و أدرك خطورة الجمع بين السلطات لا زال العالم الاسلامي يعتقد أن السياسة و الدين شيء واحد متوهما أن عظمة الاسلام تكمن هنا.

لا يجب أن ننكر ان التقليد الحرفي للغرب لن يحل المشكلة لأن الغرب عندما حقق نهضته اعتمد على ثقافته المحلية , اليابان بلد بلغ اعلى قمم العلم و الحضارة ولم يفرط في ثقافته و بالتالي نسخ ولصق المناهج لن ينفع, و المشكلة في العالم العربي هي محاولة تديين الثقافة و حتى التخلص منها ان لم توافق الفكر الديني اعتقادا ان كل فكر او قانون او عادة هو نابع من دين آخر فأصبحت بعض المجتمعات العربية لا تعرف هويتها الأصلية -  و تنْكرها أحيانا - بسبب امتداد السلطة المجتمعية لسدنة الدين ، فيجب التصدي لمن يحاول تسويق المقولة التي تشرعن الغاء اللغة الاصلية للبلدان الاسلامية و ثقافتها بالمقولة الزائفة " لقدر عرّبَنا الاسلام".

ان أي تقدم للعالم العربي مرهون بعاملين فصل الدين عن الدولة ويوازيه في وقت واحد نقد الموروث الديني و تصفيته من الخرافات التي اصبحت تسكن عقول الناس التي لا هم لها الا مناقشة أمور الحلال و الحرام و هل عذاب القبر موجود أم لا, ففي الحقيقة توجد فتاوى قبيحة وفي قمة الإهانة والسخرية للدين الحنيف بل هناك خرّافات في الصحيحين جعلت الرسول الكريم سفّاحا و قاتلا، ولم يتحرك أحد من السدنة لتكذيبها لأن تلك الخزعبلات دوّنها معبودهم البخاري في " صحيحه " فالاقتراب منها خط أحمر، ولكن إذا قام أحد بانتقاد البخاري وكتب الموروث الديني سارعوا الى اشهار سيف التكفير و التهديد باستعمال النفوذ لدى سيدهم السلطان .. يجب على المسلم ان يتعلم من غيره و يأخذ بأسباب نجاحه و أن يتخلى عن أوهام العظمة التي ما هي الا هلوسات لا اساس لها, يجب الانطلاق من الصفر و الانطلاق من الواقع وليس من القرن الرابع, يجب على المسلم الذي يتمنى رؤية نهاية للاستبداد في بلدانه أن يدعم مفكريه لا أن يظهر لهم العداء فذلك لا يخدم الا المنتفعين من هذه الأوضاع الكارثية للعالم العربي و الاسلامي.

اجمالي القراءات 8479