رشيد رضا : شخصيته بين النفاق والتعصب

آحمد صبحي منصور في الأحد ٢٣ - أبريل - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

رشيد رضا : شخصيته بين النفاق والتعصب 

كتاب : نشأة  وتطور أديان المسلمين الأرضية

الباب الأول : الأرضية التاريخية عن نشأة وتطور أديان المحمديين الأرضية

الفصل التاسع : إنتشار الوهابية فى دولتها السعودية الراهنة 

رشيد رضا : شخصيته بين النفاق والتعصب 

مقدمة :

1 ـ واقع الأمر أن رشيد رضا كان يريد حماية نفسه وسط عالم متغير ؛ امبراطورية عثمانية تتحلل وتسقط وجماعة تركية متعصبة ( الاتحاد والترقى ) تتولى زمام الأمور ، والشام فى قبضتها ، ودولة أقليمية تأخذ فى التكوين في نجد ( عبد العزيز آل سعود ) وإستعمار انجليزى يمتد من الهند بمسلميها الى مصر والسودان عبر الخليج وإماراته ، واستعمار فرنسى فى تونس والجزائر والمغرب، وآخر إيطالى فى ليبيا ، وثورة عربية كبرى ضد العثمانيين قادها الشريف حسين متحالفا مع انجلترة وفرنسا ، ونفوذ ألمانى يتحرك فى العراق وثورة رشيد الكيلانى هناك ، وحرب عالمية أولى رسمت حدودا جديدة لدول جديدة لم تكن موجودة من قبل فى الرافدين تحت الانتداب الفرنسى والانجليزى، وهزيمة الشريف حسين واستيلاء عبد العزيز آل سعود على الحجاز وتكوين دولة السعودية باسمها الحالى عام 1932 ، وقيام حكم لابناء الشريف حسين فى سوريا والعراق والأردن .

2 ـ لو كان رشيد رضا صاحب سطوة تحميه فى بلده لإختلف الأمر . لو كان شخصا يسير الى جانب الحائط يرفع شعار ( وأنا مالى ) ما تعرض له أحد . لو كان متحررا من الوهابية وعلى الدين المصرى السائد وقتها وهو ( التصوف السنى ) ما خشى من أحد  . ولكنه وهو فى مصر كان يحمل الوهابية فى قلبه وهى التى يكرهها المصريون . لقد تعرض محمد عبده بكل مكانته وجاهه الى إضطهاد فى الأزهر وهو أبرز شيوخ الأزهر ، وتعرض لاضطهاد السراى وهو من أكبر الزعماء السياسيين فى مصر ، وتعرض للنفى من مصر لأنه شارك فى حركة أحمد عرابى . أين رشيد رضا اللاجىء الى مصر من مكانة شيخه محمد عبده ؟.

3 ـ عبقريته السياسية ( اللبنانية ) أن يتلاعب على كل الحبال وأن يكسب من الجميع دون أن يتعرض للإضطهاد الذى هرب منه فى الشام .  لذا عاش حياته فى مصر ينافق ويوافق  ليحمى نفسه فى ظل هذا العالم المتغير بسرعة والمعقّد فى علاقاته . عاش معارضا بعض الوقت منافقا حتى فى غير أوقات العمل الرسمية ، فتمتع بالشهرة على مستوى العالم ( الاسلامى ) وهو فى غير بلده ، بل زار بلده لبنان التى هرب منها من قبل،زارها عزيزا مُكرما . كسب عطف شيخه محمد عبده  فى حياته وورث مكانته  بعد مماته . وكان لابد من استكمال مسيرة النفاق يكتم وهابيته مع الكبار ، بل ويتحالف معهم ينافقهم ويوافقهم ، ثم لا يلبث أن تغلبه وهابيته فيقول ما يثير أصدقاءه عليه . ثم أعلنها فى النهاية بعد أن أصبح عميلا لعبد العزيز بن سعود .

4 ـ عقيدته الوهابية أوقعته فى تقلبات سياسية . تقلباته هذه انتهت بتحالفه مع عبد العزيز . جمعتهما الوهابية ، فلم يعد بحاجة الى النفاق . إنتهى هذا بإخلاصه لعبد العزيز ، فقد وجد كلاهما فى الآخر ما يبغى.  

5 ــ نعطى بعض التفاصيل عن حياته نتابع فيها ما كتبه الشيخ د. أحمد الشرباصى فى بحثه ( رشيد رضا . صاحب المنار ) منشورات المجلس العلى للشئون الاسلامية رقم 58 عام 1970. هذا الكتاب كان بحثا علميا للدكتوراة ، وقد ملأه الباحث مدحا لرشيد رضا ودفاعا عنه ، على عادة الأزهريين فى التطبيل والتهليل لمن يترجمون لهم . وكان لا بد من التحقق مما يقوله الباحث ، وإستنطاق النصوص التى ينقلها ويلوى عنقها. ننقل المعلومات التارخية فى هذا البحث ونربطها ببعضها وبعصرها لنصل الى نتائج تخالف ما قاله الباحث .

أولا : لمحة عن حياة رشيد رضا  

1 ـ مولود فى 23 سبتمبر 1865 فى قرية لبنانية تتبع طرابلس ، وتوفى فى القاهرة فى  22 اغسطس 1935 . تزعم أسرته الانتماء الى الأشراف ، والتفاخر بهذا الزعم ممّا يسىء الى صاحبه إسلاميا ، ويجعله محترفا دينيا . ونلمح هذا الاحتراف الدينى فى سيرة رشيد رضا فى التعليم على يد والده ، ثم فى تعليمه الدينى السنى فى بيئة طرابلس اللبنانية معقل السنيين ، وفى هذا الوقت كان السنيون فى الشام هم الأكثر تأثرا بالوهابية ، لذا تأثر رشيد رضا بالوهابية من نشأته .

2 ـ وظهر هذا فى مؤلفاته بعد موت استاذه الامام محمد عبده ، إذ أظهر عقيدته السنية الوهابية بما يخالف به أستاذه الإمام . فى تفسير المنارــ الذى كتب جزأه الأول محمد عبده حتى  الآية (125) من سورة النساء، وأكمله رشيد رضا حتى سورة يوسف ــ نرى الامام محمد عبده ينفى علم النبى محمد بالغيب وبالتالى ينفى كل الأحاديث التى فيها كلام عن غيبيات المستقبل والساعة والشفاعة وأحوال اليوم الآخر، وأتى رشيد رضا فكتب بعده فى تفسير المنار يثبت الشفاعة وملأ تفسيره بالأحاديث عن الغيبيات . بالتالى فلكل منهما دين خاص لا يلتقيان . وبالتالى أيضا فإن رشيد رضا كان ممّن مرد على النفاق بحيث كتم دينه حتى يستفيد بصحبة شيخه ونفوذه ، ثم فيما بعد ينقلب عليه .

3 ـ حين كان الامام محمد عبده منفيا فى لبنان زار طرابلس فالتقى به رشيد رضا فاكتسب عطف الامام. كان محمد عبده وقتها مأخوذا بفشل ثورة عرابى ، يعيش يلعن السياسة ، ويعايش حُلما جديدا ، هو الاصلاح الدينى والتعليمى . ويأمل أن يكوّن جيلا متعلما مثقفا من الشباب يجاهد فى الاصلاح ، يتبنى الأفكار التى يدعو اليها الامام محمد عبده ، والتى تتناقض مع الوهابية . الخدعة الكبرى أن هذا الوهابى العريق هو الذى إقترب من الامام محمد عبده ، فوجد فيه محمد عبده الشاب الذى يخلفه ويكمل مسيرته . لذا قضى الامام محمد عبد سنوات حياته الأخيرة يكتب فى الاصلاح ومعه مساعده الشاب .

بعد عودة الامام محمد عبده الى مصر لحق به رشيد رضا  فى يناير 1898  فقيرا لايملك شيئا ، ولكن سرعان ما أصدر بعد شهرين مجلة ( المنار ) فى مارس 1898 بموافقة وتعضيد الامام محمد عبده ، وكان فيها باب لتفسير المنار يكتبه الامام .

4 ــ وأسّست جريدة المنار شهرة رشيد رضا فى ربوع العالم الاسلامى من شمال افريقيا الى الهند ، وأصبحت المنار هي المجلة الإسلامية الأولى في العالم الإسلامي . بعد موت الامام محمد عبده بدأ رشيد رضا يحتل مكانته ، فأتته الدعوات لزيارة أقطار مختلفة من الهند الى الخليج والحجاز وسوريا . وقابل الحكام وتعامل مع المشاهير ، وأنشا عام 1912 مدرسة دار الدعوة والإرشاد لتخريج الدعاة  في مقرها في جزيرة الروضة بالقاهرة، وبدأت الدراسة في اليوم التالي للاحتفال،  وواجهته صعوبة التمويل فتوقفت مع بداية الحرب العالمية الأولى .

ثانيا : تعصب رشيد رضا   

1 ـ  جاء رشيد رضا الى القاهرة فقيرا، سكن أولا فى حى شعبى (درب الجماميز ) بالقاهرة ، ثم إنتعشت أحواله فانتقل إلى مسكن بالقرب من " كوبري الملك  الصالح " ،ثم دار في شارع زين العابدين بحي السيدة زينب . واخيرا اشترى بيتا  في شارع ( صفية زغلول الآن ).  وفيها كان المسكن ، والمطبعة ، والمكتب ومخزن الكتب .

2 ــ ويعترف رشيد بأحواله قبل القدوم الى مصر، حيث الذل والفقر ، ثم  يقول : " وأين منهم المقام في مصر التي كانت جديرة بان يحسدها الملوك والأمراء في كل قطر : أمان واطمئنان ، وسعة في الرزق ، وجميع مرافق الحياة " ويقول : " إنني لم أكن أستطيع وانا في وطني الأول ( لبنان ) أن أقول الحق ،ولا أن أكتبه ، ولا ان اخدم الملة والأمة بما خدمتها به في مصر ، وانا اعتقد أن هذه الخدمة فرض علي ، وقد آذتني الحكومة الحميدية  ( التركية العثمانية فى عهد السلطان عبد الحميد ) علي في اهلي ومالي وانا بعيد عن سلطتها ، ولو قدرت علي لما اكتفت بمنعي من هذه الخدمة ، بل لنكلت بي تنكيلا " .   

3 ـ ولكن عقيدته الوهابية السنية أسفرت عن وجهها فى كتاباته بعد موت الامام محمد عبده. وفى علاقاته بالمصريين وغيرهم .

3 / 1 : تبدو عقيدته الوهابية فى كراهيته للأقباط المصريين . جاء الى مصر مهاجرا فتعامل بكراهية ــ وهابية ــ مع الأقباط وهم (أصل مصر ) . تصدى للاقباط المصريين ومطالبهم وأخذ يرد على عقائدهم ، وأخذ يهاجم ما زعمه بالتحالف بين الأقباط والانجليز . وهو الذى كان عميلا سريا للإنجليز ـ كما سيظهر فيما بعد . وجمع رشيد مقالاته في كتاب خاص أسماه "المسلمون والقبط".

3 / 2 : هجومه على الأقباط جعلهم مع الليبراليين المصريين يهاجمونه ردا على عدوانه عليهم. وكان من أبرز صحفهم ومجلاتهم التي هاجمت رشيدًا بقوة "مجلة الشرق اليسوعية . وفي أغسطس سنة 1907 يذكر رشيد  فى جريدة ( المنار) أن ابراهيم المويلحي كتب في جريدة : "المؤيد "   يقول عن رشيد انه جاء مصر فقيراً ، ثم بعد ان صار غنياً طعن على اهلها ، ويذكر رشيد أيضا انه لم يرد على المويلحي حينئذ ، لأن الحملة كانت من صحف : المؤيد ، واللواء ، والجوائب ، وجرائد اخرى .  ) ويرد رشيد رضا يزعم أنه لم يرد عليهم لأن المقصود بالهجوم هو الامام محمد عبده . وهذا تزوير فادح فاضح ، فالامام محمد عبده هو شيخ الليبرالية فى مصر ، وهو عدو الدولة الدينية الذى يؤمن بالفصل بين الدين والسياسة فكيف يهاجمه أبناؤه الليبراليون ؟ ثم إن الهجوم هنا شخصى على رشيد رضا الذى جاء لمصر فآمنته مصر من خوف وأطعمته من جوع فكان أن ردّ الجميل بالتى هى أسوأ . هذا هو رشيد رضا وليس هو محمد عبده .

3 / 3  ـ وتبدو عقيدته الوهابية فى هجومه على المصريين ، فى قوله لصديقه الشنقيطى : " إنني أنكرت نفسي في مصر ، فإن كثرة رؤيتي  للمنكرات فيها ، ككشف العورات في الحمامات ، وشرب الخمر على  أفاريز الطرقات ، وكثرة سماعي لقول السوء ، خفف استبشاع ذلك في نفسي ، وضعف كره أصحابه والنفور منهم ، فإنني كنت في بلدي القلمون المجاورة لطرابلس الشام  إذا سمعت بأن رجلا ارتكب فاحشة لا يستطيع النظر إليه ولا الحديث معه " . هنا كراهية وهابية لشخص الذى يرتكب المعصية . وهذه الكراهية الشخصية للعاصى والابرؤ منه تخالف الاسلام ، فالنبى محمد عليه السلام كان مأمورا أن يتبرأ من عصيان أصحابه وليس منهم هم:( وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ)

( 215 : 216 الشعراء   )

3 / 4 ـ تبدو عقيدته الوهابية فى هجومه على الحكومة المصرية ووصفها بأنها حكومة صورية لأنها لا تقف ضد الانجليز فى السماح بالتبشير بالمسيحية فى مصر . ناسيا قوة التبشير فى لبنان وسوريا وعدم وقوفه ضد هذا التبشير هناك ، وناسيا أن الليبرالية المصرية كانت تسمح بهذا وقتئذ ، وأن الليبرالية الغربية كانت ـ ولا تزال ـ تسمح للمسلمين  بالتبشير بدينهم فى الغرب . ومبدأ الحرية الدينية المطلقة من أُسُس الاسلام .

4 ـ وبعض أصدقاء رشيد رضا إنفضوا عنه وهاجموه ،

4 / 1 : سافر رشيد الى عُمان والكويت عام 1330هـ/1913م ، وقال فى المنار تحت عنوان (رحلتنا الهندية العربية   :شكر علني لأهل عمان والكويت ) : ( شكرنا في الجزأين الأول والثاني لإخواننا مسلمي الهند حفاوتهم بنا وحسن ضيافتنا، ووعدنا بأن نشكر مثل هذه الحفاوة لإخواننا العرب الكرام في مسقط والكويت والعراق، وقضتْ كثرة المواد التي لا يمكن تأخيرها أن نرجئ الوفاء بهذا الوعد إلى هذا الجزء .) وتحدث بإسهاب عن الحفاوة الى إستقبله بها أمير الكويت وأهل الكويت وأهل عُمان .

ولكنه لم يذكر ما حدث فيما بعد حين اصدر علماء الكويت فتوى بتكفيره، وحاول أحدهم قتله فى السنة التى زار فيها الكويت . (جلال كشك :  السعوديون والحل الاسلامى 271 ، 306 ).

4 / 2 : كان من أصدقاء رشيد رضا الشيخ الأزهرى ( يوسف الدجوي ) ت 1946 ، عضو هيئة كبار العلماء ، وهو من الشيوخ المحافظين خصوم الوهابية ، وهو صاحب ( رسائل السلام ) .  وقد هاجم الشيخ على عبد الرازق فى كتابه  ( الرد على كتاب الاسلام وأصول الحكم ) .

عندما أظهر رشيد رضا وهابيته وتحالف مع ابن سعود أرسل اليه الدجوى رسالة بتاريخ يوم الثلاثاء  8 سبتمبر سنة 1931 ، يقول فيها : (لتعلم يا شيخ رشيد (فيما بيني وبينك ) أني اعلم من سخافات المنار ، وتفسير المنار ، ومن خرق الاجماع ، وتأييد الابتداع ، بل من  كفريات المنار وتفسير المنار ، ما يربو على كفريات أبي زيد الذي هو غرس يدك ، وثمرة شجرتك ، وما أخذ أسسه إلا منك ، خصوصا تفسير سورة البقرة والنساء . ولا عبرة بكثرة الكلام ، وطيش الأقلام وإنما العبرة بالمنطق الصحيح، والتحليل  البالغ ،والتفكير العميق ، وقد رأيت أن أتغافل عما كتبت  في منارك هذه المرة ، علما بعذرك من ، ومن ، ومن .واستبق من لم ترد قطيعته واستره مادام عنك مستترا. وما حملني على لإطالة في الرد على الوهابيين إلا جهالة جهلائهم ، وسفاهة سفهائهم ، وقد قالوا قديما : عدو عاقل خير من صديق جاهل .وما عجبت لشيء عجبي لقراء المنار التي يكفرهم صاحبه  ، ويستحل دماءهم وأموالهم ، ويعتقد أنه يتقرب بذلك إلى الله  لو قدر على ذلك ، كإخوانه الوهابيين ، ولا ادل على ذلك من نشره تلك الكتب المعروفة التي يحبثها ، ويقول بما فيها ، خصوصا ( تطهير الاعتقاد ) الذي نشره مستقلا بعد أن نشره في المنار . وبعد فإني أعرف  من تناقضك وتلونك وتاريخك ما لا تعرفه من نفسك ( وقلما يعرف انسان ما يكون طبيعيا فيه ) . فاتق الله يا شيخ رشيد ، ورزقك الله الرشد ، ( ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم  إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما ) .واقبل فائق احترامي وخالص تحياتي . صديقك القديم : يوسف الدجوي . من هيئة كبار العلماء ") .

جدير بالذكر أن :

1 ـ  د. الشرباصى صاحب كتاب رشيد رضا ، يقول فى صفحة 204 عن هذه الرسالة  : ( رسالة خطية وفقت للعثور عليها ، وهي من الشيخ يوسف الدجوي ، ولم تنشر ، وقد احتفظ رشيد بالرسالة وغلافها ، وكتب عليها ما يلي : " يحفظ من الشيخ يوسف الدجوي 14 سبتمبر سنة 1931 ، فيه من الشتائم والسفه والتقرير ولم يكن يظن بانتهاء جهله وغروره إليه " .) أى إن رشيد رضا رفض نشر هذه الرسالة على غير عادته .

2 ـ أعتقد أن السبب فى عدم نشر رشيد رضا لهذه الرسالة هى قول الدجوى : (وما عجبت لشيء عجبي لقراء المنار التي يكفرهم صاحبه  ، ويستحل دماءهم وأموالهم ، ويعتقد أنه يتقرب بذلك إلى الله  لو قدر على ذلك ، كإخوانه الوهابيين . ). والمعنى أن عبد العزيز آل سعود يستحل بدينه الوهابى من ليس وهابيا ويعتبر قتلهم وقتالهم قربة يتقرب بها الى الله جل وعلا . أى يستحل دماء من يقرأ المنار ، وهم جمهور عريض ليس كله وهابيا . نشر هذه العبارة تضع رشيد رضا فى مأزق مع قُرّاء المنار .

3 ـ إنقلبت صداقة الدجوى برشيد رضا الى خصومة ومقالات وملاسنات فى مجلات  الأزهر والمنار . وللشيخ الدجوى كتاب يهاجم فيه رشيد رضا هو : (  صواعق من نار فى الرد على صاحب المنار  ).

اجمالي القراءات 7409