طبيعة الأديان الأرضية المتعارضة للمسلمين فى العصر الاموي

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ١٥ - فبراير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

طبيعة الأديان الأرضية المتعارضة للمسلمين فى العصر الاموي

كتاب :  نشأة وتطور أديان المسلمين الأرضية

الباب الأول : الأرضية التاريخية لنشأة وتطور أديان المحمديين الأرضية

الفصل الثالث : إكتمال التناقض بين الاسلام والمسلمين في الدولة الاموية

               (41-132هـ) (661  -750)م

طبيعة الأديان الأرضية المتعارضة للمسلمين فى العصر الاموي

التطرف فى الزعم وفى التطبيق

1 ـ شهد العصر الاموي تطرفا نوعيا في بعض الآراء الدينية لتلك الأديان الأرضية الي درجة ان الشيعة السبئية قبل العصر الأموى بادرت بتقديس (علي ) في حياته مما اضطره لأحراقهم ، كما ان الخوارج في تطرفهم في تكفير كل المسلمين المخالفين قرنوا القول بالعمل فكانوا يستحلون دماء مخالفيهم حتى من المسالمين الذين لا شأن لهم بالحرب أو السياسة .

2 ـ الامويون بدورهم اسرفوا في انتهاك حرمة البيت الحرام وقتل أهل المدينة وسائر الرموز المتصلة بالنبى محمد وأسرته وأهله وأصحابه ، وتعدى الأمر الى القتل بمجرد الشبهة مثلما كان يفعل الحجاج وغيره ، ونسبوا جرائمهم الى الله تعالى وارادته وقضائه وقدره ومشيئته.

البساطة وعدم التأصيل الفكرى :

1 ـ ومع وجود هذا التطرف بالرأي والسلوك فى الصراع السياسي بين تلك الأديان الأرضية الا انها ظلت فى مرحلة البساطة ، فلم تتح لها الفرصة الكافية للاكتمال نظرا لأن الأمويين كانوا عربا إنحصرت إهتماماتهم فى القبائل العربية مع إحتقار غير العرب ، وغير العرب هم أهل حضارة وتدوين وثقافة . لذا إزدهر الشعر وتضاءل العلم الدينى ليصبح مجرد جلسات للسمر تجتر روايات شفهية فى التاريخ وأحاديث منسوبة للنبى وايام العرب ووقائعهم . والخلفاء الأمويون الذىن أقاموا الدولة ووطدوها ( معاوية ، مروان بن الحكم ، وعبد الملك بن مروان ) لم يكن لديهم وقت فراغ للإهتمام بالعلم ـ مع إفتراض الرغبة فيه . والخلفاء اللاحقون أمضوا وقت فراغهم فى المجون ، ثم هذا الانغماس الأموى في الفتوحات فى الشرق الآسيوى وضد البيزنطيين وفى مواجهة الثورات الداخلية التى قام بها الشيعة والعلويون والموالى والأقباط والبربر والخوارج ، بالاضافة الى الصراعات بين القبائل والتى أسهم فيها الأمويون بسبب نشرهم التعصب القبلى ، وسنعرض له لاحقا . لم تعرف الدولة الأموية هدنة . إمتلأ تاريخها القصير بحمامات الدم .  

2 ـ قصر عمر الدولة الاموية الملئ بالاحداث الهائلة الداخلية والخارجية وثقافتها العربية البدوية حال دون اكتمال الحركة العلمية الفكرية في العصر الاموي .ولذلك لم يكن هناك وقت للتأصيل الفكري لتلك الأديان فظلت فى دائرة التعبير العنيف عن الصراع الحربى والسياسى بين الدولة الأموية وخصومها، دون تدوين منظم بعقائد وطقوس ورسوم دينية .

3 ـ وهكذا ، ففى العصر الأموى كان التدين بسيطا اقتصر علي تغليف السلوكيات القائمة فعلا برأي ديني ، فالقتل تحول الي تكفير فاستحلال ،أي كان التدين في بساطته يعتبر وسيلة لتبرير الرأى السياسي مثلا ولم يكن هدفا قائما في حد ذاته. أما  في العصر العباسي فقد اكتملت ـ مثلا ـ طقوس التشيع و مراسيمة الدينية ، واصبح السعي السياسي لأقامة دولة شيعية نابعا من ذلك التدين الشيعي المكتمل بعقائده وجدلياته واركانه ورسومه وطوائفه .

بداية التشريع الفقهى للدين السنى فى العصر الأموى

1 ـ  إلا إن الأخطر فى موضوع الأديان الأرضية للمسلمين فى العصر الأموى أنه دارت حولها البدايات الشفهية للحركة العلمية التى قام على أساسها التشريع الفقهى لأشهر الأديان الأرضية للمسلمين. من خلالها نشأ ما أصبح فيما بعد يعرف باسم علم الحديث أو الأقوال المنسوبة للنبى محمد ، وعلم التفسير بالمأثور أو التفسيرات القرآنية المنسوبة للنبى محمد. هى كلها إفرازات لدين أرضى ينسب نفسه زورا وبهتانا للوحى الالهى ، ولكنها أخذت تتحدث فى الأمور المعيشية وتضع أحكاما شرعية لها ، وحتى تحظى هذه الآراء البشرية بالتصديق وحتى لا تتعرض للاعتراض والنقد فقد نسبها قائلوها للنبى محمد وجعلوها وحيا سماويا. وكانت تلك هى البداية الشفهية لانشاء تشريع لدين أرضى، أمكن له التسجيل والتدوين فى العصر العباسى تحت إسم السنة.

2 ـ وإنقسم هذا التشريع السنى الى مدارس مختلفة فى العصر العباسى ، بقى منها حتى الآن ما يعرف بالمذاهب الأربعة أو المدارس الفقهية السنية الأربعة ، وهى المالكية نسبة للامام مالك بن أنس فى المدينة ، والحنفية نسبة للامام أبى حنيفة فى العراق ، والشافعية نسبة للامام الشافعى فى العراق ومصر ، ثم الحنبلية نسبة للامام أحمد بن حنبل، وهى أكثر تلك المدارس تزمتا. والوهابية فى عصرنا هى آخر تجليات الفقه الحنبلى وأكثر تياراته تزمتا وتعصبا.

3 ـ هذا الدين السُّنّى ( بالذات ) وفقهه التشريعى وأحاديثه المبنية على الإفتراء هو الذى أجهض الحركة العلمية الحقيقية ( فلسفة ، طب ، كيمياء ، موسيقى ، هندسة ، جبر ..الخ ) والتى قامت على أكتاف ( الموالى ) ، بدأت بالترجمة عن اليونان ثم إستقلت تتكلم بالعربية ، وإزدهرت فى وقت قصير ثم قضى عليها الحنابلة السنيون فى العصر العباسى الثانى .

أثر الغزو العربى فى الحركة الفكرية الدينية

1 ـ الغزو العربى وتكوين امبراطورية عربية تحمل اسم الاسلام ، هو المفتاح لفهم الخلفية التاريخية لذلك الدين السنى وتراثه الفقهى.

2 ـ انشغل العرب بالفتوحات والنزاع السياسى والعسكري خلال فترتى الراشدين والأمويين ، ولم يكونوا فى الأصل أصحاب حضارة سابقة أو من الأمم ذات الشهرة فى الكتابة والتدوين. كانت الأمم المفتوحة ذات ارث حضارى متصل ومكتوب، وقد تعامل العرب معهم فى الدولة الأموية على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية ، فكان لقبهم السائد ( موالى ) أى الأتباع والخدم والعبيد سواء منهم من كان رقيقا أو كان حرا فى بلاده، اذ كان يدفع الجزية حتى لو أسلم.

3 ـ فى وقت انشغال العرب بالفتوحات والفتن والحروب الأهلية والفتن والمكائد السياسية نشأ جيل جديد من الموالى خدم كبار الصحابة ونقل حكاياتهم ، وكانت لهم خلفية علمية لم تكن موجودة لدى العرب ، وكان العلم سبيلهم فى التميز الاجتماعى فى مواجهة أسيادهم العرب، كما كانت المبالغة فى  التدين وترك الدنيا بدعوى الزهد  طريقة بعضهم فى المزايدة الدينية على العرب المسلمين الذين تنازعوا وسفكوا ـ فى سبيل حطام الدنيا ـ الدماء البريئة التى حرمها الله تعالى. 

4 ــ أولئك الموالى وأبناؤهم كانوا قادة الحركة العلمية فى العصر الأموى، خصوصا بعد موت المتأخرين من الصحابة ، والذين كانوا أطفالا وصبية صغارا فى حياة النبى محمد ، مثل خادم النبى الصحابى أنس بن مالك الذى توفى بالبصرة سنة 92 عن عمر يناهز 99 عاما،وهو آخر من توفى من الصحابة بالبصرة ، وعبد الله بن أوفى ت 86 وعبد الله بن الزبير 73 وابن عمرو 65  وابن عمر 74 وابن عباس 68 . جاء بعدهم من خدمهم من الموالى مثل سالم مولى عبد الله بن عمر 106، و عكرمة مولى ابن عباس الذى اخترع حديث الردة،أو قتل المرتد القائل : (من بدّل دينه فاقتلوه ) والتفاصيل فى كتابنا : حد الردة.

5 ــ ينقل المؤرخ إبن الجوزى عن الراوية عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قوله  لما مات العبادلة " عبد الله بن عمر وعبدالله بن عمرو و عبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير" صار الفقه فى جميع البلاد الى الموالى ، فكان فقيه أهل مكة عطاء بن رباح ، وفقيه أهل اليمن طاووس ، وفقيه أهل اليمامة يحيى بن كثير ، وفقيه أهل البصرة الحسن البصرى ، وفقيه أهل الشام مكحول ، وفقيه أهل خراسان عطاء الخراسانى ، إلا المدينة فان الله تعالى خصّها بقرشى فكان فقيه أهل المدينة سعيد بن المسيب غير مدافع ) ( تاريخ المنتظم 6 : 319 ـ 320 ).

6 ــ هذه الرواية تجاهلت مشاهير الفقهاء من الموالى  مثل سعيد بن جبير  ت 95 والشعبى  ت 104 و مجاهد بن جبر 104 وابن سيرين 110  ومالك بن دينار 130 وكلهم من العراق ، كما أنها تجاهلت مصر تماما ، و قد قاد الحركة الفقهية فيها بعد سالم مولى ابن عمرو فقيه مشهور من الموالى هو الليث بن سعد المتوفى 175 وكان مولى لخالد الفهمى ، وكان الليث معاصرا لأبى حنيفة فى العراق وأستاذا لمالك بن أنس فى المدينة. وعن مدرسة المدينة فقد كان فقيهها سعيد بن المسيب الذى ولد بعد سنتين من مقتل عمر بن الخطاب ، ثم عاش ليدرك الدولة الأموية معارضا سلميا لها الى أن مات فى خلافة الوليد بن عبد الملك سنة 94 ، وكان من أشهر تلامذته الزهرى  ت  124، والذى زعم الامام مالك بن أنس ت 179 الرواية عنه  . كما أن مالك بن أنس كان أستاذه فى المدينة مولى وكان أعرف بالفقه والعلم منه ، إذ جمع بين الرأى ـ أى الاجتهاد العقلى ـ  والحديث،  إنه فروخ ، أو ربيعة الرأى المتوفى سنة 136 . إلا أن العصبية العربية أشهرت مالك وتجاهلت فروخ ، أو ربيعة الرأى الذى كان أستاذا أيضا لأبى حنيفة فى مدرسة الرأى والاجتهاد.

ابن الجوزى نقل الرواية السابقة عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم المتوفى سنة 182 ، أى كان معاصرا لأولئك الأعلام ولكن تجاهلهم. وقد يكون هذا التجاهل مبعثه اختلاف الرأى أو الحسد ، إذ لم تبلغ شهرة إبن أسلم أو علمه مبلغ أولئك الأعلام.

7 ــ المسكوت عنه هنا أن معظم هؤلاء الأعلام من الفقهاء لم يكونوا فقهاء بالمعنى العلمى ، بل كانوا وُعّاظا يفترون أحاديث ينسبونها للنبى وينشرونها بعد وفاته بعشرات القرون ، ويكتسبون بها جاها بين الناس وزعامة بينهم ، خصوصا مع إحترافهم الزهد عن الدنيا مقابل الأمويين الذى إحترفوا الاقتتال وسفد الدماء طمعا فى الدنيا .

على عتبة العصر العباسى

1 ـ جاء العباسيون للحكم بسيوف الفرس المسلمين من أتباع أبى مسلم الخراسانى ومساعدة من قبائل العرب القحطانية ، فتحولت الكفة الراجحة للموالى فتطرف بعضهم الى درجة الشعوبية ، أى التعصب للقومية الفارسية وانتقاص العرب، بل والطعن فى الاسلام . وبعضهم اشتهر بالالحاد والزندقة التى كانت (موضة) المثقفين وكتبة الدواوين العباسية،   ولا بأس بها لدى الخلافة العباسية طالما يظل ولاء الزنديق للدولة العباسية، فاذا كان متهما فى ولائه عوجل بتهمة الزندقة وقتلته الدولة بحد الردة حتى لو كان مسلما ورعا أو شريفا علويا. كانت هذه وظيفة حد الردة الذى اخترعوه لقتل خصوم الدولة باسم الشرع، على نحو ما أوضحنا فى كتب ( حد الردة ) و( الحسبة ) وغيرها.

2 ـ واذا كان العصر الأموى قد شهد بداية الحركة العلمية فى بساطتها وسذاجتها و شفهيتها فان العصر العباسى الأول هو الذى شهد ازدهارها وتدوينها وتشعبها وتنوعها وتعقيدها من العمومية الى التخصص ومن الرواية الشفهية الى التدوين والتسجيل والنسخ والكتابة  .

وبدا واضحا أن الحضارات السابقة فى الرافدين والنيل قد تم بعثها وتلقيحها برؤي تنسب نفسها الى الاسلام وتنطق بالعربية تعبر بها عن ثقافة عباسية جمعت بين ثقافات الشعوب الخاضعة للعباسيين ـ بقدر ما تناقضت مع جوهر الاسلام ، خصوصا فى البيئات النهرية الحضارية فى مصر والرافدين .

3 ـ وكان لهذا التطور تأثيره فى الجزيرة العربية الموطن الأول للرسالة الاسلامية الخاتمة.وظهر هذا التأثير فى المدرسة العلمية للمدينة التى أنجبت الامام مالك فى النهاية وكتابه الأشهر ( الموطأ ) أقدم كتاب فى الفقه السنى .تلك المدرسة هى التى بدأت بإختراع الأحاديث ونسبتها للنبى محمد بعد موته، مما أرسى دعائم التشريع للدين الأرضى السنى فيما بعد.

4 ــ لقد تعقدت الحياة فى العصر العباسى فى بيئات الأنهار مثل العراق والشام ومصر ، بل ان دخول أبناء الأمم المفتوحة ــــ أو الموالى ــــ فى الاسلام ومعيشة بعضهم فى الجزيرة العربية جعل الحياة الصحراوية البسيطة فى مكة والمدينة أكثر تطورا. والبيئات الصحراوية بالذات منغلقة رتيبة الحركة تعيش على التقليد وتنأى عن التطور، والمدينة ومكة كانتا معا أهم الحواضر فى صحراء الجزيرة العربية. وبينما ظلت أهمية مكة سارية بالمسجد الحرام وظلت علاقتها بالتطور متجددة بالحج والعمرة فان المدينة لم تعد عاصمة المسلمين بعد مقتل عثمان ، اذ تحولت العاصمة الى الكوفة ثم دمشق ، ثم بغداد ، وأنحسرت عن المدينة الأضواء وتحول المال والقوة والاهتمام والحركة وصنع التاريخ الى العراق والشام ومصر. ولم يعد للمدينة الا أن تعيش على ماضيها حين كانت عاصمة النبى محمد ومركز القوة والسيطرة فى عهد الخلفاء ( الراشدين ) وكبار الصحابة. من هنا تخصصت المدينة فى (حكى ) أو رواية تاريخ النبوة شفهيا،اذ هو تاريخ الآباء والأجداد لمن عاش من ذرية الصحابة فى المدينة فى العصر العباسى. ثم إنتقلت من رواية سيرة النبى محمد الى إختراع أحاديث منسوبة له ، أى إنتقلت من التأريخ الى التشريع وتأسيس دين أرضى حمل فيما بعد إسم السنة.

5 ــ ولأنها بيئة ماضوية تعيش على الماضى المجيد وتنسب نفسها للنبى محمد وعصره فقد واجهتها مشكلة التأقلم مع التطورات الجديدة الآتية من البيئات النهرية ذات الحضارة القديمة من مصر والعراق وفارس والشام. لم يكن متاحا الاجتهاد العقلى الصريح لأن البيئة تنكره وتنتصر للتقليد والاحتكام للماضى. كان المتاح هو إعطاء رأى عقلى بالاجتهاد وتغطية ذلك الاجتهاد بنسبة ذلك الرأى للنبى محمد عليه السلام أو لكبار الصحابة أو لما كان يعرف بعمل أهل المدينة. أى ما تعود أهل المدينة على عمله بالتوارث من عهد النبوة. وهكذا يقول أحدهم رأيا فلا يجرؤ على نسبته لنفسه ، خشية السخط عليه فيسارع بنسبته للنبى أو لأحد كبار الصحابة.

هذا هو منهج الامام مالك الذى منع الاجتهاد العقلى أو (أن يقول أحد فى الاسلام برأيه ) اكتفاء بالحديث، وتلك مدرسة الحديث الحجازية التى واجهت مدرسة الرأى والاجتهاد العقلى فى العراق التى أنشأها أبوحنيفة .

6 ـ ثم ما لبث الحديث أن تسيد العراق والشرق الآسيوى فى العصر العباسى . بدأ هذا بالتطور الذى أحدثه فيها الشافعى 204  ت الذى أسّس الدين السنى ، وضع تشريعاته فى كتاب (الأم )ووضع منهاجه فى كتابه ( الرسالة ) . ولكن الظروف السياسية والحربية هى التى أحدثت هذا التطور . إذ أنه بقمع الثورات الفارسية المسلحة فى الشرق الآسيوى ركن أحبار المزدكية والزردشتية الى الى المقاومة السلمية ، فتكاثر منهم علماء الحديث ، وهو العلم الذى كانت ترعاه الخلافة العباسية وتستخدمه فى دعوتها وسلطانها . ومن المفارقات التاريخية أنه بالقضاء على آخر الحركات الفارسية المسلحة دخل الفّرس المثقفون فى دين الحديث والسًّنّة أفواجا ، وحملوا ( ولاءا ) عربيا ، أى يكون بالولاء تابعا لإحدى القبائل العربية . وبهذا شهد العصر العباسى الثانى نبوغ مدرسة الحنابلة نسبة للفقية الفارسى الأصل أحمد بن حنبل ، وإشتهر معه البخارى ومسلم وابن ماجه والحاكم النيسابورى والترمذى والنسائى ..الخ . وبهم تأسس الدين السُنى بفرعيه الفقه والحديث . وأصبح فيه أحبار الفُرس آلهة الدين الجديد .    

بهذا نتأهل لدخول العصر العباسى . عصر تطور الديانات الأرضية .

اجمالي القراءات 7096