النبى محمد فى حوار مع ال (سى إن إن ): ابراهيم باحثا عن الهداية

آحمد صبحي منصور في السبت ٢١ - يناير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

النبى محمد فى حوار مع ال (سى إن إن ): ابراهيم باحثا عن الهداية    

قال المذيع :  كيف بدأ إبراهيم بحثه عن الهداية ؟   

قال النبى محمد عليه السلام  : الأساس أن قومه كانوا يعبدون الله جل وعلا ولكن يعبدون أيضا أولياء واصناما يقيمون لها العياد الموالد    

قال المذيع : كما يحدث عند المحمديين الآن .   

قال النبى محمد عليه السلام   :  نعم ، كما يحدث عند المحمديين الآن . ابراهيم عليه السلام إتخذ من إيمانه بالخالق جل وعلا طريقه للهداية . منذ تشكّل الوعى العقلى عنده بدأ يتساءل متفكرا  ، هل الخالق جل وعلا يحتاج الى وجود آلهة أخرى معه ؟ يبدو أن عقله المتمرد على ما وجد عليه آباءه لم يقتنع من البداية بتقديس أحجار منحوتة ، رآهم ينحتون حجارة ثم يصنعون منها (آلهة)،كان أمرا مثيرا للسخرية ، يصنعون شيئا من الحجارة ثم يجعلونه إلاها .

قال المذيع :   كان أمرا مثيرا للسخرية ولا يزال حتى الآن ، فالمحمديون يصنعون شيئا من الحجارة قبورا ثم يقدسونها ويطلبون منها المدد !.

 قال النبى محمد عليه السلام  :  نعم . ظهر هذا فى قول ابراهيم عليه السلام لقومه : ( أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) الصافات ) . ورآهم يخلقون الأكاذيب عن قدرة هذه الأوثان ثم يصدقونها ، قال لهم :( إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً )(17) العنكبوت )،  أى يخلقون آلهتهم ويخلقون لها اساطير عن قدرتهم وتصريفهم المزعوم فى الناس .

قال المذيع :المحمديون يحتاجون الى من يقول لهم لهم مقالة ابراهيم عليه السلام:( أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ)( إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً ) . ولكن هل كانت الآلهة الحجرية وحدها هى التى يعبدها قوم ابراهيم ؟

قال النبى محمد عليه السلام : كان قومه يعبدون أيضا الشمس والقمر والنجوم ، ويبدو أنه كانت لها هيبة عندهم ولا تحتاج الى تمثلها فى أحجار . ولهذا بدأ ابراهيم مبكرا يتساءل عن تقديس وعبادة هذه الأجرام السماوية .  ظل ليلة فى تفكير فى هذا.قال عنه جل وعلا :( وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنْ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنْ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ (79) الانعام ). رأى الأجرام السماوية تظهر وتغيب وتأفل ،فأيقن أنها لا تصلح أن تكون آلهة مع الله جل وعلا ، فالله جل وعلا هو الذى يسيرها والمتحكم فيها ، وهو جل وعلا الذى لا يغيب ، لذلك وجّه وجهه للخالق جل وعلا الذى فطر السماوات والأرض حنيفيا لربه لا يشرك به شيئا .

قال المذيع : ولكن هذا التفكير أكبر من المرحلة العُمرية التى كان فيها ابراهيم    

قال النبى محمد عليه السلام : الهداية أو التعقل لا يرتبط بالعُمر ، فأكثرية الضالين عاشوا فى الضلال وإستمروا فيه الى أرذل العمر وحتى الموت . بل يرتبط التفكير المتمرد مع بداية النضوج العقلى للفرد.

قال المذيع : ماذا عن ابراهيم بالذات ؟   

قال النبى محمد عليه السلام  :  هذا التمرد مع ابراهيم فى بداية تفتّحه العقلى تركّز على الدين باحثا عن الحق . والعادة أن من يبحث عن الهداية يهده الله جل وعلا ويزده هدى ، قال جل وعلا : ( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ (17)محمد  ) (  وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَرَدّاً (76) مريم ) فما بالك بالذى يجاهد بحثا عن الهداية، قال جل وعلا:( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69) العنكبوت  )

قال المذيع :  نريد دليلا يخص ابراهيم بالذات   

قال النبى محمد عليه السلام: فى تساؤلاته عن الأجرام السماوية  قال ( لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنْ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) الانعام )، أى كان يبحث عن الهداية مستعينا بربه جل وعلا .

قال المذيع : هل من الممكن أن يكون قوله (  لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنْ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) الانعام) لا يعنى الضلال الدينى والكفر والشرك ولكن يعنى الضلال فى الطريق ، كمن يسير فى طريق قاصدا مكانا بعينه ثم يضل الطريق ؟    

قال النبى محمد عليه السلام  : الدين والطريق والصراط والسبيل بمعنى واحد . قد يكون الدين حسيا ماديا أى الطريق الذى يمشى فيه الناس ، ومنه قوله جل وعلا : ( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122) التوبة )

قال المذيع :  يعنى أنه ليس المراد السفر للتفقه فى العلم كما يُقال ؟  

قال النبى محمد عليه السلام   : كلمة الفقه بالمعنى الشرعى لا توجد فى القرآن . التفقه هو البحث والاكتشاف . وهل يُعقل أن تنزل هذه الآية فى المدينة تدعو طائفة من المؤمنين للسفر خارجها للتفقه فى الدين وتترك رسول الله فى المدينة ؟ وأين كانوا سيذهبون للتفقه فى الدين خارج المدينة ؟

قال المذيع : إذن فما هو المقصود من آية :( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122) التوبة )

 قال النبى محمد عليه السلام : نزلت فى سياق القتال فى سبيل الله جل وعلا ، إقرأ ما قبلها وما بعدها ، قال جل وعلا : (مَا كَانَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَطَئُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (120) وَلا يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وَادِياً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمْ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (121) وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنْ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (123) التوبة )

 قال المذيع :   إذن فما هو المعنى ؟

قال النبى محمد عليه السلام : الكلام هنا عن الطريق المادى الحسّى الذى يسير فيه طائفة من المقاتلين المؤمنين طليعة للجيش تكتشف الطريق ثم تعود للقوم تخبرهم .

 قال المذيع :  هذا عن الدين أو الطريق بالمعنى الحسّى المادّى ، فماذا عنه معنويا ؟

قال النبى محمد عليه السلام :   يكون (الدين / السبيل / الصراط ) معنويا فيما يخص العلاقة بالله جل وعلا ، هل هو الاسلام الصراط المستقيم أم طرق وسُبُل مختلفة متفرقة ، قال جل وعلا : (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) الانعام  ).

قال المذيع :  أى إن المناقض للهداية هو الضلال فى الدين

قال النبى محمد عليه السلام : نعم ، ولهذا ففى الفاتحة ندعو الله جل وعلا أن يهدينا الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله جل وعلا عليهم غير المغضوب عليهم وغير ( الضالين ) .

قال المذيع :  وماذا أيضا

قال النبى محمد عليه السلام  :وتأتى الهداية نقيضا للضلال ، أمرنى ربى  جل وعلا أن أقول : ( قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَا أَنَا مِنْ الْمُهْتَدِينَ (56) ) الانعام ). ويكفى ما قاله ابراهيم عليه السلام : (لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنْ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) الانعام )، فهنا التناقض بين الهداية والضلال .

قال المذيع :  فماذا عن ابراهيم فى هذه القضية   

قال النبى محمد عليه السلام  : قال ابراهيم عن أبيه : ( وَاغْفِرْ لأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنْ الضَّالِّينَ (86) الشعراء ). وابوه كان كافرا ضالا مشركا بالله جل وعلا . وكان يأمل فى أن يغفر الله جل وعلا فلما تبين له أنه عدو لله جل وعلا ابرّأ منه ، قال الله جل وعلا : (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113) وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114) التوبة )

 قال المذيع : إذن بحث ابراهيم عن الهداية فهداه الله جل وعلا .

قال النبى محمد عليه السلام : كان فتى فى مقتبل العمر،قال جل وعلا عنه :(وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ )(51) الأنبياء). وحين كسّر الأصنام وسأل الملأ من قومه عن الفاعل قيل لهم : ( سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) الأنبياء ). أى لم يكن معروفا مشهورا وقتها ، مجرد فتى يُقال له ابراهيم .!

قال المذيع : يبقى سؤال مهم جدا . متى َأصبح هذا الفتى ابراهيم نببا مُرسلا ؟    

قال النبى محمد عليه السلام  : نتدبر قوله جل وعلا : (وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ (51) الأنبياء ) ، بحث عن الهداية مبكرا فآتاه ربه جل وعلا الرشد مبكرا ، قال جل وعلا : ( وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ ) أى كان رب العزة جل وعلا عالما به وبأنه مؤهل للرسالة ، والله جل وعلا هو الأعلم حيث يجعل رسالته :( اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ )(124) الانعام )

قال المذيع : متى بدأ دعوته ؟

قال النبى محمد عليه السلام  : بحث عن الهداية فهداه ربه جل وعلا ، وأعلن :( إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ (79) الانعام ).بعدها بدأ دعوته قومه ، يقول جل وعلا بعدها : ( وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِي وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الانعام ) . وأيضا يقول جل وعلا :  ( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ )(51) الأنبياء). بعدها مباشرة : ( إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52)  الأنبياء )، لاحظ وصفه لآلهتهم بأنها تماثيل .

قال المذيع :  يعنى أنه بمجرد هدايته جعله الله جل وعلا  نبيا فبدأ دعوة قومه .

 قال النبى محمد عليه السلام : نعم . وكان تحطيم الأصنام فى بداية نبوته ، أى مذ كان نبيا إحتل بؤرة الأحداث بين قومه ، هو الذى كان مجرد فتى يقال له ابراهيم . ونتذكر أن الله جل وعلا أوحى للنار فلم تمسه بسوء : ( قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمْ الأَخْسَرِينَ (70) الأنبياء ). كل هذا حدث للفتى ابراهيم النبى الرسول .

قال المذيع :هل هناك مثال للوحى الالهى لابراهيم فى بدايته نبيا ؟  

قال النبى محمد عليه السلام  : كان رسولا نبيا يوحى اليه ويكلم ربه فى هذه المرحلة المبكرة ، وكان لا يزال لديه هذه العقلية المتسائلة . نفهم هذا من قوله جل وعلا : ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنْ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260) البقرة ). هنا حوار بين ابراهيم وربه جل وعلا . 

اجمالي القراءات 7900