وهل بلغنا حقا درجة التوجّه إلى أهل الكتاب، ودعوتهم إلى كلمة سواء بيننا وبينهم ؟

يحي فوزي نشاشبي في السبت ٢٤ - ديسمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

 

بسم الله الرحمن الرحيم

*****

وهل بلغنا حقا درجة التوجّه إلى أهل الكتاب، ودعوتهم إلى كلمة سواء بيننا وبينهم ؟

( قـل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا  نعبد  إلا الله  ولا  نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا  فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ). آل عمران -  64 - 

ـ من بين الخواطرالتي تفرض نفسها، وتصول وتجول في ذهن كل من تلا هذه الآيات من:61 إلى 70، وفي ذهن كل من استمع إليها وأنصت، خواطر وتساؤلات،

ومن بينها :

ـ إذا كان الله قد وجه كلامه إلى عبده  ورسوله -عليه الصلاة  والتسليم–وأمره بأن يدعو أهل الكتاب بهذه الدعوة الكريمة، العظيمة، الهادئة،السليمة، وبهذا الأسلوب السلمي الحضاري، دعوتهم إلى كلمة سواء، إلى كلمة حق، وعدل، وإنصاف، الدعوة الجامعة للجميع التي تتلخص في: (ألا نعبد إلا الله  ولا  نشرك به شيئا)، إلى جعل حدّ لأي تنافس، أو تنابز، أوزعم، أوادعاء،أو تزكية نفس أو غرور.

ـ نعم، ما دام الله أراد ذلك، وحثّ بده ورسوله، وأمره بأن يتوجه به إلى غيره من أهل الكتاب، فمن المفروض أن يتوجه الفهم إلى أن يكون هناك فريقان اثنان: فريق اعتنق فحوى الرسالة التي جاءت في الحديث المنزل -القرآن- المهيمن على ما سواه من الكتب المنزلة قبله، والرقيب عليها، وفريق يمثله أهل الكتاب من الكتب المنزلة سابقا.

ـ ثم من المفروض-وهو الأمرالمهم، أن يتوجه الفهم إلى أن يكون معتنقو القرآن العظيم، ذلك المهيمن، أن يكونوا معتصمين جميعهم به، معتقدين بأنه هو وحده حبل الله الذي جاء أمره لهم في الآية رقم:103 في سورة آل عمران، ناصحا لهم، وآمرا بأن يعتصموا به جميعا ومحذرا إياهم من مغبة نسيان وتجاهل تلك النعمة التي حوّلتهم إلى إخوان، بعد أن كانوا أعداء وعلى شفا حفرة من النار.

ـ وإن المسلمين المعنيين بأمر الله الوارد في الآية رقم 64 في سورة آل عمران، هم أولئك الذين يكونون بلغوا فعلا ذلك المستوى الممتاز من عدم التفرق والإعتصام بالله وحده، المؤمنين بالله ، وإخلاص دينهم لـه.

ـ وعليه :

فما دامت الحقيقة - مع كل أسف -  تقول غير ذلك ؟ وما دامت تفضح أفعالنا فضحا قاسيا بلا أية مداهنة وتصرخ بأننا من الذين فرقوا دينهم، ومن الذين كانوا شيعا، وما زالوا مصرين على ذلك ومن الذين بلغ بهم الغرور مبلغا، جعلهم مـُصَنـّفـين بما جاء في الآية رقم 32في سورة الروم: (...ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كلّ حزب بما لديهم فرحون ).31- 32 سورة الروم.

ـ فبما أن مستوانا هو كما تصفه مختلف الآيات، لاسيما رقم 32 في سورة الروم، وما دام منحطا، بل إلى درجة أن أشعر الله العلي العظيم عبده ورسوله  بقوله (... لست فيهم من شئ ).

ـ فما دام ذلك كذلك، فإن الحقيقة تقول: إننا –في الوقت الراهن -لسنا معنيين بتلك الآية العظيمة الممتازة الحضارية، الآية رقم 64 بسورة آل عمران. لأننا ما زلنا لم نرق، وما زلنا نرزح في درك صفة أو درجة المشركين: (... ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون ) 31- 32 –سورة الروم.

ـ وأما عن الحل ؟  فالظاهر هو أن نعمل في سبيل التخلص أولا وقبل كل شئ، من تلك الأغلال المكبلة والجاذبة لنا إلى الأسفل، إلى درجة الشرك. ولكي نتمكن من الوقوف على أرجلنا، فلعل الحل يكمن في أن نقتبس ما يمكن اقتباسه من الآية 64 في سورة آل عمران، ولسان حالنا يقول لبعضنا البعض: ( يا أهل، ويا أرباب المذاهب، والفرق والنحل، يا أيها المدعين الإسلام، ويا أيها المصابين بداء التفرقة، وداء التجزئة، وداء التحزب، والغرور، والفرح ، تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم : ألا نعتصم إلا بحبل الله - وحده لا شريك له - ونعمل جاهدين  لبلوغ  درجة أولئك، المطلوب منهم، المأمورين بأن يتوجهوا - عندها -  إلى أهل الكتاب ليقولوا لهم ما أمرهم به الله: ( قـل يا أهل  الكتاب  تعالوا إلى  كلمة  سواء  بيننا  وبينكم  ألا  نعبد  إلا  الله  ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ). آل عمران -  64 –

=======

اجمالي القراءات 7265