الموت و الوفاة - رد و تعليق

علي عبدالجواد في الثلاثاء ١٠ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

الوفاة و الموت – و الفرق بينهما هناك شوق الى معرفة الحدود الدقيقة بين معانى كلمات القرءان و خصوصا وان بعض الكلمات قد تستعمل فى حالتين مختلفتين و لكنها تعطى نفس المعنى و لنبدأ بتدبر العلاقة بين الجسد و النفس و الروح فنجد ان الانسان الحى يتكون منهم جميعا فهو فى سعيه و حركته جسد و روح ونفس ولكن النفس هى المسؤولة عن أفعاله و تصرفاته فكيف نتفهم الامر ؟
نتفهمه بدراسة حالتى النوم و الموت
ففى النوم نجد ان الله يتوفى الانفس فترة النوم و لكنك تجد الجسد مسجى على الفراش rc; يتنفس و يتقلب يمينا و يسارا و ذلك لوجود الروح فيه .
اما فى الموت نجد ان الله يتوفى النفس و لكن لأن الله قضى بالموت على هذه النفس فنجد ان الله يسلب من الجسد الروح . فيصبح جسدا لا حراك فيه.
و السؤال الان عن الروح ؟ وهى التى ابلغنا الله انها من امر الله (قل الروح من امر ربى ) اى هى امر الله لأجزاء و خلايا الجسد ان تستمر فى العمل اثناء النوم و اثناء اليقظة ايضا حتى تعطى الحياة فإذا امر الله بتوقف اعضاء الجسم عن العمل فقد سلبت الروح و مات الانسان.
و بذلك نستطيع وصف الانسان بأنه مثل العربة التى لها شاسيه و هو يماثل الجسد و لها موتور يعمل فهو يماثل الروح ثم تأتى النفس و هى سائق العربة فتأخذ العربة الى اعمال الخير فيجازيها الله خيرا او تأخذ العربة الى شارع الهرم للفاحشة فيجازى الله السائق شرا و هكذا النفس ( كل نفس بما كسبت رهينة )
فإذا توقف الموتور فهل يستطيع السائق التحرك بالعربة ؟ طبعا لا ! فهذا يماثل توقف العقل و القلب عن العمل و هذا هو الموت او القتل.
و لكن اذا ذهب السائق ( النفس ) الى حاجة ( حالة النوم ) و ترك العربة ( الجسد )و الموتور يعمل ( الروح ) فسوف يعود السائق و يركب العربة و يستمر فى اعماله .
ومن هنا نستطيع ان نحدد معنى الوفاة بالايات اتية :
· )وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ ) اى يتوفى الانفس فقط اثناء النوم و يرفعها بدون الجسد !
· )قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) و هنا ملك الموت يقوم بعمله فى سلب النفس بصفة دائمة و سلب الروح بأمر الله حتى يتم الموت وهنا التوفى بمعنى الموت .
· )وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ ٌ) وهنا ايضا التوفى بمعنى الموت
· ) فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ) اى يميتهن ملك الموت
و يبين الله ان التوفى للنفس فقط بدون الجسد سواء فى حالتى الموت و النوم و الفرق بينهما انه فى حالة الموت تستمر النفس منفصلة عن الجسد ممسوكة عند الله و فى حالة النوم ترجع النفس الى الجسد عند الاستيقاظ كما فى الاية:
)اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الزمر:42)

اى ان التوفى الليلى هى عملية سحب النفس من الجسد المخصص لها وتستمر الروح فى الجسد.
و الموت هو سحب النفس و الروح من الجسد .
و نكرر انه فى كلتا الحالتين لوفاة الانفس سواء بالموت او بالنوم فالجسد على الارض لا يصعد مع النفس.

و هنا نلاحظ كاف الخطاب فى يتوفاكم بمعنى يتوفى انفسكم فقط و لا تعطى معنى النفس و الجسد معا
و عودة مرة اخرى الى آيات سيدنا عيسى:
)إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا َ)
الله يتوفى الانفس فيقول لعيسى انى متوفيك
الله يرفع ادريس مكانا عليا()وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً) و كذلك يرفع عيسى مثل ادريس
وهنا هاء الضميرفى رفعناه عائدة على ادريس و كاف الخطاب فى رافعك عائدة على عيسى! فهل ادريس فى السماء مع عيسى ؟؟
الله يطهر من يشاء()لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ) و لكنه طهر عيسى
فما هى المشكلة فى فهم الاية ؟؟؟بمعنى انى مميتك و رافع درجاتك مثل ادريس و مطهرك اى باعدك عن نجس اليهود !!
و الاية الاخرى:
) وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ)
وهنا توفيتنى بمعنى امتنى كما فى الايات السابقة مثل ()وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ)
و الميت لا يكون رقيبا و لأن عيسى لو كان حيا فى السماء سيكون هو الرقيب على قومه بدلا من ربه و الا لماذا يعيش فى السماء ؟؟
و نكرر الاية ()وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ) (الانبياء:34)
و معناها انه لا يوجد بشر قبلك يا محمد خالد اى لن يموت منذ ادم الى عيسى الى محمد! فهل الاية واضحة؟
و نكرر ان سيدنا محمد آخر الانبياء على الارض ( و خاتم النبيين ) فهل نكذب القرءان ؟؟ و نصر على نزول النبى عيسى ليكون خاتم الانبياء !!
فهل مطلوب شرح اكثر من هذا ؟
نزيد معلومة اخرى و هى الفرق بين يرفع و يصعد
يقول المولى () إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ )(فاطر: من الآية10)
) كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ )(الأنعام: من الآية125)
فالقرءان جعل كلمة الصعود بمعنى الارتفاع الى الاتجاه الاعلى فقط مثل صعود الكلم الطيب فى صحائف الاعمال و يصعد فى السماء.
و جعل الرفع تأتى بمعنيين مرة للاتجاه الى اعلى مثل رفع الطور و رفع الكعبة ومرة الرفع للمكانة ()نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ ) ( وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ )( )بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً) (النساء:158) و حيث ان الله لا يحده مكان حتى لا تفهم كلمة اليه بمعنى عند مكان الله فالرفع هو رفع معنوى .

اقول قولى هذا و استغفر الله لى و لكم
مهندس / على عبد الجواد





اجمالي القراءات 42930