الأسباط ليسوا أبناء يعقوب ،ويعقوب ليس إسرائيل

سامر إسلامبولي في الأحد ٠٨ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

الأسباط ليسوا أبناء يعقوب
ويعقوب ليس إسرائيل
رد على الدكتور أحمد منصور المحترم
.
إن نتيجة الاعتماد على التوراة اليهودية في دراسة القرآن أدى إلى زحزحة القرآن ، وإحلال محله التوراة في بناء المفاهيم الإسلامية ، وصياغة التاريخ ، وبذلك يكون اليهود قد نجحوا في تحريف القرآن من حيث الفهم والدراسة ، وجعلوا النص القرآني للتلاوة فقط والتوراة للدراسة والتدبر . فنحن أمة نتلو القرآن ، ونقرأ التوراة . وبمعنى آخر ننظر إلى القرآن بعيون توراتية يهودية !! .
ومثال على ذذلك وليس للحصر .
1- انتشار مفهوم أن الأسباط هم أبناء النبي يعقوب والقرآن ذكر أن الأسباط هم أنبياء ، ومن المعلوم أن أبناء يعقوب عليه السلام معظمهم تآمروا في عملية محاولة قتل النبي يوسف عليه السلام ، وكذبوا على أبيهم ، وجعلوه يدخل في حالة حزن شديد حتى ابيضت عيناه من الحزن !! فهل هذا عمل أنبياء !؟
بينما يذكر النص القرآني أن الأسباط قد أوحي إليهم ومدحهم الله عز وجل وذكرهم مع أئمة الهدى عليهم السلام .
قال تعالى [ وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا ] النساء 163
[ وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى ] البقرة 136
فالأسباط ليسوا أبناء يعقوب ، وإنما هم أنبياء وأئمة للناس .
2- افترى اليهود كذبة خطيرة ليجعلوا لهم نسباً إلى أئمة المجتمع الإنساني إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف عليهم السلام جميعاً فقالوا : إن إسرائيل هو يعقوب ، ولصقوا أنفسهم بنسب بني إسرائيل ، وبالتالي صاروا من ذرية يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام جميعاً .
والصواب هو أن إسرائيل ليس يعقوب ، وإنما هو رجل صالح له ذرية كبيرة استمرت في عملية التكاثر وتداخلت مع ذرية يعقوب وذرية نوح عليهم السلام جميعاً .
قال تعالى : [ أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا ...] مريم 58
فقد ذكر النص ذرية إبراهيم وقطعاً يعقوب داخل في الخطاب كونه ابن إسحاق بن إبراهيم فهو من ذريته ، وعند ما تم عطف إسرائيل على النبي إبراهيم دلَّ ضرورة على أنه ليس من ذريته ، وإنما يشترك معه في نسبه إلى آدم المصطفى مثل النبي نوح عليه السلام ، فهم أبناء عم مع فارق الزمن بينهم ، فإسرائيل رجل صالح ليس نبياً ، دلَّ على ذلك قوله تعالى :
[ كل الطعام كان حلاً لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة ...] آل عمران 93
وهذا صريح في نفي النبوة عن إسرائيل ، إذ لو كان نبياً لما حرم على نفسه شيئاً دون وحي من الله عز وجل ، ولو كان نبياً وفعل ذلك لنزل الوحي وصحح ذلك مثل قوله تعالى [ يا أيها النبي لما تحرم ما أحل الله لك ] .
ولم يذكر الله عز وجل إسرائيل أبداً بصفة النبوة ،بينما يعقوب قد تم ذكره مع الأنبياء ولم يحرم يعقوب على نفسه شيئاً أبداً رغم أن القرآن قد قصَّ علينا أهم أحداث حياة يعقوب عليه السلام. فبنو إسرائيل مثلهم مثل ذرية يعقوب وذرية نوح عليهما السلام وكلهم من القبائل العربية التي تداخلت ذرياتها في حياتها الاجتماعية والاقتصادية ، والخطاب في القرآن [ يا بني إسرائيل ] إنما هو للعرب ، وكذلك خطاب التفضيل والإنعام عليهم . ودين الجميع هو الإسلام .
أما اليهود فلم يذكرهم القرآن إلا بصيغة الذم واللعن [ الشجرة الملعونة ] ، فهم طائفة لصيقة انتحلوا نسب بني إسرائيل ليوجدوا لهم موطئ قدم في التاريخ والمنطقة العربية .

اجمالي القراءات 248507