مجرد سؤال

ابراهيم المسلمى في الأحد ٠٨ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

سؤال بسيط :
فلنفرض أن المسلمين لم ينقسموا شيعا ولم تظهر فيهم أديان أرضية .. ولنفرض أيضا أنهم تمسكوا منذ فجر تاريخهم بالقرآن وحده ونبذوا ما سواه ..
مجرد فرض نظرى
السؤال هو:
لو أن هذا قد حدث هل كنا نتوقع أن نرى المسلمين اليوم أقوى شعوب الأرض وأكثرهم تحضرا وتقدما فى شتى المجالات ؟
هل كانت بلادهم على مر التاريخ ستتفوق على سائر بلاد العالم فى أعداد من أنجبتهم من العلماء والفلاسفة والمفكرين والأدباء والفنانين العظام ؟
هل كانت شعوبهم ستتمتع اليوم بكافة الحقوق السيا&Oسية فى ظل حكومات ديمقراطية نزيهة خاضعة لإرادة الشعب ورقابته الصارمة ؟
هل
وهل
وهل
والسؤال بصياغة أخرى - هو ..
هل بذور الحضارة ومقدماتها بهذا المفهوم الحديث الواسع موجودة فى القرآن ؟ 

هل اتباع القرآن (( وحده )) منذ العصر الاسلامى الأول كان سيؤدى بمرور الأزمان للحضارة بمفهومها الحديث ؟
وثمة سؤال آخر هام :
هل للحضارة مسار تاريخى حتمى لابد لها من أن تسلكه لكى تخرج الى النور ؟
بمعنى ..
لكى تظهر الحضارة الغربية ( مثلا ) الى الوجود – هل كان يتحتم أن تقوم فى البداية صراعات مريرة بين رواد الفكر والمجددين من العلماء والمصلحين من جهة وبين رجال الدين والكنيسة من ناحية أخرى ؟
وهل كان هذا فى حد ذاته أحد عوامل ازدهار الفكر والفلسفة عبر مراحل النضج البطىء لتلك الحضارة ؟
ثم هل ساهم ظهور الفلاسفة الأوروبيين وكثرتهم فى القرون الخمسة الأخيرة وتعدد مناهجهم فى الارتقاء بالحركة العلمية وتقدم مناهج البحث ؟
ثم ماذا عن الابداع المعمارى والموسيقى والتشكيلى والأدبى ؟
هل كانت كل هذه المقدمات حتمية فى عملية انضاج الحضارة عبر الزمان وبغيرها ما كان يقدر لهذه الحضارة أى نضوج أو ظهور ؟
فإن قيل نعم – نسأل عندئذ:
ترى هل نجد فى القرآن احتفاء بتلك المقدمات الضرورية لظهور الحضارة ؟
هل يحتفى القرآن بالفلسفة والتجريب العلمى وحرية الفكر والتعبير الفنى الجرىء بكافة صوره والتحرر العقلى الذى يقنن القواعد ويضع المناهج فى شئون البحث العلمى والنظم الاجتماعية والسياسة وشئون الحكم ؟
ثم هل يحتفى القرآن بحق الشعب فى الثورة على الطغاه وانتزاع حقوقه وإخضاع حاكميه لحكمه وإرادته .. الخ ؟
فلئن كانت الإجابة على هذا كله بنعم أيضا – فإننا نطالب من يقول نعم أن يثبت ذلك !
نطالب القادرين على استنباط ذلك كله من القرآن أن يبدأوا العمل فى هذا الاتجاه – فهو حرى بأن ننفق فيه الأعمار والطاقات من أجل تأمين مستقبل الاسلام فى هذا العالم !
أما ان كانت الاجابة بلا – مع التصميم فى نفس الوقت على أن القرآن وحده يؤدى الى الحضارة ( بغير فن ولا فلسفة ولا حريات ولا مغامرات عقلية ولا ديمقراطية ولا أى من هذه المقدمات ) – فهذه إجابة بها قدر كبير من الجرأة وعلى صاحبها اثبات ما يقول وبيان كيفيات ذلك .
أخيرا أقول :
جرت سنة الله فى الخلق أن يكون للفكر رواد يخرجونه من طى العدم الى حيز الرؤية والمشاهدة على صورة نظريات فكرية متكاملة – ثم يأتى أتباع هؤلاء الرواد وتلامذتهم لينفقوا أعمارهم فى شرح وتطبيق تلك النظريات.
وإنى أزعم بقوة أن استخراج عوامل النهوض الحضارى من القرآن هو اكتمال البناء النظرى الذى يقوم عليه الدكتور أحمد صبحى منصور اليوم .. فالنظرية على يديه لم تكتمل بعد والانشغال بالتطبيق عمل آلى يعطل ظهور الموهبة وما أيسر التطبيق وما أكثر الأتباع ..

اجمالي القراءات 5007