رد على مقالة فقه الذل والخضوع والخنوع
الغلو في الدين غير محمود

محمد سمير في السبت ٠٧ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

الغلو في الدين غير محمود

رد على مقالة الأخ عثمان محمد علي ( فقه الذل والخضوع والخنوع )

يقول الله تعالى في سورة المائدة اية 77 : (قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل ). ابدأ بالتحية والتقدير والمحبة الأخوية للأخ الفاضل عثمان محمد علي , الذي اعتبره باحثا من الطراز الأول . وأتصفح مقالاته الرائعة التي تثري الموق;قع . لكنني هذه المرة أستميح أخي عثمان العذر ليسمح لي بمخالفته في بعض النقاط الواردة في مقالته , وهي على النحو الاتي :

1. كلنا في موقع أهل القران نتفق على أن التاريخ هو عبارة عن اخبار ظنية تخضع لوجهة نظر وعواطف كاتبها . وقد اعتمد اخي عثمان على التاريخ في طرح وجهة نظره .

2. كان اسلوب الاخ عثمان هجوميا وحادا . وهذا ما لم نتعود عليه كأهل للقران . وقد استخدم مصطلحات وأوصاف لا يجدر ان تخرج عن باحث ممتاز مثله . ومن الامثلة على ذلك : أ – بوتيك مصطفى بكري ( جريدة الاسبوع ) . ب- السلف الطالح .

3. صور خلافة رسول الله عليه السلام في قيادة الدولة وكأنها تمت بمؤامرة من ابي بكر وعمر رضي الله عنهما . وما يدرينا ان كانت رواية سقيفة بني ساعدة صحيحة مئة بالمائة ؟. ونحن كأهل للفران نطعن في كل الروايات والعنعنات فكيف نبني عليها رأينا ؟ .ألا يعتبر هذا تجنيا على الحقيقة ؟ والحقيقة موجودة فقط في كتاب الله ( ذلك الكتب لاريب فيه ) البقرة 2 .فإذا كانت النخبة ( المجلس الوزاري المصغر) للنبي الخاتم عليه السلام هكذا , فكيف كان حال بقية المسلمين ؟ - هذا ما لا يقبله العقل - . يقول الله تعالى في سورة التوبة 100 : ( والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم ). إن الخلفاء الراشدين الاربعة على الاقل , يعتبرون رموزا قامت الدولة على اكتافهم ونصروا الله ورسوله , وجاهدوا في سبيل الله حق جهاده . فلماذا نفتح المجال للتراثيين وأصحاب الأديان الأرضية لاتهامنا بأننا نسب صحابة رسول الله – أعني السابقون الأولون - ؟. ويقول الله تعالى في سورة البقرة 134 ,141 : ( تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون ). حتى وإن اخطأ بعض أبناء الجيل الأول ألا يمكن ان يغفر لهم الله وهو الغفور الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء . وأعود الى ابي بكر رضي الله عنه : ( إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ) التوبة 40 . ألا تكفي هذه الآية لكي نغفر لأبي بكر أي اجتهاد غير صائب ؟ ألسنا ويمكن ان نجتهد ونخطىء ؟ .

4. لقد أشار الكاتب الى ان الدولة المدنية قد توفيت ودفنت بوفاة النبي عليه السلام . وهذا يخالف المنطق ويخالف سنن الله . فالتغيير باتجاه الصواب او الخطأ يبدأ وينتهي في الأمم تدريجيا . فالمبادئ لا تسقط دفعة واحدة , بل يبدأ الانحراف صغيرا ثم يتزايد شيئا فشيئا حتى تصل الامة الى طريق اللارجوع , فتسقط . يقول الله تعالى في سورة النور 55 : ( وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا ) . اذن ليس من المعقول ان تنهار مبادىء الدولة دفعة واحدة بموت مؤسسها . وليس من المعقول ان يستخلفهم الله في الارض ويمكن لهم دينهم مدة ( 10 سنوات فقط ) . ان التمكين في الارض للجماعات يكون في نظام دولة قوية ( كيان سياسي ) يحكم شعبا او امة و يسيطر على الارض وله جيش قوي واقتصاد قوي يحميان هذا الكيان . وفيه قوانين تحكمه من الداخل . وفيه حركة حياه دؤوبة , وعجلة انتاج مادي , وعلاقات تجارية مع الكيانات السياسية الاخرى . وأخيرا ادعو الله العلي القدير ان يجعل كل اهل القران من السابقين الاخرين . والحمدلله رب العالمين .

محمد سمير - فلسطين

اجمالي القراءات 13394