أنا لست من أهل القرآن

نهرو طنطاوي في الجمعة ٠٦ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

(أنا لست قرآنيا) هذه العبارة هي حقيقة قلتها في مقال لي بعنوان: (القرآنيون ليسوا خوارج)، منذ تسعة أشهر ونصف في مقالي سالف الذكر بموقع الحوار المتمدن - العدد: 1589 - 2006 / 6 / 22، وموقع جريدة شباب مصر الإلكترونية، وذلك في معرض ردي على (كامل النجار) في مقال له بعنوان: (القرآنيون ومحاولة تجميل صورة الإسلام) فقمت بالرد عليه، وكان مما جاء في ردي ما يلي:

(بداية أنا لست قرآني أنا مسلم كما سماني القرآن وكما سمى الله كل أتباع الإسلام لقوله تعالى: (هو سماكم المسلمين من قبل) ولم ولن أقبل تسمية غير التسمية التي سمى الله بها جميع أتباع الإسلام ، أما عن الدكتور أحمد صبحي منصور وأتباعه وأن البعض يسميهم بالقرآنيين ، فأنا لا أعلم عنهم شيئا سوى ما يعلمه عنهم معظم الناس ، وكانت المرة الأولى التي أقرأ فيها اسم الدكتور أحمد صبحي منصور في أواسط التسعينات وبالتحديد في عام 96 أو 97 في مقال له بمجلة روزاليوسف المصرية ، وكنت وقتها لا أعرف من هو الدكتور أحمد صبحي منصور حتى أخبرني بعض الصحافيين في مصر أنه دكتور أزهري وتم فصله من جامعة الأزهر بسبب آراءه وأنه ينكر السنة ، هذا كل ما كنت أعرفه عن الدكتور منصور ، ولم أكن قد سمعت من قبل عن القرآنيين حتى أخبرني بقصتهم صحافي بمجلة روزاليوسف يدعى (أسامة سلامة) وذلك في عام 2005 العام الماضي وذلك حين قرأ كتابي (قراءة للإسلام من جديد) ففوجئت به يسألني هل أنت من جماعة القرآنيين؟ فقلت له ومن هم جماعة القرآنيين؟ فقال جماعة الدكتور أحمد صبحي منصور ، فقلت له لا علم لي بهذه الجماعة ولم أقرأ لهم شيئا يذكر سوى مقال أو اثنين للدكتور منصور في مجلة روزاليوسف أواسط التسعينات، ولم أتشرف قط بمقابلة الدكتور صبحي منصور ولا حتى بالحديث معه ولم أقرأ له أي كتاب من قبل، وبدأت في قراءة بعض مقالته على موقع شفاف الشرق الأوسط منذ شهرين فقط، هذا هو كل ما أعلمه عن الدكتور منصور وعن جماعة القرآنيين).

أما بخصوص موقع أهل القرآن فلقد تفضل مشكورا الأستاذ الكبير الدكتور أحمد صبحي منصور بدعوتي عبر رسالة إلكترونية بالكتابة في موقع أهل القرآن، فلبيت طلبه على الفور، وذلك لاحترامي الشديد لهذا الرجل الفاضل والأستاذ الكبير والأب الكريم، والذي بالفعل أكن له كل احترام وثقة واعتزاز بشخصه الموقر، ولكن هذا لا يمنع من أني قد أختلف مع الدكتور في بعض أو كثير من المسائل، وهذا لا يؤثر على إكباري للرجل واحترامي الشديد له كأب ومعلم ومجاهد في سبيل الله.

إلا أنه لي بعض الملاحظات على بعض كتاب وأعضاء الموقع، أتمنى أن يتقبلها أخوتي بصدر رحب، وأحاول أن أوجزها على النحو التالي:

1 –موقع أهل القرآن موقع مفتوح للجميع للإدلاء بآرائهم باستثناء الذين يطعنون في الأديان والذات الإلهية، ولقد لاحظت إن لم أكن مخطئا، أن الخيط الوحيد الذين يربط بين أعضائه جميعا ممن ينتمون لأهل القرآن، هو الاستقلال بالقرآن الكريم فقط كمصدر للدين، أما المنهج العلمي والعقلي والقرآني لفهم القرآن، فهو ما يخلو منه الموقع تماما، فالسماح لكل أحد بأن يفهم القرآن وفق قدراته الخاصة وفهمه الخاص ومدى استيعابه الخاص دون منهج عقلي وعلمي وقرآني، سيفتح بابا كبيرا من أبواب الاختلاف لن يغلق أبدا. وستعود ريما لعادتها القديمة.

2 – لاحظت أن البعض يحول الاختلاف بيني وبينه في فهم بعض الموضوعات إلى جدل شخصي وغضب للنفس، وانتصار للذات، كما في حالة الأخ الدكتور حسن أحمد عمر، والذي سوف أتحدث عنه بعد قليل. ولاحظت أن البعض لديه شئ في نفسه من ناحية كتاباتي أنا تحديدا.

3 – لاحظت أن الموقع مفتوح لكل من ينشد ضالته وهو يرفع راية القرآن، فهناك من ينشد الإسلام الصحيح ويرفع راية القرآن، وهناك من ينشد العلمانية ويرفع راية القرآن، مع أن العلمانية ليس لها معنى واحدا أو ترجمة موحدة متفقا عليها بين الناطقين باللغة العربية، وذلك منذ ظهور هذا المصطلح وحتى يومنا هذا، فأي علمانية نريد؟، وأي مفهوم للعلمانية يتوافق مع القرآن لا أدري؟ وهناك من ينشد الديمقراطية ويرفع راية القرآن، وهناك من يدعو للغرب وحضارته ويرفع راية القرآن، وهناك من يدعو لأمريكا وحضارتها ويرفع راية القرآن، وهناك من يحل ويحرم ويبيح ويجيز ويفتي بما يحلو له ويرفع راية القرآن، وهناك من ينشد الإلحاد ويرفع راية القرآن، وكل ذلك من دون اتفاق على منهج علمي واحد موحد لفهم كتاب الله. وبعبارة أخرى إن الكثير يغني على ليلاه بيد، ويرفع راية القرآن باليد الأخرى، وما هو الفيصل والحسم في ذلك، لا يوجد فصل أو حسم.

4 – ولاحظت أن البعض يلتف براية القرآن إلا أنه مازال ينهج نهج السلفيين في فهم النصوص ويسلك نفس الطريقة في التعامل مع نصوص القرآن.

5 – لاحظت أن البعض يريد أن يجعل من الدكتور الفاضل أحمد صبحي منصور، بخاري آخر أو بن باز آخر، أو إله مع الله، لا يسأل عما يفعل، أو عما يقول، بل والبعض يغضب من الخروج عما قاله الرجل أو أفتى به، ومن هنا سوف تعود ريما لعادتها القديمة، من تقديس الأشخاص وتقديس فهمهم لكتاب الله.

فهذا رأيي الذي تكون لدي من خلال ملاحظاتي لما ينشر في موقع أهل القرآن، وأرجو أن يتقبلها الجميع بصدر رحب.

ولذلك أعلن أنني لست من أهل القرآن ولا أتبنى أفكارهم، ولا فهمهم لكتاب الله، ولست مسئولا عن كتابات أي شخص أو فهمه لكتاب الله في أي موقع من المواقع بما فيها أهل القرآن، أنا مسئول فقط عما أكتبه ويحمل اسمي، فهذا ما أتحمل مسئوليته أمام الله وأمام الناس، فلدي منهج قرآني يقوم على عدة معايير قد استقيتها من كتاب الله لفهم كتابه، وفهم ما جاء فيه من موضوعات، المعيار الأول والرئيسي هو العقل، فالقرآن يستقي مشروعيته من العقل، ولا اعتبار لأية رسالة أو كتاب إلهي لا يكون العقل هو معيارها الأول، فالعقل له أسبقيته على النص، والعقل هو جواز مرور الرسالة الإلهية، أما بقية المعايير فسوف أقوم بنشرها في دراسة مستقلة فيما بعد.

أما ما دعاني لكتابة هذا المقال، هو عدة أشياء أخرى، أرجو أن يتقبلها البعض بصدر رحب، فعلى حد علمي أن الأخوة أهل القرآن يؤمنون بالرأي والرأي الآخر، ويؤمنون كذلك بحرية التعبير وحرية الكلمة دون تعصب أو غضب أو استفزاز، ولكن ما حدث يوحي بأن البعض من كتاب أهل القرآن، يتبنون القاعدة التي تقول: (من ليس معي فهو ضدي) وقد بان هذا جليا في بعض التعليقات التي جاءت على مقالاتي التي نشرتها في موقع أهل القرآن ومنها مقالي الذي كان بعنوان: (أنواع الرسالات الإلهية)، ومقالي الذي كان بعنوان: (الأنبياء والرسل مخيرون وليسوا مسيرين)، فقد تفضل كل من الأستاذ شريف هادي، والدكتور حسن أحمد عمر بالتعليق على مقالتي مشكورين وطرحا علي بعض الأسئلة حول ما جاء في مقالتي، فقمت بالرد في تعليق على كل منهما، ولكن يبدو أن الرد لم يقنع الرجلين، فقاما بالرد علي في مقال مستقل، فقرأت ما جاء فيه، ثم قمت بالرد عليهما في مقال مستقل، ثم قام الدكتور حسن عمر بالرد مرة ثانية في مقال مستقل، فلما قرأته أحسست أن الموضوع بدأ يأخذ شكل المباراة التي يتنافس فيها الفريقان للحصول على الفوز، وليس الوصول للحقيقة، ولضيق الوقت وكثرة مشاغلي، قمت بالتعليق على المقال الأخير للأخ حسن أحمد عمر، وقلت له: لا تعليق لدي، ويبدو أن الأذان في مالطة داء مصاب به الكثير من الناس، والحمد لله أني لست مصابا بهذا الداء. وقررت الانسحاب من الجدال.

ولكن يبدو أن كلمتي هذه أغضبت البعض، وبالفعل ربما أكون قد أخطأت في تعبيري أو خانني التعبير، فأنا لست معصوما من الخطأ أنا بشر أخطئ وأصيب، وبعد أن نشرت مقالي الأخير والذي جاء بعنوان: (ولم ترض عني الأديان ولا العلمانية ولا الإلحاد)، ويبدو أن مقالي هذا قد أغضب البعض، ففوجئت بتعليقين على المقال للأخوين: شريف هادي، وحسن عمر، هما هما، أو باللهجة المصرية (وراك وراك) وقمت بالرد عليهما وجاء تعليقهما وردي عليهما كما يلي:

تعليق الأخ شريف هادي:
(الاستاذ الفاضل / نهرو
بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
من المتعارف عليه بين من يكتبون ، أن الكتابة تكون لفكرة أراد صاحبها توصيلها للقراء ، والمقال بلا فكرة هو من قبيل العبث وضياع الوقت.
أما المقال الذي يصعب على القارئ إستخراج الفكرة منه بشكل محدد ، يكون صاحبه قد أخفق في توصيل المعنى المراد.
الحقيقة أنا لم استطيع إستخلاص الفكرة من مقالك هذا ، ولكن دعني أخمن
1- أردت توصيل خبر لنا مفاده أنك من كتاب الأنترنت لمدة سنة كاملة.
2- أردت توصيل خبر لنا أنك من كتاب الحوار المتمدن تحديدا.
3- أردت اخبارنا بالصراع الذي كان بينك وبين الكاتبة وفاء سلطان ، وبموطن كل منكما.
4- أردت التحقير من شأن من عارضك فكتبت لنا معارضاتهم لك دون أن تكتب ردك وكأن ماقالوه غثاء لا يحتاج عناء الرد ، مما جعل أحد الإخوة الأفاضل يكتب لك (لقد إختلف الناس حول خالقهم، أفلا تريد أن يختلفوا حولك) فأصبحت واستغفر الله بجرة قلم مساوي لرب العالمين في الاختلاف حولك تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، فما كان منك إلا أن كتبت (صدقت) ،مع أنه لم يصدق فالناس اختلفوا حول عبادة الخالق وليس الخالق نفسه قال تعالى" وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " فالاختلاف لم يكن حول الخالق - إلا الدهرية الذين قال الله فيهم" وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ "- وكان حول عبادة الخالق أو من المستحق للعبادة مع الخالق تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
5- اقتنعت بأقوال معارضيك فعرضتها إستسلام منك ورجوعا عن أقوالك السابقة.
6- أردت أن تجعلنا نقرأ لك كل ما كتبت في سنة كاملة حتى نعرفك أكثر ، ونحمد الله على كونك أحد كتاب الموقع.
7- أردت أن تثبت لنا أن من هاجموك قليل فيكون بمفهوم المخالفة أن الكثير أيدوك واقتنعوا بفكرك واهتدوا على يديك ، وأظن هذا هو المفهوم من مداخلة الأخت الفاضلة داليا سامي.
8- أردت أن تثبت أنك مختلف عن كل خلق الله ، وهذا واضح من عنوان المقالة.
9- فكرة أخرى تعرفها أنت ولم يصل عقلي البسيط لاستخلاصها من المقال
الأخ الفاضل نهرو أرجوك لا تغضب ، فأنا والله يشهد على قولي لم أقصد بمداخلتي إساءة لك أو تحقير من شأنك أو علمك لاسمح الله ، ولكن مثلك ليس كالباقين فأنت دارس أزهري وكاتب وتعرف حقيقةً قصدي من كلامي ، لو أن أحد الأخوة المبتدئين كتب مثل هذه المقالة لشجعته واستحسنتها منه ، ولكن أن يكتبها نهرو فالأمر مختلف وأنت تعلم ذلك لأن الاحتراف ليس كالهواية.
أخي في الله وبالله / نهرو نعم نحن مختلفون نقدم للناس فكرا يعود للينبوع الصافي الذي لا ينضب مائه ولا يضل طالبه ، وهو القرآن ، مقالتك جيدة يحب أن يقرأها المبتدؤن ، أما أن يقرأها المخالفين ، فسيقولون أنظر إلي القرانيين أنهم جماعة مريضة بالبارانويا وحب الذات والأنا العليا ، وستأخذ من الجميع وقتا لرد الاتهامات نحن في غنى عنها.
أرجوك لا تغضب ، وآسف عن أي إزعاج قد تسببه هذه المداخلة لشخصكم الكريم.
وأخيرا فنحن مازلنا أخوة متحابين في رحاب القرآن ، أليس كذلك؟
أخوك / شريف هادي).

وكان تعليق الأخ حسن أحمد عمر، على النحو التالي:
(فى البداية أشكر الأخ شريف هادى على تعليقه المذهل والخطير وأتنمى أن يرد عليه الأخ نهرو بشىء من التفصيل حتى نعرف سبب كتابة هذه المقالة
لقد نسى الأخ نهرو أو تناسى او اغفل أننى ايضأ لم أقتنع بفكره ولا طريقة تفكيره ولا بوجهة نظره فى معظم كتاباته وكان رده على كتاباتى ضده هو أنه لا يحب داء الآذان فى مالطة واتهمنى أننى أؤذن فى مالطة أو اتهم موقع أهل القرآن بأنه مالطة وهو يؤذن فيه فلن يفهمه أحد , وبالتالى فهو شخص ضد النقد ويتعالى على الخلق وليس لديه الوقت والطاقة لكى يناقشنى حجة بحجة , فلقد كانت أهم نقطة ركزت عليها هى أنه يعتمد على قواميس اللغة والمصادر الخارجية فى إبداء وجهة نظره فى القرآن وهذا ما لن أقره عليه ولن أوافقه عليه وأعتقد أن مدرستنا القرآنية تعتمد فقط على القرآن لتفسير القرآن ولا تعتمد على غيره , وهذا ما أغضب الأخ نهرو وجعله يسخر منى ويتهكم من وجهة نظرى , وإننى أدعوه لمراجعة نفسه وأن يجلس بهدوء ويحاسب نفسه على ردوده تلك وكيف أنه خرج منم المعركة دون أن نعرف رأيه النهائى فى موضوع المقال الذى كان يقسم فيه الرسالات ويتعرض لمعنى كلمة ملة).

فقمت بالرد عليهما في تعليق واحد على النحو التالي:
(بخصوص قصدي من مقالي هو هو ما ذكرته ردا على الأستاذ حسام مصطفى وهو التالي:
هي مجرد تجربة مفيدة وثرية وجديدة بالنسبة لي واستفدت منها كثيرا
فالاختلافات والسجالات الفكرية في نظري هي أوسع أبواب المعرفة، فأحببت أن أعرض نتائج هذه التجربة في مقال. هذا هو مقصدي الحقيقي والله من وراء القصد.
أما بخصوص الأخ حسن عمر، فلا أدري ماذا يريد مني هذا الرجل بالضبط؟ لقد أختلفنا وكل منا اطمئن إلى رأيه فما المشكلة إذن لا أدري؟؟
هل يريد أن أعترف له بأني كنت مخطئا وأنه على صواب؟
فإن كان هذا يرضيه ويرضي كبريائه فسأفعل.
أما بخصوص الآذان في مالطة، فأنا لم أقصد به أي شخص بعينه في هذا الموقع، والله شهيد على ذلك.
أنا قصدت فقط أن معظم من يكتبون في الموقع لكل منهم طريقته في فهم موضوعات كتاب الله، أو بعبارة أخرى ليس هناك منهجا موحدا لفهم كتاب الله بين أعضاء هذا الموقع، وعليه فآثرت أن لا أدخل نفسي في جدل بيزنطي حول كل مقال أكتبه.
واعلم أخي شريف أن كلامك لم يغضبني إطلاقا، هذا رأيك فما الغضب إذن؟ أنا رأيت أنك تستفسر عن قصدي فبينته لك.
وشكرا لكما
نهرو طنطاوي).

فرد علي الأستاذ شريف هادي قائلا:
(أخي الكريم نهرو ، أشكرك على إستجابتك الكريمة لسؤالي البريئ.
ولكن يا أخي الكريم ما عرضته لنا لم يكن كما قلت (فأحببت أن أعرض نتائج هذه التجربة في مقال) ، لم يكن نتيجة التجربة ، ولكن ما عرضته كان مقتطفات من التجربة
أما النتيجة المتضمنة العبرة من التجربة أو الفائدة منها ، مثلا هل غيرت أحد آرائك عندما ناقشت من خالفك وما هو الرأي الذي غيرته وما هو الرأي الجديد؟ هل إستسلم من ناقشك وأعتبر رأيك هو السليم؟ هل أضاف أحدهم لك معلومة لم تكن تعرفها؟ وما هي المعلومة؟ هذه هي النتائج يا أخي أما ما كتبته أنت لو يعدوا كونه مقتطفات من التجربة.
أما عما بينك وبين أخي الحبيب حسن فهو أقدر على الرد مني ، ولكن اسمح لي أن أتدخل في قولك (أما بخصوص الآذان في مالطة، فأنا لم أقصد به أي شخص بعينه في هذا الموقع، والله شهيد على ذلك.أنا قصدت فقط أن معظم من يكتبون في الموقع لكل منهم طريقته في فهم موضوعات كتاب الله، أو بعبارة أخرى ليس هناك منهجا موحدا لفهم كتاب الله بين أعضاء هذا الموقع) فأنا وأنت نعرف تاريخيا أن مالطه تأرجح حكمها بين المسلمين والمسيحيين ردحا من الزمن حتى إنتهت لحكم فرسان المعبد أو فرسان الصليب وأصبحت تحت الحكم المسيحي ، وأصبح لا تقام فيها شعائر الاسلام فإذا أذن أحدهم فيها فلن يلبي النداء شخص آخر ، أما عبارتك السابقة فهي ليست قصدك ولكنها الحقيقة ، ورغم كونها الحقيقة إلا أن هناك خط عام لصاحب الموقع وأظنك تعرف أن المشرف على الموقع قام بتغيير صفة البعض من كتاب إلي شباب إلي أصدقاء وذلك حتى يفرق بين أصحاب الفكر القرآني وبين الغير ، كما أن لدينا كم لابأس به من الشباب الذي يرغب في التعلم ، ولو نظرت لمقالاتك لوجدت بعض التعليقات التي تنصفك ، حتى من عارضك وناقشك لو لم يتفاعل مع مقالك ما فعل ، إذا اين الآذان في مالطه؟ ، الجملة حقيقةً بها شيء من التعالي ، وكلامك ليس آذانا في مالطه وقد جانبك الصواب وكان الأجدر بك أن تعترف بخطأ استدلالك لا أن تدافع عنه.
وأشكرك على عدم الغضب من كلامي ، فالاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، خاصة وكلانا مسلم يأخذ بالقرآن ولا شيء غير القرآن
والسلام علي ورحمة الله وبركاته
أخوك / شريف هادي).

ورد أيضا الأخ حسن أحمد عمر بالتعليق التالي:
(مشكلتك الحقيقية أنك جئت هنا (( كأستاذ)) أما أنا فقد جئت لأكتب هنا (( كتلميذ )) وكل الباقين هم أساتذتى لذلك فلا آخذ رأيهم بمحمل الهزل , بل بكل الجد والإحترام فأستفيد من الصغير قبل الكبير وأعتقد أن هذه ميزة أكرمنى بها من لا تغفل له عين
لا زلت تكابر يا نهرو فنقول : ان الموقع ليس له منهجأ موحدأ فى فهم كتاب الله تعالى واقول لك أن هذه العبارة غاية فى الخطأ فإن مدرسة الدكتور أحمد صبحى منصور والتى أنشىء هذا الموقع خصيصأ لها , يشرفنى أن أكون واحدأ من تلاميذه المخلصين ولنا منهج واضح بينته لك عدة مرات وهو أننا نفهم القرآن من خلال القرآن أما أنت وغيرك فتأتون لنا بألفاظ معجمية غريبة وتعتمدون على قواميس اللغة التى صنعت بعد نزول القرآن بقرون بل وتعتمدون على مصادر أخرى لفهم القرآن , لذلك فمدرسة د . أحمد صبحى ( وأنا تلميذ فيها ) تفهم كتاب الله من كتاب الله دون حشو خارجى وهذا سبب ردى عليك فى المرتين يا نهرو
أم كبرك فلقد لاحظت حرصك عند قدومك هنا للموقع أن تذكر بالتفصيل كيف دعاك د أحمد للكتابة هنا أى أنك لم تأت للموقع من نفسك وهذه هى الكارثة التى جعلتك تظن أنك جئت معلمأ وليس متعلمأ والحقيقة أنك يجب أن تأتى لتتعلم أولأ ثم نتعلم منك بعد أن نقتنع أنك صرت فقيهأ فى العلوم القرآنية , ولكن بصراحة ما نشرته هنا من محاولات لا يعدو كونه محاولات بسيطة لم تلفت نظر الكثيرين على الموقع لكى يهتموا بها ويعلقوا عليها أو يتعلموا منه
ثم مكابراتك الأخرى بأن قولك ( الآذان فى مالطة ) لا تقصد منه شىء فسوف أكتفى برد اخى شريف عليك
وإلى لقاء فى تعليق آخر
والسلام ).

فقمت بالرد عليهما بما يلي:
(أولا الأخ شريف:
بخصوص نتيجة التجربة فهي بالأحرى لم تكن نتيجة واحدة بل هي نتائج كثيرة ومتعددة، وما ذكرته في مقالي تحديدا قصدت به نتيجة واحدة فقط وهي ردود أفعال القراء والكتاب، على ما أكتب، أما بقية النتائج التي سألت عنها فربما أبوح بها يوما ما.

أما بخصوص الآذان في مالطة فأنا أعتذر إن كنت أخطأت في الاستدلال وأعتذر لكل من أساءه استدلالي.
وأحب أن أخبر أخي شريف أني لست من أهل القرآن، ولا أنتمي لأي فكر أو فهم يكتب في الموقع.
أنا مسئول أمام الله ومؤمن فقط بما أكتبه في مقالاتي وبالتالي أنا لا أومن بأي فهم لكتاب الله ينشر في الموقع أنا مسئول أمام الله عن فهمي فقط.
واعلم يا أخي شريف أني لا أتعالى على أحد ولا أتكبر على أحد، يبدو أن من يختلف معكم في الفهم تسمونه بالتكبر والتعالي، وأعيذ نفسي بالله أن أكون عاليا في الأرض أو أكون المتكبيرين
أما بخصوص الأخ حسن عمر، يبدو أنه قد حول الأمر لجدل شخصي وانتصار لنفسه بسبب ردي عليه.
يا أخ عمر أنا لست أستاذا لأحد ولست تلميذا لأحد.
أما بخصوص الدكتور الفاضل أحمد صبحي منصور هو بشر يخطئ ويصيب، والرجل قد ذكر هذا الكلام عدة مرات.
إلا إذا أردت أنت أن تجعل من الرجل شخصا يعبده القرآنيون من دون الله كالبخاري وغيره من آلهة السلفية.
وقولك أني أعتمد في فهمي للكتاب الله على قواميس اللغة، وهذه لي فيها سبيل لا يتسع المجال هنا لشرحه، ولكن سوف أسأل الدكتور عمر عن معنى كلمة واحدة لم ترد في القرآن إلا مرة واحدة وأتحداه أن يبين لي معناها من القرآن، هذه الكلمة هي: (أبا) الواردة في قوله تعالى: (وفاكهة وأبا)، فهل يستطيع الدكتور حسن أن يخبرني ويخبر القراء عن معنى هذه الكلمة من القرآن كما يزعم ويدعي؟
وفي انتظار الجواب...
وشكرا للجميع).
انتهت التعليقات والردود بيني وبين الأخوان شريف هادي وحسن عمر.

فالدكتور حسن عمر يريد أن يلزمني بطريقته في فهم كتاب الله تلك الطريقة التي لا تقوم على أساس عقلي أو علمي، وهي فهم القرآن بالقرآن، وإذا كان ذلك كذلك فما المعنى القرآني للمفردات التالية الوارد ذكرها في القرآن، على النحو التالي:

كلمة (صبغة) في قوله تعالى: (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة).
كلمة (الأرائك) في قوله تعالى: (على الأرائك متكئون)
كلمة (تسنيم) في قوله تعالى: (ومزاجه من تسنيم)
كلمة (اتسق) في قوله تعالى: (والقمر إذا اتسق)
كلمة (الترائب) في قوله تعالى: (من بين الصلب والترائب)
كلمة (الرجع) في قوله تعالى: (والسماء ذات الرجع)
كلمة (الصدع) في قوله تعالى: (والأرض ذات الصدع)
كلمة (أحوى) في قوله تعالى: (فجعله غثاء أحوى)
كلمة (آنية) في قوله تعالى: (تسقى من عين آنية)
كلمة (ضريع) في قوله تعالى: (ليس لهم طعام إلا من ضريع)
كلمة (زرابي) في قوله تعالى : (وزرابي مبثوثة)
كلمة (سوط) في قوله تعالى: (فصب عليهم ربك سوط عذاب)
كلمة (لبدا) في قوله تعالى: (يقول أهلكت مالا لبدا)
كلمة (مسغبة) في قوله تعالى: (أو إطعام في يوم ذي مسغبة

فهل يستطيع الدكتور حسن أحمد عمر أن يبين لنا وللقراء كيف يمكننا أن نتبين معاني هذه المفردات في القرآن الكريم كما يزعم؟؟، وكما يدعي أنه يفهم القرآن بالقرآن؟؟. وأرجوه ألا يقول هذه كلمات لا تؤثر على عقيدتنا سواء عرفناها أم لم نعرفها، فالفول بهذا، يعني أن في كتاب الله كلمات كثيرة ليس لمعناها فائدة، والقول بأن في كتاب الله كلمات ليس لمعناها فائدة، هو يعلم أن هذا كلام خطير وعاقبته وخيمة والعياذ بالله!!.

وأخيرا أقول:
يبدو والله أعلم وربما أكون مخطئا أن وجودي على موقع أهل القرآن يسبب أرقا وضيقا للبعض ولكن من الذوق أن لا أنصرف حتى يأذن لي من دعاني وهو الدكتور أحمد صبحي منصور، فإن أذن لي بالانصراف فسأكون شاكرا له، وذلك بغية تهدئة بعض الأخوة وعدم إثارة المشاحنات بيني وبين بعض الكتاب، ولسيادته جزيل الشكر إن سمح لي بالانصراف.
اجمالي القراءات 23128