قصة الإعجاز العلمي المفتراه

سامح عسكر في الجمعة ٢١ - أكتوبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

بدأت القصة بحواديت الرواة والقصاصين في زمن التدوين الذين نقلوا تنبؤ الرسول بأحداث النهاية وعلامات الساعة..بل تنبؤه أيضا بمآل دولة الخلافة..بل حددوها أكثر بترتيب الخلفاء على نحو ما يؤمن به السنة والجماعة..

يعني فكرة الإعجاز العلمي نفسها قديمة ، ولأن لها وقع حسن في نفوس المسلمين صدقتها الجماهير..

ظلت فكرة الإعجاز بهذا الشكل (الروائي) إلى أن جاءت صدمة الحداثة في القرنين 19 و 20 واكتشف المسلمين فرقا هائلا في القوة لصالح الغرب، كذلك في العلوم والاكتشافات ..بعد أن عاشوا لقرون وهم يعتقدون بأفضليتهم وأنهم أهل حضارة..

بعد حدوث هذه الصدمة طبيعي تحصل مقاومة..بالفعل حدثت مقاومة عنيفة للحداثة الغربية فانتشرت مفاهيم.."المؤامرة الغربية- التغريب- المد الإلحادي"..مرفقة بمقاومة الاستعمار..

ولأن العرب يعشقون الخلط والتلبيس خلطوا بين ظاهرتي الاستعمار والحداثة، وبالتالي أصبحت الحضارة نفسها مؤامرة، ومن هنا انتشرت الجماعات الإسلامية مستفيدة من كراهية العرب للاستعمار..حتى تمكن الإخوان المسلمين وداعش في النهاية..

أما الإعجاز العلمي بشكله الحالي -والذي يحاول التوفيق بين النص الديني والعلم الحديث- ظهر بعد فشل العرب والمسلمين في معركتهم ضد الحداثة، أي أن ظهوره كان مجرد (رد فعل) على شيوع التكنولوجيا والتفكير العلمي، أي أن المسلم كان في قرارة نفسه متيقن إن فيه أزمة فعلا بين العلم والدين، وجهوده في قضية الإعجاز كان لإقناع نفسه مش أكتر..

أما الغرب تعامل مع جهود المسلمين في الإعجاز العلمي باستخفاف وسخرية، وكم مرة يضبط أحدهم قادة الإعجاز متلبسين بالكذب والتدليس على العلماء ونتائج أبحاثهم، وفي المحصلة عزز هذا من ضعف الإسلام كدين حتى انتشر الإلحاد بين الجاليات المسلمة في الغرب ومنهم إلى شباب العرب..

يعني باختصار: قصة الإعجاز هذه تسببت في ردة إلحادية كبيرة وكان يجب الانتباه لتحذيرات القدماء منها أمثال طه حسين وأمين الخولي ، والأخير بالذات كان يصرخ في كل محفل للتحذير من خطر الإعجاز على الإسلام كدين..ودائما كان يردد أن العلم متغير أما الدين فثابت مطلق، والخلط بينهم يعني نهاية مؤكدة للإسلام..
 

اجمالي القراءات 7460