فراغ الأنين
من أشعار الصبا

عامر سعد في الأربعاء ٠٥ - أكتوبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

فى السجون والمعتقلات .. تعد قاعات الزيارة بحيث يكون بين المسجونين وزويهم سوران من شباك سلكية وممر يفصل بين ذلكما السورين ،كما توضع أجهزة تصدر عنها أصوات مزعجة لتزيد على الضوضاء التى تصدر عن زحام الزائرين ضوضاء .. ظلمات بعضها فوق بعض.

الحارس المكدود نام ونامت الجيف الحزينة
على الثرى يتزاحمون تلفهم خرق قديمة
أنفاسهم تعلو وتعلو أو تساقط فى أنين
يأتى من الأعماق...من بئر سحيقة
وكأن صخرا فى الصدور
 
السجن لحد للجحيم عليه من غضب ظلال
وكأنه سهل يجف..والشوك أخضر ما يزال
نهر من المأساة يرسو فيه
يغرق واردينه
وكأن جلاد الأمير
 برق تفجر بالضغينة
 
ليل يطوف على المخاوف والظنون
قم واشعل الأنوار سوف يطول ليل الساهرين
فاليل يمضى كالغمامة
والنوم فى عينى سجين
 
-"أماه أين أبى
ألن يأتى إلىّ لكى أراه"
مضت السنين الباليات
والأم جاءت للزيارة
بكت الضلوع العاطشات
لكن وأين لها القرارة
السلك خلف السلك
مثل العنكبوت يمد دارة
هذا فراغ للأنين
فليلزم الشوق مداره
مهلا براكين الحنين
لا تقذفى إلا شرارة
"أماه أين أبى...؟!"
هيهات أن تصل العبارة
الصوت يعصف بالحناجر
ثم تبلعه الشفاه
والكف تعلق بالثقوب
 كأنها سفن النجاة 
"أبى مريض؟!..
أماه لا تبكى وقولى أى شئ
........باﻹشارة"
اجمالي القراءات 5806