مقتطفات من ( مكنون الحضارة و التاريخ العماني ) للدكتور محمد فاضل _ من العراق _ .

سعيد علي في الثلاثاء ١٦ - أغسطس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

استثنائية عمان في الاستقلالية وعدم فرض الحماية عليها

عندما فرضت الحماية على دول الخليج العربي من قبل بريطانيا العظمى منتصف القرن التاسع عشر، لم تكن عمان احداها!

جاء فرض الحماية على دول الخليج وفق معاهدات بريطانية وقعتها بريطانيا مع امراء الخليج كافة ماعدا سلطان عمان، وقد اطلق على هذه المعاهدات تسمية (المعاهدات الابدية المانعة) أبدية أي غير محددة بزمن! ومانعة أي تمتنع دول الخليج الموقعة على هذه المعاهدات من ابرام اي معاهدة او اتفاقية مع اي بلد في العالم سوى بريطانيا.

بيد أن عمان كانت دولة مستقلة ولم تتمكن بريطانيا من اجبارها على التوقيع على هذه المعاهدات والتي تعني فرض الحماية ليس الا وظلت عمان وعلاقاتها الدولية المتميزة مع بريطانيا وغيرها من الدول مثل فرنسا وهولندا وأمريكا وغيرها.

هذا الانفراد والتميز لعمان في العلاقات الدولية إبان العصر الحديث دفعني لتصفح اوراق التاريخ القديم والوسيط لعمان وهل هي كانت مستقلة كما في الحديث, لقد كانت الاجابة مطابقة تماما فهي مستقلة واستثنائية في استقلالها, ففي العصور الاسلامية حاربت التبعية للدولتين الاموية والعباسية كما رفضت التبعية لفارس ولم تنضوي تحت السلطة العثمانية حيث كانت الاستثناء من دون جميع الدول العربية التي خضعت للسلطان العثماني وتبعت للدولة العثمانية.

الواقع هذا الاستثناء في استقلالية عمان عبر العصور جعلني أن اختار موضوع اطروحتي عن استقلالية عمان وكيف تم استثناؤها من دون سائر اقطار الخليج العربي إزاء هيمنة بريطانيا العظمى والتي كانت لا تغرب عنها الشمس !فكان موضوع الاطروحة لدكتوراة الدولة هو العلاقات العمانية البريطانية والذي أنجز في أروقة جامعة محمد الخامس في المملكة المغربية عام 1995 والتي أودعت وزارة التراث والثقافة العمانية نسخة منها في دار الوثائق والمحفوظات في الوزارة، كما تمت طباعتها في جامعة بغداد عام2010 وقد كرمنا رئيس جامعة بغداد حيالها بكتاب شكر واحتفاء.

اجمالي القراءات 5777