أولي العزم
أولي العزم

أسامة قفيشة في الإثنين ٢٣ - مايو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

أولي العزم

العزم هو اتخاذ القرار في الامور التي تحتاج الى قرار , فحينما يكون لديك خيارين او اكثر و وجب عليك الاختيار بين امرين او اكثر فعيك ان تميل الى احد تلك الخيارات فهذا ما يسمى بالعزم قال تعالى (  وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) 227 البقرة .

آدم عليه السلام و زوجه طلب منهما ان لا يقربا شجرة معينة بحد ذاتها و لهما ان يأكلا من باقي الاشجار و حذرهما عز و جل من ان الشيطان يريد ان يخرجهما من تلك الجنه و هو عدو لهما , هذا ما عهد لهما الله عز و جل ولكن الشيطان وسوس لهما بأن يأكلا من تلك الشجرة فوقع آدم و زوجه عليهما السلام تحت الاختيار و الاختبار , فاختارا ان يأكلا من تلك الشجره و كان الاختيار خاطئا لان الشيطان انساهما كلام الله جل و علا و نهيه لهما عنها و لذلك كان عزمهما و اتخاذهما القرار بالاكل منها مخالفا لامر الله سبحانه و تعالى حيث قال (  وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ) 115 طه .

يقع الانسان تحت الاختيار في امور كتيره في حياته و عليه ان يتخذ القرار الذي يراه الانسب و الاقرب الى مرضاة الله سبحانه و تعالى ثم عليه ان يعزم امره متوكلا على الله جل و علا فقال (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) 159 ال عمران .

بين لنا الله عز و جل ان الصبر على الأذى و العفو عن المسيء هو الاختار الافضل , فعلى الانسان الصبر و العفو تقربا و تقوى الى الله جل و علا فقال (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ) 186 ال عمران .

و قال (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ) 43 الشورى .

و قال (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ) 17 لقمان .

الرسل عليهم السلام كانوا اكثر المطالبين بالصبر و العفو و تحمل الأذى , و ما لهم الا الدعوة الى الله جل و علا و ما عليهم من محاسبة الناس او اجبارهم على الايمان , فما هم الا مبشرين و منذرين , و لقد تحملوا الكثير من الأذى في سبيل ذلك فقال سبحانه (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ ) 35 الاحقاف .

فان الصبر و تحمل الاذى في سبيل الدعوة الى الله جل و علا من قبل الرسل يجعلهم و يضعهم في دائرة أولو العزم .

لذا كان معظم من ذكر من الرسل في القرآن الكريم هم من اولي العزم لانهم أوذوا و صبروا في سبيل الله جل و علا و لا يقتصر الامر على اربعة او خمسة فقط كما يحلو للبعض , بل جلهم عليهم السلام هم من اولي العزم .

سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا

سبحانك اني كنت من الظالمين  

اجمالي القراءات 6563