الأم والزوجة بين العدل والاحسان

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٠٦ - مايو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

الأم والزوجة بين العدل والاحسان

يقول صاحب الرسالة : ( أنا يا استاذ أعيش فى عذاب بسبب مراتى وأمى . أمى تعيش معى ، وأنا ابنها الوحيد وكل اللى ليها بعد وفاة والدى الله يرحمه ، وتجوزت وعشت معها فى الشقة أنا ومراتى ، ومن الشهر الأول بدات المشاكل بين الاتنين  ، فى الأول فى المطبخ وتنضيف الشقة ، وبعدين بقى زعيقهم فى كل حاجة وبقى البيت مستشفى مجانين ، واذا قلت حاجة لأمى تعيط وتقول لى مراتى راكبانى ، وإذا قلت حاجة لمراتى تقول لى انت ابن امك . وأقعدهم مع بعض عشان يتصالحوا واسمع كلمة دى وكلمة دى مفيش فائدة ، مفيش صلح . مراتى طلبت الطلاق اكتر من مرة ، وهددتنى تسيب البيت وهى مالهاش غيرى ، وبقت تعمل إضراب عن الطعام ، وامى تعمل عيانة وتروح للدكتور أونطة . وأنا ضايع بين الاتنين ، لا عارف أرضى دى ولا عارف ارضى دى . مراتى خلفت ولد وعنده سنتين وبتاخد موانع حمل عشان ما تخلفش تانى لأنها مش ضامنة انها حتعيش معايا ، وانا ما اقدرش اعيش من غيرها ، وما أقدرش أفرط برضه فى أمى اللى ربتنى وحدها وانا صغير ووهبت حياتها عشانى ورفضت تتجوز عشان خاطرى . ضحت بشبابها وعمرها ما منعت عنى حاجة ، وكل شوية تصرخ وتقول لى انها ضيعت حياتها وعاشت من غير جواز عشانى ، وكان كل واحد يتمنى رضاها ، وضحت بكل ده عشانى . وهى اللى جوزتنى ودفعت كل حاجة ، وكل شوية تقول لى : "  أنا اللى جوزتك عشان ارتاح ، وجبت لك واحدة ساهية طلعت عقربة. قلت  يتيمة ومنكسرة طلعت مصيبة  مسيحة " . أمى هى اللى إختارت مراتى . ومراتى دى تبقى بنت خالتى ، يعنى أمى جوزتنى بنت أختها عشان تلاقى واحدة تريحها .. وحصل اللى حصل . أعمل ايه يا استاذ ؟ ) . واقول :

أولا : رؤية قرآنية بين التعامل مع الأم ( الوالدين )

1 ـ الأمر بالاحسان للوالدين جاء تاليا للأمر بعبادة الله جل وعلا وحده . جاء هذا فى الميثاق الذى أخذه رب العزة على بنى اسرائيل:( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً )(83) البقرة ) ، وكان ضمن الوصايا العشر لهم ، وقد حرفوها فنزلت فى القرآن الكريم ، وكانت الوصية الثانية هى الاحسان للوالدين بعد عبادة الله جل وعلا وحده : ( قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً  )(151) الانعام  ). وتكرر الاحسان بالوالدين تاليا لعبادة الله جل وعلا وحده ، فى قوله جل وعلا : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ) (36) النساء ).

2 ـ ولم يقتصر الأمر على هذا بل جاءت تفاصيل الاحسان اليهما ، فى قوله جل وعلا : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً (24) الاسراء ) . عند شيخوخة الوالدين ـ أو أحدهما ـ فلا بد من مزيد الاحسان اليهما .

الشيخوخة عبء ثقيل على من يصل اليها ، وعبء ثقيل على من يرعى هذا العجوز ( رجلا أو إمرأة ) . تتدهور الصحة فى المرحلة الأخيرة من الحياة: ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54) الروم  ) ، ويصاب المرؤ بالنسيان وفقدان جزئى للذاكرة عند الوصول لأرذل العمر : ( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (70) النحل )( وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً  ) (5) الحج ). تتكاثر الأمراض ، وبعد أن كان شابا جسده يحمله ويمشى به قفزا أصبح فى شيخوخته هو الذى ينوء بحمل جسده ، إذا جلس تعذر عليه القيام ، وإذا قام تعذر عليه الجلوس ، وإذا دخله مرض أصبح صعبا أن يخرج منه، أصبحت عظامه هشّة قابلة للكسر (إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً )(4)  مريم ) ، وجفّ رحيق المفاصل ففقدت مرونتها وتحولت الى تروس متشاكسة ينحت بعضها بعضا بألم هائل .!. كل هذا الألم وتلك المصاعب تؤثر فى النفسية للعجوز فيشيط غضبا وزهقا .  ( " العجوز " هو وصف للرجل والمرأة على قدم المساواة ، وجاء فى القرآن الكريم وصفا لزوجة ابراهيم وزوجة لوط . ) . إذا كان العجوز إمرأة فالحال أسوأ ، ويبدأ مبكرا بإنقطاع الدورة الشهرية، وما يعقبه من آلام نفسية وجسدية ، ثم يتصاعد الألم النفسى بالنسبة لها مع كل تجعيدة يضيفها الزمن الى وجهها وبشرتها:( وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ (68) يس ) . قد يهون الأمر بالنسبة للعجوز الرجل ، ولكنه لا يهون للعجوز المرأة ، وهى تقارن بين صورتها فى شبابها وجمالها وتألقها ثم بين حالها فى نهاية العُمر .

هنا نفهم الروعة اللانهائية فى قوله جل وعلا فى الاحسان للوالدين ـ أو أحدهما ـ عند الشيخوخة : (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً (24) الاسراء ) . إذا تضايقت أيها الابن مما يفعله العجوز (الأب / الأم ) فلا تقل (أُف )، اكتمها فى نفسك ، وبالتالى لا تنهرهما ، بل قل لهما قولا كريما ، بل أكثر من ذلك تذلل لهما رحمة بهما ، بل أكثر من ذلك : إرفع يديك بالدعاء راجيا أن يرحمهما الله جل وعلا كما ربياك صغيرا . فى طفولتك تفانيا فى رعايتك ، وفى نظافتك ، وفى تغذيتك وفى السهر على راحتك . جاء دورك لترد لهما بعض ما قدماه لك .

ثم هى دورة مستمرة . أنت الان ابن فى شبابك ، وسيأتى وقت شيخوختك وضعفك ومرضك وإحتياجك .. فقدم لهذا اليوم بأن تُحسن معاملة والديك ليُحسن اليك أولادك فى المستقبل. الفارق أنك تسعد بصحبة أطفالك ولا تطيق الابتعاد عنهم ، وتطير فرحا بما يقولون وبما يفعلون ، وتحكيه كما لو كان معجزة ينفرد بها طفلك دون العالمين . أما مع أبويك فى الشيخوخة فإن الملل يصيبك ، والضيق ينتابك ، وبينما تدعو أن (يطيل ) الله جل وعلا عُمر طفلك لتراه كذا وكذا فربما تدعو الله جل وعلا أن يسارع بموت والدك أو والدتك لتستريح من عنائهما . لذا لا بد أن تتذكر أنها دورة. أنت الآن ابن وشاب ، وسيأتى الوقت الذى ستكون فيه والدا عجوزا . والقاعدة الالهية أن : (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ ) (123) النساء  )

3 ـ  وفى بعض تفصيلات الاحسان للوالدين تأتى الاشارة الى مُعاناة الأم بالذات ، فى الحمل وفى الولادة ، يقول جل وعلا : ( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً ) (15) الاحقاف )

4 ـ وفى بعض تفاصيلها تأتى الاجابة على سؤال هام : ماذا إذا أمر الوالدان ابنهما بمعصية ؟ ماذا إذا إستغلا حبه لهما وطاعته لهما فى الضغط عليه كى يقع فى الشّرك ؟ . الشباب هو سنّ التفتح ، بينما الكهولة هى سنُّ التقليد ورفض التجديد ، والمنتظر من الوالدين أن ( يجاهدا ) الابن إذا إختار طريق الهداية وقول الحق. والقول بالحق والدعوة اليه تعنى ليس مجرد الخروج على المألوف وما وجدنا عليه ( آباءنا ) بل يعنى الصدام مع ( الآباء ) ، بل ربما يصل الصدام الى عصف المجتمع بالشاب ، وبهذا يضاف سبب آخر يجعل الوالدين يتدخلان بالضغط على الولد ليرجع الى ما إعتاده المجتمع . الله جل وعلا يؤكد على إتباع الحق هنا ـ مع عدم الاخلال بواجب الرعاية للوالدين. أى على الابن عصيان الوالدين إذا جاهداه على أن يشرك برب العزة ، وأن يصاحبهما معروفا ، وأن يتبع الحق ، يقول جل وعلا :( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (15) لقمان). ويتأكد هذا ويتكرر فى قوله جل وعلا :( وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8) العنكبوت ).

ثانيا : رؤية قرآنية فى التعامل مع الزوجة :

شرحنا ها بالتفصل ضمن بحث ( التناقض فى تشريع الطلاق بين القرآن والفقه السُّنّى ). وبإيجاز فإنّ :

1 ـ القاعدة التشريعية أن يعامل الزوج زوجته بالمعروف ( أى المتعارف عللى أنه عدل وقسط ) حتى لو كرهها ، يقول جل وعلا :( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً (19) النساء ). والقاعدة التشريعية تهيمن على الأوامر التشريعية .

2 ـ ومن الأوامر التشريعية فيما يخص الزوجة الناشز التى تأتى منها المتاعب : الوعظ والهجر فى المضاجع ، والضرب . هذا مع زوج يعامل زوجته بالمعروف وينفق عليها ولا يظلمها بل يرعاها ضمن مستلزمات القوامة بمعنى الرعاية . وعليه فمن القوامة إصلاح الزوجة المشاكسة بالوعظ ثم بالهجر فى المضاجع ثم بالضرب . فإذا أطاعت فيحرم البغى عليها ، يقول جل وعلا : ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً (34) النساء )

3 ـ هنا يفترق الأمر عن معاملة الأم ( والوالدين ). ليس فى تعاملك مع والديك أن تعاشرهما بالمعروف ـ اى العدل ـ بل التعامل هو بالاحسان ، والاحسان يعنى التحمل والصبر والتذلل رحمة ورأفة بالوالدين .

ثالثا : فى حالتك خصوصا :

1 ـ  (الأم ) هنا إمتنعت عن الزواج لتتفرغ لرعاية الابن . ثم فى نهاية العمر تطالبه بالسداد. وهى التى إختارت بنت أختها زوجة لابنها وهى التى تتحمل المسئولية . الأم أخطأت فى إختياراتها . لها أن ترفض الزواج وتتفرغ لابنها ، ولكن ليس لها أن تجعل ابنها يدفع لها ثمن إختيارها ، فعلى الأقل هو فى طفولته لم يأمرها بعدم الزواج . الأم أخطأت أيضا حين جعلت ابنها محور حياتها ـ دون أن تستشيره فى هذا الذى إختارته لنفسها . الجانب السلبى هنا أنها تدخلت فى حياته وأضعفت شخصيته وجعلته (إبن ماما ) . وظلت هى التى تختار له حتى إختارت له زوجة على ( مقاسها هى ) . والابن  ــ الذى إعتاد الرضا بما تختاره له الأم  ــ رضى ببنت خالته وتزوجها طاعة للام.  ثم فوجئت الأم بأنه اصبح لها شريك فى ابنها الذى وهبت حياتها له . لا يهم إذا كان هذا الشريك هو بنت أختها اليتيمة . المهم انه هذا الشريك إعتبرته متعديا على حقها فى ابنها الذى تراه ملكية خاصة بها .

أخطأت الأم ـ ولكن لا شأن هذا بحقها على ابنها الذى أوجبه رب العزة. فالاحسان للوالدين أمر مطلق ، ليس شرطا أن يكونا مؤمنين أو كافرين ، قاما بالواجب أم لم يقوما به . يكفى انهما والدان ليأخذا حقهما الواجب لهما من الرعاية والاحسان وفق ما تكرر فى القرآن الكريم .

وفى نفس الوقت فإن العلاقة الزوجية يغلب فيها حُبُّ التملك ، أو كما يقول جل وعلا ( الشٌّح ) . أى يريد الزوج أن يتملك زوجته ، ولا يحب أن يكون له شريك فيها من أبويها وإخوتها ، والزوجة لديها شُحُّ أكبر، لأنها الطرف الأضعف ، لذا تريد تملك زوجها ، وإحتكار ثروته وقلبه ونظرته ولفتاته وأن تكون محور إهتماماته . وتتسامح إذا أعطى بعض ( ثروته وقلبه ونظراته ولفتاته ) الى الأقربين من أهلها ( أبويها واخوتها ) ، ولكن لا تتسامح إذا فعل ذلك مع والديه وأخوته وأقاربه . هذا هو الشُّحٌّ المنهى عنه لأنه غريزة إنسانية قميئة ، يقول جل وعلا (وَأُحْضِرَتْ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً )(128) النساء ) ويعتبره رب العزة جل وعلا مرضا تنبغى الوقاية منه (  وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ) (9) الحشر )(  وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ ) (16) التغابن ).

2 ـ الحل : هى فى علاج النفس من هذا المرض ( الشح ) ، وأن يعرف الابن الزوج الفارق بين تعامله مع زوجته وتعامله مع أمه . خطأ هائل أن يتعامل معهما على قدم المساواة ، أن يجمعهما ويحاول الاصلاح بينهما يسمع لهذه ثم يسمع للأخرى . هذا ممكن فى التعامل مع زوجتين ( ضرائر ) وليس مع (أم ) لها المكانة العليا وزوجة هى بالتأكيد ادنى منها . يكفى أنك لا يمكن أن تكون لك إلا أم واحدة ، لا تستطيع أن تبدلها ولا أن تتبرأ منها ، ومهما كان فيها من عيوب فهى (أمك ) . اما الزوجة فيمكن ان تنفصل عنها وأن تتزوج غيرها . (أمك وأبوك ) من الحتميات ، جئت لتجدهما والديك بلا إختيار منك . أما زوجتك فهى التى تختارها والتى يمكن أن تنفصل عنها . لا يمكن أن تطلق أمك . يمكن أن تطلق زوجتك ..

3 ـ عليك أن تعظ زوجتك بحق الوالدين ، وأن تعتذرا ــ أنت وهى معا ـ  لأمك ، وأن تجتهدا فى التقرب اليها وفى تحملها وفى الصبر عليها فيما تبقى لها من عمر . وبالكلمات الطيبة سرعان ما يلين قلب الأم لأنه ( قلب الأم ) .

4 ــ على زوجتك أن تعرف  إن وجود الأم معها وضع مؤقت سينتهى بموت الأم ، وأن وجوها المؤقت هذا فرصة لها لكى تقدم لنفسها عملا صالحا ينفعها هى حين تكبر وتصير أما عجوزا تعيش تحت رحمة زوجة ابنها .

5 ـ الأيام ( دوارة ) . وما تعمله اليوم من خير أو شر ستجد عاقبته غدا . 

اجمالي القراءات 26448