المغرب الرسمي لا يريد الاستقلال الايديولوجي عن اوهام المشرق الرجعية لكن ماهية النتيجة على الامن الروحي للمغرب؟
المغرب الرسمي لا يريد الاستقلال الايديولوجي عن اوهام المشرق الرجعية لكن ماهية النتيجة على الامن الروحي للمغرب؟

مهدي مالك في الأربعاء ٠٤ - مايو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

المغرب الرسمي لا يريد الاستقلال الايديولوجي عن اوهام المشرق الرجعية لكن ماهية النتيجة على الامن الروحي للمغرب؟

مقدمة                                                  

منذ 60 سنة من الاستقلال الشكلي ظل المغرب رسميا على اقل يعتبر  بلد عربي يتضامن مع كل قضايا الامة العربية كما تسمى ابتداء من القضية الفلسطينية و وصولا الى قضية امن دول مجلس التعاون الخليجي الان حيث ان الملك محمد السادس بدا مساره الاصلاحي ببلادنا منذ جلوسه على العرش صيف عام 1999 على كافة الاصعدة و المستويات حتى اصبح المغرب واحة للاستقرار السياسي في المنطقة المغاربية و منطقة الشرق الاوسط بفضل حكمة الملك محمد السادس.

 غير ان هناك المشاكل العميقة التي لازالت تعرقل نموذجنا الديمقراطي من قبيل مشكل تدبير الملف الامازيغي و مشكل تدبير الحقل الديني الرسمي ..

اعتقد شخصيا ان  اغلب مكونات حركتنا الامازيغية المدنية و السياسية ستنظر الى التحالف الاستراتيجي بين المغرب و دول مجلس التعاون الخليجي نظرة تحمل العديد من الاسئلة المقلقة و التاويلات المهددة لنموذجنا المتحول شيئا فشيئا نحو الديمقراطية الحقيقية و نحو تعزيز ثقافة حقوق الانسان حيث  كما يعلم الجميع ان هذه الملكيات الخليجية هي دول متخلفة على الصعيد الديمقراطي و على الصعيد الحقوقي داخل مجتمعاتها لكنها لسوء الحظ تعتبر ملكيات نافذة في العالم باسره  بفضل الذهب الاسود الذي اعتبره شخصيا اكبر داعم للتطرف و الارهاب على المستوى العالمي حيث لم  تستخدم هذه الثروة النفطية  في نشر تنمية بلدان المسلمين فكريا او انسانيا  و لم تستخدم  لنشر الاسلام المتسامح و المساير مع قيم عصرنا الراهن ...

 و انما استخدمت هذه الثروة النفطية الهائلة لنشر المذهب الوهابي الوحشي  على انه الاسلام الحقيقي  في ارجاء  العالم منذ اكثر  من 80 سنة  حتى وصلنا نحن المسلمين الى قطف  الثمار الكارثية من قبيل انتشار جماعات الاسلام السياسي ذات التوجه السلفي الرجعي في مختلف دولنا الاسلامية و من قبيل انتشار الجماعات الوهابية الاصيلة مثل القاعدة و طالبان و نصرة و بوكو حرام و داعش الخ من فضلات الوهابية العالمية التي اسست اصلا على كتب التراث السلفي الداعية الى قتل الناس كافة و الى اغتصاب النساء تحت ذريعة ايات ملك اليمين و الى تكفير المذاهب الاسلامية الاخرى كالشيعة و القرآنيين و حتى جماعة الاخوان المسلمين القريبة ايديولوجيا من الوهابية  ..

الى صلب الموضوع                            

يبدو ان المغرب الرسمي لا يريد الاستقلال الايديولوجي عن اوهام المشرق الرجعية بعد مرور 60 عام من مشرقية العقل المغربي عبر التعليم و الاعلام و خطابنا الديني المتخلف حيث عندما نتحدث عن الامن الروحي فاننا نتحدث عن أخطار الافكار الهادمة و القادمة من السعودية حيث يجب ان نسمي الاشياء بمسمياتها الحقيقية حيث اليوم في مصر توجد حركة تنويرية لمحاربة الفكر الوهابي بقيادة مجموعة من دعاة التنوير مثل الشيخ محمد عبد الله نصر بينما نحن في هذه البلاد السعيدة مازلنا تحت رحمة خطابنا الديني الرسمي و تحت رحمة التيارات المدعية الدفاع عن الاسلام كما اسميها..

يبدو ان المغرب الرسمي لا يريد استيعاب درس احداث 16 ماي 2003 المؤلم بالنسبة لنا كشعب له اسلامه الامازيغي المتسامح و المساير للعقلانية الانسانية حيث اقول لو استحضرت الامازيغية كلغة و كقيم اسلامية مغربية في مجال الشرعية الدينية منذ سنة 1956 لاصبحنا دولة امازيغية اسلامية عصرية بالتام و الكمال بحكم ان الاسلام عندما سيخرج من الجاهلية القرشية اي العروبة و التراث السلفي سيصبح رسالة سامية للعالمين .

انني اعتقد اليوم ان لا يمكن لنا ان نتحدث عن اية نهضة اسلامية ببلادنا مادام لم تاخذ السلطة بعين الاعتبار امازيغية المغرب في مجال الشرعية الدينية و تحقيق الاستقلال الايديولوجي التام عن اوهام المشرق الرجعية من قبيل العروبة العرقية و الوهابية التي نشات في الصحراء القاحلة بين البدو الاعراب الذين لا يعرفون الا القتل و النهب و استحلال الاعراض الى حد هذه الساعة في سوريا و في اليمن و في العراق بفضل حركات الاسلام الوهابي و يقول مثل اذا عربت خربت  ..

انني احمد الله تعالى على ان المغرب بفضل الملك محمد السادس يعيش الان في ظل الاستقرار السياسي لكن تقاليدنا المجتمعية اصبحت مهددة منذ سنوات عديدة بفعل الكثير من العوامل من قبيل دخول مجموعة من الافكار و التصورات الدخيلة علينا كمجتمع مسلم عبر الفضائيات الدينية السلفية  و تاسيس مجموعة من الجمعيات للدعوة السلفية في المدن الكبرى او في هوامش المدن الصغيرة حيث من طبيعة الحال هذه الجمعيات تقدم نفسها لبسطاء الناس بانها جمعيات لنشر الوعي  الشرعي كما يسمى عبر تعليم القران الكريم للنساء لكن وفق افكار السلف الغير صالح على الاطلاق.

انني اعرف سيدة منذ طفولتي حق المعرفة لكن عندما دخلت الى احدى هذه الجمعيات اصبحت سيدة اخرى حيث انها لم تعد تجلس معنا في جو عائلي تحت ذريعة ان الاسلام منع الاختلاط بين الرجال و النساء غير اننا تربينا منذ طفولتنا على اجتماع العائلة بكل افرادها بدون اي تحريم  ديني حيث ان هذا المثال الصغير للغاية يعبر عن استلاب فئات عريضة من مجتمعنا و نزوحهم القوي نحو مشرقية تدينهم و عاداتهم الاجتماعية كانها عادات جاهلية بالتمام و الكمال لكنني  اتساءل كيف سيكون الحال بعد استقبال الاستثمارات الضخمة للدول الخليجية في المغرب ؟

اعتقد ان الجواب على سؤالي هو ان هذه الاستثمارات الضخمة ستقوي النزعة السلفية في بلادنا اكثر فاكثر من خلال تاسيس المزيد  من الجمعيات السلفية بمختلف اتجاهاتها و ستقوي التعريب العرقي و الايديولوجي و ستقوي نفوذ تيارات الاسلام السياسي الموالية اصلا للمشرق فكريا و تاريخيا و ستحارب اي تنوير اسلامي اصيل ببلادنا كما تحاربه في مصر الان عبر قنواتهم السلفية و علماءهم ..

ان هذه الهواجس تعتبر مشروعة للغاية بالنسبة لنا كحركة امازيغية سياسية التي تريد الاستقلال الايديولوجي عن اوهام المشرق  بشكل تام و نهائي و تريد تنوير العقول و نخبتنا السياسية و الدينية بالتي هي احسن  ....

 

المهدي مالك

 

 

 

 

 

اجمالي القراءات 7446