برزخ المقتول فى سبيل الله جل وعلا

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٠٥ - أبريل - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

برزخ المقتول فى سبيل الله جل وعلا

1 ـ فى مايو 1985 كُنتُ متهما أمام لجنة تحقيق بسبب كتابى ( الأنبياء فى القرآن الكريم ) وأربعة كتب أخرى . حسبما أتذكر سألنى المحقق عن قولى فى الكتاب إن النبى مات ، واتهمنى المحقق بأننى أجعل الشهيد أعلى مانة من النبى ، فأجبت بأننى لستُ من قال إن النبى ميت ، بل من قال هذا هو رب العزة جل وعلا ، قال له يخاطبه وهو حى وقتئذ ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30) الزمر ) ومن ينكر موت النبى الآن فهم يكفر بهذه الآية ، وقلت أن الشهيد يوم القيامة هو من يشهد على قومه يوم الحساب . أما الذى يكون حيا ولا يصح أن نقول عنه إنه ميت فهو من يُقتلُ فى سبيل الله . والله جل وعلا هو الذى قال ذلك : ( وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ (154) البقرة ) ( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) آل عمران ) . وطالما قال  رب العزة عن النبى إنه ميت فأنا أومن أنه ميت ، وطالما نهى رب العزة عن وصف من يُقتل فى سبيل الله بالموت فأنا ملتزم بهذا . و لا دخل للتفضيل فى هذا .  

2 ـ أتذكر الآن هذا الحوار بعد اكثر من ثلاثين عاما ، وأتخيل إمتداده ليشمل أسئلة هامة عن برزخ من يُقتلُ فى سبيل الله جل وعلا . أتخيله على النحو التالى :

قال : أين يوجد برزخ من يُقتل فى سبيل الله جل وعلا ؟

قلت : البرزخ الذى يوجدون فيه ـ حسب تصورى ـ هو جنة المأوى ، وهى المذكورة فى سورة النجم : (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18) النجم ).

قال : إذن رآها النبى محمد عليه السلام ؟

قلت : نعم . وهذه آية له حين رأى جبريل للمرة الثانية ينزل من الأفق  الأعلى الى جنة المأوى .

قال : وكيف رآها النبى ؟

قلت : لم يرها بعينيه . رآها بفؤاده . والفؤاد هو النفس . حين تجردت نفسه عن جسده المادى. لأن هذا الجسد المادى غطاء يحول بيننا وبين رؤية عوالم البرزخ . رأى جبريل يهبط من برزخ علوى ــ حيث ينتمى جبريل الى ( الملأ الأعلى ) ــ الى برزخ اسفل ، فيه جنة المأوى . فغاية رؤية النبى عليه السلام بفؤاده ـ أى قلبه ـ أى نفسه ـ هى عندئذ ، سدرة المنتهى ، عند جنة المأوى . ولأنه رأى بعين قلبه أو فؤاده ما يعجز عن التعبير عنه فإن بصره المادى تجمد كما لو كان ميتا ، يقول جل وعلا (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) ) ولأنه عالم برزخى ( علوى بالنسبة لنا ) لا نستطيع وصفه ولا التعبير عنه فقد جاء التعبير القرآنى عنه بالتهويل : (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)).

قال : ولماذا يكون برزخ من يُقتل فى سبيل الله جل وعلا فى جنة المأوى بالذات ؟

قلت : فى تصورى أنها الجنة التى كان فيها أبوانا آدم وزوجه . ومن يقتل من أبناء آدم يرجع اليها ليتنعم فيها .

قال : وكيف تتصور جنة آدم ؟

قلت : كانا يعيشان فيها وسط أشجار وأنهار وثمار ، وكان جسدهما المادى مغطى بأنوار هذه الجنة لا يعلمان عنه شيئا . وكان يريان عوالم البرزخ الأخرى بدليل أنهما كانا يريان الشيطان الذى خاطبهما ودلهما على الشجرة المحرمة ، واقسم لهما أنه من الناصحين ، يقول جل وعلا فى قصة آدم وزوجه : (وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ (19) فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنْ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنْ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22) الاعراف ). حين بدا لهما جسدهما المادى السوأة بعد اكلهما من الشجرة ، أخذا يغطيانه بورق شجرة الجنة النورانى ، بينما إنتهز الشيطان محنتهما فأخذ يكشف لهما عن معالم جسدهما السوأة . يقول جل وعلا  يحذر أبناء آدم ويؤكد أننا لا نرى عوالم البرزخ بينما هم يروننا : (يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ (27) الاعراف )

قال : وكيف كان يعيش آدم وزوجه في جنة الخلد ؟

قلت :هى بعكس الحياة فى أرضنا المادية . فى أرضنا المادية جوع وعطش وعُرى وشقاء . لم يكن آدم وزوجه يعرفان هذا وهما فى جنة المأوى ، وقد قال لهما رب العزة يحذرهما من الشيطان : (فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنْ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى (119) طه ).

قال : هل تتصور انّ من يُقتل فى سبيل الله عز وجل يحيا بنفس حياة آدم وزوجه ؟

قلت : نعم ، ويكفى قوله جل وعلا : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ). هم احياء يتمتعون برزق ربهم بلا تعب فى الحصول عليه فقد جاء من فضل رب العزة جل وعلا عليهم .

قال : هل يأكلون ويشربون ؟

قلت : نعم . فطالما هم احياء فلا بد من طعام يُعين على الحياة . والله جل وعلا هو وحده فاطر السماوات والأرض وهو وحده الذى لا يُطعم ، وهو الذى يطعم غيره ، يقول جل وعلا : (  قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ  )(14)  الانعام  ). فى إستمرار الحياة لدى المخلوقات لا بد لها من طعام ، هذا يسرى على كل المخلوقات المادية والبرزخية . ومن يُقتل فى سبيل الله ، هم أحياء وهم يُرزقون إذن هم يأكلون ويشربون ، وطبعا يختلف الطعام والشراب عما نعرف .

قال : وماذا يحدث لهم عند الموت ؟

قلت : يذوقون الموت ولكن هم لايموتون ، وممنوع أن نقول عليهم اموات . هل نسيت ؟

قال : ولكن كل إنسان يتوفاه الله جل وعلا . أى لا بد لمن يُقتل فى سبيل الله من الوفاة . والله جل وعلا يقول : (( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (32) النحل ) ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوْا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29) النحل )

قلت : الوفاة أعمّ من الموت . الوفاة هى توفية الرزق وتوفية كتابة العمل ثم  يوم القيامة توفية الحساب على العمل . من يُقتل فى سبيل الله جل وعلا يُوفّى عمله ورزقه عند قتله وحلول أجله ، وعندها تأتيه الملائكة تبشره بالنعيم وتصحبه الى جنة المأوى .

قال : وما هو الفارق بينه وبين المؤمن العادى الذى تبشره الملائكة بالجنة ؟.

قلت : أن المؤمن العادى بعد لقاء الملائكة يغوص فى البرزخ ميتا لا يحسُّ بشىء الى أن يأتى البعث ، ولا يحسُّ بالزمن ، أما من يُقتل فى سبيل الله فهو يعيش حيا يرى احبته فى الدنيا ، ويتمنى لو يلحقون به ، كما قال جل وعلا : ( بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) آل عمران ). الزمن هو الفارق الأساس . الموت فى البرزخ هو عدم الاحساس بالزمن. أما المقتول فى سبيل الله جل وعلا فهو يحس بالزمن ويعايشه يرى أهله ومن بعدهم. وأتصور أنه فى منطقة من البرزخ تهيىء له هذا ، ويكون مختلفا عن بقية الأنفس الميتة فى برزخ آخر . 

قال : ألا ترى تناقضا بين قوله جل وعلا : ( وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ (154) البقرة ) وقوله جل وعلا (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ) (185) آل عمران )   (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ) (35) الانبياء) (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57)العنكبوت ). هل لديك  شك فى أن من يُقتل فى سبيل الله جل وعلا سيذوق الموت ؟ .

قلت : الحديث هنا عن تذوق الموت ، وهذا سيحدث لكل نفس بشرية حين يأتيها الأجل وتُفى رزقها فى هذه الدنيا ويوف ويغلق كتاب أعمالها ، كل نفس تذوق الموت أى تدخل بوابته وتشعر برهبة لقاء الملائكة ، هذا هو معنى تذوق الموت والاحساس به فى الانتقال من عالم المادة الى عالم البرزخ . ولكن الموت نفسه بمعنى فقدان الاحساس لا يكون من نصيب من يُقتل فى سبيل الله جل وعلا ، إذ يستعيد حياته متنعما فى البرزخ ، هو مجرد انتقال من مستوى أرضى مادى الى مستوى أرفع وأعلى . بينما يموت الآخرون يغوصون فى قاع البرزخ لا يشعرون ولا يحسون بشىء الى أن يأتى يوم البعث .

قال : وماذا سيحدث لمن يُقتل فى سبيل الله جل وعلا يوم القيامة ؟

قلت : هو نفس ما سيحدث للجميع . سيتم تدمير الأرض والسماوات والبرزخ بكل مستوياته ، يقول جل وعلا : (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) ابراهيم). الأرض بمستوياتها السبع ( أرضنا المادية والست أرضين المتداخلة فيها ـ أو البرازخ الست المتداخلة فينا وفى الأرض ، ثم السماوات السبع التى تتداخل فى السبع ارضين ـ كلها يتم تدميرها فى لمح البصر أى بسرعة الضوء أو أقرب أى أسرع . وهذا هو الانفجار الأول ، أو بالتعبير القرآنى ( نفخ الصور ) وبه يعود العالم بسماواته وأرضينه وما بينهما الى نقطة الصفر التى بدأ منها . ثم يأتى إنفجار آخر ( أو نفخ الصور ) قيتم خلق أرض جديدة أزلية وسماوات جديدة ازلية ، ثم إنفجار آخر فيتم البعث ، سواء من كان حيا من قبل فى البرزخ ( منعما مثل من يُقتل فى سبيل الله جل وعلا ، أو مُعذبا فى البرزخ مثل فرعون وآله وقوم نوح ) . ويدخل الجميع فى دوامة البعث والحشر والعرض والحساب ، ثم الى جنة أو الى نار . هنا يفنى الزمن الأرضى العادى المتحرك وندخل فى زمن خالد لا ماضى فيه ولا مستقبل ، ولا يمكن لنا تصوره. 

 قال : يقول جل وعلا : (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِوَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68) وَأَشْرَقَتْ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70) وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72) وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنْ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74) وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ إِلاَّ (75)  الزمر).

قلت : ودائما .. صدق الله العظيم .

اجمالي القراءات 10775