تفجيرات بلجيكا والفوضى الخلاقة

سامح عسكر في الجمعة ٢٥ - مارس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

نفس ما حدث بعد ١١ سبتمبر يحدث الآن..وقتها انفجرت لندن ومدريد..اليوم باريس وبروكسل..شئ أشبه بلعبة الشطرنج وكأن هناك عقل مدبر لكل ما يحدث

هذا العقل يبدو أنه يعتمد على المنظومة الإسلامية في إحداث الفوضى.. ونتائجها ظهرت بسرعة في العراق وسوريا واليمن وليبيا..ويبدو إنه مطلع جيد على تراث المسلمين ومدى تأثرهم وتقديسهم له..

ولمن شاهد فيلم .."قناع فانديتا"..الذي صور هذه الحالة فنيا سيرى أنه كان يعتمد على وسيلتين:

الأولى: نزعة الانتقام... فهو يحب الرواية الشهيرة للبحار الفرنسي.."كونت دي مونت كريستو".. واللي ترجمت في مصر لعملين فنيين هما.."أمير الانتقام لأنور وجدي"...و.."أمير الدهاء لفريد شوقي"..

الثانية: خداع بصري يقلب الباطل حق..وظهرت في تفجيره للسوق القديم والبرلمان..فالتفجير نفسه باطل..لكن بالألعاب النارية وإظهار مشاعر السعادة يخلق من التدمير شعور بالنشوة...وبالتالي أصبح التخريب حق للجميع..

فلسفة صعبة أظن أنها كانت تحدث في الماضي تلقائيا..أما الآن فالمعطيات وتركيزها على الشرق الأوسط مع عمليات محدودة في أوروبا ظهر دافع القصد...

طب يعني إيه الكلام دا؟

يعني أي حرب مذهبية وتصعيد ديني مقصود...وأي إحساس بالسعادة والانتقام من خلالها كذلك...

يعني أي شعور بالانتقام والتشفي من عمليات داعش مقصود..وأي شعور بالنشوة من هذه التفجيرات أيضا مقصود..مثال النائب المصري .."شرشر"..اللي أظهر سعادته بتفجيرات بلجيكا وقال إنها عقاب إلهي على قرار البرلمان الأوروبي ضد مصر...!

لا يدري هذا النائب الساذج أن سعادته عند الأوربيين تورط في الجريمة ..هم لديهم معايير مختلفة عن السائدة في مصر..وعن طريقها ربما يتخذوا مزيد من الإجراءات...وهو دا الانتقام بتاع حسن الهلالي وفانديتا اللي يعتبر صلب نظرية الفوضى..

قدرة فلسفية عالية يتمتع بها المدير

لكن المؤكد إن كل عناصر الفوضى متغيرة..يعني المشهد الحالي وكل من ساهم في هذه الفوضى سيطاله سهم التغيير...ربما الثورات العربية لم تنتهي..أو يمكن تتخذ شكل آخر..ولكن هذه المرة ضد الدين...ومن يلحظ كم السخط الأوربي على الإسلام يدرك أن مرحلة الفوضى الآن ليست ضد أنظمة سياسية..بل ضد عقائد وأيدلوجيات شعبية..
 

 
اجمالي القراءات 7093