أيها المحمديون : مالكم من إله غير الله جل وعلا ..!!

آحمد صبحي منصور في السبت ٢٧ - فبراير - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

يأتينا اللوم على أننا نهاجم الصحابة حتى فى خُطب الجمعة المنشورة فى موقعنا وعلى الانترنت ، وينصحوننا بالكف عن هذا حتى تكون لنا شعبية ، فقد بدأت دعوتنا فى الانتشار ولكن يتحرج كثيرون منها بسبب هجومنا على الصحابة وخصوصا الخلفاء الراشدين. وقالوا إن الهجوم على البخارى أصبح مستحبا بعد أن قمنا بفضحه ، ولكن الهجوم على الصحابة والخلفاء الراشدين والفتوحات صعب ومن الأفضل التوقف عنه. وقلنا ونقول :

أولا

1 ـ ليست هناك مشكلة على الاطلاق حين تقتصر على تسبيح الله وحمده وذكره والحديث عن عظمته والوهيته جل وعلا . المشكلة تثور حين تنفى وجود آلهة معه وحين تنفى تقديس غيره . تتعقد المشكلة أكثر حين تنكر هذه الالهة بالاسم ، فاسماء الآلهة تحولت الى مقدسات مرعبة فى حد ذاتها . تتعقد المشكلة أكثر وأكثر وأكثر حين تثبت ــ بالأدلة القرآنية ــ أن بعض أصحاب هذه الأسماء المقدسة المرعبة هم كفرة مجرمون حُقراء وأعداء للاسلام ولرب العالمين ورسوله الكريم. يرتعب الناس حين تقول هذا عن ابى بكر وعمر وعثمان وأبى هريرة وعائشة والشافعى ومالك وابن حنبل ومسلم والبخارى وابن تيمية ..الخ .

2 ـ لم تكن هناك مشكلة لدى الأنبياء السابقين لو إقتصروا على الدعوة لألوهية رب العالمين ، فقد كان الأقوام يؤمنون برب العالمين . بدأت المشكلة وإشتعلت لأنهم دعوا الى نبذ التقديس لغير الله ، أى بدءوا بنفى الآلهة الأخرى . كل نبى قال لقومه :(يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ) ، لم يقل ( اعبدوا الله ) وسكت ، لأنهم كانوا يعبدون الله ـ مثلما يفعل المحمديون ، ولكنهم ـ ايضا مثل المحمديين ـ كانوا يقدسون مع الله جل وعلا آلهة أخرى . لذا قال الأنبياء لأقوامهم : :(يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ) ، قالها نوح وهود وصالح وشعيب ، وتكرر هذا فى سور (الاعراف ، هود ، المؤمنون ).

3 ــ وكان رد فعل الأقوام عجيبا : يؤمنون بالله ولكن يرفضون عبادته وحده .

3 / 1 : ( قوم نوح ) قالوا عن نوح ( مَا هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لأَنزَلَ مَلائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الأَوَّلِينَ (24) المؤمنون ). يعنى يؤمنون بالله وبملائكته . المشكلة أنه يدعوهم الى نبذ تقديس الآولياء الآخرين ، وهم ما سمعوا بهذا فى آبائهم الأولين . ولذا تعاهدوا على التمسك بعبادة أوليائهم وآلهتهم : (وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً (23) نوح ) تمسكوا بتقديس أسماء ما أنزل الله جل وعلا بها من سلطان ، وهى ( ود ، سواع ، يغوث ، يعوق ، نسر ) .

3/ 2 :  ( قوم عاد ) إستنكروا أن يدعوهم النبى هود لعبادة الله جل وعلا ( وحده ) :( قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا )(70) الاعراف ) . أى هم يعبدون الله جل وعلا ويعبدون آلهتهم أيضا ، وقد إستنكروا دعوته لهم أن يعبدوا الله جل وعلا وحده ، بل إتهموا نبيهم هودا بأنه إفترى على الله كذبا : ( إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ (38)المؤمنون ).يعرفون الله، بل ويزعمون أنهم يعرفون الله أكثر من النبى هود ، ولذا يتهمونه بأنه يفترى على الله كذبا . لم تكن هناك مشكلة لو إقتصر على الدعوة لعبادة الله دون التعرض لانكار آلهتهم ، ولقد غضب النبى هود وقال لهم : ( قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنْ الْمُنتَظِرِينَ (71) الاعراف )، أى هى عبادتهم لأسماء ما أنزل الله جل وعلا بها من سلطان ، شأن اسلافهم قوم نوح .

3 / 3 : ( الملأ من قوم ثمود ) سألوا المؤمنين المستضعفين عن النبى  صالح ( أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ ) (75) الاعراف ). اى انهم يعرفون الله جل وعلا ويتساءلون هل ارسل الله جل وعلا صالحا رسولا ؟

3 / 4 : ( قوم ابراهيم ) الذين حاكموا ابراهيم وأمروا بتحريقه لأنه كسّر آلهتهم ـ كانوا يؤمنون بالله ، لكن المشكلة أنهم يقدسون آلهة أخرى مع الله ، أى كانوا لا يعبدون الله وحده ، ولذا قال المؤمنون من أصحاب ابراهيم لقومهم : ( إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ) (4) الممتحنة ). تبرءوا منهم حتى (يعبدوا الله جل وعلا :" وحده "). هذه هى المشكلة ، كانت ولا تزال .

3 / 5 : فى مصر القديمة ، كانوا يعرفون الله جل وعلا ، ويقولون (  حاش لله ) : ( فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتْ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) يوسف ) ( قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ ) ، بل إستغفرت إمرأة العزيز أمام الملك وقالت : ( وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52) وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53) يوسف ). المشكلة أن المصريين كانوا ــ ولا يزالون ـ يعبدون أسماء ما أنزل الله جل وعلا بها من سلطان ، وهذا ما قاله يوسف لصاحبيه فى السجن : ( يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمْ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (40) يوسف ). كانت الأسماء المقدسة اوزير ( اوزيريس ) ( عزى : ايزيس ) ( حورس ) ( آمون ) ( رع ) ، وهى الآن اسماء مقدسة أخرى لها أضرحة وقبور مقدسة : ( الحسين / البدوى / الشافعى / الشاذلى / السيدة زينب / المرسى أبو العباس / ابراهيم الدسوقى ..الخ )، أى نقول لهم مقالة يوسف عليه السلام : مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (40) يوسف ).

3 / 6 : (العرب وقريش ). كانوا يقدسون الأولياء يعبدونها لكى تقربهم الى الله جل وعلا زلفى ، فكانت الدعوة القرآنية لهم بإخلاص دينهم لرب العزة وحده فلا إله معه ولا إله غيره ، وهو وحده الولى والشفيع والنصير : (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنْ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدْ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (2) أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3) الزمر). رفض العرب بزعامة قريش أن يعبدوا الله جل وعلا وحده ، وغضبوا لأن النبى محمدا تعرض لآلهتهم بالانكار فكرروا نفس ما قالته الأمم السابقة من الاصرار على التمسك بأوليائهم وأوليائهم ،وتعجبوا من حصر التقديس والتأليه فى رب العزة وحده ، وتعاهدوا على الصبر على التمسك بتقديس آلهتهم ، واستنكروا أن تأتيهم دعوة لترك تقديس آلهتهم وهم لم يسمعوا بهذا من قبل ، وتساءلوا لماذا لم ينزل الله جل وعلا القرآن عليهم ولماذا إختار محمدا من بينهم : ( أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5) وَانطَلَقَ الْمَلأ مِنْهُمْ أَنْ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6) مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلاَّ اخْتِلاقٌ (7) أَؤُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا ) ص )، ويقول جل وعلا:( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الأَوْتَادِ (12) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ أُوْلَئِكَ الأَحْزَابُ (13) إِنْ كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (14)ص ). أى فعلت قريش والعرب نفس التكذيب الذى حدث فى الأمم السابقة . كل ما هنالك هو تغيير أسماء الآلهة . لم تعد أسماء آلهة قوم نوح ( ود ، سواع ، يغوث ، يعوق ، نسر ) ولا أسماء قوم عاد بل أسماء جديدة ، قال عنها رب العزة : ( أَفَرَأَيْتُمْ اللاَّتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى (20) أَلَكُمْ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى (21) تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى (22) إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ )(23) النجم ). وانتهت تلك الأسماء التى ما أنزل الله جل وعلا بها من سلطان ، وجاء الدور على أسماء مقدسة جديدة قدسها المحمديون : ( محمد ، ابو بكر ، عمر ، عثمان ، على ، الحسين ، الصحابة ، آل البيت ، ابوهريرة ، عائشة ، البخارى ..الخ ). أى نقول لهم مقالة رب العزة :( إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ )(23) النجم ). لا بد من الجهر بالحق لتدمير قدسية هذه الأسماء .

3 / 7 : وكرر شيوخ الأزهر معى نفس مقالات المشركين . قالوا إن للأزهر ( مألوفا ) يسير عليه ولا سبيل الى تغييره ، وقالوا لى : من انت لكى تخرج على ما ألفينا عليه آباءنا ؟ وانهم ما سمعوا هذا من الشيوخ السابقين .

4 ـ وكان رد فعل الأقوام عجيبا : يؤمنون بالله ويؤمنون بأوليائهم وآلهتهم أيضا ، بل ويهددون النبى نفسه بقدرة آلهتهم وغضبها على النبى لأنه تجرأ على إنكارها .

4 / 1 : قوم نوح هددوه بغضب آلهتهم ، فأعلن نوح لهم تحديه لتلك الخرافات ، ودعاهم لتوحيد جهودهم وجهود آلهتهم المزعومة ضده ـ لو إستطاعوا: ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ (71) يونس ) .

4 / 2 : النبى (هود )عليه السلام دعا قومه لأن يستغفروا ربهم وأن يتوبوا اليه من عبادة غيره : (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ )هود 52 ) أى إنهم يعرفون الاستغفار والتوبة لرب العزة جل وعلا ، ولكنهم تمسكوا بأوليائهم وآلهتهم وقالوا : ( يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (53) هود ) ثم خوّفوه بغضب آلهتهم فقالوا: ( إِنْ نَقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ ) فأعلن براءته من آلهتهم : ( قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54)هود ) وتحداهم وتحدى آلهتهم : ( مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56) هود ).

4 / 3 : وحين أعلن ابراهيم عليه السلام كفره بآلهة قومه قائلا : (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ (79) الانعام  ) جادلوه بالتخويف من غضب هذه الآلهة وردّ عليهم بأنه لا يخاف غضب آلهتهم المزعومة ، بل إنهم هم الذين يجب أن يخافوا غضب الرحمن جل وعلا ، وأنه هو الأحق بالأمن منهم : (وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِي وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (81)الانعام )

4 / 4 :  كررت قريش نفس الفعل فى تهديد النبى محمد وتخويفه إن هو إكتفى بالله وحده وليا وألها ، فقال جل وعلا : ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36) الزمر ). وأمره ربه أن يعلن لهم إنهم آلهتهم المزعومة مجرد موتى غير أحياء ، وما يقال فى سطوتها ليس  سوى خرافات وأكاذيب مختلقة : (  وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20) أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21) إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (22) النحل ) . هذا هو ما ينطبق بالضبط على آلهة المحمديين وقبورهم المقدسة ، من القبر المنسوب للنبى الى قبور الصحابة والأولياء وآل البيت . وأكّد رب العزة أن تلك الآلهة والأولياء كانوا عبادا أمثال من يعبدها ، ولقد تحولوا بالموت الى رماد ، ومثلما ما حدث مع نوح وهود أعلن خاتم النبيين تحديهم وتحدى آلهتهم المقبورة ، يقول جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (194) أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلْ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنظِرُونِ (195) إِنَّ وَلِيِّي اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (196)الاعراف).

4 / 5 : وكرر شيوخ الأزهر معى التهديد بغضب آلهتهم . زعموا ـ فى المرحلة الأولى من الإضطهاد وقت رسالة الدكتوراة التى فضحت كُفر التصوف وأوليائه ( 1977 : 1980 )ـ أن السيد البدوى قد أصابنى بالعمى . وجاء بعضهم يستوثق من هذا ، فقلت له اننى حتى لا ألبس نظارة طبية ، فأخذ المعتوه يجادلنى مصدقا فعلا أن السيد البدوى أعمانى ..وفى المرحلة الثانية من الاضطهاد فى الجامعة ( 1985 : 1987 ) والتى فضحت فيها دين السنة كانوا يتحاشون الاقتراب منى خوفا أن تحل بهم اللعنة .!. وتعلمت من مسيرة الاضطهاد أن أخاف الله جل وعلا وحده ولا أخافهم ، وان أبذل وسعى فى إخلاص دينى لرب العالمين مصداقا لقوله جل وعلا :  ( قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلْ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) الزمر)

5 ـ وفى النقاش معهم كان التركيز على نفى وجود آلهتهم المزعومة وليس إثبات ألوهية الرحمن لأنهم كانوا يؤمنون ـ مثل المحمديين ـ أن الله جل وعلا خالق السماوات والأرض ، ونرجو تدبر  قوله جل وعلا  وكأنه يخاطب المحمديين فى عصرنا : ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِي اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِي اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (38) الزمر)  ( قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ قُلْ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لا يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ نَفْعاً وَلا ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلْ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (16) الرعد ).

أخيرا :

1 ـ نحن ندعو بمعنى ( لا اله الا الله  )،وهى تبدأ بالكفر ( لا إله ) وتنهى بالايمان بإله واحد ( إلا الله ) أى نبدأ بالتركيز على نفى الكفرلتكون الالوهية خالصة للخالق جل وعلا . ونحن نقول الحق واضحا وصريحا ، نذكر الأسماء المقدسة والآلهة المقدسة ونثبت أنهم بشر، وليسوا آلهة . بعضهم عبده المحمديون دون أن يعلم مثل مصطلح الصحابة ، بعضهم دعا الناس لعبادته مثل أئمة وشيوخ التصوف ، وبعضهم شخصيات تاريخية ما أنزل الله جل وعلا بها من سلطان ، وارتكبت جرائم فى حق الاسلام مثل الخلفاء الفاتحين الذين جعلوهم راشدين ، ولا يزال يعبدهم المحمديون، ومثل أئمة الضلال السنى والشيعى والصوفى، والذين تفوقوا فى الكذب على ( مسيلمة الكذاب ) . ثم تلك الشخصية الخرافية الوهمية التى إختلقوها للنبى محمد والتى تناقض حقيقته القرآنية، والقبر الرجس الذى نسبوه اليه والذى يحجون اليه . نحن  ـ وبأعلى صوت ـ نعلن الكفر بكل تلك الآلهة المزعومة ، ونؤكد أن التفريق بين الرسل هو الكفر بلا جدال وفق ما جاء فى القرآن الكريم ( البقرة  136 ، 285 ، آل عمران  84، النساء 150 ـ  152 ). ونؤكد أن شهادة الاسلام واحده بالله جل وعلا الواحد الأحد ، وهى ( لا إله إلا الله ) وأن إضافة إسم مخلوق اليها هو كفر ، كان يقال ( محمد رسول الله و على ولى الله ) .

2 ـ كان الموج ضدى عاليا حين وقفت ضد التصوف ( 1977 : 1980 ) خصوصا حين كان شيخ الأزهر عو زعيم الصوفية ( د عبد الحليم محمود ) كنت مجرد مدرس مساعد ولم أخش عبد الحليم محمود الذى كان السادات يعمل له ألف حساب . وانتصرت على التصوف وحطمت اسطورته فى داخل الأزهر وخارجه ، وكنت وقتها سنيا معتدلا أحاول إصلاح السنة ، وانتهى الأمر بهجومى على السنة وكفرى بها ، وحدثت المحنة التالية داخل الأزهر ( 1985 : 1987 )، وكانوا يقولون لى : وافقناك أخيرا على هجومك على التصوف ، ولكن السُّنّة لا . ولكن البخارى لا . وكنت أقول لهم وقتها ـ سيأتى الوقت الذى تتبدد فيه أساطير البخارى والسُّنّة . الآن وبعد عشرين عاما وبعد أن هاجمت الصحابة المنافقين والخلفاء الفاسقين يقال نفس الكلام : الخلفاء والفتوحات لا .. وأؤكد : ( لا ) : لا إله إلا الله .

اجمالي القراءات 9988