التكفير والاضطهاد منهج الكافرين
التكفير والاضطهاد منهج الكافرين

رضا عبد الرحمن على في الخميس ٢١ - يناير - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

التكفير والاضطهاد منهج الكافرين

هذا المقال البحثي سأحاول بعونه جل وعلا اثبات حقيقة قرآنية هامة وهي أن منهج التكفير والاضطهاد والظلم بسبب الدين والمعتقد لا علاقة له بدين الله جل وعلا وإسلامه الحنيف الذي يجسده القرآن الكريم خاتم الرسالات السماوية ، الذي نزل على خاتم النبيين لينذر به وليكون ذكرى للمؤمنين ، وأن الرسل والأنبياء جميعا حسب ما جاء عنهم في القصص القرآنى كانوا يتبعون منهجا واحدا وأسلوبا واحدا هو الدعوة بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة ، وفي المقابل كان يتم تكفيرهم واتهامهم بالجنون والكفر والظلم والفساد في الأرض ، وسأحاول اثبات أن اهم سمات وصفات الكافرين في كل زمان ومكان أنهم يظلمون ويضطهدون ويُكفرون دعاة الإصلاح والتنوير ويحاولون نفيهم من الأرض وحرمانهم من حقهم في نشر دعوتهم السلمية فيقابلونها بالغلو والتطرف والتكفير وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا ، وفي أول سورة الأعراف يبدأ ربنا جل وعلا الحديث عن القرآن الكريم بدعوة الناس باتباع القرآن الذى نزل من عند الله وعرض قصة آدم وخروجه وزوجه من الجنة ، والحديث عن الذين آمنوا والذين كفروا بالقرآن وجزاء كل فريق ، واعتبار الذين يفترون على الله الكذب أظلم الناس ، ومشهد من مشاهد يوم القيامة يبين صدمة الكفار الذين كذبوا بآيات القرآن ونسوه واعترافهم بالحق لكن بعد فوات الأوان في وقت لن يجدوا فيه شفعاء ، ولا عودة من جديد للحياة الدنيا لتجديد العمل وإصلاح الأمور..

وبعد هذا يبدأ ربنا جل وعلا في ذكر قصص الأنبياء وموقف كل نبي مع قومه والفعل ورد الفعل ، وهذا ما اعنيه في هذا المقال ، لأن الملفت للنظر أن منهج الأنبياء واحد في كل العصور ، هو الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وبكل أدب وهدوء ودون إجبار أو فرض الدين على الناس بالقوة ، وفي المقابل يكون رد فعل الكفار باتهام الأنبياء بالكفر والضلال والسحر والجنون والفساد في الأرض والكذب وأحيانا ظلمهم وطردهم من البلاد أو قتالهم هم ومن آمن معهم لإجبارهم على العودة لدين الكفر والضلال حتى يتوقفوا عن اضطهادهم وظلمهم..

1ــ في الآية 59 من سورة الأعراف يقول ربنا جل وعلا (لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) وهى دعوة هادئة ليس فيها أي هجوم ، وفي المقابل كان رد الملأ من قومه في الآية 60 (قَالَ الْمَلأ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) ، لم ينفعل نوح عليه السلام باتهامه بالضلال المبين رغم أنه رسول من عند الله ، وإنما حافظ على هدوئه وبدء يوضح لهم حقيقة قضيته ورسالته ودوره الذى أرسل به من رب العالمين يقول تعالى (قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنْ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ  أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) لم يتعدى حدود الأدب والحوار بالحسنى والنصيحة ولم يتهمهم بالكفر ولم يسبهم أو يتوعدهم بعقوبة سيقوم هو نفسه بتنفيذها عليهم ، وإنما ترك مسألة الحساب والعقاب لرب العالمين ، ولا شأن له بها فقد فعل ما طلب منه بلغ رسالة ربه ونصح قومه وأنذرهم فلم يؤمنوا فجاءهم العقاب الإلهى من رب العالمين في قوله تعالى (فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً عَمِينَ) الأعراف 59 : 64

2ــ يذكر ربنا جل وعلا في قصة هود عليه السلام يقول جل وعلا (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ) هود عليه السلام يدعو قومه أن يعبدوا الله الواحد الأحد بكل هدوء ودون تعصب أو مكبرات للصوت أو صراخ كما يفعل أئمة المساجد في توجيه كلامهم للناس ، فكان الرد من قوم عاد (قَالَ الْمَلأ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنْ الْكَاذِبِينَ) اتهمه الكفار من قومه بأنه سفيه وكاذب ، ماذا فعل وهو نبي مرسل من عند الله .؟ (قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ  أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ  أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) ظلّ هود على حاله من الهدوء والسكينة والإيمان بقضيته ورسالة ربه وأنه ناصح أمين جاءهم بذكر من الله لينذرهم ، وبدء يذكرهم بأنهم خلفاء قوم نوح وعدّد نعم الله عليهم لكى يؤمنوا ، رفضوا نصحه وكلامه وردوا عليه قائلين (قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنْ الصَّادِقِينَ) رفضوا ترك ما وجدوا عليهم آباءهم وطالبوه بآيات ومعجزات ، هنا انتهى دور هود عليه السلام حسب سياق القصص القرآني وحسب دوره كنذير ورسول وناصح امين ن وانتقل الأمر أيضا لرب العزة للحساب والعقاب ، ولم يهددهم بأنه سيفعل بهم كذا وكذا أو أنه سيعلق لهم المشانق لأنهم كذبوه ولم يؤمنوا برسالته ، وإنما قال (قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنْ الْمُنتَظِرِينَ  فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ)

3ــ يذكر ربنا جل وعلا قصة صالح عليه السلام مع قومه ثمود يقول تعالى (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ  وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ) نفس الأمر دعوة هادئة أساسها عبادة الله جل وعلا وحده بلا شريك إضافة لاختبار جديد هو موضوع الناقة وتركها تأكل أرض الله ، كيف كان رد الفعل من الكفار(قَالَ الْمَلأ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ  قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ  فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنْ الْمُرْسَلِين ) وتطور جديد في هذه القصة من ناحيتين الأولى موضوع اضطهاد المستضعفين الذين آمنوا مع صالح ومحاولة التغرير بهم ، والثاني موضوع الناقة مع مطالبتهم له بتحقيق وعوده لهم لكى يثبت صدق رسالته ، ماذا فعل بهم صالح هل ضربهم أو جلدهم أو حبسهم أو سبهم أو شتمهم ، بل قال (فَأَخَذَتْهُمْ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ  فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ) تركهم وذهب بعيدا وفوض الأمر كله لله رب العالمين.

4ــ قصة لوط عليه السلام كان يطلب من قومه أن يتوقفوا عن ممارسة الفاحشة مع الرجال لأن هذا اسراف وحذرهم ونصحهم أن هذه الفاحشة ما سبقهم بها من أحد فقال لهم (وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ الْعَالَمِينَ  إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ) ماذا فعل قوم لوط وماذا كان الرد (وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ) اتفقوا على إخراج لوط ومن آمن معه من القرية لأنهم أنسا لا يمارسون الفاحشة مثلهم ولأن لوطا يطالبهم بالتوقف عن ممارسة الفاحشة ، هل قاومهم لوط  .؟ هل حاول الصمود والبقاء في محل إقامته من أجل نشر دين الله .؟ هل أصر أن يستشهد من أجل الدعوة .؟ هل حاول تفجير نفسه وسط هؤلاء المجرمون المسرفون الذين يأتون الرجال شهوة من دون النساء لكى ينتصر لدين الله.؟ لا والله لم يفعل أي شيء من هذا ، وإنما ترك الأمر لمولاه جل وعلا يتصرف فيهم كيف يشاء ويحاسبهم ويعاقبهم كيف يشاء لأنه أعلم بهم قول تعالى (فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنْ الْغَابِرِينَ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ)..

5ــ قصة شعيب عليه السلام التي جاءت بموقف جديد يبين أن الخلاف بين فردين أو حزبين او جماعتين أو دولتين بسبب الدين أو المعتقد مرجعه لله جل وعلا يحكم فيه يوم القيامة بين الطرفين .

بدء شعيب مع أهل مدين بدعوتهم لعبادة الله جل وعلا وحده بلا شريك ومطالبتهم بالقسط في الكيل والميزان و عدم السرقة وبخس الأشياء وعدم الإفساد في الأرض لأن هذا فيه الخير لهم وحذرهم من الصد عن سبيل الله ومعارضة الذين آمنوا معه ، وذكرهم بنعمه جل وعلا عليهم ، ولا ننسى أنه أرجأ الخلاف بينه وبينهم لله الحكم العدل وهو خير الحاكمين ، ولم يفكر في عقد جلسة محاكمة بين من آمن ومن لم يؤمن لأن الحكم على عقائد الغير ومحاسبتهم على ما يؤمنون وما يعتقدون ليس شأنا خاصا بالأنبياء والمرسلين فهل يكون شانا لأحد من البشر بعدهم.؟! ، يقول تعالى  (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ  وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجاً وَاذْكُرُوا إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ  وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ)..

بدء الاضطهاد العلنى لشعيب ومن آمن معه وتهديده من الملأ الكافر المستكبر بإخراجهم من القرية أو العودة للكفر (قَالَ الْمَلأ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا )رد عليهم شعيب بأنه لن يفعل هذا إلا أن يكون مكرها وبين لهم أن هذا افرتاء على الله وأنه دعا ربه أن يبعد بينه وبينهم ( قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِين قَدْ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ).

لم ينتهى الأمر ، وإنما الملأ الكافر هددوا الذين آمنوا مع شعيب بأنهم من الخاسرين (وَقَالَ الْمَلأ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَئِنْ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَخَاسِرُونَ) ، كان الرد من الله جل وعلا ( فَأَخَذَتْهُمْ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كَانُوا هُمْ الْخَاسِرِينَ ) ، وبين رب العزة أن العكس هو الصحيح أن الذين كذبوا شعيبا كانوا هم الخاسرين ، وماذا فعل شعيب وماذا قال ( فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ)..

وللحديث بقية إن شاء الله

 

اجمالي القراءات 10352