وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا

لطفية سعيد في الثلاثاء ٠٥ - يناير - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

 
كتبت تعليقا على مقال (وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّه ) نافشت فيه الإسراف في القتل وذلك في آية 33 الإسراء : (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ ُقتل مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا(33).الإسراء.)
الإسراف هنا هل تعني المبالغة في القتل ومجاوزة الحد في الانتقام والأخذ بالثأر  ..بالرغم من انه وليه له سلطان  من قبل رب العزة .. هل يستخدمه في القتل ام في الحديث باسم القتيل المظلوم .. هل لابد من القتل أصلا..  أمثلة الإسراف في القتل كثيرة على المستوى الإنساني ،   كيف يتحول الولي الذي يؤيد بنصر الله ( إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا) من (منور ) إلى مسرف ؟ تأمل معي هذه الآية وخاصة ما تم تلوينه من العفو ، واتباع المعروف والأداء بإحسان ثم فوق ذلك كله من عفي له من اخيه جعله بمثابة الأخ .. وفيه تخفيف من رب العزة في هذا ، وهذا فقط يصبح الولي منصورا قال تعالى :   يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنْ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ(178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179) البقرة .) )
فرد على التعليق الأستاذ إبراهيم بوليفة وقال :
(لا أظن أن الأية  179 من سورة البقرة  تعالج موضوع قتل النفس بالنفس أو بما يسمى القصاص فلا أظن أن الله العادل يرضى بأن يقتل عبدا أوحرا أو أنثى لا ذنب لهم سوى أنهم كانوا من نفس صنف  الطرف المقتول  وهذا بتطبيق أبسط القواعد الفقهية  ولا تز وازرة وزر أخرى فعليه يجب علينا فهم هذه الأية بمفهوم أخر لا يطعن في عدالة الله تعالى ) انتهى
ولأن الموقع مدرسة نتعلم فيها كيف نتدبر آيات القرآن فقد رجعت لمقالات الدكتور احمد صبحي فهي مرجعية لي وغيره من أعمدة الموقع بالطبع فبدأت مقارنة الآيات ببعضها  ، والوقوف على بعض ما أُجمل في بعضها ، وتم شرجه في البعض الاخر ، وقد وضعت لنفسي اسئلة ،  كثيرا ما شغلت تفكيري  : ما الفرق بين الدية والقصاص ؟  ولم اشترطت الآية الكريمة في سورة البقرة  179 التساوي في القصاص ،  كيف يكون في القصاص حياة مع انه يُنظر إليه على أنه قتل  ... سنحاول معا الإجابة عن تلك الأسئلة آملة  من الله التوفيق والسداد : أولا  قد وجهت الآيات  حديثها للذين آمنوا  تحديدا( المؤمنين سلوكيا) ... حيث يأمن الناس جانبهم  ، وهم من يهتم بهذه الأوامر  حيث أن غير المؤمن سلوكيا  غير معني بهذه الأوامر من الأساس !!   وطالما نتحدث عن المؤمنين فالبتالي هو قتل خطأ  وهو ما يستوجب القصاص أو الدية : وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وتتصدر الآية بالفعل كُتب المبني للمجهول ، ولكنه فاعله غني عن التعريف فمن كتب  هو لله سبحانه  معروف  ، حتى تثير العقل والذهن للتفكير فيمن كتب ، (عليكم )، عليكم الالتزام إذ يجب  عليكم اتباعه وحده ،  وخصص سبحانه وتعالى نوعا واحدا للقصاص وهو القصاص في القتلى ، معنى ذلك ان هناك انواعا أخرى من القصاص !!!الكن الحديث هنا عن القصاص في القتلى فقط وبعد ذلك ذكر ثلاث حالات ،  الحر ،وشرط لحدوث القصاص أن يتساوى الحر
بالحر ، واعتقد ان الحر تعني الذكر هنا ،( مجرد وجهة نظر ) والعبد بالعبد ، والأنثى بالأنثى تشمل كل انواع الإناث من حرة وغير حرة ، وذلك  إلا إذا تم الإعفاء من (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيه)هذا الإعفاء في حالة عدم وجود التماثل المذكور في الآيات(الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى ) وفي هذا تكمن الحياة وتسير .. هذا الأمر فيه رحمة لذا كان التشديد على وجود المثل ،فيأتي قبول الدية في الدنيا على أن الله سبحانه سيعاقب  من فعل هذا في الاخرة،  وربما كان الإعفاء من أهل القتيل  مع وجود المثل!! ولذلك اعتقد أن التنبيه على عدم الإسرف في القتل من قبل الخالق عز وجل في سورة الإسراء ، لولي المقتول ،لأن الإسراف لا يتفق مع نصرة الله  ، هو يكون منصورا عندما يلتزم بما امر به الله سبحانه من غير ذلك وبه يكون سلطانه .. وعن  التفضل والزيادة  من  ولي الفتيل  حتى مع   وجود المثل والتساوي .. و تكون قبوله للدية ، أو تنازله بالكامل عنها بالإعفاء.. وهذا ما أردت لإيصاله في التعليق 
: http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=14026#79470  
والقصاص  بهذه المساواة  يمنع بالطبع ألا يقتل قاتل آخر!! فلا يمكن القصاص إلا من القاتل  نفسه بالمساواة ، مع وجود تخفيف يعطي الحق لولي القتيل يالعغو ختى مع وجود المساواة  !! وفوق ذلك كله  أن يكون القتل ليس فيه تعمد ( قتل خطأ ) كما أوضحنا ان الايات بدات حديثها :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) ومن يقوم بالقتل العمد نفت كونه مؤمنا :.    
) وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَنْ يَصَّدَّقُوا) 
أما من يقوم بالقتل المتعمد :
 وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً (93) 
وقطعت السبيل على من  يريد عرض الحياة الدنيا عندما يجد مسالما فيقتله أو ياخذه أسيرا ، فالحكم في الإيمان والكفر القلبي متروك فقط لرب العزة   : 
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً (94) النساء
اما عن الآية التالية من سورة المائدة ، فذلك تشريع خاص بالتوراة فقط ،  تأمل  :
 وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (45) المائدة ) 
ودائما صدق الله العظيم
 
اجمالي القراءات 18296