امبراطورية المثقفين

سامح عسكر في الجمعة ١٣ - نوفمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

من عجائب الدولة أنها تقوم على عقول المثقفين، ومع ذلك تضطهدهم، فكل سلطة حكمت دولة كان معها مثقف ينصح الحاكم ..

كذلك وكل دولة انهارت كان معها مثقف ينصح المعارضة...

المثقف هو المحرك للمجتمع وهو شرارة الثورات، وهو عمود التغيرات، وهو الذي يقض مضاجع الحكام..وهو الذي يدافع عنهم، وهو الذي يؤذي العمال.. وهو الذي يدافع أيضا عنهم..

توضيح

الدولة تقوم على عناصر ثلاث.."الحاكم والعامل والمثقف"..اثنان منها قاصران.. لديهم وظيفة واحدة إما الأمر أو الطاعة..أما المثقف فهو الذي يصنع معايير الأمر والطاعة، أي أنه الذي يصنع الحاكم والعامل معا..

فهو الأرقى لأن الحاكم مهما كان عاقلا فهو يفهم حجم الدولة فقط ولكن لا يفهم حجم الراتب..

والعامل يفهم حجم الراتب لكن لا يفهم حجم الدولة

بينما المثقف يفهم حجم الراتب والدولة معاً، وهو الذي يدير تلك المنظومة، وفي يديه كل خيوط اللعبة..

تنهار الدول في الغالب بفساد عنصر المثقفين، قبل عنصر الحاكم أو جهل العامل، فالمثقف (المنافق) يطمس حقائق الدولة السيئة، والمثقف (المرتزق) يدافع عن سلطة سيئة، والمثقف(الحاقد) يدافع عن قطعان غاضبة..

قد يكون المثقف أديب أو صحفي أو فيلسوف أو حتى رجل دين، فالثقافة هنا ليست بمعناها الأصيل الذي يعني الاطلاع، ولكن لمن يمتلك جانب المعلومة ويحصل على ثقة الجماهير..

في الأخير: تنجح الدول باهتمامها بعنصر المثقفين، بأن تتيح لهم حرية الرأي والتعبير، فحرية الرأي للمثقف تكشف حالة (النفاق) التي قد تعتري البعض نتيجة الخمول أو قلة المعلومة، وتكشف حالة (الارتزاق) التي يعاني منها الضعفاء والانتهازيين، وتكشف حالات(الحقد) التي يمرض بها العدوانيون..

النجاح بالحرية..وليس بطمسها أو قمعها
 

 
اجمالي القراءات 7579